وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

التأثيرات السياسيَة والعسكريَة

بإلقاء نظرة على تاريخ الشرق الأوسط، كانت التأثيرات السياسيَة والعسكريَة للبرامج النوويَة المختلفة، مثل البرنامج الإسرائيلي (الذي أعطى ثماره حسب كل التقارير) وبقية البرامج (التي لم تثمر بعد)، كبيرة جداً. بعد عام 1961، وهو العام الذي أعلن فيه عن مفاعل ديمونة الإسرائيلي، بالكاد كان يمرَ أسبوع دون أن توضح بعض وسائل الإعلام العربية سبب عدم قبول البرنامج الإسرائيلي بالنسبة للعرب وبأنهم لن يدعوه وشأنه. وقد اعترض العديد من كبار الزعماء العرب عليه، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر. كما ذهب العديد من رجال الدولة المصريين إلى الغرب في محاولة للضغط على إسرائيل.

بحلول عام 1973 ادعت العديد من المصادر الدوليَة أن إسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نوويَة – حدَد عددها بـ 13 قنبلة – بالإضافة إلى قواعد إطلاقها اللازمة على شكل طائرات فانتوم ف 4 القاذفة المقاتلة وصواريخ أريحا البالستية. سواء كان هذا الخبر صحيحاً أو كاذباً، لا بد أن هذه التقارير وصلت إلى مسامع الرئيس المصري أنور السادات وزميله السوري حافظ الأسد. مع أن التفاصيل لم تكن معروفة، إلا أنها من المؤكد لعبت دوراً في اتخاذ القرار بالحدَ من العمليات العدائية والامتناع عن أية محاولة للتقدم عميقاً في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.

منذ عام 1973 فصاعداً لم يعد هناك حروب واسعة النطاق بين إسرائيل وجيرانها. وخلال العقد والنصف التالية، غالباً ما تساءل الكتّاب العسكريون من سوريا ومصر عن كيفيَة البدء بمثل هذه الحرب ومواجهة التفوق النوَوي الإسرائيلي. لم يأتِ أحد بالجواب، بل التزم الجميع الصمت. ومن جهة أخرى، هناك بعض الأدلة على أن السبب الحقيقي لماذا قررت مصر عدم تطوير برنامجها النووي هو على وجه التحديد لأن قادتها يعتقدون أنهم قد يضطرون إلى مواجهة إسرائيل مرة أخرى يوماً ما. بعد كل شيء، بالنسبة لمصر أو أية دولة عربية أخرى، فإن محاربة إسرائيل المسلحة نووياً على محمل الجد دون امتلاك الأسلحة النووية، ليس خياراً. ومن غير الممكن التفكير بالقيام بذلك مع أسلحة نووية.