وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

العُمرة: سُنّة المسلمين الأكثر حباً

Grand mosque mecca
الآلاف من المسلمين في المسجد الحرام لأداء العمرة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان في الرابع من سبتمبر 2010. Photo: AMER HILABI / AFP

العُمرة في اللغة العربية تعني الزيارة، ويُقصد بها في الدين الإسلامي زيارة المسجد الحرام في مدينة مكة في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك وطقوس خاصة مثل الطواف حول الكعبة والسعي بين جبلي الصفا والمروة. العُمرة سُنة مؤكدة (ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم) عند بعض الفقهاء مثل أبي حنيفة ومالك، بينما يراها آخرون أمثال الشافعي وابن حنبل أنها واجب على كل مسلم.

يمكن أداء مناسك العمرة في أي وقت من العام دون أيام الحج الذي تختلف عنه حيث أن الحج ركن من أركان الإسلام يجب على كل مسلم أن يؤديه إذا استطاع ويكون عليه ذنب إذا لم يؤده، بينما العُمرة هي سُنة يؤخذ عليها أجر بينما تركها لا يُعد ذنباً على المسلم.

والعمرة نوعان، عُمرة مُفردة؛ وهي التي يمكن لأي مسلم تأديتها في أي وقت من العام دون أيام الحج، أما عُمرة التمتع فهي التي تسبق الحج وتكون في أشهر الحج، شوال وذو القعدة وذو الحجة، وشروطها أن يكون الشخص: مسلماً، بالغاً، حراً، عاقلاً، وشرط الاستطاعة لمن أراد، ووجود محرم للمرأة.

وللعُمرة أربعة أركان هي: الإحرام، والطواف، والسعي، والحلق أو التقصير.

أما الإحرام فهو نية البدء في العمرة عند أحد المواقيت المكانية وفيها يقوم بلبس الإحرام وهو للرجال إزار (ثوبٌ يحيط بالنصف الأسفل من البدن) ورداء (ما لُبس على نصف البدن الأعلى) أبيضين طاهرين دون خياطة، وللمرأة أن تلبس ما تشاء من اللباس الساتر لجسدها دون أن تتقيد بلون محدد.

ويُستحب قبل الإحرام أن يقوم الشخص بالاغتسال وتنظيف شعره وأظافره والتطيب، ثم صلاة ركعتين سُنة الإحرام والتلفظ بالنية، فإذا أراد عُمرة مُفردة قال “لبيك عُمرة، وإذا أراد عُمرة ثم تمتع بها إلى الحج قال “لبيك عُمرة متمتعاً بها إلى الحج”.

قبل أداء العمرة، يقوم المعتمرون بالاستعداد بدنياً وروحانياً في المواقيت المكانية المحددة خارج مكة. ينبغي على المعتمرين الدخول في هذه الحالة الروحانية، أو الإحرام، قبل عبور حدود العمرة. يوجد خمسة مواقيت يجتمع فيها المعتمرون بحسب كل جهةٍ يأتون منها، وهي:

1-ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 450 كيلومترا.

2-الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 204 كيلومترات.

3-يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 54 كيلومترا.

4-قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.

5-ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.

الطواف، وهو الركن الثاني من أركان العُمرة، ويُقصد به الطواف حول الكعبة سبعة أشواط عكس عقارب الساعة ويكون على النحو التالي:

عندما يصل إلى المسجد الحرام عليه أن يدخل برجله اليُمنى ويقول “بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.”

ثم يتقدم إلى الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة ليبدأ الطواف من عنده ويقوم باستلامه بيده اليُمنى وتقبيله أولاً، فإن لم يستطع تقبيله استلمه بيده وقَبَّل يده (والاستلام هو مسح الحجر بيده)، فإن لم يستطع الوصول إليه فعليه أن يُشير إليه بيده ويكبر، ولا يقبل يده ويقول “بسم الله، الله أكبر.” وعلى الرجل في الطواف أن يكشف كتفه الأيمن، أي يضع وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر.

كما أن على الرجل أن يُسرع في المشي مع مقاربة الخطوات في الأشواط الثلاثة الأولى، وهو ما يُسمى بـ “الرمل” (إسراع المشي مع تقاربِ الخُطَى وهزِّ الكتفين من غير وثب)، وفي باقي الأشواط يمشي مشيته الطبيعية ما بين الركن اليماني والكعبة.

وبعد الانتهاء من الطواف، يقوم الرجل بتغطية كتفه الأيمن ثم يتقدم إلى مقام إبراهيم ويصلي ركعتين خلف المقام، وبعد أن ينتهي من الصلاة يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه إذا استطاع، فإذا لم يستطع انصرف دون أن يُشير إليه.

السعي: ويُقصد به السعي بين جبلي الصفا والمروة سبعة أشواط وهو الركن الثالث للعمرة. يبدأ المعتمر من جبل الصفا وحينما يدنو منه ويصعد على جبل الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه ويقول “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده” وهو الدعاء المأثور عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ثم يدعو بما يشاء بعد ذلك، ويكررها ثلاث مرات ويدعو بعد المرة الأولى والثانية فقط.

وبالمثل عند جبل المروة يُكرر ما فعله عند جبل الصفا، وفي الطريق بينهما يذكر الله ويدعو حتى يكمل سبعة اشواط، يبدأ فيها بجبل الصفا ويختم بجبل المروة، ويقول الحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله”، وفي المسافة بين الجبلين يركض مسرعاً (وهو الآن محدد بعلمين أخضرين) بينما تمشي النساء.

أما الحلق أو التقصير، وهو الركن الرابع من أركان العُمرة فيقوم به المعتمر أو المعتمرة بعد إتمام السعي. ويقوم الرجل بحلق شعر رأسه أو تقصيره، بحيث يكون الحلق شاملاً رأسه كاملاً، والتقصير كذلك، مع تفضيل الحلق على التقصير، أما المرأة فإنها تُقصر من شعرها قدراً بسيطاً بمقدار أُنملة.

ويُحظر على المعتمرين إزالة الشعر أو تقليم الأظافر أو الجماع أو وضع العطر أو الصيد أو عقد الزواج، ويُحظر على الرجال لبس الثياب المُخيطة أو تغطية الرأس، ويُحظر على النساء لبس القفازين أو النقاب، ومن فعل شيء من ذلك ناسياً فلا إثم عليه ولا فدية، ومن اضطر لها فعليه فدية.

والعمرة هي أحب السنن عند المسلمين لما لها من فضل جاء في الأحاديث النبوية مثل “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد.”

كما أن للعمرة في شهر رمضان فضل كبير لما جاء في الحديث النبوي “عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.

Advertisement
Fanack Water Palestine