يشهد هذا الأسبوع ثلاث فعاليات رئيسية في منطقة الشرق الأوسط، تتنوع بين الدبلوماسية رفيعة المستوى والمنتديات الاجتماعية الكبرى وإصدار بيانات اقتصادية محورية. ومن الخليج إلى شمال أفريقيا وحوض المتوسط، ستختبر هذه الأحداث العلاقات الثنائية والديناميات الداخلية للسياسات الوطنية، فضلاً عن أجندات التنمية على المستوى الإقليمي.

الحوكمة والانتخابات
الانتخابات البرلمانية (مصر، المرحلة الأولى، 10–11 نوفمبر 2025)
حددت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر مواعيد المرحلة الأولى من التصويت المحلي في الانتخابات البرلمانية لعام 2025 يومي 10 و11 نوفمبر، وذلك بعد التصويت الخارجي الذي جرى في 7 و8 نوفمبر. تشمل المرحلة الأولى 14 محافظة، من بينها الجيزة والإسكندرية ومنطقة البحر الأحمر.
تأتي هذه الانتخابات في إطار الإصلاحات الدستورية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتدشن حملة وطنية لتجديد مجلس النواب. ويتوقع المراقبون الانتخابيون هيمنة واضحة للكتل المؤيدة للحكومة، مع مشاركة منخفضة نسبيًا في التصويت.
الانتخابات التشريعية (العراق، 11 نوفمبر 2025)
تجري بغداد انتخابات برلمانية شاملة في 11 نوفمبر، للتنافس على 329 مقعدًا في مجلس النواب. يأتي الموعد بعد إعلان رسمي من مجلس الوزراء، وبعد سنوات من الجمود السياسي.
تُعد هذه الانتخابات محطة مهمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يسعى إلى تعزيز موقع تحالفه في ظل الانقسامات الطائفية والتأثيرات الخارجية. ويحذر المحللون من أن التغيير الجوهري يظل صعب التحقيق ما لم ترتفع نسبة المشاركة وتكسب الكتل المستقلة مزيدًا من القوة.
التكنولوجيا والدبلوماسية
لحوار السنوي الثاني لمركز تريندز حول الذكاء الاصطناعي (أبوظبي، 13 نوفمبر 2025)
يستضيف مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي في 13 نوفمبر النسخة الثانية من حواره السنوي حول الذكاء الاصطناعي، تحت شعار «الدبلوماسية التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
يعقد المؤتمر بالشراكة مع مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات، ويجمع نخبة من الشركات التقنية العالمية، والمؤسسات الأكاديمية، وصناع السياسات، لمناقشة الأبعاد الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية للذكاء الاصطناعي.
ومن بين المشاركين الرئيسيين ممثلون عن شركات OpenAI وGoogle وجامعات بحثية رائدة في منطقة الخليج. ويؤكد المنتدى طموح الإمارات في قيادة سياسات التكنولوجيا الناشئة وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
نظرة مستقبلية
مع بداية نوفمبر، ستوفر هذه الأحداث مؤشرات مبكرة على كيفية رسم دول المنطقة لاستراتيجياتها في مجالات الحوكمة والتكنولوجيا والدبلوماسية.
في مصر والعراق، ستؤثر نتائج صناديق الاقتراع في ملامح التشريعات المقبلة وزخم الإصلاح حتى عام 2026.
أما في أبوظبي، فقد يحدد حوار الذكاء الاصطناعي ملامح الشراكات والأطر التنظيمية التي ستشكل منظومة التكنولوجيا الإقليمية.
وعلى الصعيد العام، يقدم هذا الأسبوع لمحة عن كيفية موازنة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين الإصلاح الداخلي والانخراط الإقليمي والسياسات الموجهة نحو المستقبل.

