وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شقرون: سيدة أعمال مغربية ومحطمة للمحرّمات

Morocco- Miriem Bensalah Chaqroun
Photo AFP

وصفت الصحافية سناء العمراني من مجلة La Vérité مريم بنصالح شقرون بـ”رمز القوة الهادئة للأنثى.” فقد لُقبت بزعيمة الرؤساء في عالم الأعمال الذي يُهيمن عليه الرجال، إذ تحظى بتقديرٍ عالمي لمهاراتها ومهنيتها ورؤيتها.

ولدت بنصالح شقرون في 14 نوفمبر 1962 في الدار البيضاء بالمغرب لعائلة بربرية من إقليم بركان. فهي أكبر أبناء عبد القادر بنصالح، أحد الموقعين على بيان الاستقلال لعام 1944 ومؤسس مجموعة هولماركوم، الخمس. في عام 1980، انضمت بنصالح شقرون إلى المدرسة العليا للتجارة في باريس، وتخرجت منها بعد أربع سنوات. وهي حاصلة أيضاً على درجة الماجستير في الإدارة الدولية والمالية من جامعة دالاس في عام 1986. كما أنها متزوجة من جمال شقرون، ابن الكاتب عبد الله شقرون والممثلة أمينة رشيد، ولديهما ثلاثة أطفال.

بعد إنهاء دراستها في فرنسا، انضمت بنصالح شقرون إلى مؤسسة الإيداع والقروض (SMDC) ضمن مصلحة السندات والمساهمات، والتي تركتها في عام 1989. تم تعيينها بعد ذلك رئيسة لشركة أولماس للمياه المعدنية، وهي شركة تابعة لمجموعة هولماركوم. كما تشغل منصب رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب.

في مختلف هذه المناصب الرفيعة، اضطرت بنصالح شقرون إلى معالجة القضايا الشائكة في سياق الأزمة الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، عززت دور الإتحاد العام لمقاولات المغرب في تمثيل مصالح الشركات والدفاع عنها، وإدارة الانقسامات بمهارة بين الشركات في حين لم تتغاضى عن تحسين مناخ الأعمال التجارية أو إصلاح قانون العمل وقانون الإضراب. فعلت كل هذا مع الحفاظ على علاقاتٍ ودية مع الحكومة.

ففي بلدٍ يمنح فيه قانون الميراث المرأة نصف ما يرثه إخوانها من الرجال، يمكن لبنصالح شقرون أن ترث الأعمال التجارية لوالدها بدلاً من إخوتها الذكور. بعبارةٍ أخرى، نجحت في محاربة النظام الأبوي الذي ينتشر في المغرب ويقبله الرجال والنساء على حد سواء، لا سيما في عالم الأعمال. وهناك العديد من الأسباب لذلك: الأفكار الأبوية حول الأدوار المحلية للمرأة، وتأنيث “التوفيق بين العمل والأسرة،” وغياب المرأة عن عملية صنع القرار، والهوية الذكورية للمناصب العليا.

وخارج عالم إدارة الأعمال، بنصالح شقرون عضو أيضاً في مجلس إدارة جامعة الأخوين منذ يناير 2004 وبنك المغرب منذ أبريل 2006. وبين نوفمبر 2012 ويونيو 2017، شغلت منصب عضو مجلس إدارة مستقل لمجموعة يوتلسات وكانت عضواً في مجلس إدارة مبادرة التنمية العالمية منذ أكتوبر 2014، وعضو مجلس إدارة مستقل لمجموعة السويس منذ أبريل 2016 وعضو مجلس إدارة مجموعة رينو منذ يونيو 2017.

وبالإضافة إلى تكريمها، حصلت بنصالح شقرون على العديد من الجوائز، أبرزها وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط (وسام الاستحقاق الوطني- المغرب) في عام 2013، ووسام الصليب الأكبر للاستحقاق المدني من اسبانيا عام 2017. وعلاوة على ذلك، تم اختيارها كواحدة من “أكثر 25 امرأة مؤثرة في مجال الأعمال في أفريقيا” من قبل مجلة Jeune Afrique. وفي نفس العام، جلست على مقاعد التحكيم في لجنة جوائز مبادرة كارتييه للمرأة. كما ظهرت بشكل منتظم في قائمة فوربس الشرق الأوسط “لأقوى سيدات أعمال عربيات،” حيث احتلت المركز الـ15 في عام 2014، والـ63 في عام 2015، والـ52 في عام 2016، والـ30 في عام 2017.

وبعيداً عن قاعة اجتماعات مجالس الإدارة، تقوم بنصالح شقرون بقيادة طائرتها الخاصة، وركوب الدرجات النارية من طراز هارلي ديفيدسون، وهي لاعبة جولف من الطراز الأول، كما فازت بجائزة سباق كأس الغزلان في المغرب لسيارات الرالي في عام 1993. وإلى جانب نجاحها في عالم الأعمال التجارية، تواصل بنصالح شقرون كسر المحرمات في جميع المجالات في حياتها، لتكون مثالاً يحتذى به للرجال والنساء على حد سواء داخل وخارج المغرب.