المقدمة
القدس هي المدينة الأبرز في الضفة الغربية. والاسم مشتق من العبرية أورشليم، عاصمة المملكة اليهودية يوماً ما. ويدعو المسلمون المدينة بيت المقدس (المدينة المقدسة) أو باختصار القدس. نشأت المنزلة الشهيرة للقدس من المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. ويقع كل منهما في الموقع المسمى بالحرم الشريف، هضبة مسورة في المدينة القديمة. تشبهاً بالنبي محمد، اتجه أتباعه في البداية نحو القدس خلال صلواتهم اليومية، وبعد ذلك، حوّل النبي محمد قبلة الصلاة نحو مكة المكرمة.
في الإسلام، تعتبر القدس مكاناً مقدساً نتيجة لإسراء النبي إلى السماء من صخرة الحرم الشريف، المكان الثالث الأكثر أهمية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة (في شبه الجزيرة العربية). بعد الفتح العربي لفلسطين، أمر ثاني الخلفاء الراشدين (خليفة النبي محمد) عمر بن الخطاب ببناء المسجد الأقصى عام 638 م، في الموقع الذي يفترض بأن النبي صلى فيه. عام 690، استبدل الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان البناء بآخر أكثر استدامة، كما أمر ببناء قبة الصخرة.
في العصور القديمة، كان الهيكلان اليهوديان الأول والثاني يقعان في نفس الموقع. تم تدمير الهيكل اليهودي الثاني على يد الرومان عام 70 م. ويعتبر اليهود المتدينون الحائط الغربي – المعروف أكثر باسم حائط المبكى – هو البقية الباقية من الهيكل اليهودي الثاني. وعلى هذا النحو يكون الموقع الأكثر قدسية بالنسبة لهم. أمام حائط المبكى ساحة كبيرة – موقع مميز في مثل هذه المدينة القديمة. وقد تم تشييدها مباشرة بعد احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 وتم تجريف حي المغربي الفلسطيني في العملية. وقد أعطي الـ 650 مواطناً هناك مدة ثلاث ساعات لأخذ أمتعتهم.
يطلق السكان اليهود على الحرم الشريف اسم جبل الهيكل. شيد الإمبراطور الروماني يوستنيان كنيسة القديسة مريم على الهضبة، والتي سويت بالأرض خلال غزو الفرس عام 614 م.
تعتبر القدس بالنسبة للمسيحيين أيضاً مكاناً مقدساً. فقد بنيت كنيسة القيامة في المكان الذي يزعم بأن المسيح صُلب فيه ودُفن وقام. إلى جانب كنيسة المهد في بيت لحم المجاورة، تعتبر هذه الكنيسة أهم موقع للحج المسيحي في العالم. ويمر طريق الآلام، وهو الطريق الذي يقال بأن يسوع سار فيه في طريقه إلى الصلب، عبر المدينة القديمة. ويوجد خارج المدينة مباشرة العديد من الأماكن المقدسة المذكورة في الكتاب المقدس، مثل جبل الزيتون وبستان جثسماني. وقد ظهرت في البلدة القديمة أربع مناطق مع مرور الزمن: حي المسيحيين والأرمن والمسلمين واليهود.
القدس: مدينة مقسمة
تم تقسيم مدينة القدس منذ حرب 1948-1949، عندما استحوذت إسرائيل على النصف الغربي من المدينة، بينما الأردن على النصف الشرقي منها، بما في ذلك المدينة القديمة مع أماكنها المقدسة والسوق الكبير. وخلال حرب حزيران عام 1967، احتلت إسرائيل القدس الشرقية. وأدى الاحتلال إلى ضمها في 28 حزيران/يونيو عام 1967. وأعلنت القدس في وقت لاحق عاصمة لدولة إسرائيل الأبدية غير القابلة للانقسام. وفي الوقت نفسه، تم توسيع الحدود البلدية فعلياً إلى كل من الشمال والشرق والجنوب. وبالتالي ضمت إسرائيل 64 كم2 إضافياً، بالإضافة إلى 6 كم2 من القدس الشرقية.
في ذلك الوقت، أدان المجتمع الدولي ضم القدس الشرقية، على سبيل المثال في قرار مجلس الأمن رقم 252. ونقلت بعض البلدان سفاراتها من القدس الغربية إلى تل أبيب تعبيراً عن استنكارهم لذلك. وحذت دول أخرى حذوها بعد ضم إسرائيل للقدس الشرقية بشكل رسمي عام 1980.
منذ عام 1967، ظهرت سلسلة من المستوطنات اليهودية حول القدس الشرقية في محاولة لتعزيز قبضة إسرائيل على المدينة ومنع النمو الطبيعي للقدس الشرقية الفلسطينية. وتشمل هذه المستوطنات، من بين غيرها (من الشمال إلى الجنوب)، جبعات زئيف، رامات ألون، بسجات زئيف، رامات شلوما، هار حوماه، جيلو. وقد تم فرض نفس السياسة النشطة في المدينة القديمة: فمنازل الفلسطينيين إما تم مصادرتها أو بيعها من قبل نصّابين فلسطينيين أو مسؤولين فاسدين، وبالتالي تم تخصيصها لمستوطنين يهود.
ومنذ تطبيق تدابير تقييدية للغاية عام 1993، وبشكل خاص منذ إقامة الجدار مع “معابره الحدودية” الرهيبة، أصبحت القدس الشرقية في الواقع غير قابلة للوصول إليها بشكل أو بآخر بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، والذين أصبحت المدينة بالنسبة لهم، كما كانت، تقع في بلد أجنبي. ونتيجة لذلك، تم فصل الفلسطينيين في الضفة الغربية عن مركزهم الديني الروحي كما عن الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات في القدس الشرقية.
مستوطنات يهودية في القدس على خارطة 3500 بكسل، في أيار/مايو 2006، توزيع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في الولايات المتحدة الأمريكية.
الرابط الأصلي: memory.loc.gov