وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

“دايم” وانتشار القصص المصوّرة في لبنان

مسلسل القصة المصوّرة «دايم» الذي ابتكره شادي رزق وسط الأزمة الاقتصادية في لبنان، يرمز إلى المرونة والتفاؤل.

دايم
Photo courtesy of Chady Rizk

دانا حوراني

في أوائل الرّبيع من هذا العام، انطلقت سلسلة جديدة من القصص المصوّرة بطلها اسمه “دايم” على وسائل التّواصل الاجتماعيّ. يروي دايم، وهو مراهق لبنانيّ يبلغ من العمر 17 عامًا، يلبس قميصًا داخليًّا ضيّقًا يظهر جسمه ذا العضلات المفتولة، شعره مرجانيّ اللّون، وعيناه خضراوتان، وبشرته سمراء، قصّة صراعه لاحتواء قواه الخارقة طور النموّ.

يتميّز دايم بروح الدّعابة وبالقدرة على إدخال التّفاؤل والمرح إلى المشاكل الجدّيّة الّتي يواجهها النّاس يوميًّا. عُرفت هذه الشّخصيّة أيضًا بشجاعتها والإصرار على معالجة موضوعات حسّاسة تخصّ الشّباب في المحاور اللّاحقة.

بدأ شادي رزق، مؤلّف هذه القصّة المصوّرة، ببنائها عام 2019 بالتّزامن مع بداية الأزمة الاقتصاديّة اللّبنانيّة. وفيما خسرت اللّيرة اللّبنانيّة قيمتها بشدّة أمام الدّولار الأميركيّ، ومنعت المصارف المحلّيّة الوصول إلى الودائع بالعملة الأجنبيّة، وجد رزق نفسه يرزح تحت نير الأزمة المتعاظمة.

قال رزق لفنك: “ظهرت أولويّات أخرى، وكنّا جميعًا مشغولين بإيجاد وظائف مع تفاقم الأزمة. وعلى الرّغم من وجود فكرة القصّة المصوّرة، عرقلتها التّحدّيات لفترة من الزّمن.”

لكن استعاد رزق دافعيّته، على الرّغم من العقبات، بخاصّة عام 2023. قال: “لقد تحوّلنا وتطوّرنا كمجتمع، أمّا كفنّان، فتمكّنت أنا من صقل قدراتي ومواهبي.”

شهد القطاع الخاصّ في لبنان مؤقّتًا، أعلى نسبة نموّ في حزيران 2023. فعلى الرّغم من التّحدّيات الاقتصاديّة المستمرّة، والتّضخّم الكبير، والجمود السّياسيّ الّذي يعيق وصول البلايين من صندوق النّقد الدّوليّ والمتبرّعين العالميّين، عاد العديد من المشاريع التّجاريّة الصّغيرة والمعلّقة إلى الحياة في فترة الهدنة.

وبدعم الأصدقاء بخاصّة صديقته المقرّبة فاطمة برّو، الّتي منحته دعمًا معنويًّا وفنّيًّا أثناء عملها إلى جانبه كمحرّرة، بدأ رزق برسم وبناء نصّ الفصل الأوّل من قصّته المصوّرة “دايم”،
صدر مؤخراً في المكتبات اللبنانية، بما في ذلك مكتبة الحلبي وفيرجن ميغاستور.

إلّا أنّ هذا العام، وقع البلد في مأزق جديد، بشنّ إسرائيل حربًا على غزّة وجنوب لبنان، تاركة حوالى 400 شهيد في لبنان وأكثر من 34000 شهيد في غزّة.

على الرّغم من الاضطرابات السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المستمرّة، يصرّ فنّانو الجيل الصّاعد، بخاصّة في عالم القصص المصوّرة، على ملاحقة شغفهم، مكافحين لحفر مسار إلى أحلامهم، حارصين بذلك على إيصال أصواتهم في خضمّ عقبات لا تُحصى.

