وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شما المزروعي, موهبة من الإمارات

Shamma-almazrui
شما المزروعي. Photo AP

المقدمة

عُينت شما بنت سهيل فارس المزروعي تولد أبو ظبي-22 شباط 1993، وزيرة دولة لشؤون الشباب في الإمارات العربية المتحدة في شباط 2016 لتكون بذلك أصغر وزيرة في العالم حيث تولت هذا المنصب في عمر 22 عاماً.
وتم إعادة تعيين المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب في عام 2020.

كان تعيينها البارز كأصغر وزيرة في العالم جزءًا من إصلاح شامل لحكومة الإمارات العربية المتحدة، والتي حددت تمكين الشباب كأحد أهدافها وبذلك تمثل المزروعي مصدر إلهام للشباب في الإمارات العربية المتحدة.

النشأة

حصلت المزروعي على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد مع التركيز على التمويل، وتخرجت مع مرتبة الشرف العليا كأفضل 5% من طلاب جامعة نيويورك لعام 2014، وفقاً لما هو مذكورٌ عنها على الموقع الالكتروني لمجلس وزراء الإمارات. وفي عام 2014، كانت أول طالبة إماراتية تفوز بمنحة “رودس” للقيادات الشابة في العمل الحكومي، والتي تمنح للطلبة المتفوقين، مما مكنها من الدراسة للحصول على درجة الماجستير في السياسات العامة من جامعة أكسفورد، حيث تخرجت بامتياز عام 2015.

كانت المزروعي تمتاز بنشاطٍ كبير طوال أيام دراستها في الجامعة. فعلى سبيل المثال، خلال تواجدها في جامعة نيويورك أبوظبي، كانت من بين المبادرين لتأسيس معهد النهضة في الجامعة، الذي يوفر إطاراً لبحث العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.

كما تدربت أيضاً كمحللة للأبحاث في سفارة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة واشنطن، وعملت كمحللة للسياسة العامة في بعثة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، وكمحللة سياسات وزارية مع مكتب رئيس الوزراء وكباحثة في سياسات التعليم في تمكين (جهاز الشؤون التنفيذية في الإمارات العربية المتحدة). وقبل أن يتم تعيينها وزيرة، عملت في الملكية الخاصة في أحد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي.

تمكين الشباب

في عام 2016، غرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، مخاطباً العديد من الجامعات في الإمارات العربية المتحدة، وطلب منهم ترشيح ثلاثة رجال ونساء متميزين والذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً لوظائف وزارية. كان ذلك جزءاً من سياسة الحكومة الجديدة التي تهدف إلى تمكين الشباب في البلاد.

كانت المزروعي واحدةً من الذين وقع عليهم الاختيار، لتتولى مسؤولية قيادة الشباب في البلاد إلى مستقبلهم ومستقبل البلاد.

في فبراير 2016، وأثناء إنعقاد المؤتمر السنوي للقمة العالمية للحكومات في دبي، أعلن الشيخ محمد أسماء مجلس الوزراء لدولة الإمارات العربية المتحدة المكوّن من 29 شخصاً. فقد اعتبر مجلس الوزراء هذا المكون من ثمانية وزراء جدد وتسع نساء، أكبر تغييرٍ جذري في تاريخ الحكومة الفدرالية وعكستركيز الإمارات على المستقبل والشباب والسعادة والتعليم والتخفيف من تغير المناخ.

وقبل أيام قليلة من ذلك، أعلن الشيخ محمد أيضاً هيكلاً أصغر وأكثر انسيابية للحكومة، والذي أشار إلى أنها “ستضم عدداً أقل من الوزارات وعدداً أكبر من الوزراء للتعامل مع ملفات وطنية واستراتيجية متغيرة وديناميكية.” ومن بين التغييرات كان استحداث منصبين جديدين: وزير دولة للسعادة ووزير دولة للتسامح.

في حين أن بعض الدول الغربية تعاني إرتفاع نسبة كبار السن وتسعى إلى زيادة معدلات المواليد أو تنظر في فتح حدودها أمام المهاجرين من الشباب المتعلمين تعليماً عالياً، فإن الشباب في العالم العربي يعانون من الظلم وقلة الفرص.

