وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

اللاجئون السوريون الذين تقطعت بهم السبل على الحدود الأردنية المغلقة

اللاجئون السوريون الحدود الأردنية
لاجئون سوريون يحتشدون للحصول على المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الأساسية في مخيم الركبان على الحدود الأردنية، 4 أغسطس، 2016. Photo AP

يُصّر الأردن أن سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين لم تتغير، إلا أن واقع الأمر غير ذلك، فالحدود مغلقة. فاليوم، يُعتقد أن أكثر من 100,000 لاجىء سوري تقطعت بهم السُبل في مخيم الركبان في الأرض المشاع الواقعة بين البلدين، غير قادرين على دخول المملكة لأسباب أمنية. فقد صرّح محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام، للصحافة في يناير 2016 أن المخابرات الأردنية ألمحت إلى وجود متعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وعناصر من جماعاتٍ متطرفة بين اللاجئين.

وقال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني في مقابلةٍ له مع قناة سي أن أن في الشهر نفسه، أن الاجئين يأتون من المدن السورية الشمالية، مثل الرقة، والحسكة، ودير الزور، حيث توجد معاقل لتنظيم “داعش”. وأضاف ” نعرف أن هناك عناصر من داعش في هذه المخيمات الحدودية.” ومع ذلك، كانت السُلطات الأردنية في ذلك الوقت، تسمح بدخول 50-100 لاجىء يومياً بعد التدقيق عليهم.

ولكن، في 21 يونيو 2016، أعلن الأردن منطقة الحدود الشمالية والشمالية الشرقية منطقةً عسكرية مغلقة بعد أن فجر انتحاري ثكنة عسكرية بالقرب من المخيم، مما أسفر عن مقتل سبعة جنود وإصابة 13 آخرين. وبعد بضعة أيام، أعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عن الهجوم القاتل. ووفقاً لوكالات الإغاثة والنشطاء السوريين فإن الأوضاع بالقرب من الحدود أليمة، حيث أن هناك نقص حاد في الأدوية ومياه الشرب والغذاء. فقد أخبرنا أحد النشطاء الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أنّ بعض اللاجئين عادوا أدراجهم إلى منازلهم بدلاً من مواجهة “الظروف القاسية التي عانوا منها في المخيم الصحراوي،” وفقاً لتعبيرهم.

وكجزء من الصفقة لمساعدة اللاجئين في المنطقة، وافق الأردن في 13 يوليو 2016 على إدخال الطعام والماء عبر الحدود، على الرغم من أن نقل المساعدات كان “فقط لمدة عشرة أيام، حتى تجد الأمم المتحدة وسيلة بديلة” لاستكمال المهمة الإنسانية وفقاً لما صرّح به مصدر مسؤول. وبعد أسبوع من الإعلان عن الاتفاقية، قال أحد مسؤولي الأمم المتحدة في الأردن لـFanack، أن ممثلين عن الأمم المتحدة ومسؤولين أردنيين اتفقوا على حلٍ أكثر استدامة، إذ سيتم تسليم المساعدات مرة واحدة في الشهر ولكن بكميات كافية لتغطية احتياجات الأسر لمدة شهر كامل.

وفي اليوم نفسه، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بياناً دعت فيه إلى إخلاء جرحى الحرب السوريين عبر الحدود الشمالية المغلقة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود أنه منذ إغلاق الحدود في 21 يونيو2016 ، لم تشاهد أي من جرحى الحرب السوريين في مستشفى الرمثا الحكومي، الذي يضم منشأة أقيمت هناك لمعالجة الأعداد الكبيرة من الجرحى.

ومع ذلك، قال الفريق أول الركن، مشعل الزبن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن أمن الأردن وشعبه خط أحمر وأن مناطق الحدود الشمالية والشمالية الشرقية ستبقى مناطق عسكرية مغلقة ولن يُسمح لأي أحدٍ بالعبور. وأضاف أن أزمة اللاجئين السوريين مشكلة عالمية تتطلب بذل المزيد من الجهود من قبل المجتمع الدولي للتعامل معها بطريقة تحمي أمن الدول المجاورة.

وهي وجهة نظر رددها الوزير المومني، الذي قال ان على العالم أن يتحمل المسؤولية تجاه اللاجئين السوريين كما فعل الأردن. وقال لـFanack “ما قدمه الأردن للسوريين لم تقدمه أي دولة أخرى.” ووفقاً للتعداد الوطني الذي أجري في عام 2015، يستضيف الأردن حوالي 1,3 مليون سوري (منهم 657,000 مسجلون من قِبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، حيث قُدرت التكلفة المباشرة في الفترة ما بين 2011 و2016 بـ7,1 مليار دولار.