قصّة “دايم”

تتمحور قصّة دايم حول مراهق لبنانيّ يبلغ من العمر 17 عامًا يتميّز بقوى خارقة، ويواجه حماس التّعامل مع قدراته الّتي ما زالت قيد التطوّر والتّعقيدات الأخلاقيّة المترتّبة عن استخدامها.

يشرح رزق أنّ “دايم” كلمة عربيّة تعني “يبقى إلى الأبد”، وهو شخصيّة تهدف إلى تخطّي صفة البطل الخارق إلى تجسيد قناعة أو موقف من الحياة، فيصبح رمزًا أبديًّا.

ويقول: “الهدف هو أن نلهم بالصّمود، بعدم الاستسلام أمام أزمة لبنان المستمرّة، مشجّعين القرّاء على مواجهة التّحدّيات رأسًا. الهدف هو رفض الاستسلام ومواجهة الصّعوبات بعزم وتفاؤل.”

ويضيف: “دايم معجب بالفنون القتاليّة أيضًا وغالبًا ما يجد نفسه في شجارات عرضيّة”، مسلّطًا الضّوء على مدى ارتباطه بحياة المراهقين الّذين يحاولون اجتياز تحدّيات اكتشاف الذّات والمراهقة.

كأيّ لبنانيّ، يراقب دايم صراعات الحياة اليوميّة لكنّه يواجهها بشكل مختلف. يغوص الفصل الأوّل في قضيّة رداءة وسائل النّقل العامّة، مستكشفًا الأثر المُحتمَل لتحسين البنى التّحتيّة للنّقل على المجتمع، وذلك يشكّل نظرة إلى مجموعة الأحلام والإمكانيّات الّتي يفكّر فيها النّاس في البلد يوميًّا.

قال رزق: “يحملك ذلك على التّفكير في كيفيّة تحويل لبنان بتحسينات من هذا القبيل، ربّما يُحدِث ذلك تغييرات إيجابيّة متعدّدة في حياتنا.” وأضاف: “تخيّلوا كم من إجهادنا وضغتنا النّفسيّ سببه رداءة نظام النّقل… والآن تخيّلوه اختفى.”

تسمح القصّة المصوّرة بأسلوب المانجا اليابانيّ واللّونين الأسود والأبيض، للقرّاء بالغوص في السّرديّة مع القليل من التّشتيت، إذ عليهم استخدام مخيّلاتهم لتصوّر المشاهد والتّفاصيل الحسّيّة.

يتميّز أسلوب المانجا عادة بعيون معبّرة وقوام ممشوقة تسلّط الضّوء بفعّاليّة على مشاعر الشّخصيّات، والهدف منه وضع هذه الشّخصيّات ذات الشّكل الخياليّ في ظروف حياتيّة حقيقيّة.

في لبنان، تتمتّع الفنون ذات الطّراز اليابانيّ بقاعدة واسعة من المعجبين، مؤثّرة في حياة العديد من الشّباب وقيمهم منذ السّبعينيّات من القرن الماضي. وللعديد من الشّباب الشّرق أوسطيّين، يشكّل الأنيمي اليابانيّ (Anime) مصدر إلهام وتوجيه موفّرًا دروسًا قيّمة تُطبَّق في مواقف من الواقع.

فقبل بزوغ وسائل التّواصل الاجتماعيّ ومنصّات البثّ، كانت الرّسوم المتحرّكة اليابانيّة المدبلجة إلى العربيّة مصدر ترفيه وهروب من الواقع للأجيال الصّاعدة في خضمّ فوضى الاضطرابات والاشتباكات. لكن وفّرت هذه السّلاسل المتلفزة أكثر من التّرفيه، إذ أصبحت أداة لإيصال دروس حياتيّة قيّمة تُطبَّق في مواقف من الواقع.

وبمعالجتها موضوعات نادرًا ما يُحكى عنها، مثل الصّحّة النّفسيّة، خرقت هذه الرّسوم المتحرّكة المحرّمات المجتمعيّة ومنحت المعجبين الشّباب شعورًا بالانتماء. إضافة إلى ذلك، دافعت عن المُثُل العالميّة مثل الصّداقة، والاتّحاد، والرّوحانيّة، تاركة أثرًا أبديًّا في نفوس المشاهدين، حتّى خلال سنّ الرّشد.

قال رزق: “في هذه الرّسوم المتحرّكة، ترون شخصيّات تنمو بالقوّة وتكتسب ثقة بالنّفس، غارسة ذلك في قرّائها أيضًا. لا تفشل شخصيّات المانجا أبدًا بتخطّي التّحدّيات.”

حضر رزق مؤخّرًا مهرجان الرّبيع اليابانيّ “هارو ماتسوري” حيث تمكّن الشّباب من المنطقة تجربة الحضارة اليابانيّة مباشرة، من التّنكّر بأزياء شخصيّات خياليّة إلى المأكولات الشّهيّة وأشكال فنّيّة متنوّعة.

وبحسب رزق، ساعده المهرجان على صقل مقاربته واستراتيجيّته التّرويجيّة من خلال التّجربة والفشل. كما أنّه وجد الشّباب مفتونين بالمانجا اللّبنانيّة والبالغين يحنّون إلى الأنيمي والمانجا من طفولتهم.

أشار رزق إلى أنّه: “يوجد جمهور متخصّص أسعى إلى الوصول إليه، وأنا في طور تطوير مهاراتي لهذا الهدف بالذّات.”

النّجاح على الرّغم من التّحدّيات

اختار رزق أن يموّل مشروعه بنفسه بدلًا من التّعاقد مع دار نشر، للحفاظ على حرّيّته الإبداعيّة والاحتفاظ بحصّة أكبر من الأرباح، حتّى ولو كانت ضئيلة. ولقد صمّم بنفسه القصّة المصوّرة، والأدوات، وأكياس الهدايا، وأكياس التّسوّق، ومجسّمات الدّمى.

وعلى الرّغم من تلقّيه الدّعم والمساعدة من عائلته وأصدقائه في عمليّة العصف الذّهنيّ وتحرير النّصّ، يعترف رزق بالطّبيعة الحسّاسة لمعالجة الموضوعات المثيرة للجدل في لبنان، بخاصّة تلك الّتي تتحدّى المعايير والأعراف الاجتماعيّة.

قال رزق: “في الفصول الآتية سأعالج بالتّأكيد موضوعات محرّمة، لكن أريد فعل ذلك بطريقة لا تسبّب الأذى.”

يخطّط الفنّان للغوص في موضوعات حسّاسة ومحرّمة مثل الجنس والجندريّة، المرتبطة بخاصّة بالمراهقين في مجتمع لبنان المحافظ، حيث غالبًا ما يهمل الإعلام هذه الموضوعات أو يتعامل معها بسطحيّة.

حرّيّة التّعبير في لبنان تتضاءل، مع تزايد استخدام القوانين الّتي تنصّ على التّشهير والباطل لتخويف مختلفي الرّأي ومنع التّقارير المستقلّة. فالنّقاش حول قضايا متعلّقة بالدّين، وحقوق مجتمع الميم عين، والجنس بشكل عامّ قد يعرّض الأفراد للإجراءات القانونيّة أو الاعتداءات الجسديّة المباشرة.

ففي 23 آب 2023، اعتدى رجال من جماعة جنود الرّبّ على الحضور في حانة في بيروت تستضيف احتفال دراغ، مشكّلين بذلك تهديدًا مستمرًّا بالعنف ضدّ مجتمع الميم عين.

قال رزق: “على الأفراد الّذين يودّون معالجة موضوعات ناقدة لما هو متعارف عليه في المجتمع اللّبنانيّ أن يخطوا بحذر.”

إلّا أنّ مجموعات إبداعيّة مثل السّمندل أكملت تعاونها مع ناشرين أوروبّيّين لتخطّي الحدود ونشر أعمال مثل “ظرافة” الّتي تغوص في تجارب مجتمع الميم عين العربيّ.

نشر صاحب السّمندل، جوزيف كاي، رواية مصوّرة عام 2022 بعنوان “مضطرب” L’intranquille سامحًا للقرّاء باستكشاف المشهد الفنّيّ السّرّيّ الخاصّ بمجتمع الميم عين في بيروت، من خلال فعّاليات حدثت في لبنان منذ عام 2018. تتناول الرّواية المصوّرة موضوعات الحبّ، والجنس، والتّهميش في مدينة شكّلتها سنين من الاضطرابات.

وبحسب الفنّان التّصويريّ اللّبنانيّ محمّد قريطم، يُمنع التّطرّق إلى موضوعات مثل السّياسة والدّين بسبب التّهديدات المحتملة الصّادرة عن الأحزاب ذات النّفوذ أو الجماعات الدّينيّة.

قال قريطم لفنك: “في حال إحساس أيّ من هؤلاء الأشخاص بالإهانة، يصبح هناك خطر حقيقيّ من الأذى الجسديّ. فالنّقاش حول موضوعات جدليّة في القصص المصوّرة أو أيّ وسيلة أخرى، يمكن أن يكون خطرًا جدًّا، ونقلق حيال المدّة الّتي سنبقى فيها مكبّلين بهذا الشّكل.”

يشير قريطم إلى شهرة الحديث عن السّياسات المحلّيّة والإقليميّة في القصص المصوّرة اللّبنانيّة، لكن على الفنّانين التّطرّق إليها بحذر لتجنّب إغضاب جمهور من أصحاب النّفوذ.

فمثلًا، وجد محرّرو السّمندل، عمر خوري، وحاتم إمام، وفادي باقي، أنفسهم عام 2010، متّهمين بجرائم مثل “التّحريض على الفتنة الطّائفيّة“، و”تشويه السّمعة الدّينيّة”، و”التّشهير والافتراء”. وامتدّت هذه المحنة القضائيّة على خمس سنوات وانتهت بقرار مفاجئ بالإدانة ورفض سريع لطلب استئنافهم بغضون أسبوعين.

مثّلت القصص المصوّرة المعنيّة قائدًا رومانيًّا يعبّر عن أسفه على لقاء مع مثليّ، ويضع اللّوم على أحد معتنقي المسيحيّة الجدد قائلًا “أنت هو المثليّ”. كما مثّلت قصّة مصوّرة أخرى للسّمندل التّعبير العامّيّ “يحرق دينك” من خلال صورة كاهن وإمام يحترقان. وعلى الرّغم من معناها الحرفيّ، غالبًا ما تُستخدَم هذه العبارة للتّعبير عن الإحباط وليس عن العدوانيّة الطّائفيّة.

وبذلك، فُرِضت على المحرّرين الغرامات، وهم الآن أصحاب سجلّات عدليّة عليها أحكام، بالإضافة إلى مذكّرات توقيف بحقّهم يمكن للمديريّة العامّة للأمن العامّ القبض عليهم بموجبها في أيّ وقت. ولمواصلة عملهم اضطرّ أصحاب السّمندل إلى اللّجوء إلى التّعهيد الجماعي.

رحلة شفاء وكسر المحرّمات

بالاستناد إلى خبرته، عمل قريطم على قصص مصوّرة متعدّدة: إحداها تعالج موضوع الصّحّة النّفسيّة واضطراب القلق المعمّم، وأخرى متعلّقة بالرّومنسيّة، وكان مصدر الإلهام لكلتيهما حياته الشّخصيّة، ثمّ عمل على قصّة مصوّرة كُلِّف بها تصوّر هروب رجل الأعمال اللّبنانيّ كارلوس غصن من اليابان عام 2019.

قال قريطم: “كانت القصّتان الأوليان علاجيّتين، وشعرت أنّ الموضوعات مرتبطة بحياة القرّاء، إذ كانتا سردًا قصصيًّا أشبه بأسلوب كتابة اليوميّات.”

ويشير إلى قدرة الفنّانين، بخاصّة ممّن يتمتّعون بمهارات الرّسم، على التّعبير عن أنفسهم بأقلّ قدر من القيود بواسطة القصص المصوّرة، وذلك لطواعيّتها وسهولة تصميمها.

