Chronicle of the Middle East and North Africa

لبنان: الإعمار ما بعد الحرب في خضمّ الانقسامات المتأزّمة

يتزايد الإحباط في لبنان بين السكان المتضررين، حيث يفقد الكثير منهم الثقة في قدرة حزب الله على قيادة إعادة الإعمار.

لبنان: الإعمار بعد الحرب
سكان يشترون الخضار من بائع متجول وسط الدمار في حي الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. إبراهيم عمرو / وكالة الصحافة الفرنسية

فور عودة لينا ريحاني* إلى منزلها في بئر العبد في بيروت، وجدته غير صالح للسّكن، فالنّوافذ محطّمة بشكلٍ كليّ، والأثاث متضرّر بفعل الزّجاج المتهشّم، وكانت أجزاء من الجدران قد انهارت، وكلّ الأبواب انتُزِعت من مفصلاتها بسبب ضغط القصف الإسرائيليّ على حيّها.

قالت لينا لفنك: “كنت أعلم أنّ ترميم المنزل سيتطلّب الكثير من المال، وكنت قلقة من أين سآتي به”.

على الرّغم من أنّ حزب الله أعلن أنّه سيغطّي تكاليف التّرميمات عقب وقف إطلاق النّار في 27 تشرين الثّاني، إلّا أنّ العمليّة لم تكن سلسة على الإطلاق. فالتقارير المحلّيّة تكشف عن أنّ “لجنة إحصاء الأضرار في جهاد البناء”، التّابعة لحزب الله، أفادت بتدمُّر حوالى 45000 منزل في مختلف أنحاء لبنان.

تستند هذه الأرقام إلى استقصاءات مباشرة حيثما أمكن، وتقديرات علميّة عند الضّرورة. الهدف هو الاستعداد لـ”مرحلة ما بعد الحرب”، ومعالجة القضايا الرّئيسة مثل النّزوح والعودة وإعادة الإعمار. تقدَّر الكمّيّة الإجماليّة للأنقاض بـ 1.2 مليون متر مكعّب، والجدير بالذّكر، أنّ تكلفة إعادة إعمار الضّاحية الجنوبيّة بلغت 630 مليون دولار بحلول نهاية تشرين الأوّل، في حين بلغت تكلفة إعادة الإعمار في مناطق أخرى حوالى 2.3 مليون دولار.

ووفقًا للينا، فقد فشل المهندسون المعماريّون الّذين أرسلهم حزب الله لفحص الأضرار في توثيق جميع المشكلات، ووافقوا على تعويض جزء صغير من الأضرار فقط.

أوضحت قائلة: “أي النّوافذ وغرفة واحدة انهارت فيها الجدران”.

والآن، تقلق لينا من أنّ الـ 4000 دولار الّتي تحتاج إليها للتّرميمات لن تُدفَع بالكامل، وسيُعوَّض الجزء الصغير منها فقط.

قالت: “في هذه المرحلة، لا آمل إلّا بأن يغطّوا 1000 دولار ، ويمكنني اقتراض الباقي”.

تواجه لينا، مثل كثيرين آخرين في الضّاحية وسهل البقاع وجنوب لبنان، هذه التّحديات بعد شهر واحد من إعلان وقف إطلاق النّار الهشّ. إنّ عمليّة إعادة الإعمار بطيئة بسبب حجم الأضرار والتّكاليف الباهظة، تاركة النّاس يتخبّطون بين التّعاطف مع حزب الله وتفهّمه، ومشاعر الغضب والإحباط فيما يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم، مثلما فعلوا بعد حرب عام 2006.

بأيّ ثمن؟

أودت الحرب الإسرائيليّة على لبنان بحياة أكثر من 3000 شخص في شهرين فقط، مخلّفة وراءها دمارًا واسع النطاق. لقد امّحت قرى بأكملها، وتجاوزت نسبة الأضرار في الضّواحي الجنوبيّة نسبة الدّمار الذي حدث خلال حرب عام 2006. لقد دمّر أكثر من 45000 منزل تدميرًا كاملًا، مع تضرّر أكثر من 90000 منزل كلّيًّا أو جزئيًّا، وهي زيادة مذهلة مقارنة بالـ 12000 منزل المدمّر في عام 2006.

