وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الخلاف حول اعتناق اليهودية والحائط الغربي/ البراق يوقف دعم اليهود الأمريكيين لإسرائيل

يعتبر الحائط الغربي/البراق أقدس مكانٍ يُصلي فيه اليهود. وكما يقول أوري درومي، مدير نادي الصحافة في القدس، “عندما يقول اليهود، العام المقبل في القدس، يكون الجدار الغربي/البراق في الاعتبار. في الواقع، يُقدسه البعض لأنه كان جزءاً من الهيكل الثاني، بينما يميل آخرون، مثلي، إلى اعتباره مغناطيساً هاماً للهوية اليهودية.”

Israel-western wall
مصلون يهود يجتمعون عند الجدار الغربي/ حائط البراق، في مدينة القدس القديمة، القدس الغربية. Photo Panos Pictures

نشب شقاقٌ عميقٌ بين إسرائيل والجماعات اليهودية الأمريكية في أعقاب قرارٍ حكومي إسرائيلي مثيرٍ للجدل حول المساواة في الصلاة عند الحائط الغربي/البراق في القدس وآخر يتعلق باعتناق اليهودية.

ومن شأن قانون المشروع المتعلق بالتحوّل إلى اليهودية، الذي تم تعليقه في وقتٍ لاحق لمدة ستة أشهر، أن يجعل الحاخام الرئيسي في إسرائيل الهيئة الوحيدة المخولة لتحويل الأشخاص إلى اليهودية، إذ يتم تنفيذ جزء كبير من التحويلات من قبل الحاخامات الإصلاحيين في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يعترف الحاخامات في إسرائيل بهم. وعليه، فإن العديد من الأشخاص الذين يهاجرون إلى إسرائيل باتوا غير قادرين على الحصول على الجنسية بموجب قانون العودة.

وعلى صعيدٍ آخر، يعتبر الجدار الغربي/البراق أقدس مكانٍ يُصلي فيه اليهود. وكما يقول أوري درومي، مدير نادي الصحافة في القدس، “عندما يقول اليهود، العام المقبل في القدس، يكون الجدار الغربي/البراق في الاعتبار. في الواقع، يُقدسه البعض لأنه كان جزءاً من الهيكل الثاني، بينما يميل آخرون، مثلي، إلى اعتباره مغناطيساً هاماً للهوية اليهودية.”

وفي الوقت الحالي، مناطق الصلاة عند الحائط منفصلة. ففي 25 يونيو 2017، علقت الحكومة اتفاقاً أبرم قبل حوالي 18 شهراً بإنشاء قسمٍ ثالث لصلاة الرجال والنساء معاً. فقد جاء هذا الاتفاق بعد ثلاث سنواتٍ من المفاوضات المكثفة بين الجماعات الليبرالية الإسرائيلية واليهودية الأمريكية والسلطات الإسرائيلية، واعتبر إنجازاً غاية في الأهمية لتعزيز التعددية الدينية في إسرائيل.

وبتجميد الإتفاق، استسلم نتنياهو لضغوطات أحزاب اليهود الأرثوذكس الحريديم في حكومته الائتلافية والسلطات الدينية التي تدير الجدار. فمنذ تأسيس دولة إسرائيل، حكمت السلطات الأرثوذكسية المتطرفة تقريباً كل جانبٍ من جوانب الحياة اليهودية، إلى حدٍ كبير أغضب العلمانيين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تصطدم فيها الطائفتان، ففي خمسينيات القرن الماضي، ادعى ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء آنذاك، أن إسرائيل، في الواقع، مركز العالم اليهودي. أدى ذلك إلى إزعاج رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية، جاكوب بلاوستين، الذي جادل بأنه لا يمكن لأي شخص أن يكون المتحدث باسم اليهود العالميين.

وبعد عقدٍ من الزمان، عندما اختطفت إسرائيل وحاكمت وأعدمت مجرم الحرب النازية أدولف آيخمان، ثار قادةٌ يهودٌ بارزون لأن إسرائيل، التي لم تكن قد تأسست في وقت جرائمه، قد أولت صلاحيةً قضائية للقضية، كما لو كانت العنوان العالمي لليهود. وفي أعقاب آخر صدع، /البراق أعرب اليهود الأمريكيون عن غضبهم بتعليق الدعم المالي الجوهري إلى حين إيجاد حلٍ لأزمتي التحويل إلى اليهودية والجدار الغربي.

فعلى سبيل المثال، طلب إسحاق فيشر، قطب العقارات وعضو مجلس إدارة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، إعادة مبلغ مليون دولار استثمرها في السندات الإسرائيلية، وألغى تبرعاته لجامعة تل أبيب وأعلن أنه سوف يتنحى عن دوره كرئيسٍ للحركة في الاتحاد اليهودي الكبير في ميامي، وهي هيئة لجمع التبرعات. فقد كتب رسالةً إلى كبار المسؤولين الإسرائليين مفادها “لقد طفح الكيل. حان الوقت للحكومة الإسرائيلية أن تفهم أن شعبها يشمل جميع شعب إسرائيل.”

ويخشى العديدون في إسرائيل من أن تلهم هذه السابقة الداعمين الآخرين للحد من تبرعاتهم المالية. وقال مايكل أورين، أحد أعضاء الكنيست الاسرائيلي، أن النزاع يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً لاقتصاد اسرائيل وأمنها.

وفي محاولةٍ للحد من الأضرار قال تزاتشى هانجبي، عضو حزب الليكود الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، “يجب ألا نتجاهل أنّ 80%، و85%، و90% من الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة من غير الأرثوذكس، والأغلبية الساحقة من العلمانيين أو الإصلاحيين أو المحافظيين، يا أصدقائي الأعزاء من الإئتلاف. علينا أن نصل إلى جذور المشكلة لنرى إن كان بإمكاننا إيجاد وسيلةٍ ما لندمل هذه الندبة.”

وكان لدى أوري درومي، الذي شغل منصب المتحدث باسم رئيس الوزراء اسحق رابين في التسعينات، توصية عملية لليهود الأميركيين. فقد كتب في مقالٍ للرأي نُشر في Jewish Journal، “إن أفضل شيءٍ يمكن أن يحدث هو هجرة مليون يهودي أمريكي إلى اسرائيل – المحافظ والإصلاحي والأرثوذكسي الجديد – الأمر الذي من شأنه تغيير المشهد السياسي هنا… وعلى افتراض أن هذا الخيار ليس قابلاً للتطبيق، فإن ثاني أفضل خيارٍ لليهود الأميركيين هو عدم غسل أيديهم من إسرائيل، بل التحالف مع الأفراد والحركات والمنظمات والأحزاب في إسرائيل التي تؤمن وتعزز المساواة بين جميع اليهود بغض النظر عن كيفية اختيارهم ممارسة دينهم.”