تطورات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الاسبوع المقبل

في معظم أنحاء المنطقة، يقترب شهر رمضان المبارك من نهايته المقررة في 30 مارس 2025، وهو الشهر الذي شكّل الروتين اليومي والأنماط الاقتصادية لملايين الأشخاص، لينتهي باحتفالات عيد الفطر في 30 مارس.

من المتوقع أن تشهد الأسواق والقطاعات التجارية في دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية والأردن ذروة في النشاط الاستهلاكي بعد رمضان، مع تجمع العائلات وشراء الملابس والهدايا الجديدة. وقد قام تجار التجزئة ومقدمو الخدمات بتعديل مخزوناتهم ومستويات العمالة استعدادًا لموجة الطلب المرتبطة بالعيد.

في تركيا، لا تزال التوترات السياسية مرتفعة في أعقاب عمليات الاعتقال الأخيرة لشخصيات معارضة بارزة، بما في ذلك اعتقال عمدة إسطنبول إكرام إمام أوغلو في 19 مارس 2025. ورغم أن أعنف الاحتجاجات سُجلت بين 19 و22 مارس، تؤكد مصادر موثوقة استمرار المظاهرات والغضب عبر الإنترنت حتى أواخر الشهر.

لا تزال السلطات تفرض إجراءات أمنية مثل تقييد التجمعات العامة وحجب وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متقطع. ورغم عدم تأكيد تحركات جماعية جديدة خلال الفترة من 24 إلى 30 مارس، يلاحظ مراقبون أن استمرار الغضب الشعبي يحافظ على هذه القضية في صدارة النقاش الوطني.

يبقى المشهد السياسي في لبنان هشًا رغم حصول الحكومة الجديدة على تصويت ثقة في أواخر فبراير. وقد سلطت حوادث عبر الحدود، مثل الهجوم الصاروخي على ميتولا في 22 مارس 2025، الضوء على هشاشة الهدنة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية. وتوفر القوات الأمنية على الجانبين مستويات عالية من الاستعداد.

بالتوازي، يراقب صانعو السياسات الاقتصادية في بيروت وخارجها عن كثب معدلات التضخم وظروف الائتمان، بينما ينتظر المستثمرون بيانات محدثة من قطاعات رئيسية.

لا يزال الصراع في السودان، الذي استعادت خلاله القوات المسلحة السودانية (SAF) السيطرة على المؤسسات المركزية في الخرطوم بحلول 21 مارس 2025، في حالة استقرار حذرة.

وتشير تقارير مؤكدة إلى أن العمليات القتالية الكبرى توقفت بعد استعادة SAF للقصر الجمهوري ومباني حكومية رئيسية في أوائل مارس، لكن اشتباكات متفرقة في المناطق الطرفية لا تزال تؤثر على السكان المحليين.

وتنتظر الجهات المقرضة الدولية والوكالات الإنسانية صورة أوضح من الحكومة قبل استئناف برامج التمويل المعلقة.

لا يزال المستثمرون حذرين مع استمرار عدم اليقين الاقتصادي في عدة دول بالمنطقة.

في تركيا على سبيل المثال، أدت تقلبات السوق الأخيرة بعد الاضطرابات السياسية إلى توقعات من محللين بأن البنك المركزي قد يعدل أسعار الفائدة في الأسابيع المقبلة لمواجهة الضغوط على العملة.

فيما يُتوقع أن تُصدر دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية بيانات اقتصادية كلية محدثة لاحقًا هذا الشهر، قد توضح اتجاهات النمو وسط صدمات خارجية.

ورغم عدم توفر أرقام مفصلة لهذا الأسبوع، تشير تعليقات اقتصادية من وكالات أنباء مالية موثوقة إلى أن المشاركين في السوق يتابعون هذه التطورات عن كثب.

رغم أن الفترة من 24 إلى 30 مارس 2025 قد تبدو هادئة نسبيًا مقارنة بأشهر سابقة مضطربة، إلا أن المنطقة لا تخلو من تيارات كامنة. فالأيام الأخيرة من رمضان وبداية عيد الفطر، والسخط الشعبي المستمر في تركيا، واليقظة الأمنية على حدود لبنان، وحذر المستثمرين في اقتصادات رئيسية، تشكل معًا خلفية معقدة.

يجب على القراء استخدام هذا التقرير كمرجع ثابت، مع تذكر أن هذه الاتجاهات—حتى في الأسابيع الهادئة—قد يكون لها آثار طويلة الأمد على المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة.