Chronicle of the Middle East and North Africa

العمل الدرامي المثير للجدل “الزين اللي فيك” يفتح النقاش على مصراعيه حول الدعارة في المغرب

Nabil Ayouch director of Much Loved
مخرج الفيلم المثير للجدل الزين اللي فيك، نبيل عيوش، في موقع فيلم كل ما تريده لولا, 2007. Photo Archives du 7e Art/DR

يتحدث فيلم “الزين اللي فيك”,  من إخراج المخرج المغربي المثير للجدل نبيل عيوش، عن أربع عاملات جنس في مراكش. ويسعى المخرج، من خلال هؤلاء النسوة، تسليط الضوء على السياحة الجنسية في المغرب والحقائق القاسية لهذا العالم السري. الفيلم، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في مايو 2015، يعتبر أول فيلم يتعامل بجدية مع قضية الدعارة في المغرب، التي تعتبر من الدول الإسلامية النامية.

وقد أثار الفيلم جدلاً غير مسبوقاً على مستوى وطني في وسائل الإعلام وأصبح نقطة حوار في أماكن العمل والمدارس والمنازل. وفي حين يراه البعض محاولة إبداعية، وقطعة فنية تعكس حرية التعبير في المغرب، اعتبره آخرون إباحياً وفاجراً.

تصدّر الفيلم عناوين الأخبار حتى قبل عرضه في المغرب، وذلك بعد أن سربت عدة مقاطع تتضمن ايحاءات جنسية و”فِسق،” ولغة “غير لائقة” على موقع يوتيوب.

وإنقسمت الأراء حول الفيلم بشكل كبير ما بين الإدانة والثناء. وتلقت الممثلة الرئيسية في الفيلم، لبنى أبيدار، تهديداتٍ بالقتل وتم إنشاء صفحة على موقع فيسبوك تدعو إلى إعدام كل من أبيدار وعيوش. وفي الوقت نفسه، دافع أنصار الفيلم عن محاولات المخرج لنقل الواقع وأشاروا إلى أنّ الإدانة لا تخدم سوى حماية الأثرياء الذين يستغلون حاجة الشابات إلى المال.

كما استنكرت شخصيات سياسية ودينية رفيعة المستوى أيضاً الفيلم، لتقديمه المغرب وكأنه بيت دعارة، وتمجيده العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والتعاطف مع الشذوذ الجنسي.

رد المخرج بالقول إن عمله يتضمن مشاهد جريئة مستمدة من الواقع، كما غرّد على موقع تويتر“يتوجب على المغاربة زيارة بلادهم”.

ومع ازدياد الجدل، أعلنت وزارة الإتصالات أنها لن تسمح بعرض الفيلم في السينما المغربية. وتتضمن الأسباب الرئيسية التي تم طرحها كون الفيلم ” يقوض القيم الأخلاقية وكرامة المرأة المغربية، ويعتبر هجوم صارخ على صورة المملكة.”

وقد تم رفض قرار حظر الفيلم من قبل جمعية منتجي الأفلام الوطنية التي وصفته بأنه “غير قانوني، خلافاً لدستور البلاد، وانتهاكاً لحرية الرأي والتعبير والإبداع”.

ويحول الفيلم الأنظار على مشكلة يود غالبية المغاربة نسيانها: عالم العاهرات، و”القوادين” أو من يسهلّون أعمالهم والذين يستغلونهم، والمسؤولين الذين يرخصون الدعارة بل ويتربحون من تجارتها. وتعتبر الدعارة غير مشروعة في المغرب إلا أنها أيضاً تعاني من سوء التنظيم. ووفقاً للمنظمة الافريقية لمكافحة السيدا (OPALS) وفي عام 2008، كانت 90% من العاهرات في المغرب تحت سن الـ20 عاماً، و31,5% لم يذهبن قط إلى المدرسة، و21,1% أنهين التعليم بعد مرحلة الثانوي.

وفي الفيلم، يصف المخرج الدعارة بأنها ممولة ومحرّضة من قِبل الأغنياء ويتم تنفيذها في أماكن ذات حراسة مشددة. وبالطبع سيخسر هؤلاء الأثرياء في حال اندلاع أي فضيحة تُظهرهم مع أي من االقوادين ذوي السمعة السيئة أو مع أي أعضاء مهمين من شبكة الإتصال الخاصة بهم، وذلك في إشارة إلى أولئك الذين يملّون “الدولارات البترولية،” الأموال التي يدفعها الرجال الأثرياء من دول الخليج مقابل الجنس، ويحذر الفيلم من السياحة الجنسية التي أصبحت واسعة الإنتشار على نحوٍ متزايد. ويهدف عيوش إلى إجبار الناس بشكلٍ عام، وصناع القرار على وجه الخصوص، على مواجهة خطر الدعارة والفساد المرتبط به.

مع استمرار الجدل حول دوامة “الزين اللي فيك،” فمن الجدير بالذكر بأن الصحفية عائشة مكي، والتي بدأت حياتها المهنية في محطة الإذاعة المغربية في الرباط في أواخر السبعينات، والتي انتقلت فيما بعد إلى الصحيفة اليومية l’Opinion الفرانكفونية المغربية، حيث قضت هناك 17 عاماً، وكانت تكتب في المقام الأول في قسم “على مقاعد المجتمع” الذي أرّخ الإجراءات القضائية، أصبحت بطلة المضطهدين، حيث كانت تصف بالتفصيل مصاعب المهمشين والمهملين، بما في ذلك الزوجات المعنفات، والخادمات، ومدمني المخدرات، ومدمني الكحول، والعاهرات، وغيرها من المشاكل مثل العنف المنزلي، والتقاليد المهجورة، والإقصاء الاجتماعي، والآثار المدمرة للفقر. وعكَسَ عملها إيمانها بالنُبل والكرامة لجميع البشر، وغالباً ما حملها صوب القضايا المنسية في المجتمع، حيث يجرؤ عدد قليل من الصحفيين، وبالتحديد من النساء تسليط الضوء عليها. توفيت في ظروف غامضة عام 1992.

user placeholder
written by
veronica
All veronica articles