تواجه إعادة الإعمار عقبات كبيرة، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى نقص التّمويل. على عكس عام 2006، حين قدّم المانحون الدّوليّون المساعدات بسرعة، لم يحصل لبنان بعد على دعم ماليّ. وأدّى ارتفاع أسعار موادّ البناء، مدفوعًا بروح الاستغلال، إلى زيادة تكاليف إعادة البناء، الّتي أصبحت تقدّر بأكثر من 11 مليار دولار، أي أكثر من ضعف المبلغ المتكبَّد في عام 2006 البالغ 5.3 مليار دولار.

وافقت الحكومة اللّبنانية على سلفة بقيمة 4000 مليار ليرة لبنانيّة لإزالة الأنقاض الّتي تقدَّر بنحو 1.2 مليون متر مكعّب، وتعمل على تشريع لإعادة بناء المنازل. ويتعاون مجلس الجنوب، المكلّف بتقييم الأضرار والإشراف على الإجراءات الفنّيّة، مع منظّمة جهاد البناء، التي قادت سابقًا جهود إعادة الإعمار بعد عام 2006. ولقد بدأت بالفعل عمليّات المسح وتقييم الأضرار في الضّاحية الجنوبيّة وجنوب لبنان وسهل البقاع.

وأعلن حزب الله عن خطط لتقديم ما بين 6000 و8000 دولار لأصحاب المنازل الّذين دُمّرت ممتلكاتهم، ما يسمح لهم باستئجار مساكن بديلة لمدّة عام. وفي الوقت نفسه، من المتوقّع أن يحصل أولئك الّذين تضرّرت منازلهم على تعويض عن التّرميمات.

ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق غير ممسوحة، ما يترك سكّانها مشوشين بشأن التّعويضات الماليّة. فمثلًا، ما زالت ليلى مشنوق* من صور، الّتي تعرّض منزلها لأضرار طفيفة أصابت الزّجاج والنّوافذ والأبواب، تنتظر تقديرًا لقيمة هذه الأضرار. وعلى الرّغم من بساطة مشكلتها مقارنة بالدّمار الشّامل، لم يزر أيّ مسؤول منزلها.

قالت ليلى لفنك: “ذهب أخي إلى البلديّة للاستفسار عن الموضوع، فطلبوا منّا ترميم ما نستطيع تحمّل نفقته في الوقت الحاليّ. وقالوا إنّهم سيُعلِموننا عندما يُتاح تعويض ماليّ. لكن ليس لدينا المال للتّرميم في الوقت الحاضر.”

واجهت عمّة ليلى، منى*، الّتي تعيش في العبّاسيّة، على بُعد بعض كيلومترات من صور، وضعًا مماثلًا. ومن دون تقدير رسميّ للأضرار، وهي غير مؤهّلة للحصول على تعويض.

قالت ليلى: “لقد دفعت تكاليف التّرميم بنفسها لأنّ الشّتاء يقترب، وتحتاج إلى منزلها جاهزًا لتحمّل المطر”.

مستقبل مجهول

زينب رمّال*، من سكّان صور، فقدت منزلها بالكامل عندما سقط صاروخ على المبنى المجاور. وهي تدّعي أنّ أثناء مسح الأضرار، أبلغها المهندس المعماريّ بعدم امتلاكه معلومات عن التّعويض الماليّ المتعلّق بالإيجار.

قالت زينب لفنك: “لقد قال فقط إنّه لا يملك إجابة عن سؤالي في الوقت الراهن”.

على الرّغم من أنّ المبنى لا يزال قائمًا، تعرّضت شققه لأضرار جسيمة، وذلك بانهيار جدرانها وأسقفها. تنام زينب الآن في منزل أقربائها، لكنّها تقضي أيّامها في حطام شقّتها، المكشوفة بالكامل على الشّارع، وتجلس على ما تبقّى من الأثاث فيما تنتظر المزيد من الاستقصاءات.

قالت: “إنّه مثل الجلوس في الشّارع، لكن ليس لديّ خيار آخر. عليّ انتظار مجيئهم لأنّني لن أحصل على إجابة إذا جاءوا أثناء غيابي”.

