وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

سوريا: حرب حزيران/يونيو 1967

حرب حزيران/يونيو 1967 ثكنة عسكرية سورية سابقة
ثكنة عسكرية سورية سابقة، تطل على بحيرة طبريا، احتلتها إسرائيل في حرب 1967
تصوير Magnum / HH

أدى الانقلاب إلى اندلاع ثورات، ليس فقط في صفوف الطبقات الوسطى من المجتمع في العديد من المدن، والذين اعتبروا الحكام الجدد كفلاحين، وإنما أيضاً احتج بعض الضباط، السنّة والدروز، على ما اعتبروه استيلاء العلويين على السلطة. وقام الزعيم الجديد، صلاح جديد، بتوثيق علاقات سوريا مع موسكو وفتح (منظمة المقاومة الفلسطينية الرئيسية) بزعامة ياسر عرفات، الذي نجح في وضع إسرائيل/فلسطين على رأس قائمة جدول أعمال جامعة الدول العربية، وهو الهدف الأساسي باعتباره “النصر النهائي” على إسرائيل. وفي نهاية المطاف، تحالفت مصر والأردن مع سوريا.

بتاريخ 5 حزيران/يونيو عام 1967، وبعد صراع طويل مع سوريا ولبنان والأردن حول مياه نهر الأردن، بدأت إسرائيل الحرب – حرب حزيران/ يونيو – ضد الدول العربية. دمر سلاح الجو الإسرائيلي الطائرات السورية والمصرية حتى قبل أن تتمكن من الإقلاع. ثم غزا الجيش الإسرائيلي شبه جزيرة سيناء المصرية والضفة الغربية للأردن. وفي 10 حزيران/يونيو، هاجمت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية. وفي أقل من يومين خسرت سوريا هذه المنطقة الإستراتيجية، بما في ذلك مدينة القنيطرة الرئيسية، والتي تم تدميرها بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، مما تسبب بفرار 120,000 لاجئ إلى سوريا، أغلبهم من الدروز.

وفي 11 حزيران/يونيو، قبلت الأطراف المتحاربة دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. وفي وقت لاحق من عام 1967، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 242، داعياً إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة خلال الحرب، مقابل محادثات السلام واعتراف البلدان العربية بإسرائيل. وفي عام 1981، ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان.

بعد هذه الهزيمة، واجه صلاح جديد الكثير من الانتقادات، داخل سوريا كما على الصعيد العالمي. وكان من بين ناقديه الفريق الجوي حافظ الأسد، والذي كان وزير الدفاع أثناء حرب حزيران/يونيو. ورغم معارضته، احتفظ الأسد بمنصبه في الحكومة، متحيناً الفرصة المناسبة ومعززاً موقفه خلال الثلاث سنوات التي تلت.

في أيلول/سبتمبر عام 1970، وقع حدث مأساوي آخر على أعتاب سوريا، في الأردن. وقعت مناوشات بين الفلسطينيين والسلطات الأردنية لمدة عام تقريباً. وفيما أصبح يعرف باسم أيلول الأسود، أمر الملك حسين، الذي خشي قيام ثورة فلسطينية أخرى واسعة الانتشار، قواته بقتل الآلاف من الفدائيين (مقاتلي المقاومة). وفرّ من تبقى من قوات منظمة التحرير الفلسطينية مع قائدهم ياسر عرفات (الذي كان قد أصبح قائد منظمة التحرير الفلسطينية قبل عام) إلى لبنان.

Advertisement
Fanack Water Palestine