الشرق الأوسط يواجه أسبوعًا مصيريًا يُسلط الضوء على المفاوضات الدبلوماسية والإصلاحات الاقتصادية والاحتفالات الثقافية. إليكم لمحة مركزة عن الأحداث الحاسمة التي ستشكل مسار المنطقة.

تحولات دبلوماسية وسياسية
أُعيد جدولة قمة جامعة الدول العربية الطارئة في القاهرة، التي كانت مقررة في ٢٧ فبراير ٢٠٢٥، إلى ٤ مارس ٢٠٢٥. ستناقش القمة المقترحات المثيرة للجدل من إدارة ترامب بشأن غزة، بما في ذلك خطط إعادة التوطين ومفاوضات وقف إطلاق النار.
يأتي هذا قبل اجتماع عالي الأهمية في ٥ مارس ٢٠٢٥ بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث سيناقش الزعيمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة وخطط طوارئ في حالة تعثر المفاوضات.
في غضون ذلك، تستعد الأردن وتونس لإطلاق أجندات سياسية محدثة في ٥ مارس و٩ مارس ٢٠٢٥ على التوالي. تركز إصلاحات الأردن على تبسيط الإدارة العامة والانضباط المالي، بينما تؤكد خطة تونس على إعادة هيكلة الحوكمة—وهو ما يُعتبر حاسمًا لتحقيق التوازن بين الاستقرار المحلي ومتطلبات الأمن الإقليمي.
مبادرات أمنية وإنسانية
وسط التوترات الإقليمية، تشهد المنطقة جهودًا أمنية وإنسانية رئيسية هذا الأسبوع. في ٦ مارس ٢٠٢٥، ستعقد طاولة مستديرة لمكافحة الإرهاب في القاهرة بحضور مسؤولين من مصر والأردن ولبنان لبحث تبادل المعلومات الاستخباراتية عبر الحدود وتنسيق العمل ضد التطرف.
وفي ٧ مارس ٢٠٢٥، ستقدم وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، بدعم من الأمم المتحدة، مساعدات طارئة (مواد غذائية وطبية) للأسر النازحة بسبب النزاعات في المناطق الحدودية الجنوبية.
الانتعاش الاقتصادي تحت المجهر
ستكشف بيانات اقتصادية هذا الأسبوع عن تأثير الإصلاحات الجارية. ففي ٣ مارس ٢٠٢٥، ستنشر الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء (CAPMAS) أرقام الإنتاج الصناعي والتضخم للربع الرابع، مما يوفر رؤى حول اتجاهات الإنتاجية. وفي ٤ مارس، ستعلن الأردن عن إحصاءات محدثة لتأسيس الشركات—وهو مؤشر حاسم لثقة القطاع الخاص.
في الخليج، سيراقب المحللون علامات تخفيف تخفيضات إنتاج أوبك+، خاصة مع استعداد الإمارات لإطلاق بيانات الاستثمار العام في ٦ مارس. قد يؤدي ارتفاع إنتاج النفط إلى تعزيز إيرادات الحكومات، لتمويل مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا بهدف تنويع الاقتصادات. تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى تفاؤل حذر، لكن البيانات الأسبوعية ستختبر ما إذا كانت الإصلاحات تحقق نموًا ملموسًا.
تجديد ثقافي خلال رمضان
يجلب الأسبوع الأول من رمضان مزيجًا من التقاليد والابتكار. في الرياض، يُقام مهرجان رمضان للتراث (٣ مارس ٢٠٢٥) في مركز الملك فهد الثقافي، احتفاءً بإرث السعودية عبر الموسيقى والرقص والحرف اليدوية.
أما دبي فتعيد تخيل الشهر الكريم عبر فعالية “رمضان بلا قيود”، التي تشمل إفطارات جماعية وجلسات رقمية لسرد القصص في دار الأوبرا و”سيتي ووك“.
وفي القاهرة، يَفتح جامع الأزهر أبوابه مساءً بدءًا من ٥ مارس لزيارات تراثية تدمج التأمل الروحي باستكشاف التاريخ.
أما لبنان، فتتحول إلى رمز حي للوحدة حيث يشرع المسلمون والمسيحيون في صيامهم بالتزامن: يبدأ رمضان في ١ مارس ٢٠٢٥، بينما يبدأ الصوم المسيحي في ٣ مارس ٢٠٢٥، كرحلة روحية تجمع المجتمع.
نظرة مستقبلية
سيحدد هذا الأسبوع—بمفاوضاته الدبلوماسية ومؤشراته الاقتصادية ومبادراته الثقافية، إلى جانب الجهود الأمنية والإنسانية—استقرار الشرق الأوسط قصير المدى ورؤيته طويلة الأمد. من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى تقاليد رمضان الموحدة، ستُقاس قدرة المنطقة على التعامل مع التعقيدات السياسية مع تعزيز النمو والحفاظ على التراث وتدابير الأمن التعاونية، لتحديد مسارها نحو المستقبل.