رمضان، الشهر التاسع من التقويم القمري الإسلامي، هو وقت التأمل الروحي والصيام والعطاء الخيري لملايين المسلمين حول العالم.
المصور الصحفي علي هزاع
يأتي رمضان، الشهر التاسع الهجري، ويأتي معه وقت التفكّر والصوم وعمل الخير لدى ملايين المسلمين في أنحاء العالم.
ويتميز الشهر الفضيل في مصر، ذات الغالبية المسلمة، بمزيج فريد من التقاليد القديمة والعادات العصرية إذ تتحول شوارع القاهرة الصاخبة وتتجمل بزينة رمضان وفوانيسه.
ولشهر رمضان مكانة كبيرة عند ملايين الناس، ففيه يجتمع الناس على الإفطار والصلاة وشكر الله على نِعَمه. وفي هذا المقال المصور، سنتعرّف معًا إلى مشاهد رمضانية في مصر، ونتعرّف إلى روحانيّة هذا الوقت المتميز من خلال عدسات كاميراتنا.
خلال رمضان، تتباطأ ساعات الصباح وتقلّ ساعات العمل. فالناس عادةً يسهرون حتى الفجر. والشوارع بعد أن تكون قد خلت من النّاس قبل الإفطار سرعان ما تعود لتعجّ بالحياة من جديد بعده.
كثير من الناس يجهّزون الطعام ويوزعونه على الفقراء. وفي الأحياء الفقيرة، يجمع أهل المنطقة النقود من بعضهم البعض حتى يقيموا “موائد الرحمن”، وهي موائد كبيرة تُوضع في الطريق ليفطر عليها المارة عندما يحين وقت الإفطار. وهي عادة يجتهد الناس للحفاظ عليها حتى في أوقات الأزمات الاقتصادية.
وعادةً ما يقعد الأشخاص الذين يجهّزون الطعام مع عائلاتهم إلى الموائد ويقدّمون الأكل بأنفسهم، ويحرصون على أن يأكل الجميع حتى يشبعوا.
يشتهر رمضان بأنواع مميزة من الحلوى والمعجنات، أشهرها القطايف والكنافة. وتحضّر محلّات الحلوى خطوط إنتاج خصيصًا لها تعمل على مدار اليوم، وتحديدًا قبل الإفطار، لتلبية الطلب المرتفع.
أما أثناء الإفطار، فتتحلّق العائلات حول التلفاز لمتابعة عشرات المسلسلات الجديدة التي تُنتج كل عام خلال الشهر الكريم. وبعد ذلك يتجه الآلاف إلى المساجد لأداء صلاة التراويح.
ولصلاة التراويح مكانة كبيرة في قلوب المصريين، فهي لا تُصلى إلا في رمضان. وعادةً ما تزدحم المساجد بالمصلّين حتى إن الناس يفرشون مصليّاتهم ليصلوا في الطريق خارج المسجد.
يُسمى رمضان “شهر القرآن” لأن المسلمين يؤمنون بأنه أُنزل فيه على النبي محمد. لذلك يقرأ الجميع، كبارًا وصغارًا، القرآن طوال الشهر. وقد يتلوه الناس فرادى أو في حلقات صغيرة. ويسعى كثير من الناس إلى ختم القرآن كاملًا مرة أو عدة مرات خلال رمضان.
تتميز مصر بتقاليد رمضانية عديدة، منها ما انتقل إلى بلدان مسلمة أخرى، وأشهرها الفوانيس. والفوانيس لها أحجام وأشكال وألوان متنوعة، فمنها ما يُعلّق في سلسلة المفاتيح، ومنها ما يمتد طوله لبضعة أمتار.
قبل حلول رمضان بشهر، تظهر متاجر في كل مكان تتخصص في بيع الفوانيس وزينة رمضان وسلع أخرى مثل مفارش المائدة والمناديل والأضواء. ويحرص ملايين المصريين على شراء هذه السلع رغم الوضع الاقتصادي العصيب.
يزيّن المصريون بيوتهم وشوارعهم كل عام في استقبال الشهر الفضيل. وفي الأحياء الفقيرة، يتشارك الجيران ويشترون الأوراق الملونة ليقصّوها ثم يعلّقوها بين المباني ليزيّنوا بها المنطقة. ويشارك الأطفال والكبار معًا في هذه الأنشطة.
بعد أداء صلاة التراويح، يخرج العديد من الناس ليقابلوا أصدقاءهم في المقاهي، حيث يقضون الليلة ويسهرون أحيانًا حتى الفجر. ويكون الجو في رمضان احتفاليًا بفضل الأضواء والزينة التي يحرص الجميع على تعليقها.
تبقى المتاجر مفتوحة حتى وقت متأخر في رمضان حتى تخدم الزبائن الذين ينقلب نظام يومهم كله. وكذلك تفتح المطاعم والعربات التي تبيع الفول أبوابها ليلًا ليشتري الناس منها طعام سحورهم قبل أن يبدؤوا صيام يوم جديد.