منحت إيمان النفجان إطلاق سراح مؤقت في 28 مارس 2018 بعد أن قضت قرابة عامٍ في السجن في المملكة العربية السعودية.
أصبحت إيمان النفجان شخصيةً بارزة في حركة حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية لمحاربتها حظر القيادة على المرأة ونظام ولاية الذكور. وهي واحدة من 13 شخصاً تم اعتقالهم منذ 15 مايو 2018 بسبب نشاطهم.
تصف ايمان نفسها، وهي مؤلفة مدونة SaudiWoman، التي تم إطلاقها في عام 2008، بـ”الأم لأربعة أطفال أو على الأقل أحاول أن أكون كذلك.” وتواصل قولها “أنا أيضاً أستاذ مساعد في علم اللغات في إحدى جامعات الرياض. هناك الكثير من غير العرب وغير السعوديين ممن يقدمون آراء “ذات خبرة” حول الحياة والثقافة هنا، وهذا هو حال مدونتي. احصلوا على المعلومة من المصدر مباشرةً: سعودية، وهابية من الناحية الوراثية، وامرأة.
تعالج في المدونة مختلف القضايا، مثل القمع الذي يتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان، والقضايا الثقافية، والعنف ضد المرأة، والسياسة، وحقوق المرأة، بأسلوبٍ مباشر ولكن تثقيفي. أدت المدونة إلى عملها مع مؤسسات إعلامية دولية، بما في ذلك صحيفة الجارديان، والمونيتور، ومؤسسة سكول، وموقع Open Democracy، ومجلة فورين بوليسي، حيث صنفتها الأخيرة ضمن قائمة أفضل 100 مفكر عالمي عام 2011.
فقد كتبت في مقالٍ لها في مجلة فورين بوليسي في ذلك العام بعنوان “ما الذي تريده النساء السعوديات؟”: “قد تكون طموحات النساء بالحصول على الحرية في معظم الدول من المسلمات، ولكن بالنسبة للكثير منا، الأمر جديد كلياً. فقد عبرت لي إحدى المغتربات الغاضبات في الرياض عن مدى شعورها بالإحباط من اضطرارها ارتداء العباءة في كل مكان. وتساءلت: كيف تحتملن جميعاً اضطراركن لتغطية وجوهكنّ طوال فترة الرشد؟ ما لم تدركه هو أن النساء السعوديات ينظرن إليها ويتساءلن: كيف يمكنها التجول دون ارتداء العباءة؟ كيف لا تشعر بأنها مكشوفة وعارية؟ ومع ذلك، يُسعدني أن أقول أني واحدة من العديد من النساء المتعطشات للحق في تقرير المصير- النساء اللواتي أدركن أنه على الرغم من أن الحرية والحقوق يرافقها المسؤولية، إلا أنها تمنحهم أيضاً هنّ وبناتهنّ الاستقلالية للسعي وراء سعادتهن.”
كما جذبت اهتماماً وطنياً ودولياً في 17 يونيو 2011 عندما قادت سيارةً في شوارع الرياض ضمن حملة قيادة المرأة في السعودية، وهي حملة نظمتها نساء سعوديات للسماح لهنّ بالتمتع بحق قيادة السيارات على الطرق العامة. فقد سبق لعشرات النساء قيادة سياراتهنّ في عام 1990 وتم إلقاء القبض عليهن وصودرت جوازات سفرهن. وفي عام 2007، قدم النشطاء عريضة إلى الملك عبد الله لرفع حظر القيادة على النساء. كما ظهرت حركة عام 2011 خلال الاحتجاجات (الصغيرة والتي كانت غالبيتها من الشيعة) في المملكة العربية السعودية التي أعقبت ما يسمى الربيع العربي في تونس ومصر وسوريا.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة الجارديان عن النساء الخمس اللواتي اعتقلن في ذلك الوقت، قالت النفجان: “يبدو هذا أول تراجع كبير من قِبل السلطات… لسنا متأكدين مما يعنيه هذا في هذه المرحلة وما إذا كانت هذه بداية موقف أكثر تشدداَ من قبل الحكومة ضد الحملة.”
