المقدمة
ليبيا (رسمياً دولة ليبيا) دولة تقع في شمال إفريقيا، حيث تتواجد معظم أراضيها في الصحراء الكبرى. ويتركز معظم سكان هذه الدولة على طول الساحل والمناطق الداخلية التي تتواجد مباشرة بعد المنطقة الساحلية. يحد ليبيا البحر المتوسط من الشمال، ومصر من الشرق، والسودان من الجنوب الشرقي، والنيجر وتشاد من الجنوب، وتونس والجزائر من الغرب. وتبلغ مساحتها 1,759,540 كيلومتر مربع.
طرابلس الغرب هي العاصمة، وتقع شمال غرب الدولة الليبية بمحاذاة ساحل المتوسط، وهي أكبر مدينة في البلاد والميناء الرئيسي. وكانت المدينة تعرف باسم “أويا” في العصور القديمة، حيث أسسها الفينيقيون وسيطر عليها تباعاً الرومان والفاندال والبيزنطيون. خلال غزوات الفاندال، تم تدمير أسوار مدينتي صبراتة وليبتيس ماجنا، ما أدى إلى نمو طرابلس التي كانت تقل أهمية عن المدينتين السابقتين.
وفي عام 645م، سيطر العرب المسلمون على المدينة بقيادة عمرو بن العاص، وبقيت بعد ذلك تحت السيطرة العربية (باستثناء 1146م إلى 1158م، عندما استولى عليها الصقليون النورمان). وفي عام ١٥١٠ اقتحم الإسبان المدينة لتبقى تحت سيطرتهم حتى غزو الأتراك لها في عام 1551م. ووقعت طرابلس الغرب وعموم ليبيا تحت سيطرة الإيطاليين بين عامي 1911م و1943م. وبعد ذلك، وقعت المدينة تحت الاحتلال البريطاني حتى استقلال ليبيا عام 1951م.
قبل اكتشاف النفط في أواخر خمسينات القرن الماضي، عانت ليبيا من شح مواردها الطبيعية بسبب بيئتها الصحراوية. وكانت الدولة تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية والواردات للحفاظ على اقتصادها. وأدى اكتشاف البترول إلى تغيير هذا الوضع بشكل كبير. ومارست الحكومة لفترة طويلة سيطرة قوية على الاقتصاد وحاولت تطوير الزراعة والصناعة بثروة مستمدة من عائدات النفط الضخمة. كما أنشأت دولة رفاهية توفر الرعاية الطبية والتعليم بأقل تكلفة للناس. ورغم تبني الزعيم الليبي معمر القذافي لأيديولوجية سياسية متفرّدة تستند إلى المساواة الاجتماعية الاقتصادية والديمقراطية المباشرة، فقد بقيت ليبيا دولة استبدادية تركزت فيها السلطة بين يدي أقارب القذافي وقادة الأمن. ووصلت معارضة نظام القذافي إلى مستوى غير مسبوق في عام 2011م، وتطورت إلى ثورة مسلحة أزاحت الزعيم الليبي عن السلطة.
قُدّرعدد سكان ليبيا بنحو 6.96 مليون نسمة في عام 2021م؛ واللغة العربية هي اللغة الرسمية، إلا أن اللغتين الإيطالية والإنجليزية مفهومتان على نطاق واسع في المدن الرئيسية؛ والأمازيغية في عدة مناطق.
يشكل البربر والعرب 97% من عدد السكان، أما النسبة المتبقية فتعود لجنسيات أخرى (المصرية، اليونانية، والهندية، الإيطالية، المالطية، وغيرها).
الإسلام الدين الرسمي، ووفقاً لتقديرات عام 2020م يشكل المسلمون 96.6% (جميعهم تقريباً من السنة)، والمسيحيون 2.7%.
العملة المحلية الدينار الليبي. والموارد الطبيعية البترول والغاز الطبيعي والجبس.
من الناحية العسكرية، حلت ليبيا في المرتبة 80 من 145 بين الدول التي شملها تقرير Global Firepower لعام 2023.
