وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

اللوفر أبوظبي يفتح أبوابه بعد عشر سنوات من العمل

UAE- Mohammed bin Zayed Al-Nahyan
محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ومحمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء الإماراتي برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت أثناء افتتاح لوفر أبو ظبي – المصدر: AFP.

المقدمة

AFP- بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، يفتح متحف اللوفر أبوظبي في العاصمة الاماراتية أبوابه الاربعاء 8 نوفمبر 2017، حاملا راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الاولى خارج بلده الام فرنسا، ورسالة تسامح في منطقة تعصف بها الازمات.

ويشارك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وقادة دول في افتتاح المتحف الذي صممه المهندس جان نوفيل عند الساعة 20,00 (16,00 ت غ) على جزيرة السعديات، على ان تفتح الأبواب امام الجمهور السبت 7 نوفمبر 2017 وذلك في اطار مراسم تستمر حتى 14 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

يتوقع المتحف استقبال نحو خمسة الاف زائر في الايام الاولى بعيد افتتاحه أمام الجمهور السبت 11 نوفمبر 2017، بحسب ما يفيد محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

وكتب الشيخ محمد بن زايد على حسابه في تويتر “موعدنا اليوم بإذن الله مع افتتاح صرح حضاري عالمي، إضافة معرفية جديدة يمثلها لوفر ابوظبي بما يجمع تحت سقفه من تراث انساني متعدد الثقافات”.

ونشرت صحيفة “الاتحاد” الاماراتية يوم 8 نوفمبر 2017 مقابلة مع الرئيس الفرنسي قال فيها ان افتتاح متحف اللوفر أبوظبي يمثل “نقطة تحول حاسمة” في الدور الذي تلعبه دولة الإمارات “باعتبارها ملتقى حقيقياً للثقافات في المنطقة”.

واعتبر بحسب التصريحات التي نشرت بالعربية “ترتبط فرنسا والإمارات العربية المتحدة بأكثر ما يميز البشرية على مستوى عالمي، ألا وهي المُثل الإنسانية العُليا. فهنا تتجاور كل الأزمنة وكل الأماكن في وقت يتغذى فيه الإرهاب على الانقسامات بين الشرق والغرب، وأيضاً داخل العالم الإسلامي”.

وقبيل الافتتاح، انتشر عناصر الشرطة الاماراتية في محيط المتحف، وخضع الصحافيون لاجراءات تفتيش مشددة.

الفن المعماري العربي

UAE- Louvre Museum in Abu Dhabi
لمحة من القسم الخارجي من متحف اللوفر الجديد في العاصمة الإماراتية أبوظبي. المصدر: AFP

يتألف المتحف الذي استوحى نوفيل الفن المعماري العربي لتصميمه من 55 مبنى أبيض اللون. تعلو هذا “المتحف المدينة” قبة ضخمة قطرها 180 مترا مرصعة بالنجوم تدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الاوراق المسننة لسعف اشجار النخيل.

ويبدو المتحف أشبه بحي مصغر من مدينة البندقية الايطالية حيث تتجاور المياه مع عماراته الموزعة في منطقة رملية تقع قرب البحر.

يقول جان لوك مارتينيز رئيس متحف اللوفر في باريس الذي يقوم بزيارة الى ابوظبي بالمناسبة ان المتحف مصمم “من أجل الانفتاح على الاخرين… وتفهم التنوع… في عالم متعدد الاقطاب”. ويضيف ان متحف اللوفر في أبوظبي “متحف عالمي هو الاول من نوعه في العالم العربي”.

وهو يعرض بتقنية عالية المواضيع العالمية ويركز على التفاعلات المشتركة بين الحضارات، بدلا من التصنيف المتبع عادة بتسلسل الحضارات.

في أول أجنحته، غرفة هادئة عرضت فيها نسخة من القرآن تعود الى القرن التاسع عشر، كتبت بالذهب على مخطوطات زرقاء، والى جانبها كتاب توراة يمني، وانجيل من القرن الثالث عشر.

لكن نجمة الاعمال الفنية في المتحف، بنظر المنظمين، هي لوحة “الحدّادة الجميلة” لليوناردو دا فينشي وهي لوحة معارة من متحف اللوفر في باريس. وسيعرض المتحف 300 قطعة معارة من هذه المتاحف، بينها “بونابرت عابرا الالب” لجان لوي دافيد (فرساي) و”رسم ذاتي” لفنسنت فان غوخ (متحف اورساي).

والمتحف ثمرة اتفاق وقع في 2007 بين ابوظبي وباريس. ويمتد الاتفاق على ثلاثين عاما وتوفر في إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالا فنية وتنظم معارض موقتة في مقابل نحو مليار دولار نصفها لاسم اللوفر وحده. تشرف وكالة متاحف فرنسا على التزامات باريس لا سيما تقييم الخبراء والاعارات من المتاحف الفرنسية.

تبلغ مدة العقد 30 عاما وتشمل العلامة التجارية “لو لوفر” وتنظيم معارض مؤقتة بكلفة اجمالية هي مليار يورو لا تشمل الكلفة الفعلية لتشييد المتحف في أبوظبي والتي لا يريد أحد الافصاح عنه.

اجراءات استثنائية

من المجموعة الدائمة في الامارات، سيكون عند الافتتاح 235 قطعة من بينها لوحة “البوهيمي” لادوار مانيه. من بين القطع ال28 المعارة من مؤسسات في الشرق الاوسط تمثال نصفي ضخم برأسين يعود الى ما قبل 8 آلاف سنة من هيئة الاثار في الاردن.

اتخذت السلطات اجراءات استثنائية لضمان الامن وحماية القطع المعروضة اذ تتجاوز الحرارة الاربعين درجة مئوية خلال أشهر الصيف.

عند انطلاق المشروع، تعالت أصوات في فرنسا ضد الجانب “التجاري” و”بيع علامة +لو لوفر+ التجارية” في الخليج. كما أعربت منظمات غير حكومية من بينها هيومن رايتس ووتش بعدها عن القلق من ظروف عمل مهاجرين في ورشة البناء لكن هذه الانتقادات تراجعت مع مرور السنوات.

واللوفر ابوظبي الذي أرجئ افتتاحه مرات عدة لاسباب تتعلق بالتمويل خصوصا هو واحد من ثلاثة متاحف من المقرر اقامتها في ابوظبي، الى جانب غوغنهايم والشيخ زايد، في مؤشر الى الاهمية التي توليها السلطات لتطوير السياحة الثقافية على اراضيها.

شهد مشروع متحف غوغنهايم تأخرا ايضا وتم الحد من ميزانيته بعد تراجع اسعار النفط وتأثير ذلك على الاقتصاد في الامارات. والامارات رابع أكبر منتجي الخام في منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك” وتبلغ احتياطاتها المؤكدة 98 مليار برميل.

Advertisement
Fanack Water Palestine