
امتلكت حكومة إقليم كردستان القدرة على أن تكون واحدةً من التطورات السياسية الأكثر إثارةً في الشرق الأوسط. فمستقبل حكومة إقليم كردستان، الجيب الكردي في العراق الذي يتمتع بحكمٍ ذاتي وبغنى الموارد، فضلاً عن تعدد الأحزاب ونظامٍ برلماني متعدد الأعراق إلى حدٍ ما، والذي ولد في أوائل العقد الألفين ويتمتع بدعمٍ دولي واسع النطاق في ظل حملة إبادةٍ جماعية قمعية، كان يبدو مشرقاً. وعلى الرغم من أنّ منطقة الحكم الذاتي نأت بنفسها إلى حدٍ كبير عن العنف الذي التهم العراق منذ عام 2003، وشهدت المنطقة تنميةً اجتماعية على نطاقٍ واسع، إلا أن حكومة إقليم كردستان انحدرت إلى مستنقعٍ من الخصومات التاريخية والمحسوبية السياسية والحكم الاستبدادي بشكلٍ متزايد.
ومنذ الحرب الخاطفة لتنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء العراق عام 2014، عانت حكومة إقليم كردستان من الخطر الجهادي على وداخل حدودها، ومن علاقاتها المتوترة مع بغداد، وانخفاض أسعار النفط الذي أهلك اقتصادها المزدهر يوماً ما. ومع ذلك، فإن آفاق أكراد العراق بعيدة كل البعد عن النفق المظلم، فقد مكّن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية وانهيار الجيش العراقي القوات المسلحة الكردية، البيشمركة، من الاستيلاء على أراضٍ لطالما اعتبرتها حكومة إقليم كردستان ملكيةً شرعيةً لها، بما في ذلك مدينة كركوك المقسمة عرقياً، أو كما تُعرف بـ”القدس الكردية.” فحكومة إقليم كردستان، التي تتربع اليوم على رأس قائمة أكبر عشر مزودين للنفط في العالم، عندما وفي حال، عاد الاستقرار إلى المنطقة في أعقاب انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تعتبر أيضاً محبوبة القوى الغربية والمحلية على وجه الخصوص، تمتلك مزايا تحسد عليها إذا ما حلت مشاكلها الداخلية أولاً.
الملقات الخاصة عن الأكراد
Fanack يقدم ملفاً خاصاً عن الأكراد في المنطقة.
[fanack_generic_list content_source=”chronicle” child_of=”40636″ class=”homepage-latest-updates”]