كما ألقي القبض عليها في 26 أكتوبر 2013، أثناء تصويرها إحدى النساء وهي تقود سيارتها. وفسرت على شبكة سي إن إن أسباب إعتقالها، إذ قالت “الشعور الذي ساورني [من الشرطة] هو أنهم لم يعرفوا ماذا يفعلون معنا. كان بإمكاننا رؤية أفراد الشرطة وهم يتجولون ويجرون اتصالاتهم وينتظرون.” وقالت إنها تعتقد أن هذا دلالة على أن حملة القيادة اكتسبت زخماً وأن الكثيرين في المملكة العربية السعودية، بمن فيهم المسؤولين، يعتقدون أن الوقت قد حان للسماح للنساء بقيادة السيارات.
وفي سبتمبر 2017، تم الإعلان عن رفع حظر القيادة عن النساء في يونيو 2018. وفي الوقت نفسه، تم تحذير النفجان وغيرها من النشطاء بالتزام الصمت. ومع ذلك، في يناير كسرت إيمان حاجز الصمت، إذ قالت “حافظنا على صمتنا لفترةٍ طويلة.”
وقال خالد إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان غير الحكومي، الذي كان يعمل مع النفجان في بعض الأحيان لفَنَك: “إيمان النفجان ناشطة ذات شعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، وهي صادقة جداً بشأن مبادئها.” وأضاف “شعرت بالحاجة إلى الكتابة عن حقوق الإنسان وبدأت بالكتابة عنها وأصبحت منخرطة بشكلٍ كبير في الأنشطة المعنية. أعتقد أنها أمرأة عظيمة ورائعة، ممن كرّست حياتها للدفاع عن حقوق المرأة. سيتم رفع الحظر بفضلها وبفضل نساءٍ مثلها. فقد نجحوا في المطالبة بحقوقهنّ في بلدٍ لا تمنح فيه الحقوق.”
وعليه، أصدر مركز الخليج لحقوق الإنسان بياناً في 29 مايو عن اعتقالها ونشطاء آخرين في مجال حقوق المرأة. وذكر البيان “في 19 مايو 2018، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن اعتقال سبعة مُدافعات عن حقوق الإنسان (حيث تمت تسمية 6 منهنّ) واتهمتهن بالخيانة والتآمر ضد الدولة، مُشيرة إلى أنهن متهمات “بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية،” و”التواصل المشبوه مع جهات خارجية،” و”تجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة،” و”تقديم الدعم المالي للعناصر المُعادية في الخارج بهدف النيل من أمن واستقرار المملكة وسلمها الاجتماعي والمساس باللحمة الوطنية”.
وبعد ذلك بفترةٍ وجيزة، بدأت المنافذ الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية بذكر أسمائهم والتشهير بهم على صفحاتهم الأولى وعلى حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم وصفهم بـ”الخونة” و”عملاء السفارات.” ووفقاً لصحيفة عكاظ قد يواجهوا السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.
وأضاف إبراهيم: “يواجهون تهماً خطيرة ونحن قلقون جداً، وبخاصة أننا لا نملك أي أخبارٍ عنهم أو عن ظروف احتجازهم.” وبالنسبة له، فليس هناك أدنى شك بأن النفجان وزملائها اعتقلوا لتوقيعهم عريضة في سبتمبر 2016 تدعو إلى إلغاء نظام وصاية الذكور. تضمنت العريضة 14 ألف توقيع وتم تسليمها للسلطات الملكية، التي لم ترد حتى الآن.
ففي الوقت الذي يروّج فيه ولي العهد السعودي الذي يتمتع بقوةٍ متزايدة لانفتاحه على الإصلاحات الاقتصادية وبعض الإصلاحات الاجتماعية، تناضل النفجان وغيرها من النشطاء من أجل حقوق المرأة التي تتجاوز رفع حظر القيادة. ومع ذلك، فإن اعتقالهم دليلٌ واضح على أن إدخال المزيد من التحسينات على حقوق المرأة أمرٌ بعيد المنال.
ومن المفارقات أن آخر منشورٍ للنفجان على مدونتها SaudiWoman، في 17 سبتمبر 2017، حمل عنوان “التغيير قد يحصل في المملكة العربية السعودية.”