وعلى الرّغم من إعادة فتح بعض المتاجر، وعودة مؤشّرات الحياة إلى صور، تصف زينب الوضع بأنّه مروّع. إذ لا يستطيع العديد من السّكّان وأصحاب المتاجر تحمّل تكاليف التّرميمات، تاركين الاقتصاد المحلّيّ ينازع. وأضافت: “هناك جوّ من اليأس والحزن لم يغادر المدينة بعد”.

خسر حسام هاشم*، من كفركلا، وهي قرية حدوديّة تعرّضت للقصف الشّديد، متجرين ومبناه المكوّن من ثلاثة طوابق.

قال لفنك: “كيف سيعوّضون عن هذه الخسائر؟ كلّفتني هذه مئات الآلاف من الدّولارات، وأنا مدرك أنّني لن أستعيد منها شيئًا.”

لا تزال كفركلا محظورة على السّكّان بموجب اتّفاق وقف إطلاق النّار، الّذي يمنح القوّات الإسرائيليّة 60 يومًا للانسحاب. لكن، تواصل القوّات الإسرائيليّة انتهاك الاتّفاق، بحيث تقتل المدنيّين وتهدم المنازل.

يقلق حسام بعمق من عدم قدرته على العودة إلى قريته إذا لم تنسحب القوّات الإسرائيليّة. كما أنّه يخشى تعثّر حزب الله في تقديم التّعويضات أو أن يستغرق وقتًا طويلًا للقيام بذلك، تاركًا إيّاه عالقًا في المجهول.

قال: “لقد استأجرت شقّة في النّبطيّة مع أفراد عائلتي الممتدّة. لكنّها بعيدة كلّ البعد عن الحياة الكريمة الّتي نتمنّاها لأنفسنا”.

وتشاركه زينب هذه المخاوف، إذ تشعر بالقلق حيال قصور تمويل حزب الله لتقديم تعويضات سخيّة، بخاصّة مع عدم تدخّل مانحين دوليّين كما حدث في عام 2006.

قائلة: “كلّفت شرفتي وحدها حوالى 15000 دولار، هذه خسارة كبيرة، علمًا أنّهم ربّما سيغطّون جزءًا بسيطًا منها فقط.”

النّبطيّة في حالة دمار

يقول أحمد غندور* من النّبطية، الّتي تعرّضت أيضًا لأضرار جسيمة، إنّه على الرّغم من تمكّنه من تغطية تكاليف ترميم منزله، إلّا أنّ التّيّار الكهربائيّ ما زال غير متوفّر، لأنّ الأضرار الّتي لحقت بالبنية التّحتيّة ستستغرق وقتًا أطول.

وأضاف: “وضع بعض النّاس أغطية بلاستيكيّة على النّوافذ لأنّهم لا يستطيعون شراء الزّجاج”.

ذكر غندور أيضًا، أنّ اللّاجئين السّوريّين كانوا قد استأجروا شققًا في النّبطيّة، لكن البلديّة قرّرت إعطاء الأولويّة للمستأجرين اللّبنانيّين وعدم السّماح للّاجئين بالإيجار.

وعلى الرّغم من عدم تقديم تعويضات ماليّة لمن دُمّرت منازلهم بالكامل، سلّط غندور الضّوء على حاجة النّاس إلى مكان للعيش، بخاصّة أولئك الّذين يملكون الإمكانيّات الماليّة للإيجار.

بالنّسبة إلى أحمد وحسام وزينب، تغيّر الرّأي العامّ حول حزب الله بشكل ملحوظ.

وقال غندور: “هم الآن عالقون في المجهول، ولا يعرفون ماذا يفعلون من دون أعمالهم أو منازلهم”.

ووفقًا لزينب، شعرت الطّائفة الشيعيّة بالانكسار والضّياع حين اغتيل الأمين العامّ لحزب الله، حسن نصر الله، في 27 أيلول 2024.

قالت زينب: “أولئك الّذين دعموا حزب الله، لم يتخطّوا بعد اغتيال نصر الله، ويشعرون أنّ الحزب لم يعد كسابق عهده وكأنّه ظلال لما كان عليه”.

