تم اختيار الأمير الحسين بن عبد الله ولياً للعهد في الأردن عندما كان يبلغ الخامسة عشرة فحسب. واليوم، وبعمر الـ24، أمضى ابن الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا، السنوات التي تلت ذلك في إكمال تعليمه ووضع بصمته الرصينة في العالم، على نحوٍ متزايد.
فقد جذب انتباه محبي الأسر الملكية في يونيو 2018، عندما دعا الأمير البريطاني وليام لمشاهدة إحدى مباريات كأس العالم أثناء جولته في الشرق الأوسط. يمتلك الأمير الشاب، الذي يوصف بـ”أشهر العزاب في العالم” من قِبل الصحف البريطانية، أكثر من مجرد مظهره ليستعد لدوره كملكٍ مستقبلي.
سُميّ الأمير الذي ولد في العاصمة الأردنية عمان في 28 يونيو 1994، على اسم جده، الملك حسين بن طلال، الذي حكم منذ عام 1952 وحتى وفاته في عام 1999. أطلق الشعب الأردني على الملك حسين لقب “الملك الإنسان،” وذلك لجهوده في تحسين حياة الأردنيين. ويعتبر الأمير حسين أحد أعضاء الأسرة الهاشمية، التي حكمت الأردن منذ عام 1921 والتي يعود نسبها، كما يُقال، إلى ابنة النبي محمد، فاطمة. وهو الأخ الأكبر للأميرة إيمان (21 عاماً) والأميرة سلمى (17 عاماً) والأمير هاشم (13 عاماً).
في مايو 2016، تخرج الأمير حسين من جامعة جورج تاون المرموقة في واشنطن العاصمة، في تخصص التاريخ الدولي. وبعد ذلك تخرج من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في المملكة المتحدة.
لم يأتِ تعينه ولياً للعهد من قبيل الصدفة. فلم يكن متوقعاً لوالده عبد الله أن يخلف العرش بالرغم من كونه الإبن الأكبر للملك حسين، ذلك أن الملك كان قد قلّد شقيقه الأصغر، الأمير الحسن، لقب ولي العهد في عام 1965. إلا أنه وقبل وفاته بوقتٍ قصير، غيّر الملك ترتيب الخلافة، وسمى ابنه عبد الله ولياً للعهد.
من جهته، عيّن الملك عبد الله الثاني، بدايةً، أخوه غير الشقيق، الأمير حمزة، ولياً للعهد، إلا أنه جرده من لقبه في عام 2004 لعدم خبرته وصغر سنه. ومن الجدير بالذكر أن الدستور الأردني ينص على أنّ الإبن الأكبر للملك يكون ولياً للعهد، بشكلٍ تلقائي، ما لم يصدر مرسومٌ بخلاف ذلك. أصبح الأمير حسين ولياً للعهد، بشكلٍ رسمي، في 2 يوليو 2009، عندما صدر مرسومٌ ملكي بتسميته ولياً للعهد.
ومنذ ذلك الحين، رافق الأمير والده في مهام رسمية وعسكرية واتخذ على عاتقه العديد من الواجبات الرسمية، بما في ذلك منصب الوصي على العرش خلال غياب الملك عن البلاد.
كما أنه مسؤولٌ عن مؤسسة ولي العهد، التي تشرف على جامعةٍ تقنية وعددٍ من المبادرات العلمية والإنسانية. فعلى سبيل المثال، أنشئت مبادرة “حقق،” وهي برنامج قيادة وطني يتكون من أربع خطوات لطلاب الصف التاسع والعاشر، لتشجيع العمل التطوعي بين الشباب.
بينما تهدف مبادرة “مسار” إلى إلهام ودعم شغف الشباب بالابتكار في مجال تكنولوجيا الفضاء، الأمر الذي أدى، حتى الآن، إلى تصميم القمر الصناعي الأردني الأول (JA1-SAT). وفي الوقت نفسه، تهدف مبادرة “سمع بلا حدود” إلى دعم إعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع وفقدان السمع في الأردن.
عند إفتتاح مؤسسة ولي العهد في ديسمبر 2015، كتب الأمير حسين رسالةً قال فيها، “إن الشباب الأردني هم ثروتنا… فالشباب هم روّاد المستقبل وفرسانه،” مشدداً على أهمية الشباب ومساعدتهم لتحقيق المزيد.
من الناحية العسكرية، تدرب مع القوات الخاصة الأردنية ضمن كتيبة مكافحة الإرهاب الخاصة 71 عام 2013، ويحمل رتبة ملازم في القوات المسلحة الأردنية. ومن الناحية السياسية، اتخذ موقفاً واضحاً خلال زيارة جرحى غزة الذين كانوا يتلقون العلاج في مدينة الحسين الطبية في عمّان.
ولكن لربما تعتبر أكثر إنجازاته جدارةً حتى الآن، وفي سن العشرين، كونه أصغر شخصٍ يرأس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال جلسةٍ في ديسمبر 2015. واستجابةً لدعوة الأمير بإشراك الشباب في بناء السلام ومكافحة التطرف العنيف، تبنى المجلس إعلان عمّان حول الشباب والسلام والأمن المقترح من الأردن.
تم تبني الإعلان في الأردن قبل أربعة أشهر مع مدخلاتٍ من أكثر من عشرة آلاف من بناة السلام الشباب في المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والأمن، مما يبرز الحاجة إلى الاستفادة من الدعم المؤسسي للمبادرات والبرامج التي يقودها الشباب.
وبعد تنبي القرار، كتب الأمير على صفحته على انستقرام: “أبارك لشابات وشباب العالم الذين ساهموا بصياغة إعلان عمان حول الشباب والذي نتج عنه اليوم وبجهد أردني أول قرار في تاريخ مجلس الأمن حول الشباب والسلام والأمن. يهدف هذا القرار التاريخي إلى تأسيس مرحلة جديدة يتم فيها إدماج الشباب كشريك أساسي في صنع السلام المستدام ومكافحة التطرّف ورفع نسبة تمثيلهم في عملية صنع القرار.”
أتبع ذلك في مايو 2017 بإلقاء الخطاب الترحيبي خلال جلسة المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد في الجانب الأردني من البحر الميت، وفي سبتمبر 2017، مثّل الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي المنتدى الاقتصادي العالمي، وأمام أكثر من 1100 من السياسيين وقادة الأعمال من أكثر من 50 دولة، دعا مجدداً إلى تمكين الشباب، إذ قال “ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان: يريدون فرصاً عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير. وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً. قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل.”
رسالةٌ من المرجح أن يتردد صداها في جميع أرجاء المنطقة، حيث تتراوح أعمار أكثر من 28% من السكان بين 15 و29 عاماً، وتتجاوز تقديرات نسب البطالة بين الشباب الـ20%.