وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الحرب الأهلية: تشتت السيطرة على موارد النفط

في حين انخفضت أنشطة إنتاج النفط بشكل كبير جداً بسبب القتال، إلا أنه تم الحفاظ على بعض مستويات الإنتاج. ينقسم هذا الإنتاج بين المجموعات المختلفة المسيطرة على سوريا. الجماعات المسلحة البارزة هي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، ومنظمة إسلامية متطرفة عابرة للحدود وهي تنظيم الدولة الإسلامية أو ما بات يُعرف بـ”داعش” (سابقاً تنظيم القاعدة في العراق)، وجماعات المتمردين المعتدلين، ووحدات حماية الشعب (الأكراد السوريون)، ونظام الأسد. بالنسبة للبعض فإنّ الثواريحاربون ضد القمع السياسي الذي يمارسه بشار الأسد، بينما يعتقد البعض الآخر أنّ الاضطربات شكلت مرتعاً لإنشاء إقليم يحكمه القانون الإسلامي المتشدد. تنظيم الدولة الإسلامية، الذي ولد من الصراع بين الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003 والذي وجد له أرضاً خصبة في سوريا المنقسمة، يُعتبر النصير الأساسي للأخير. ونتيجة لذلك، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من سوريا وبات نقطة جذب للمسلمين المتطرفين في جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في العيش في شبه دولة تطبق في حكمها التفسيرات المتطرفة للإسلام.

العنف النابع من تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديداً ملموساً لغير المسلمين وللمسلمين المتمسكين بتفسيراتٍ أخرى للدين الإسلامي في سوريا نفسها، وفي المناطق المجاورة مثل العراق (اليزيديين والمسيحيين) وأبعد من ذلك، بما في ذلك العواصم الغربية، كما صرّحت قيادات التنظيم. مؤسسة مابلكروفت، شركة إدارة المخاطر، قدرت أن تنظيم الدولة الإسلامية يُسيطر الآن على 6 من أصل 10 حقول نفط رئيسية في سوريا (وعلى أربعة حقول على الأقل في العراق)، كما أن تيارات الإرادات المرتبطة بعجلة الإنتاج الجديد وفق توزيع القوى الأخير تدعمها شبكات طويلة الأمد من مبيعات النفط في السوق السوداء في بلاد الشام. وتشير تقديرات الأرقام من إدارة معلومات الطاقة إلى أن إنتاج تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لـ30,0000 برميل في اليوم يعني أرباح قدرها 1.2 مليون دولار في اليوم عند بيعها في السوق السوداء بسعر 40 دولاراً للبرميل (السعر في نوفمبر 2014).

وفي حال إدراج الإنتاج العراقي الذي يُسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية، يرتفع تدفق الإيرادات إلى ما يقدر بـ3,2 مليون دولار في اليوم. يتم إيصال هذا الإنتاج بشكل رئيسي إلى المشترين المحليين وأسواق التصدير في تركيا. يتم نقل معظم هذا الإنتاج عن طريق الشاحنات وتباع بخصم كبير. وعلاوة على ذلك، فمن المهم أن نلاحظ أن هناك أسواق رمادية بحيث يستطيع المشتري المحلي الذي يملك عدة شاحنات بيعها في الأسواق التي تُسيطر عليها حكومة إقليم كردستان. وبالرغم من ذلك، تُشير التقارير إلى أن المشترين الرئيسيين هم في العادة خلف الحدود مباشرة أي في تركيا. وفي الوقت الحالي، يجري تنسيق للجهود لوقف تدفق النفط في السوق السوداء من سوريا والعراق، على الرغم من أن تاريخ المنطقة الأسود في التهريب جعل الأمر شديد الصعوبة.

Direct and indirect control of oil resources by IS
الخريطة رقم (2): المناطق التي تُسيطر عليها مجموعات مختلفة في الفترة ما بين 10 مارس 2014 و1 يناير 2015.أضغط للتكبير.

 

Map 3. Oil and gas infrastructure and territories controlled by various state and non-state actors.
الخريطة رقم (3): السيطرة لمباشرة وغير المباشرة على مصادر النفط من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية ، نوفمبر 2014. المصدر: EIA, BBC. أضغط للتكبير.

وفي إبريل 2013، وافق الاتحاد الأوروبي على السماح باستيراد النفط من سوريا، على الرغم من أن هذا ينحصر فقط على جماعات المعارضة المعتدلة، التي لا تملك في الوقت الحالي القدرة على الوصول إلى البنية التحتية لتصدير النفط في سوريا. ويعتبر الغاز ذو أهمية ثانوية نظراً لعدم القدرة على تصديره في الوقت الراهن.

ومع انتقال المجاهدين الأجانب إلى سوريا، فر العديد من المدنيين عبرحدودها. وفي الواقع، تفوقت سوريا على أفغانستان بأكبر عدد من اللاجئين الفارين من البلاد التي مزقتها الحرب، مما يمثل ضغطاً اقتصادياً على الدول المجاورة بسبب أعداد اللاجئين الكبيرة. ومع ذلك، تشكل حركات غير اللاجئين (المليشيات والمجاهدين) إلى البلدان المجاورة تهديداً أمنياً خطيراً. وبالنسبة للعراق، يتعلق هذا بالبنية التحتية للنفط والغاز، في حين أنّ الاعتبار الرئيسي في تركيا هو نظام خط الأنابيب المهم الذي يربط مصادر التوريد الشرقية مع الأسواق الأوروبية.

Movement of refugees between January 2013 and March 2015
الشكل رقم (4): حركة اللاجئين في الفترة ما بين 28 يناير 2013 و7 يناير 2015. أضغط للتكبير. (المصدر: UNHCR)

 

user placeholder
written by
veronica
المزيد veronica articles