وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الأردن: الحرب العربية الإسرائيلية 1948-1949

Photo UNRWA Photo Archive / صور لاجئين فلسطينيين عام 1948
Photo UNRWA Photo Archive / صور لاجئين فلسطينيين عام 1948

في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1947، صوتت عصبة الأمم على تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، مما أثار حرباً علنية. لم يكن الفلسطينيون، المنقسمون وبقيادة ضعيفة وتجهيز سيء، يضاهون للصهاينة. في 14 أيار/مايو عام 1948، غادرت آخر القوات البريطانية، وتم إعلان قيام دولة إسرائيل في نفس اليوم. وكان هناك 300,000 لاجئ فلسطيني في ذلك الوقت.

وفي 15 أيار/مايو، تدخلت وحدات من الجيوش السورية واللبنانية والعراقية والمصرية والأردنية، إلا أنها بعد نجاح طفيف في البداية فشلت في إيقاف تقدم إسرائيل، ناهيك عن استرداد أي أراضٍ خسرتها. فقط الفيلق العربي – والذي كان ضباطه البريطانيون مأمورين من لندن بعدم دخول أي جزء خصصته الأمم المتحدة للدولة اليهودية في فلسطين – هو الذي أثبت أنه نداً للإسرائيليين عندما طردهم من القدس القديمة واحتل الضفة الغربية، مع العراقيين.

استمر القتال حتى كانون الثاني/يناير عام 1949، وفي وقت لاحق من ذلك العام وقعت إسرائيل سلسلة من اتفاقات هدنة مع الدول العربية المحاربة، ما عدا العراق.

Photo UNRWA Photo Archive / مخيم الفوار في الضفة الغربية في أوائل الخمسينات
Photo UNRWA Photo Archive / مخيم الفوار في الضفة الغربية في أوائل الخمسينات

غيّرت حرب فلسطين التركيبة السكانية في شرق الأردن بشكل كبير. ففي أيار/مايو عام 1949، كان مجموع سكان الضفة الشرقية والغربية مجتمعتين 1,43 مليون نسمة، 476,000 منهم فقط كانوا من إمارة شرق الأردن. كان 519,000 من الأغلبية الفلسطينية لاجئين، يعيش معظمهم في ظروف مزرية في مخيمات، ويعتمدون على معونات الأمم المتحدة.

كان حوالي 100,000 من اللاجئين يعيشون في الضفة الشرقية، وخاصة عمان (التي ارتفع عدد سكانها من 50,000 في أوائل عام 1948 إلى 120,000 بحلول تشرين الأول/أكتوبر عام 1950)، ومدينة إربد في الشمال الغربي، وغور الأردن. بينما كان الباقي يعيشون في الضفة الغربية بين السكان الأصليين البالغ عددهم 433,000.

من بين جميع الدول العربية، فقط الأردن منح الجنسية للفلسطينيين. أما الإسرائيليون، الذين كانوا راضين في سريرتهم عن إفراغ دولتهم مما يقارب من 80% من العرب الذين كانوا فيها، لم يقدموا يد المساعدة.

الاردن فلسطين لجوء
اللاجئون الفلسطينيون في دول الجوار

منذ الأيام الأولى للملك عبد الله في إمارة شرق الأردن، حافظ على روابط سرية مع الصهاينة. وأصرّ لاحقاً على أنه فهم القوة الصهيونية مبكراً وقدرتها على أذية العرب، وكان يهدف من وراء ذلك التوصل إلى تسوية معهم، كوسيلة للحد من الضرر. كما فكر في إمكانية استفادة إمارته الفقيرة من الاستثمارات والخبرات الصهيونية. وتخلل تعامله مع الصهاينة مطالبته بالأموال لملء خزينته الشخصية الهزيلة.

ورغم استبعاد شرق الأردن من البنود المؤيدة للصهاينة في الانتداب على فلسطين، استحسن الملك عبد الله الاستيطان اليهودي في إمارته. فتفاوض مع عدة عائلات رائدة في إمارة شرق الأردن على بيع الأراضي للصهاينة. في ذلك الوقت، كان العديد من العرب يعتبرون الملك عبد الله دمية بريطانية. وعلى الرغم من عدم إتمام الصفقات، إلا أن مكانته انهارت أكثر عندما كشفت الصحف العربية عنها.

وكان الدافع الرئيسي وراء الحوار المطول للملك عبد الله مع الصهاينة هو أمله في أن يساعدوه في تحقيق طموحاته الإقليمية. وفي السنوات الأولى من الحوار، عرض عليهم الحكم الذاتي ضمن مملكة موحدة لشرق الأردن وفلسطين، برئاسته هو، وتم رفض هذا الاقتراح. وعندما أصبحت محتومة، وعد عبد الله البريطانيين والصهاينة سراً بأن قواته لن تدخل المناطق التي خصصتها الأمم المتحدة للدولة اليهودية، موضحاً بأن هدفه كان ضم تلك الأجزاء المخصصة للدولة العربية

Advertisement
Fanack Water Palestine