وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ تونس

tunisia history
إقرار الدستور الجديد / Photo HH

لم يكن لمساحة تونس الصغيرة أن تحرم هذه الدولة من لعب دورٍ تاريخي حيوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فمن تونس كانت نقطة انطلاق ثورات “الربيع العربي” عام ٢٠١١، علماً بأن تونس أكثر الدول العربية سيراً في طريق تطبيق العلمانية والمساواة بين الجنسين. تونس التي كانت تعرف تاريخياً بأفريقية كانت تاريخياً مركز انطلاق حملات المسلمين للتوسع في سائر المغرب ومنه إلى أوروبا. وعلى هذه الأرض، كانت ولادة الخلافة الفاطمية، وفيها كان خليفة المسلمين الأوحد لبضعة سنوات بعد سقوط الخلافة العباسية عام ١٢٥٨. وفي التاريخ القديم، كانت تونس موطناً لمملكة قرطاج التي وقفت نداً لند أمام الإمبراطورية الرومانية خلال الحروب البونتية.

في هذا القسم، نبحر في تاريخ هذه الدولة من حاضره إلى ماضيه، محاولين بذلك سبر أغوار الأحداث الفاصلة التي رسمت حاضر وهويّة تونس ككيان من عين المؤرّخ.

نقطة انطلاق الربيع العربي (٢٠١١ – ٢٠٢٠)

لم يكن التونسي محمد البوعزيزي ليعلم أن احتجاجه على المحنة الاقتصادية التي يعيشها سيسقط النظام في بلاده وسيطلق انتفاضات “الربيع العربي” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما انطلق في البداية كاحتجاجاتٍ للفقراء التونسيين سرعان ما لمس جميع الفئات الاجتماعية ودفعها للخروج إلى الشوارع احتجاجاً على وضعها الاقتصادي وللمطالبة بالمزيد من الحقوق السياسية.

وعندما لم تنجح محاولات الرئيس زين العابدين بن علي في احتواء الاحتجاجات، اضطر النظام إلى الاستقالة وفرّ بن علي إلى السعودية في 14 يناير 2011.

وبعد نجاح الثورة التونسية، فقد نجحت تونس في تأمين انتقال السلطة بطريقةٍ ديمقراطية في ثلاثة انتخاباتٍ رئاسية. ومنذ نهاية عام ٢٠١٩، يتولى رئاسة تونس الأستاذ الجامعي قيس سعيّد.
لقراءة المزيد، انقر هنا وهنا.

من تونس الثورة إلى تونس بورقيبة وبن علي (١٩٥٦ – ٢٠١١)

ضاق التونسيون في عام ١٩٨٤ ذرعاً بالممارسات الاستبدادية للحبيب بورقيبة، وهو ما دفعهم للخروج إلى الشوارع للمطالبة بمزيد من الديمقراطية. حينها، خرج بن علي من رحم نظام بورقيبة ليعدهم بالانفتاح السياسي والاقتصادي وبتمهيد الطريق نحو الديمقراطية. الرئيس التونسي الجديد لم يفي بوعوده، إذ سرعان ما قام بتزوير نتائج الانتخابات ومضى على نهج سلفه في قمع الحريات وتزوير الانتخابات وانتهاك حقوق الإنسان. وبحسب هيئة الحقيقة والكرامة التونسية، فإن انتهاكات عهدي بورقيبة وبن علي زادت في عام ٢٠١٦ عن ٦٢ ألف تهمة تتعلق بالفساد والتعذيب وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.

وفي مرحلة ما بعد استقلال تونس عن فرنسا، أطلق الرئيس التونسي الأوّل لحبيب بورقيبة سلسلة من الإصلاحات تضمّنت إنشاء نظام تعليم حديث وإصدار تشريعاتٍ تنص على المساواة النسبية بين الرجل والمرأة. ولتقريب تونس أكثر من العالم الغربي، حاول بورقيبة إبطال كلّ ما اعتبره مرتبطاً بالتحفظ الديني. ولكن سرعان ما خاب أمل الكثيرين بحكومة بورقيبة التي أصبحت أكثر استبداداً واستئثاراً، إذ عززت هذه الحكومة مصالح النخبة العلمانية على حساب احتياجات عامة الشعب.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

من الحماية الفرنسية إلى عهد الجمهورية (١٨٨١ – ١٩٥٦)

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ازدادت المطالب المنادية باستقلال تونس، واضطرت فرنسا في النهاية إلى الإذعان نتيجة ضغوط القوى العالمية. ومع اقتراب الاستقلال، دعم الأوروبيون زعيم حزب الدستور الجديد بورقيبة الذي كان يدعو إلى اعتماد نمط حياة غربي، ليصبح بذلك أول رئيسٍ للجمهورية المستقلّة عام 1957.

