أبرز التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تقرير أسبوعي

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) أسبوعًا حافلًا بالتطورات الكبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى الإنجازات الثقافية والجهود البيئية. هنا نقدم لكم ملخصًا موجزًا لأهم الأحداث التي وقعت خلال الأسبوع الماضي.

أصدرت عدة دول في المنطقة بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، تعكس مرونتها وتحدياتها. أعلنت السعودية عن نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.2% على أساس سنوي للربع الرابع من عام 2024، مدعومة بمبادرات رؤية 2030، خاصة في قطاعات السياحة والترفيه والطاقة المتجددة. كما كشفت المملكة عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، مما يعزز موقعها كرائدة عالمية في مجال الطاقة النظيفة.

في مصر، كشفت أحدث بيانات التضخم عن انخفاض طفيف إلى 18.5% في يناير 2025، وذلك بفضل سياسات نقدية أكثر تشددًا وتحسن في سلاسل التوريد. ومع ذلك، لا تزال أسعار الغذاء مرتفعة، مما يؤثر على الأسر ذات الدخل المحدود. من جهة أخرى، أظهرت بيانات التجارة في الإمارات زيادة بنسبة 12% في الصادرات غير النفطية، مدعومة بعلاقات أقوى مع الهند وشرق أفريقيا.

على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، تواجه اقتصادات المنطقة تحديات بسبب تقلبات أسعار النفط، التي انخفضت إلى 75 دولارًا للبرميل بسبب تراجع الطلب العالمي. ومن المتوقع أن يعقد تحالف أوبك+ اجتماعًا الأسبوع المقبل لمناقشة خفض الإنتاج.

في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، برز أحمد الشرع، القائد السابق للمعارضة، كرئيس مؤقت جديد. وفي مؤتمر “انتصار الثورة السورية” في دمشق، كشف الشرع عن خطة طموحة تهدف إلى تفكيك مؤسسات حزب البعث القديمة، وإطلاق إصلاحات دستورية، وبدء حوار وطني يهدف إلى توحيد دولة مزقتها الحرب.

في لبنان، لا يزال التوجه السياسي يتشكل بينما يحتفل الآلاف بالذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري. يتزامن هذا الحدث الرمزي مع مطالب متجددة بانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من جنوب لبنان وإصلاحات شاملة لمعالجة الانقسامات الاقتصادية والطائفية المزمنة.

وفي الوقت نفسه، تستعد مصر لاستضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير لمناقشة مقترحات مثيرة للاضطراب من واشنطن، مما يؤكد دفعًا إقليميًا نحو المشاركة الدبلوماسية في ظل تحالفات متغيرة. هذه التطورات التحويلية تقدم أملًا في تحقيق الاستقرار والإصلاح.

احتفلت المنطقة بالعديد من الإنجازات الثقافية هذا الأسبوع. افتتح معرض دبي للفنون 2025 بحضور قياسي، حيث عرض أعمالًا فنية معاصرة من أكثر من 50 دولة. وسلط الحدث الضوء على الدور المتزايد الإمارات كمركز ثقافي عالمي.

وفي المغرب، جذب المعرض الدولي للكتاب في مراكش المؤلفين والناشرين من جميع أنحاء العالم العربي، مما عزز الحوار حول الأدب والهوية. وركز المعرض أيضًا على قضية تغير المناخ، تماشيًا مع ريادة المغرب في الدعوة البيئية.

استضافت المغرب “المنتدى الافتتاحي للطاقة المتجددة في المنطقة“، حيث كشف قادة الحكومات والقطاع الخاص عن خطط لتوسيع قدرات الطاقة الشمسية والرياح ودمج حلول تخزين الطاقة المتقدمة. كما أعلنت المغرب عن حزمة استثمارية كبيرة لتعزيز مشاريع الطاقة النظيفة وتسريع انتقالها نحو اقتصاد منخفض الكربون.

في العراق، أطلقت الحكومة مبادرة بقيمة 500 مليون دولار لمكافحة التصحر، تركز على إعادة التشجير والإدارة المستدامة للموارد المائية. يأتي ذلك في وقت يواجه فيه البلاد أسوأ موجة جفاف منذ عقود، حيث وصلت مستويات نهري دجلة والفرات إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

مع دخول المنطقة الأسبوع المقبل، ستكون الأنظار مركزة على اجتماع أوبك+ وتداعياته على أسواق النفط العالمية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية المستمرة و الرئيس الجديد في سوريا محط اهتمام لمراقبة علامات الاستقرار أو التحديات الإضافية.

يقدم هذا التقرير الأسبوعي لمحة سريعة عن أهم التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يوفر نقطة مرجعية موثوقة للبقاء على اطلاع. من الاتجاهات الاقتصادية إلى الإنجازات الثقافية، تواصل المنطقة السير في مسار معقد ولكنه مليء بالتحولات.

ترقبوا المزيد من التحديثات بينما نواصل مراقبة هذه الأحداث المتطورة وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما بعدها.