وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الفعالية السنوية لفَنَك- 2018

العائلات الملكية والثوّار: المعركة السعودية الإيرانية من أجل مستقبل الإسلام والشرق الأوسط

@Fanack.com

عقدت مؤسسة فَنَك، في 16 أكتوبر 2018، مؤتمرها السنوي في هت سبانسخا هوف، في لاهاي. نظراً للعدد الكبير من طلبات الحصول على نُسخٍ من الخطابات، قررنا نشر خطابات كلٍ من المتحدث الرئيسي في المؤتمر، روجر كوهين- الصحفي والمؤلف وكاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، ومعين رباني- المحلل الهولندي الفلسطيني لشؤون الشرق الأوسط والمتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي.

استضاف المؤتمر مؤسس موقع Fanack.com، الدكتور أنتوني داكا.

Fanack- Roger Cohen
Roger Cohen. @Fanack

في وقتٍ سابق من هذا العام، قمت بزيارة الدوحة وقابلت وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. من بين الأمور غير المسؤولة التي قام بها ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، فرض حصارٍ افتراضي على قطر، متهماً إياها بدعم بالإرهاب. أن يصدر مثل هذا من السعوديين أمرٌ مثيرٌ للسخرية نوعاً ما. لذا، سألت آل ثاني، ما رأيك بهذا المبتدىء البالغ من العمر 33 عاماً، محمد بن سلمان؟

قال لي “لا يمكنك نزع ثوب الإرهاب” الذي كانت “ترتديه [المملكة العربية السعودية] لأكثر من 40 عاماً وتُلبسه لقطر على هذا النحو.” وتابع آل ثاني القول بأنه بالنسبة للسعوديين “الإرهاب ليس ارتكاب عملٍ إرهابي. الإرهاب هو أن تعارضني.”

الإرهاب هو أن تعارضني.

Fanack- Mouin Rabbani
Mouin Rabbani. @Fanack

طُلب مني تقييم أثر المنافسة الإقليمية بين إيران والسعودية على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أود بدايةً، قبل استعراض تقييمي، الإشارة إلى أنه كان من الصعب جداً في عام 2018 البحث في هذه المسألة بمعزلٍ عن غيرها من أشكال الاستقطاب الإقليمي والدولي التي ظهرت في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. يرجع هذا لأسباب ليس أقلها أن هذه الاستقطاباتٍ غالباً ما تكون متشابكةً على مستوى ما.

أفكر على وجه الخصوص بأزمة دول مجلس التعاون الخليجي وتحريض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعديد من الحكومات العربية الأخرى ضد قطر؛ ولعبة الشد والجذب الإقليمية بين السعودية وإيران وتركيا؛ والأبعاد المختلفة للصراع السوري. ولكن هناك أيضاً غيرها.

Fanack- Paul Aarts
Paul Aarts. @Fanack

1. تعليقي الأول حول ملاحظات السيد كوهين عن “التنافس السُني- الشيعي.” لا أظن أن الأمر ذو صلة كما أشار. من المؤكد أن لدي هواجسي الخاصة عندما يتم الإشارة صراحةً لمعركة كربلاء (680). من خلال قيامه بذلك، ألا يُجازف بالمبالغة بتقدير دور الدين، أي الاختلافات الدينية، في حين يمكن فهم الصراع الإيراني السعودي، على نحوٍ أفضل، بكونه شكلٌ آخر من أشكال الحرب الباردة، حيث تطلع [كل دولة] إلى توسيع نطاق تأثيرها الإقليمي؟

انطلاقاً من ذلك، نعم، صحيحٌ أن الطائفية بدأت تتسلل على نحوٍ متزايد، وبخاصة كما يظهر في السياسة الخارجية الإيرانية في السنوات الأخيرة (هنا أشير صراحةً إلى إحضار الميليشيات الشيعية من العراق وباكستان وأفغانستان إلى مناطق الحرب في سوريا). ومع ذلك، وبشكلٍ عام، بمقارنة السياسات الخارجية لإيران والمملكة العربية السعودية في هذا الصدد، فبالتأكيد تمتلك المملكة العربية السعودية توجه يُركز على السُنة على نحوٍ أكبر بكثير من التوجه الشيعي الإيراني.

Fanack- Carolien roelants
Carolien Roelants. @Fanack

لم يكن الإعلام التركي فحسب من مُنح حريةً غير مسبوقة لتغطية اختفاء أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. فالصحافة الإيرانية أيضاً تحتفل بأفضل الأوقات، فهذه المرة، لم تكن إيران أو المرشد الأعلى مصدر الشرور في نظر العالم، بل غريم إيران الرئيسي، ولي العهد محمد بن سلمان. فقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “تبدو المملكة العربية السعودية مرعبة.” في الواقع. كم هذا رائع.

قبل أن ترفعوا أيديكم جميعاً احتجاجاً: إيران نفسها ليست غريبةً عن حملات الاغتيال- على افتراض أن خاشقجي قد قُتل، كما يبدو أن السعوديين قد أكدوا بعد عشرة أيامٍ من النفي الرسمي. لكني أتذكر جيداً كيف اغتيل رئيس الوزراء السابق شابور بختيار في فرنسا عام 1991، وكيف قتل أربعة من زعماء المعارضة الكردية الإيرانية في مطعم يوناني في برلين في العام التالي. فقد اعتبرت محكمةٌ ألمانية أن المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني، على علمٍ، على الأقل، بخطط التصفية. بالطبع، لا تذكر وسائل الإعلام الإيرانية هذه الحوادث في تغطيتها لقضية خاشقجي.