وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني

يُوثِّق بعمق النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مستفيضًا في هذه المعركة القائمة لتقديم نظرة شاملة على جذورها وتأثيراتها المستدامة على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني
صورة تظهر تصاعد أعمدة الدخان خلال الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة في 12 أكتوبر 2023.MAHMUD HAMS / AFP

تمهيد

يهدف موقع فنك إلى الإسهام الفاعل في نشر محتوى يقدم خلفية متوازنة ومعلومات محدثة من وجهة النظر العربية. وتخضع جميع المقالات المنشورة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لمراجعة الأقران ويتولى إعدادها فريق من الخبراء المتخصصين والصحفيين والأكاديميين.

ويستعرض فنك في هذا الملف الشامل جذور هذا الصراع الممتد بهدف تقديم نظرة واضحة عن أسباب نشوء الصراع وتداعياته المستمرة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتشمل تغطيتنا للصراع الحروب العربية الإسرائيلية والمفاوضات بين الطرفين والمستوطنات الإسرائيلية وغير ذلك من الملفات.

مقدمة عامة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

The Palestinian Cause
شرطي يفتش الفلسطينيين في أغسطس 1929 أثناء الانتداب البريطاني في فلسطين حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين العرب المعارضين لإنشاء وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي والمجتمع اليهودي المعارض للكتاب الأبيض الذي يقيد الهجرة اليهودية إلى فلسطين WORLD WIDE PHOTOS / AFP

يعيش العرب والإسرائيليون على وقع صراعٍ مرير وطويل تمتد جذوره إلى القرن التاسع عشر عندما نشأت الحركة الصهيونية. وظهرت هذه الحركة أول مرة عندما نشر الصحفي النمساوي المجري تيودور هرتزل لكتاب “الدولة اليهودية” عام 1897، على خلفية بروز فكرة “الشتات اليهودي” وضرورة تشكيل وطن قومي لليهود. ومنذ انطلاقتها، عملت الحركة الصهيونية على تأسيس هذه الدولة في فلسطين، الأمر الذي لاقى بطبيعة الحال معارضة شديدة من العرب عامة والفلسطينيين خاصة.

وتعتبر حرب عام 1948، بين العرب وإسرائيل أولى الحروب النظامية بين الطرفين. وقد كانت المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية بمثابة حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني قبل 1948. وزاد نفوذ المنظمة والوكالة بدعم بريطاني على خلفية قرار التقسيم 181 لسنة 1947 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقاضي بتقسيم الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني بين الفلسطينيين العرب واليهود، وهو الأمر الذي رفضه الزعماء العرب آنذاك.

دخل اليهود فلسطين عبر هجرات منظمة منذ صدور وعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917. وقد وعد وزير الخارجية البريطاني، أرثر بلفور، اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في تلك المنطقة. وسارعت الحركة الصهيونية إلى تركيز جهودها على تنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة المستعمرات اليهودية لوضع أسس الوطن القومي المنشود.

وأعلن ديفيد بن غوريون، زعيم الوكالة اليهودية والرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية، قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948 صبيحة انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.

وما لبثت الحرب بين العرب وإسرائيل أن اندلعت، وألحقت إسرائيل أول هزيمة بالعرب وأرست قواعد دولتها بعد أن رسمت اتفاقيات الهدنة الحدود الإسرائيلية.

وفي عام 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وسيطرة مصر على الممر الملاحي الأهم للقارة الأوروبية الذي يربطها بشبه القارة الهندية. وكانت بريطانيا وفرنسا تملك حق الامتياز في قناة السويس حتى عام 1968. فشنّت الدولتان مع إسرائيل ضربات جوية وإنزال مظلي على مدن القناة لاستعادة السيطرة على القناة ومعاقبة عبد الناصر.

وانتهى العدوان الثلاثي بعد ضغط من الولايات المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأفضى ذلك إلى الموافقة على مشروع القرار الأمريكي والذي أوصى بفتح الممر المائي مفتوحاً أمام الملاحة الدولية، بما في ذلك مضيق تيران.

وفي يونيو عام 1967 شنت إسرائيل هجوماً على مصر وسوريا والأردن، متذرعة باستفزازات مصرية وسورية، واستولت على شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.

وأدت هذه الهزيمة النكراء للقوات المسلحة للدول الثلاثة المجاورة إلى تغيير موازين القوة تغييراً جذرياً لصالح إسرائيل.

وفي نوفمبر من العام نفسه، صدر قرار مجلس الأمن رقم 242 قضى بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في ذلك النزاع، وإنهاء حالة الحرب، والتسوية العادلة لمشكلة اللاجئين التي بدأت في عام 1948.

وفي 6 أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا هجوماً متزامناً على إسرائيل، بدعم من العراق ودول خليجية أخرى، لاسترداد الأراضي العربية المحتلة.

وتمكنت مصر وسوريا من اختراق خطوط الدفاع الإسرائيلية الأولى، وتقدمت القوات بضعة كيلومترات داخل أراضيها المحتلة، واعتُبرت تلك الحرب نصراً عربياً وهزيمة إسرائيلية.

الصراع العربي-الاسرائيلي-الفلسطيني
الجدار الفاصل بين أبو ديس قرب القدس (2004). Photo: Rex/HH

وفي 19 نوفمبر 1977، فاجأ الرئيس المصري أنور السادات حلفاءه وخصومه بزيارة إلى القدس ليلقي كلمة أمام الكنيست في تل أبيب.

وبعد شهر من الزيارة، التقى السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن في مدينة الإسماعيلية في مصر لتوقيع اتفاقية دبلوماسية بين البلدين.

وبدأت مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في سبتمبر عام 1978، وانتهت بتوقيع اتفاقية سلام برعاية أمريكية (اتفاقية كامب ديفيد) في عام 1979 بالاستناد إلى القرارين رقم 242 لعام 1967، والقرار رقم 338 لعام 1973 القاضي بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المتحاربة بصفة نهائية.

تخللت الفترة بين 1979 و1993 عدة أحداث من بينها الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، الذي أدى إلى طرد منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات من لبنان، والانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ومؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط عام 1991، وكان آخرها توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل أو ما سمي باتفاق إعلان المبادئ.

ومنذ ذلك الحين، غرقت المنطقة في بحر من البروتوكولات والاتفاقات والانتهاكات المستمرة، كما ضمت إسرائيل مزيداً من الأراضي الفلسطينية. وتمّ ذلك كله دون الوصول إلى اتفاق يضمن بشكل نهائي حقوق الشعب الفلسطيني أو عودة الجولان إلى سوريا.

للاطلاع على مزيد من المعلومات في هذا الصراع ومعرفة أحدث المستجدات والتحليلات والموضوعات ذات الصلة، يُرجى تصفح مزيد من المقالات المنشورة على فنك في الأقسام المختلفة.

Advertisement
Fanack Water Palestine