
برهنت الحركة الوهابية، التي تأسست في القرن الثامن عشر مع ظهور الداعية المحلي محمد بن عبد الوهاب، على أنها مذهب رائد. فقد دعا هذا المصلح إلى تطهير العربية من البدع والهرطقات. وأخذ يعظ في مدينته ثم في واحة الدرعية، بالقرب من الرياض، مدينة محمد بن سعود، الأمير المحلي الذي استجاب إلى دعوة الدين الجديد. تعاون الرجلان وشنوا حروباً دينية مدّعين تطهير العقيدة وإرجاع المسلمين إلى الإسلام الحقيقي للنبي وصحابته.
وقد نبهت غاراتهما في العربية ومغامراتهما المتتالية في الحجاز وسوريا والعراق، العثمانيين، فأرسل العثمانيون جيوش محمد علي في مصر لتدمير عاصمتهما الدرعية عام 1818.
ونجح العثمانيون في إعادة تأسيس سلطتهم في العربية، لكن لفترة قصيرة. فأعاد الحكام المحليون وزعماء القبائل حكمهم الذاتي واستقلالهم. وعبر القرن التاسع عشر، تنافست ثلاث إمارات محلية على السيطرة على العربية – الهاشميون في الحجاز وآل سعود في الرياض، وآل رشيد في حائل – وأقسمت على الولاء للسلطان العثماني.