وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة (1968- 1972)

تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة
يظهر في صورة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو يسير بجوار أنصار يستقبلونه في إمارة الفجيرة خلال زيارته في 3 يناير 1972. (Photo by WAM / AFP)

المقدمة

عام 1968، أعلنت بريطانيا العظمى عن قرارها بإلغاء المعاهدة ومعها الحماية البريطانية للإمارات السبع، إضافة إلى البحرين وقطر، وذلك بحلول 1 كانون الأول/ديسمبر 1971. حاولت الأطراف التسعة تشكيل اتحاد، إلا انهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق في منتصف عام 1971. فقررت البحرين وقطر أن تصبحا دولتين مستقلتين منفصلتين في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر على التوالي. وفي 2 كانون الأول/ديسمبر 1971، دخلت 6 مشيخات من أصل 7 في اتحاد يسمى بالإمارات العربية المتحدة: أبوظبي ودبي والفجيرة والشارقة وعجمان وأم القيوين. وانضمت السابعة، رأس الخيمة، في أوائل عام 1972.

أبو ظبي

عام 1971، تسلّم حاكم إمارة أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم، وأصبح أول رئيس للبلاد. ويلقّبه عدد كبير من الإماراتيين اليوم بـ “أبو الأمة”، نظراً لقيادته القوية والتزامه بتأسيس الاتحاد. خلف الشيخ زايد أخيه الشيخ شخبوط في حكم أبوظبي، بعد خلعه بانقلاب غير دموي. وبعد إعادة تعيينه من قبل حكام الإمارات العربية المتحدة في المجلس الأعلى للاتحاد كل خمس سنوات منذ عام 1971، قام الشيخ زايد بتعزيز الاعتدال والتسامح الديني والمساواة (وخاصة للمرأة)، مما ساهم إلى حد كبير في ازدهار البلاد واستقرارها.

بعد يومين على وفاة الشيخ زايد في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، اختار المجلس الأعلى للاتحاد ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خَلفاً له، والذي كان ولي عهد إمارة أبوظبي منذ عام 1969. وخَلف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشيخَ خليفة ولياً للعهد.

دبي

في كانون الثاني/يناير 2006، توفي نائب الرئيس ورئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وخَلفه أخوه وزير الدفاع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ومثل أخيه، تسلم الشيخ محمد مناصب نائب الرئيس ورئيس الوزراء، كما خلفه كحاكم إمارة دبي. وقام الشيخ محمد بشكل فعال بتنفيذ خطط طموحة لتحويل دبي من ميناء تجارة وصيد صغير إلى مدينة عالمية لها مكانتها ورائدة في سوق المال. وفي أوائل القرن الواحد والعشرين، ونتيجة جهود الشيخ محمد إلى حد كبير، تضاعفت معدلات النمو في دبي، وتدفّقت الاستثمارات واليد العاملة من آسيا والشرق الأوسط والغرب. كما سعى إلى أن تصبح دبي الإمارة الأكثر انفتاحاً وتسامحاً مع الأجانب في الإمارات العربية المتحدة.

في المبدأ، قضت الأزمة المالية عام 2008 على فورة دبي ودمرت اقتصادها، تاركة الإمارة بديون ضخمة للمستثمرين الأجانب. مما اضطرّها إلى إعادة التفاوض على جدول تسديد الدين، بانتظار مساعدة جارتها الثرية، أبوظبي. ففي كانون الأول/ديسمبر 2009، قدّمت أبوظبي إلى دبي 10 مليارات دولار لتسدّد ديون شركة “دبي العالمية” الحكومية.

Advertisement
Fanack Water Palestine