وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني

الصراع العربي-الاسرائيلي-الفلسطيني
الجدار الفاصل بين أبو ديس قرب القدس (2004). Photo: Rex/HH

المقدمة

يعيش العرب والإسرائيليون على وقع صراعٍ مرير وطويل تمتد جذوره لتصل إلى القرن التاسع عشر عندما نشأت الحركة الصهيونية. وكانت بدايات هذه الحركة قد ظهرت مع نشر الصحفي النمساوي – الهنغاري تيودور هرتزل لكتاب “الدولة اليهودية” عام ١٨٩٧، على خلفية نشوء فكرة “الشتات اليهودي” وضرورة تشكيل وطن قومي لليهود.

ومنذ انطلاقتها، عملت الحركة الصهيونية على تأسيس هذه الدولة في فلسطين، الأمر الذي لاقى بطبيعة الحال معارضة شديدة من العرب بصفةٍ عامة والفلسطينيين بصفةٍ خاصة.

في هذا الملف الخاص، يقوم موقع فنك بسبر أغوار هذا النزاع الطويل لتزويد القارئ بنظرةٍ معمّقة عن أسباب نشوء هذا الصراع ومدى تأثيره المستمر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى هذه اللحظة. ويسلط هذا الملف الضوء على الحروب العربية الإسرائيلية، والمفاوضات التي حصلت بين الجانبين، والمستوطنات الإسرائيلية وغير ذلك الكثير.

وتعتبر حرب عام 1948م، بين العرب وإسرائيل، أولى الحروب النظامية بين الطرفين. وقد كانت الجمعية الصهيونية والوكالة اليهودية بمثابة حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني، قبل ذلك التاريخ.

حيث اشتد عودهما بدعم بريطاني على خلفية قرار التقسيم 181 لسنة 1947م، الصادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والقاضي باقتسام الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني بين الفلسطينيين العرب واليهود. الأمر الذي رفضته الزعامات العربية آنذاك.

دخل اليهود فلسطين عبر هجرات منظمة منذ أن وعدهم أرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني في الثاني من نوفمبر 1917م، اليهود، بإنشاء وطن قومي لهم في تلك المنطقة.

حيث سارعت الحركة الصهيونية إلى تركيز جهودها على تنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة المستعمرات اليهودية لوضع أسس الوطن القومي المنشود.

أعلن ديفيد بن غوريون مدير الوكالة اليهودية، والرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية، قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948م، صبيحة انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.

ما لبث أن نشبت الحرب بين العرب وإسرائيل، وألحقت إسرائيل أول هزيمة بالعرب، وأرست قواعد دولتها، بعد أن رسمت اتفاقية الهدنة الحدود الاسرائيلية.

في العام 1956م أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس، والسيطرة المصرية الكاملة على الممر الملاحي الأهم بالنسبة للقارة الأوربية، باتجاه شبه القارة الهندية، والتي تملك كل من بريطانيا وفرنسا حق الامتياز عليها حتى العام 1968م. فشنت كلا الدولتين بمعاونة إسرائيل ضربات جوية وإنزالٍ مظلي على مدن السويس لاستعادة السيطرة على القناة ومعاقبة عبد الناصر.

انتهت أزمة السويس بعد ضغط من الولايات المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة، باتفاق ضمنت بموجبه الدول المهاجمة بقاء الممر المائي مفتوحاً أمام الملاحة الدولية، بما في ذلك مضيقي تيران وصنافير.

وفي يونيو عام 1967م شنت إسرائيل هجوماً على مصر وسوريا والأردن، على خلفية استفزازات مصرية وسورية، استولت على أثره إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.

هذه الهزيمة النكراء للقوات المسلحة للدول الثلاث المجاورة، غيّرت بشكل جذري ميزان القوة لصالح دولة إسرائيل.

صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 في نوفمبر من العام ذاته، قضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في هذا النزاع، وإنهاء حالة الحرب، تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين التي بدأت في العام 1948م.

وفي السادس من أكتوبر عام 1973م، شنت كل من مصر وسوريا هجوماً متزامناً على إسرائيل، بدعم من العراق ودول خليجية أخرى، لاسترداد الأراضي العربية المحتلة، اخترقت بموجبه كل من مصر وسوريا خطوط الدفاع الإسرائيلية الأولى، متقدمة بضع كيلو مترات على أراضيها المحتلة، ما اعتبر نصراً عربياً، وشبه هزيمة لإسرائيل.

وفي التاسع عشر من نوفمبر 1977م، فاجأ الرئيس المصري أنور السادات الأصدقاء والخصوم بزيارة إلى القدس ملقياً كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي، الكنيست بتل أبيب.

وبعد شهر، من ذلك التاريخ، التقى أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في مدينة الإسماعيلية (مصر) لتوقيع اتفاقية دبلوماسية بين البلدين.

بدأت مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في سبتمبر عام 1978م، انتهت باتفاقية سلام برعاية أمريكية (اتفاقية كامب ديفيد) في عام 1979م استندت إلى القرارين: 242 لعام 1967م، و338 لعام 1973م القاضي بوقف نهائي لإطلاق النار بين جميع الأطراف المتحاربة.

تخلل الفترة بين عام 1979م وعام 1993م تاريخ توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل، أو ما سمي باتفاق إعلان المبادئ، العديد من الأحداث، من بينها الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، الذي أدى إلى طرد منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات من لبنان، والانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، ومؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط عام 1991م.

ومنذ ذلك الحين تموج المنطقة على بحر من البروتوكلات والاتفاقات والاعتداءات، والتغولات المستمرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية، دون اتفاق يضمن بشكل نهائي حقوق الشعب الفلسطيني، وعودة الجولان إلى سوريا.

للحصول على المزيد من المعلومات عن هذا الصراع الطويل، يرجى تصفح المزيد من المقالات الموجودة في هذا الملف الخاص من فنك.