وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

لبنى العليان

Lubna_S._Olayan_World_Economic_Forum_2013
لبنى سليمان العليان Photo Wikipedia

لبنى سليمان العليان إمرأة سعودية حققت إنجازات ملحوظة. ولدت لبنى في أوائل الخمسينات من القرن الماضي في القسيم في المملكة العربية السعودية، حيث تربت لتصبح أحد أكثر النساء نفوذاً في العالم، وتُدير حالياً إمبراطورية عالمية في الشرق الأوسط حيث تشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة العليان المالية، وهي الذراع الشرق أوسطي لمجموعة العليان متعددة الجنسيات التي تتضمن أكثر من 15,000 موظف.

درست السيدة عليان المرحلة الأولى في بيروت، حيث كان والدها، سليمان، يعمل كمقاول في مشروع تابلاين (خط الأنابيب عبر البلاد العربية) ، أحد أضخم مشاريع نقل الأنابيب. شجعها والدها وهو رجل أعمال ناجح في بلاده على تحقيق النجاح من خلال العمل الدؤوب، كما علّم أولاده أيضاً على التواضع. وكما تقول “حرص أبي وأمي على تربيتنا بعيداً عن التكبر، وبأنه لا يتوجب على المرء أن يكون فخوراً بما يملك من المال، بل بأفعاله، ذلك أن الثروة لم تهبط على والدي بين ليلةٍ وضحاها”.

وبعد انتهاء تعليمها المدرسي، ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الدراسات العليا حيث حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة كورنيل ومن ثم حازت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا. كما مُنحت درجة الدكتوراة الفخرية في القانون (LLD) من كلية ترينيتي في دبلن، في شهر يونيو من عام 2011.

وبعد فترة قضتها في شركة جاي بي مورغان كمحلل مالي، عادت السيدة عليان إلى المملكة العربية السعودية وانضمت إلى شركة عليان المالية (OFC) عام 1983 كمحلل مالي ومساعد لوالدها الذي كان آنذاك يشغل منصب الرئيس. أصبحت الرئيس التنفذي ونائب رئيس الشركة عام 1986 وبقيت تشغل ذات المناصب بعد إعادة تنظيم المجموعة أوائل عام 2000 ليتم دمج شركة العليان للتجارة والعقارات والشركات ذات الصلة بالمستهلكين ضمن مجموعة العليان.

واليوم، تُشرف على عمل ما يقارب 40 شركة أنشائها والدها، ومن بينها مشاريع تشاركية مع شركات متعددة الجنسيات مثل كوكا كولا، وزيروكس، وكيمبرلي كلارك، وكولجيت بالموليف. وتحت إشرافها، تسعى شركة عليان المالية إلى الدخول في علاقات تجارية مربحة مع الشركات متعددة الجنسيات التي أثبتت جدواها. وتمتلك الشركة وتشغل 400 فرع من فروع مطعم برجر كينج في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا (MENA) كما أنها الوكيل الوحيد لأجهزة الكمبيوتر المحمولة توشيبا، ومنتجات االعناية الصحية للعديد من الشركات الأخرى. وتعتبر هذه فقط بضع من أنشطة التوزيع والتصنيع والخدمات والإستثمارات التي تمتلكها الشركة.

ولكن لا يتعلق الأمر فقط بالأعمال التجارية بالنسبة للسيدة عليان، إذ تمنح وقتها أيضاً للمشاريع التعليمية والخيرية لما فيه مصلحة للآخرين. فقد تم انتخابها رئيس مجلس إدارة جمعية متلازمة داون الخيرية غير الربحية في الرياض عام 2005. وفي عام 2006، انضمت إلى المجلس الإستشاري لجامعة عفت، وهي كلية خاصة غير ربحية للفتيات في جدة، المملكة العربية السعودية. وفي عام 2007، تم انتخابها كعضو من أعضاء مجلس أمناء جامعة كورنيل كما تم تعينها في مجلس إدارة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST).

وتلقت السيدة عليان، وهي أم لثلاثة أطفال، العديد من الجوائز العالمية تقديراً لإنجازتها والخدمات التي تقدمها. ومن بين العديد من الأوسمة التي حازتها إدراجها من قبل مجلة التايم في عام 2005 باعتبارها أحد أكثر سيدات الأعمال نفوذاً في العالم. وتواصل مجلة فوربس العالمية إدراجها على قائمة أكثر النساء نفوذاً في العالم. وحصدت لقب سيدة أعمال العام عام 2009 وتستمر في لفت الأنظار إليها بسبب نجاحها الملحوظ.

ما يجعل السيدة لبنى عليان مميزة، هي أنها تمكنت في مجتمع ذكوري بحت من التميّز كأنثى وتغلبت على الحواجز التقليدية في الثقافة السعودية ليسطع نجمها. ففي المملكة العربية السعودية، يتم فصل الذكور عن الإناث قدر الإمكان، إذ أنّ كل إمرأة في السعودية، بما في ذلك السيدة عليان، تعتمد على النية الحسنة لوصيها سواء كان ذلك والدها أم زوجها أم شقيقها أم ابنها، إذ لا يمكن للمرأة مواصلة مشوارها المهني إلا إذا وافقت أسرتها على ذلك. وفي عام 2004، أصبحت السيدة عليان بالرغم مما سبق ذكره أول سيدة في التاريخ السعودي تلقي الخطاب الرئيسي في منتدى جدة الاقتصادي، وهو مؤتمر دولي كبير ضم العديد من الشخصيات البارزة في العالم أمثال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، ورئيس كازاخستان. كما ترأست المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2005.

وسبق وصرحت السيدة عليان في إحدى المناسبات قائلة “تتلخص رؤيتي لمستقبل بلادي في تمتع المملكة باقتصاد مزدهر ومتنوّع يمّكن أي مواطن سعودي من الحصول على فرصة عمل، بغض النظر عن الجنس، وفي المجال الذي يؤهله/ يؤهلها للعمل”. ومع ذلك، لا يزال تحقيق مثل هذه الرؤية بعيداً لسنواتٍ عديدة.