وأضافت أنّ التّأخير في التّعويضات الماليّة ترك الكثيرين محبطين، إذ يبدو أنّ المبالغ المتوفّرة منخفضة جدًّا مقارنة بالمبالغ المطلوبة للتّرميمات، ما يخلق توتّرات جديدة بين المجموعة وقاعدتها.

في 19 كانون الأوّل، نظّمت جمعيّة تجّار النّبطيّة احتجاجًا في الحيّ التّجاري في المدينة، المتضرّر بشدّة من الغارات الجوّيّة الإسرائيليّة. وهدف الاحتجاج هو الضّغط على الحكومة اللّبنانيّة والسّلطات المعنيّة للإسراع في دفع التّعويضات للشّركات والصّناعات والمهن الحرّة والصّيدليّات والقطاعات الزّراعيّة، بما في ذلك تربية الدّواجن والنّحل والمواشي. وشدّد المشاركون على الحاجة إلى اتّخاذ إجراءات سريعة لإعادة بناء البنية التّحتيّة المتضرّرة، وتعويض الخسائر، واستعادة النّشاط الاقتصاديّ في جنوب لبنان. وأعرب المسؤولون المحلّيّون عن تضامنهم، وتعهّدوا بدعم الدّعوة إلى تعويضات عادلة.

ووفقًا لصحيفة نداء الوطن المحلّيّة، ظهرت موجة من الاستياء داخل قاعدة حزب الله الشّيعيّة في جنوب لبنان عقب وقف إطلاق النّار، إذ أصبح حجم الدّمار أكثر وضوحًا. ورفع العديد من السّكّان، بمن فيهم أولئك الّذين يعيشون في الخارج أو الّذين كانوا يدعمون حزب الله سابقًا، دعاوى قضائيّة ضدّ الحزب، يتّهمونه فيها بتخزين الأسلحة تحت المباني السّكنيّة، وحفر أنفاق تحت المنازل من دون علم السّكّان، وإحداث دمار أثناء الغارات الجوّيّة الإسرائيليّة.

فيما رُفِض العديد من الدّعاوى القضائيّة بسبب النّفوذ القضائيّ أو الاختصاص المكانيّ، يعتزم بعض المدّعين تصعيد قضاياهم. ويشير هذا الإجراء القانونيّ، على الرّغم من غموض نتيجته، إلى استعداد متزايد لكسر حاجز الصّمت داخل قاعدة حزب الله. وبينما يواجه السّكّان تداعيات الدّمار الشّامل وضآلة التّعويضات، إنّهم يُسائلون تصرّفات الحزب بشكل متزايد. فعلى عكس عام 2006، يواجه حزب الله الآن قيودًا ماليّة، وتعتمد جهود إعادة الإعمار على الدّولة اللّبنانيّة المفلسة المتأثّرة بشدّة بحزب الله، والمساعدات الدّوليّة الّتي يبدو أنّها لن تُرسَل. إضافة إلى ذلك، نادرًا ما يُذكَر أيّ دعم إيرانيّ رسميًّا.

أمل بالمستقبل

ومع ذلك، شكّل الصّيدليّ نادر بدر الدّين رمزًا للأمل والعزم، في قلب النّبطيّة. فبعد الغارات الجوّيّة الإسرائيليّة المدمّرة الّتي حوّلت المدينة إلى خراب، واجه بدر الدّين تدمير ليس منزله فقط بل صيدليّته أيضًا – وهي مركز مهمّ للسّكّان المحلّيّين الّذين يحتاجون إلى الأدوية ومستلزمات الرّعاية الصّحّيّة الأساسيّة.

قال نادر لفنك: “خسرت صيدليّتي ومنزلي والمنطقة المحيطة بهما. اشتهرت هذه الصيدليّة بأنّها تفتح حتّى وقت متأخّر من اللّيل وفي الصّباح الباكر، لخدمة النّاس وحاجاتهم. لم تكن مجرّد عمل تجاريّ، بل كانت شريان حياة للمجتمع ولي شخصيًّا”.

