تعود جذور ثقافة إيران أو الثقافة الفارسية المعاصرة، إلى واحدة من أعرق الحضارات؛ في منطقة الشرق الأوسط. وعبر التاريخ سجل الإشعاع الثقافي الفارسي، من الآداب والفنون على اختلاف أنواعها، حضوراً واسعاً، وتأثيراً تجاوز حدود المكان، ليمتد إلى مختلف بقاء الأرض.
فلتطور الموسيقى والغناء في إيران –على سبيل المثال- جذورٌ ترجع إلى ما قبل التاريخ بنحو ألفي عام. حيث تميز الآريون بعد استيلائهم على بلاد فارس في فنون الغناء، وابتكار الايقاعات الموسيقية، وممارسة الأداء المسرحي في الهواء الطلق، وقد استعملوا الطبول، والابواق في حروبهم. وفي زمن الدولة الأخمينية استخدمت الآلات الموسيقية في مجالس الأنس والطرب، كما رافقت آلات مثل البوق، الصنج، والطبل، والمزمار، الأناشيد الحربية، لبعث النشاط والحركة لدى الجنود.
وكان ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي والفتوحات العربية لإيران نقطة تحولٍ في مختلف الفنون والآداب. وأصبحت الموسيقى الفارسية، بالإضافة إلى العناصر الثقافية الفارسية الأخرى، العنصر الرئيسي فيما اصطلح على تسميته بـ “الحضارة الإسلامية”. حيث ظهر الأدب الفارسي مع تكَوّن اللغة الفارسية الحديثة بعد الفتح العربي؛ فتعاضدت اللغة والأدب في النهوض بالفكر، قبل انطلاق الأدب الفارسي الكلاسيكي؛ وانتقاله فيما بعد إلى أنماطه الحديثة، خاصة بعد الثورة الخمينية عام 1979م.
وهكذا، فبين الأصالة والمعاصرة، عادة ما يتشكل المشهد الثقافي للمجتمع الإيراني. فعلى سبيل المثال، يرى باحثون، اليوم، أن واقع الثقافة الإيرانية المعاصرة قد قام أسس ثلاثة هي: التّراث القومي الفارسي التّقليدي، ثمّ واقع الثّورة الإسلاميّة في أبعادها السّياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة، وأخيراً عوامل التّفاعل العلميّ والثّقافيّ المُعَوْلَم في عصر ثورة المعلومات الحديث.
ويعود فن الهندسة المعمارية في إيران إلى نحو خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وتعكس المباني المشيدة قبل العصر الإسلامي من البوابات التاريخية والقلاع والقصور والأسواق (البازارات) أنواع وأنماط متنوعة من العمارة.
وقد تأثرت العمارة الإسلامية الإيرانية بالأنماط المعمارية في شبه الجزيرة، كالمساجد والقصور، ومن أهم عناصرها المدخل ذي العقد الكبير وكذلك الأعمدة التي تميزت برشاقتها ورفعها. وقد اهتم سكان الجنوب ببناء المساجد ذات الصحن الكبير والأبهاء المكشوفة، بينما أهل الشمال كانوا يميلون إلى المساجد المسقوفة بسبب برودة الطقس الشديدة.
ويُعد السجاد العجمي من أهم الموروثات الثقافية والحضارية، أيضاً، في إيران، حيث يجمع بين الفن والتجارة، وتشتهر كل مدينة بنوع محدد من السجاد تتميز عن بعضها بالنقوش والأنماط الخاصة بالحرف اليدوية، ومدى دقتها وجمالها، فضلاً عن الخامات المستخدمة في حياكتها.
للمزيد حول ثقافة إيران، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.