وقبل ذلك، كانت تونس تعيش بين عامي ١٨٨١ و١٩٥٦ تحت حمايةٍ فرنسية احتفظ فيها البايات الحسينيين بمناصبهم الشكلية.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

بين العثمانيين والبايات (١٥٧٤ – ١٨٨١)

شجع احتلال إسبانيا لمواقع استراتيجية عديدة في أفريقية الكبرى العثمانيين على التوسع باتجاه شمال إفريقيا. حينها، شكّل العثمانيون تهديداً أكبر على حكام السلالة الحفصية من الإسبان في ظل تفضيل العديد من المسلمين العرب وعلماء الدين للحكم الإسلامي على الحكم المسيحي.

وبحلول عام ١٥٧٤، أنهى الغزو التركي لتونس حكم السلالة الحفصية. عام 1587، أصبح الباشا العثماني حاكم إقليم أفريقية. وعلى مدى قرنٍ من الزمن، انتقل حكم تونس من الباشا العثماني إلى الدايات “القادة العسكريين”، ومنهم إلى البايات المراديين (١٦٣١ – ١٧٠٢) والبايات الحسينيين (١٧٠٥ – ١٩٥٧).
لقراءة المزيد، انقر هنا.

بين الحفصيين والفاطميين (٩٠٩ – ١٥٧٤)

وصلت الدولة الحفصيّة (١٢٣٠ – ١٥٧٤) إلى أوج ألقها عندما بات المستنصر بن أبي زكريا رسمياً خلافة المسلمين بين عامي ١٢٥٨ و١٢٦١ بعد سقوط بغداد. وقبل الحفصيين، خضعت منطقة شمال إفريقيا ومنها تونس لحكم الموحدين منذ عام ١١٣٠، وذلك على وقع غزوات الإسبان والصقليين.

وكان الفاطميون قد غزوا مدينة القيروان عام 909 قبل أن ينتقل الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله من تونس “وكان اسمها حينها أفريقيا” إلى مصر عام 973. وبعد ذلك، خضعت أفريقية لحكم الأمازيغ الزيريين في البداية تحت حماية الخليفة الفاطمي الشيعي، وبعد ذلك كدولةٍ مستقلة منذ عام 1048.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

بين الرومان وتجذّر الإسلام (١٤٦ ق.م – ٩٠٩م)

دخلت جيوش العرب المسلمين عام 670 إلى مقاطعة تونس الرومانية، وأسس هناك مدينة القيروان التي أصبحت قاعدتهم.

وبعد القضاء على الدولة الأموية، حكم قاد ابراهيم بن الأغلب، أحد الزعماء المحليين، جيشاً مكّنه من إرساء الاستقرار في أفريقية. وبعدما أعاد الاستقرار، مُنح لقب “أمير” وحكم هو وسلالته أفريقية بين 800-909.

وقبل وصول الإسلام إلى تونس، استمر حكم البيزنطيين لتونس مدة ١٥٠ عاماً بعد هزيمتهم للواندال عام ٥٣٣. وفي الوقت الذي تعاظم فيه النفوذ المسيحي  في المنطقة التي تضمّ تونس، فإن الحكم البيزنطي المباشر اقتصر على المدن الساحلية التونسية، فيما بقي داخل البلاد تحت سيطرة قبائل أمازيغية مختلفة.

وجلس هرقل، ابن حاكم ولاية قرطاج، على عرش روما عام 619، ليدافع عن القسطنطينية ويهزم الفرس ويستعيد السيطرة على المنطقة التي تشمل الآن مصر  وسوريا.

وقبل ذلك، أعاد يوليوس قيصر بناء قرطاج التي أصبحت المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية وعاصمة مقاطعة أفريقية.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

من الفينيقيين إلى الرومان (١٢٠٠ ق.م – ١٤٦ ق.م)

وصل الفينيقيون إلى شمال إفريقيا حوالي عام 1200 قبل الميلاد. وفي تونس، بنى الفينيقيون قرطاج حوالي عام ٨١٠ قبل الميلاد. وطوال الحقبتين البونيّة والرومانيّة، كانت تونس المنطقة الرئيسية لاستيطان الفينيقيين، في منطقةٍ يسكنها الأمازيغ تقليدياً. وكان الأمازيغ يعيشون في قرى زراعيّة ضمت وحدات قبلية لها زعيم محلي يساعده مجلس شيوخ.
لقراءة المزيد، انقر هنا.