وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الثورة التونسية في 2010

بوستر عن مفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي
بوستر عن مفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي

لطالما قوّضت خيبة الأمل السياسية الناتجة عن القمع العنيف الذي تمارسه قوات الشرطة والمصاعب الاقتصادية – التي تجلت في معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، خاصة بين الشباب التونسي – شرعية نظام بن علي الاستبدادي في عيون التونسيين. وحين قام بائع جوّال اسمه محمد البوعزيزي، من مواطني مدينة سيدي بوزيد الفقيرة، بإضرام النار بنفسه احتجاجاً على محنته الاقتصادية في17 كانون الأول/ديسمبر عام 2010، اندلعت الاحتجاجات في البلاد وتحولت إلى انتفاضة عامة ضد نظام بن علي.

في البداية، اقتصرت الاحتجاجات على جنوب تونس، المنطقة الأكثر فقراً في البلاد حيث حاولت قوات الشرطة احتواء المتظاهرين عن طريق اعتقالهم وممارسة العنف الشديد ضدهم. لكن أخبار هذه الاشتباكات انتشرت إلى مناطق أخرى من البلاد عن طريق وسائل الإعلام والمنتديات، مثل الفيسبوك وتويتر، فاستجابت تلك المناطق بانتفاضات مماثلة. وقام الاتحاد التونسي العام للشغل، الأقوى في تونس، بالإضافة إلى فيسبوك وتويتر، بتسهيل تنظيم الاحتجاجات الجماعية التي هزت البلاد.

ما كان في البداية احتجاجات للفقراء والمهمشين في البلاد سرعان ما شمل جميع الفئات الاجتماعية – من بينهم أصحاب المهن، كالمحامين والأطباء والمعلمين – الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على وضعهم الاقتصادي والمطالبة بالمزيد من الحقوق السياسية. في بادئ الأمر، ردّ بن علي على الانتفاضة العامة ضد نظامه بالعنف والتهديد العلني بالعقاب، كما ألقى اللوم على وسائل الإعلام الوطنية والعالمية بنشر معلومات كاذبة ودعم من أسماهم بالمتطرفين.

لكن عندما لم تنجح هذه المحاولة في احتواء الاحتجاجات التي ازدادت قوة وانتشاراً، اضطر النظام إلى الاستقالة وفرّ بن علي وعائلته إلى المملكة العربية السعودية في 14 كانون الثاني/يناير عام 2011.