يعدّ علي مطهري أحد أكثر السياسيين صراحةً في إيران، إذ يعتبر من المتمردين المحافظين ومن “المتمردين على التقاليد والأعراف” من قبل المتشددين. فهو لا يتردد في انتقاد شخصياتٍ قوية بما في ذلك قادة الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وعلى الرغم من أنه معترفٌ به، على نطاقٍ وطني، بموقفه من القضايا المختلفة التي تعتبر “خطوط حمراء،” إلا أنه لا يتمتع بشهرةٍ عالمية كبيرة. دخل علي مطهري البرلمان في عام 2008، ومنذ عام 2016 يشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب الإيراني. تُمثل بعض وجهات نظره كلا المعسكرين، (المحافظين) والإصلاحيين، وقد أثار غضب الأصوليين بسبب انتقاده لسياساتهم.
ولد مطهري في عام 1956 في طهران، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة طهران حيث ما زال يدرّس.
كان والده، مرتضى مطهري، واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في الدائرة الداخلية لآية الله الخميني في الفترة التي سبقت الثورة، إذ كان واحداً من الأيديولوجيين الرئيسيين للجمهورية الإسلامية، وقبل اغتياله في عام 1979، كان رئيس مجلس قيادة الثورة الإسلامية بتكليفٍ من الخميني. وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، يتم الاحتفال بوفاته سنوياً في 2 مايو باعتباره يوم المعلم الوطني.
ونتيجةً لذلك، يعتبر علي مطهري شخصيةً معروفة ومحترمة في المؤسسة الإيرانية.
وإلى جانب كونه ابن رجلٍ ذو تأثيرٍ كبير ويُعرف بمواقفه “البطولية،” يرتبط مطهري بعائلةٍ أخرى ذات نفوذ، فهو صهر علي لاريجاني، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي ورئيس مجلس الشورى الحالي. كما أن شقيق علي لاريجاني الآخر هو صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية.
انتقد مطهري الرئيس محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، حتى خلال فترة ولايته الأولى عندما دعمه جميع رجال الدين بشكلٍ فعال. وعلى الرغم من أن مطهري أدان الاحتجاجات الجماهيرية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009، إلا أنه شجب حملة القمع القاسية على المتظاهرين. وبما أن قادة الحركة الخضراء، حسين موسوي، وزهراء رهنورد ، ومهدي كروبي، وضعوا رهن الإقامة الجبرية دون اتباع الإجراءات القانونية، دعا مطهري مراراً وتكراراً إلى منحهم الحرية، مشيراً إلى أن المرشد الأعلى مخطىء بإبقائهم مقيدي الحركة.
فقد قال على منصةٍ عامة في مدينة مشهد: “لا يمكن لنبي الإسلام نفسه أن يقول إن عقوبة الشخص قاسية، من دون محاكمة أو دفاع، وأن تصدر حكماً بدون سماع دفاعهم. لم أكن مقتنعاً بهذه الحجة، وما زلت أحث على أن الإقامة الجبرية بدون أمرٍ قضائي هي قمعٌ وإجراءٌ غير عادل.”
وعلاوةً على ذلك، غالباً ما يردد أنه لو لم يتم اغتيال والده بعد الثورة بوقتٍ قصير، لما كان علي خامنئي قد وصل إلى أعلى منصب في إيران. تعتبر هذه الإشارات إلى المرشد الأعلى حساسةً للغاية في مناخٍ يتم فيه التعامل معه على أنه معصوم من الخطأ.
وانتقد مطهري أيضاً الحرس الثوري القوي والمرعب بنفس القدر، قائلاً إن “نطاق أنشطة وحدات الاستخبارات للحرس الثوري الإيراني غير مقبول.” كما شكك في الدور السياسي والاقتصادي للحرس الثوري الإيراني، الذي أصبح موضوعاً حساساً بالنسبة للنظام بشكلٍ متزايد.
وبحسب قوله، إن “تدخل الحرس الثوري الإيراني في العديد من المراكز الانتخابية جاء على شكل دعمٍ جدي للمرشحين، الذين كانوا متوافقين معه. إن العديد من المرشحين، بمن فيهم أولئك الذين تم انتخابهم والذين لم يتم انتخابهم، يقبلون هذا الواقع ويعتبر هذا مفسدةً للحرس الثوري الإيراني، ومستقبل الثورة الإسلامية، ويتعارض مع توجيهات الإمام [روح الله الخميني] المعروفة [فيما يتعلق بعدم تدخل الجيش بالسياسة]. إن واجب حماية المُثل العليا للثورة، التي ورد ذكرها في دستور الحرس الثوري الإيراني، لا يعني التدخل في السياسة، بل محاربة الجماعات المسلحة مثل المجاهدين، وجماعة الفرقان، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (البيجاك)، الذين حملوا السلاح أثناء تمردهم.”
وعلاوةً على ذلك، كان معارضاً صريحاً لحملة القمع ضد الصحفيين والناشطين والفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وصف رئيس تحرير صحيفة كيهان ديلي، حسين شريعتمداري، بـ”الصديق الأحمق” للمرشد الأعلى.
موقفه العلني من هذه القضايا لم يخلو من العواقب، ففي السنوات الأخيرة، كان ضحيةً لهجمات المتشددين. فقد تعرض على وجه الخصوص، لاعتداءٍ جسدي في مدينة شيراز في عام 2015. وعلى الرغم من أنه أصبح صوتاً معتدلاً، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمجال الثقافي والاجتماعي، فإن آراءه متحفظة. فعلى سبيل المثال، في عام 2013، قال: “يجب على وزير الداخلية أن يشرح سبب عدم اكتراثه بارتداء النساء لباساً ضيقاً في طهران وبعض المدن الأخرى. منذ الثورة الإسلامية، كان الزي الرسمي المقبول [للنساء] هو الشادور، أو البالطو الطويل الذي يُغطي الركبتين، مع غطاء الرأس أو الحجاب.”
تقف إيران اليوم على مفترق طرق، إذ يمكن لعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الحالي أن يمهد الطريق لعملية انتقالٍ يمكن أن تؤدي إما إلى مزيدٍ من الحرية السياسية أو حتى المزيد من القيود السياسية. وفي ظل هذه الحالة المتوترة، قد يكون للفاعلين السياسيين أمثال مطهري فرصة للعب أدوارٍ أكثر استباقية، مما قد يؤثر على الوضع السائد بطريقةٍ أو بأخرى.