على الرّغم من الخسائر الفادحة وعدم وجود تعويض ماليّ فوريّ، كان نادر مصمّمًا على إعادة البناء، حتّى قبل انتهاء الحرب رسميًّا.

وشرح: “النّبطيّة مدمّرة حاليًّا، والتّعافي يتطلّب بعض الوقت. لكنّني قلت لنفسي، فلنبدأ بمبادرة صغيرة، وربّما نتسلّق السّلّم خطوة بخطوة”.

وبيد أنّ البعض صرفوا النّظر عن جهوده باعتبارها غير واقعيّة في خضمّ الحرب المستمرّة، ظلّ بدر الدّين صامدًا. قال: “لقد نعتوني بالمجنون، لكنّني أخبرتهم بأنّني أكافح من أجل الصّواب. كان لديّ خطّة، وكنت مصمّمًا على تنفيذها حتّى النّهاية”.

في نهاية المطاف حوّل مستودعًا إلى صيدليّة، وفتح أبوابها مجدّدًا في موقع مؤقّت بالقرب من موقعها الأصليّ، رافضًا السّماح للحرب والدّمار بإيقاف مهمّته.

وأضاف: “اعتقد بعض النّاس أنّ الحرب ستستمرّ لأشهر أو حتّى سنوات. فنصحوني بالانتظار، لكنّني لم أستطع ذلك. فالصّيدليّة حياتي، إنّها بالنّسبة لي، بأهمّيّة عائلتي.”

ما زالت الطّريق إلى التّعافي طويلة. إذ ما زال منزله غير صالح للسّكن، وهو يستأجر حاليًّا مسكنًا مؤقّتًا، ولم يحصل بعد على تعويض عن خسائره.

قال: “جاء المفتّشون ووثّقوا الأضرار وغادروا، لكنّنا ما زلنا ننتظر تحديثات حول الدّعم الماليّ، فكلّ شيء فعلته حتّى الآن كان على حسابي”.

الوضع الاقتصاديّ في النّبطيّة ما زال متردّيًا، فالعديد من الشّركات والمنازل ما زالت في حالة يرثى لها. وأشار بدر الدّين إلى أنّ السّوق المحلّيّ تضرّر بشدّة، ومع أنّ النّشاط بدأ يعود إليه، إلّا أنّه ليس كسابق عهده. إنّ جهوده لإعادة فتح الصّيدليّة هي جزء من محاولة أوسع لإحياء النّشاط الاقتصاديّ في المنطقة.

قال: “هذا لا يتعلّق بي فقط، إنّه يتعلّق بتشجيع المجتمع على إعادة البناء والمضيّ قدمًا”.

وفي خضمّ الارتياب والتّحدّيات، لا يزال بدر الدّين متفائلًا. وهو يعترف بأنّ إعادة البناء عمليّة طويلة، مدركًا أنّ حجم الدّمار يتطلّب وقتًا للمعالجة.

أضاف: “لا يمكننا إلقاء اللّوم على أحد، وبخاصّة المسؤولين عن جهود إعادة البناء. نحن بحاجة إلى دعمهم نظرًا لحجم الأضرار الهائل، ويجب ألّا نثقل كاهلهم أكثر. لكن، لا يمكننا الانتظار إلى الأبد. هناك الكثير لننجزه، وسأستمرّ في القيام بدوري لمساعدة هذه المدينة على النّهوض مرّة أخرى”.

وفي خضمّ جهود إعادة الإعمار، الّتي من المتوقّع أن تستغرق ما بين سنة وثلاث سنوات، يبدو أنّ الطّائفة الشّيعيّة منقسمة. من ناحية، يفهم البعض أنّ إعادة الإعمار الّتي يقوم بها حزب الله تتطلّب وقتًا طويلًا. من ناحية أخرى، يشعر البعض الآخر بالإحباط والضّياع، وغياب الدّعم. ومن المرجّح أن يخلق هذا الانقسام تحدّيات سياسيّة لحزب الله، قد تصبح أكثر وضوحًا في المستقبل القريب.

* لقد تبدّلت بعض الأسماء حفاظًا على الخصوصيّة.

user placeholder
written by
Dima
All Dima articles