وفسّر: “يمكنك ابتكار قصّة مصوّرة قصيرة جدًّا عن نفسك، أو وصفة طعام، أو قصّة خياليّة برأس مال ضئيل إذا أردت ذلك. وهذا يمنح النّاس لمحة عن فكرك من دون الحاجة إلى فريق إنتاج ضخم.”

يزخر تاريخ لبنان الحديث بالكتب القصصيّة المصوّرة: تركّز “إلى أين يا ماري؟” الصّادرة عام 2021 على قصص خمس شخصيّات نسويّة خياليّة تخطّ تاريخ الحركة النّسويّة اللّبنانيّة. وأنتجت اليونيسف عام 2022، سلسلة الكتب القصصيّة المصوّرة “قدوة” بهدف مساعدة الأجيال الصّاعدة على فهم وجهات النّظر المتعلّقة بأدوار الجنسين في الأعراف الاجتماعيّة اللّبنانيّة.

أمّا عام 2021، فأقيم مهرجان الكتب القصصيّة المصوّرة الأوّل في بيروت، حيث عرض أربعون فنّانًا من 14 جنسيّة مختلفة أعمالهم. وبحسب قريطم، الّذي شارك في المهرجان، قرّر منظّم المهرجان ماثيو دييز التّوسّع للوصول إلى جمهور أكبر. وهكذا، تحوّل مهرجان الكتب القصصيّة المصوّرة إلى “بيروت للكتب” Beyrouth Livres مركّزًا على الأدب والكتب بشكل عامّ، مع تسليط الضّوء على الأعمال الفرنسيّة واللبنانيّة بشكل خاصّ، إلى جانب فنّاني القصص المصوّرة العالميّين.

يشير قريطم إلى ارتفاع عدد الفنّانين، بخاصّة مع إنشاء المعاهد مثل مركز رضا ومعتزّ الصّوّاف لدراسات القصص المصوّرة العربيّة التّابع للجامعة الأميركيّة في بيروت، وذلك يعني أنّ الأجيال الصّاعدة تتخرّج مع فهم كامل لهذا الأسلوب الفنّيّ.

وأردف: “فوجئت بسرور بشغف الجيل الصّاعد واستباقيّته، فعلى الرّغم من محدوديّة فرص العمل الفنّيّة، هم يتّخذون أعمالًا فنّيّة جانبيّة مثل الطّباعة بقالب اللّينو وأساليب الطّباعة الأخرى.”

ينصح قريطم أيّ شخص يودّ الانضمام إلى مجال القصص المصوّرة أن يتّخذ عملًا جانبيًّا، إذ إنّ النّجاح والرّبح السّريع وإيجاد ناشر في هذا المجال غير مضمون.

يواجه شباب لبنان أيضًا مشكلة الهجرة لإيجاد فرص عمل أفضل في الخارج. ويوافق قريطم على ذلك معترفًا بأنّه على الرّغم من إرادة البعض في البقاء، يتطلّب أن يصبحوا فنّاني قصص مصوّرة أو فنّانين بشكل عامّ وقتًا طويلًا، ومجهودًا كبيرًا، وصبرًا، ومقاربة صحيحة، وذلك ينطبق بخاصّة على الفنّانين في لبنان.

لكن مع ارتفاع المبيعات في الشّرق الأوسط، ازدادت شهرة القصص المصوّرة بشكل ملحوظ، وأصبح من الأسهل الآن الحصول عليها بفضل النّسخات الإلكترونيّة، إذ تستمرّ منصّات رواية القصص بتنويع محتواها. ومع بزوغ جيل أكثر جرأة في الشّرق الأوسط، يبقى أن نرى كيفيّة الاستفادة من هذه الوسيلة في المستقبل، أو ما إذا ستعيق القيود على حرّيّة التّعبير والتّحدّيات الاقتصاديّة تحقيقها كامل إمكانيّاتها.