وفي عام 2010، عشية الربيع العربي، بلغ إجمالي ومعدلات البطالة بين الشباب في العالم العربي أعلى من أي منطقة، بنسبة 10% و27% على التوالي. ارتفعت هذه الأرقام أكثر من ذلك، إلى ما يقرب الـ12% و30%. تشكل الطفرة الديموغرافية المؤقتة للشباب، الفرصة والتحديّ الأكبر، على حد سواء، في المنطقة، وذلك وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.

لذلك، عندما بحث الشيخ محمد عن وزيرٍ شاب، حرص على التأكد أن أياً من يقع عليه الاختيار لا بد أن يكون قادراً على تحمل مسؤولية تمثيل اهتمامات وطموحات هذه المجموعة. فقد غرّد “للشباب آمال وطموحات.. وقضايا وتحديات.. وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار.. وعلى يديهم تتحقق الإنجازات.. أو الإخفاقات.”

رائدة شابة

وفي مقابلةٍ مع مجلة نيوزويك الشرق الأوسط، رسمت المزروعي رؤيتها لتضمين الشباب. فقد تطرقت إلى التحدي المتمثل في سد الفجوة بين جيلها والحكومة، ورداً على سؤالٍ حول مدى القدرة التي تمتلكها في الواقع لاتخاذ القرارات، أعربت عن ثقتها في قيادة الإمارات وبالحرية التي ستمنح لها للعمل.

فقد كانت واحدة من أولى المبادرات إنشأها لمجالس الشباب في جمع أنحاء الإمارات السبع، إذ يتم تشغيل هذه المجالس تحت إشرافها وتهدف إلى خلق تواصلٍ بين الشباب الإماراتي ومختلف الجهات العامة. تعقد هذه المجالس إجتماعاتٍ تشاورية منتظمة لمناقشة قضايا مثل تنمية المهارات والمواهب، وكذلك مفاهيم متقدمة في التفكير المعرفي، والذكاء الاصطناعي وغيرها من الجوانب التي تحرص الحكومة على استكشافها كجزءٍ من تحديد خارطة طريقٍ شاملة لتنمية المهارات في الأمة.

كما تطرقت المزروعي إلى الولاية التي منحها إياها رئيس الوزراء، حيث قالت أنّ الهدف الرئيسي هو تطوير والحصول على مُلكية استراتيجية طويلة الأجل والتي تمنح الشباب صوتاً قوياً في عالم صنع السياسات وصياغة أجندة وطنية.

وعلى هامش المؤتمر السنوي للقمة العالمية للحكومات عام 2017، ترأست المزروعي منتدى الشباب العربي. المنتدى، المكون من 150 شاباً وشابة من 22 دولة عربية، عقد جلساتٍ مغلقة على مدى ثلاثة أيام وخرج في نهاية المطاف باستراتيجية الشباب العربي، التي تم الإعلان عنها من قبل الشيخ منصور، نائب رئيس الوزراء، في الجلسة الختامية للقمة. تهدف الاستراتيجية إلى مساعدة الشباب في العالم العربي في التغلب على التحديات التي تواجههم وتحقيق طموحاتهم.

بالإضافة إلى منصبها كوزيرة، فإن المزروعي هي رئيسة مجلس الأولمبياد الخاص الإماراتي الذي يمكّن الرياضيين الأولمبيين ذوي الإعاقة الذهنية. كما أنها رئيسة مجلس الإمارات للشباب ونائبة رئيس مركز الشباب العربي وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، وهي منظمة أنشأتها حكومة الإمارات العربية المتحدة لتسهيل المبادرات الممولة من القطاعين العام والخاص لتحسين رفاهية الشباب وتشغل المزروعي أيضا عضوية عدد من اللجان الحكومية، بما في ذلك مجلس الإمارات للتعليم والموارد البشرية.

حازت المزروعي على العديد من الجوائز داخل وخارج الإمارات حيث كانت أول طالبة تفوز بمنحة رودس لدولة الإمارات قبل دراستها في أكسفورد كما حصلت على جائزة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للتميز والقيادة والابتكار.