وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

من هو العثماني، رئيس وزراء المغرب الجديد؟

Saad-Eddine-El-Othmani
سعد الدين العثماني.Photo Anadolu Agency

في 17 مارس 2017، عيّن الملك محمد السادس سعد الدين العثماني (61 عاماً) من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، رئيس وزراء المغرب الجديد. وبعد ثمانية أيام، أعلن العثماني، الذي خلف عبد الإله بن كيران، تشكيله حكومةً جديدة، لينهي بذلك جموداً استمر خمسة أشهر بعد الانتخابات.

فقد فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية التي عقدت في أكتوبر 2016، إلا أنه لم يكسب ما يكفي من المقاعد للحكم لوحده. وعليه، ضم الائتلاف الجديد ستة أحزاب هي، حزب العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والإتحاد الدستوري، وحزب التقدم والاشتراكية، والإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ولكن من هو السياسي الأعلى مقاماً في المغرب، والذي يُشير إليه زملاؤه بـ”الرجل الحكيم،” في الحزب؟

ولد العثماني في 16 يناير 1956 في إينزكان، وهي بلدة صغيرة بالقرب من أغادير في منطقة سوس. حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1986، وفي الطب النفسي عام 1994. وحصل أيضاً على درجة الماجستير وشهادة الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية في الأعوام 1983 و1987 و1999. وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.

بدأ حياته السياسية في عام 1981، عندما كان لا يزال طالباً. وقد شغل عدة مناصب سياسية وحزبية، كان أهمها وزير الشؤون الخارجية من 3 يناير 2012 إلى 10 أكتوبر 2013، في الحكومة التي كان يرأسها حزب العدالة والتنمية، ومن ثم ترأس المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية. كما انتخب عضواً في مجلس النواب في الأعوام 1997 و2002 و2007 و2011. كما سبق وشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب (2010-2011)، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية منذ عام 2008، فضلاً عن كونه عضواً في المؤتمر العام للأحزاب العربية واللجنة البرلمانية للتحقيق في الاشتباكات بين الشعب الصحراوي وقوات الأمن في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها. وفي عام 2004، بعد انسحاب عبد الكريم الخطيب من السياسة، انتخب العثماني أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية. وقد أطاح به عبد الإله بن كيران بعد أربع سنوات. وفي عام 2015، كان الرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية.

وبصفته وزيراً للشؤون الخارجية، كان مفعماً بالحيوية وملتزماً. ومع ذلك، اتسمت فترة ولايته بتصريحاتٍ اعتبرت غير ملائمة أو حتى وصلت حد الإهمال. فعلى سبيل المثال، أدان القصر “زلات لسانه” الشهيرة لصالح الإخوان المسلمين وحضوره اجتماعاً للإخوان المسلمين أثناء زيارته الرسمية للكويت. وقد وصف صلاح الدين مزوار، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الحزب الوطني الإشتراكي، سلوك العثماني باعتباره مضراً بالعلاقات الدبلوماسية.

وإلى جانب حياته السياسية، فإن العثماني أكاديمي بارز؛ ألّف العديد من الكتب في علم النفس والطب والشريعة الإسلامية. فقد طالب بإضفاء الصبغة القانونية على الإجهاض لعددٍ من الحالات في المغرب، كما نُشرت عدة أوراق له عن هذا الموضوع في المجلات العربية والفرنسية.

وعلاوة على ذلك، يُعرف العثماني بضبط النفس وأسلوبه التوافقي. ففي السياسة، يركز بشكلٍ أقل على الجدل والمواجهة من بن كيران. وبصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كان له الفضل في التفاوض حول التحول السياسي للحزب إلى مواقع أكثر اعتدالاً، في الوقت الذي كانت فيه أصواتٌ عديدة تطالب بحل الحزب.

وبوصفه رئيساً للوزراء، يواجه مهمةً شاقة تتمثل في إنشاء ائتلافٍ قابلٍ للتطبيق، يضم الأحزاب المؤيدة لاقتصاد السوق الحر، والمحافظين، والاشتراكيين بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي رفض بن كيران اشراكه في الحكم، مستشهداً بأدائه السيىء في الانتخابات. وأياً كانت النتيجة، يُقال بأنّ العثماني الرجل الذي يمكنه أن ينجح حيث فشل سلفه.