بعد أشهر من المفاوضات الدبلوماسية في الأمم المتحدة والتي لم تسفر عن نتائج، ورفض فرنسا والصين والاتحاد الروسي (جميعهم من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن) دعم تفويض من الأمم المتحدة، تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا دون موافقة مجلس الأمن.
كان دافع الولايات المتحدة رغبة جامحة للدفاع عن مصالحها من خلال قولبة الوضع الراهن في المنطقة الهامة استراتيجياً واقتصادياً لصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة إسرائيل. وتم تقديم سياستها للشعب الأمريكي وللعالم ككل على أنها جهد لتحويل بلد ديكتاتوري هام في الشرق الأوسط إلى نظام سياسي ديمقراطي. وكانت الحجج الرسمية لإقناع العالم الخارجي، في واشنطن والخارج، أن صدام حسين يقوم بتطوير مزعوم لأسلحة الدمار الشامل (أي الأسلحة النووية والكيميائية والحيوية) وبارتباطاته المفترضة لتنظيم القاعدة، بل ودعمه له. دعم المحافظون الجدد ببراعة هذه البراهين لصالح الحرب على العراق، ولكن سرعان ما اتضح أنها لم تكن مبنية على وقائع.
بعد انتهاء المدة الرسمية للإنذار الأخير، بدأت القوات الأمريكية والبريطانية هجومها، عملية تحرير العراق، في 20 آذار/مارس عام 2003. لم تكن القوات المسلحة العراقية نداً للقوات البريطانية والأمريكية الساحقة كما كانت عام 1991. وفي 9 نيسان/أبريل، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم، سقطت بغداد ومعها نظام صدام حسين الذي كان مرهوباً من قبل الكثيرين لفترة طويلة. طال انتظار يوم الخلاص هذا، خاصة من قبل العرب الشيعة والأكراد. وأملوا في إعادة توزيع السلطة السياسية، حيث يمكن أخيراً لجميع المجموعات السكانية من المطالبة بحقها الشرعي في الحكومة الوطنية. ومرة أخرى، أظهر السكان العرب السنّة المهيمنون تقليدياً حماساً أقل بكثير.
أعلن الرئيس بوش رسمياً في 1 أيار/مايو بأن عدد القتلى في هذه الحرب القصيرة كان مرتفعاً: بين 11,000 و 15,000 من الجانب العراقي، بما فيهم عدة آلاف من المدنيين، و 191 جندياً أمريكياً و 31 جندياً بريطانياً. وفي الأشهر التالية، تم اعتقال جميع الشخصيات البارزة تقريباً في النظام التي قامت بالاختباء، بمن فيهم صدام حسين في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 2003 (تم إعدامه شنقاً بعد محاكمته هو وكبار القادة الآخرين؛ وقُتل ابناه عدي وقصي في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن العراقية).