بعد ثورة عام 2011 والإطاحة بنظام معمر القذافي، اختارت الحكومة الانتقالية إلغاء الصحف الرئيسية في عهد القذافي وإنشاء مؤسسات جديدة. وبدأت المطبوعات الخاصة، والمواقع الإلكترونية، والمحطات التلفزيونية والإذاعية بالظهور بشكلٍ متسارع في هذا العصر الجديد من الانفتاح الإعلامي. ومع ذلك، أدت الحرب الأهلية والصراعات المستمرة اللاحقة في البلاد إلى إنشاء بيئة إعلامية تتسم بالفوضى.
مع وصول قوات فجر ليبيا إلى طرابلس عام 2014م لإعادة تأسيس حكم المؤتمر الوطني العام المعلن ذاتياً، قاموا بالاستيلاء على وكالة الأنباء الليبية (LANA). ودفع هذا مجلس النواب في شرق ليبيا لتأسيس وكالة أنباء منافسة وتحمل نفس الاسم في البيضاء. وفي الوقت الحاضر، تنشر الوكالتان معلوماتٍ لصالح فصيلٍ معين.
عام 2011م تم تأسيس وكالة أنباء ثالثة وهي وكالة “أنباء التضامن” في سويسرا، ليتم بعد ذلك نقلها إلى بنغازي. وتعتبر إلى حدٍ كبير أكثر موثوقية من الوكالتين الحزبيتين السابق ذكرهما. وفي عام 2015م، أطلق الاتحاد الأوروبي وأكاديمية “دويتشه فيله” وكالة “الغيمة الليبية للأخبار” ومقرها تونس. وتعتمد هذه الوكالة على تكنولوجيا الأقمار الصناعية والمنصات السحابية للسماح لليبيين بالتحايل على الرقابة الإقليمية وإعداد التقارير في بيئة أكثر انفتاحاً. وتتواجد ليبيا في المركز 143 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة الذي أطلقته منظمة “مراسلون بلا حدود” في عام 2022.
من الوجوه البارزة في ليبيا رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، واللواء خليفة حفتر.
كرة القدم هي إحدى أشهر الرياضات في ليبيا. ويضم الدوري الوطني الأول عددا من الفرق، وطرابلس وبنغازي موطن العديد من الأندية. فاز الأهلي بطرابلس بعدة ألقاب في الدوري منذ الستينيات. ومُنع المنتخب الوطني من المشاركة في المسابقات الدولية خلال فترة الحظر التي فرضتها الأمم المتحدة على ليبيا بين عامي ١٩٩٢ و١٩٩٨. لكن المنتخب عاد في ربيع عام ١٩٩٩ للمشاركة في نشاطات كرة القدم العالمية بمباراة ودّية ضد السنغال.
ويعد سباق الخيل جزءاً تقليدياً من احتفالات الأعياد في ليبيا، كما تحظى سباقات السيارات بمتابعة قوية. ومن الرياضات التي يستمتع بها الليبيون التنس والرياضات المائية. وشاركت ليبيا للمرة الأولى في دورات الألعاب الأولمبية في النسخة التي تم تنظيمها عام ١٩٦٨ في مكسيكو.
ترسم الصحراء الليبية القاحلة طابع المناخ في ليبيا، فالمناخ معتدل على طول ساحل المتوسط، لكنه صحراوي وجاف للغاية في المناطق الصحراوية الداخلية. وفي الفترة الممتدة بين أكتوبر ومارس، تجلب الرياح الغربية السائدة العواصف والأمطار الإعصارية إلى عموم شمال ليبيا. وعلى مستوى التضاريس، فليبيا في الغالب مسطحة، وفيها بعض السهول المتموجة والهضاب.
تمتلك ليبيا ثروة أثرية تعود إلى مختلف مراحل الحضارة الإنسانية، ابتداءً من عصور ما قبل التاريخ ووصولاً حتى العصر العثماني. وسبق التنقيب عن مواقع المدن القديمة من العصور اليونانية والرومانية، ومعظمها يقع على ساحل المتوسط. وتعتبر مدينة لبدة الكبرى التاريخية على الساحل الليبي مقصداً سياحياً كونها رمزا للآثار الحجرية والرخامية.
قيادة العربات تعتمد على الجهة اليمنى لعجلة القيادة كما باقي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والنطاق الزمني ليبيا (GMT+2). أما رمز الاتصال الدولي فهو 218+.