وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ اليمن

جنود يمنيون يبحثون عن أدلة بعد استهداف عبوة ناسفة لحافلة للجيش
جنود يمنيون يبحثون عن أدلة بعد استهداف عبوة ناسفة لحافلة للجيش بصنعاء يوم 5 أيار مايو 2014 Photo Xinhua

المقدمة

لا ترتسم البسمة على محيّا اليمن منذ سنواتٍ طويلة. فهذا البلد الذي كان يسمى يوماً باليمن “السعيد”، يعيش نزاعاً طويلاً تتراقص فيه القوى اليمنية على وقع المصالح الإقليمية والدولية. اليمن نفسه عانى على امتداد عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح من محاصصة قبلية ونزاعاتٍ داخلية بين الجنوب والشمال والحوثيين. وهو نفس البلد الذي كان مهداً للحضارات واستعصى على العثمانيين وغيرهم من الغزاة.

في هذا القسم، نبحر في تاريخ اليمن من حاضره إلى ماضيه، محاولين بذلك سبر أغوار الأحداث الفاصلة التي رسمت حاضر وهويّة هذه الدولة ككيان من عين المؤرّخ.

الحرب الأهلية (٢٠٢٠-٢٠١٤)

يعيش اليمن منذ سبتمبر ٢٠١٤ مأساة إنسانية كبرى عقب اندلاع النزاع بين الأطراف اليمنية المختلفة. وبحسب المصادر، فقد أسفرت هذه الحرب الأهلية عن وفاة ١٠٠ ألف شخص بحلول أكتوبر ٢٠١٩.

الأزمة اليمنية بدأت عقب سيطرة جماعة الحوثي الزيدية الشيعية على صنعاء بالتعاون مع عدوها القديم الرئيس السابق صالح بما يمثله من قوة داخل الجيش اليمني. واستطاع الحوثيون السيطرة على العاصمة بعد اشتباكات مع القوات الموالية للواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي. وجاء الحراك الحوثي نتيجة مظاهراتٍ تم تنظيمها على أطراف وداخل صنعاء احتجاجاً على رفع أسعار الوقود.

وبعد الإعلان عن إقامة حكومة كفاءات برئاسة خالد بحاح في نوفمبر ٢٠١٤، هاجم الحوثيون القصر الرئاسي في يناير ٢٠١٥ وحاصروا الرئيس هادي في منزله. وفرض الحوثيون الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، لينتهي الأمر باستقالة الرئيس والحكومة.

في فبراير ٢٠١٥، أصدر الحوثيون إعلاناً دستورياً يقضي بحلّ البرلمان وإعلان قيام لجنة عليا لتولي رئاسة البلاد بقيادة محمد علي الحوثي. هنا، هرب هادي إلى عدن ليتراجع عن الاستقالة ويعلن المدينة الجنوبية عاصمة مؤقتة للبلاد.

وحين أوشك الحوثيين إحكام سيطرتهم العسكرية الكاملة على عدن، جاء التدخل العسكري الجوي بقيادة السعودية لمحاولة إفشال سيطرة الحوثيين على المدينة.
لقراءة المزيد، انقر هنا وهنا.

الربيع العربي (٢٠١١-٢٠١٤)

مع انطلاق ثورات “الربيع العربي”، خرجت في يناير ٢٠١١ مظاهراتٌ تطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح. ومع تزايد المواجهات بين قوات صالح وووحدات الجيش المنشقة، أصيب صالح بجروحٍ خطيرة في انفجارٍ قوي تعرّض له المسجد الرئاسي، ليتم نقله إلى الرياض لإجراء عمل جراحي.

في سبتمبر 2011، عاد صالح من السعودية ليسيطر على زمام الأمور، غير أنّ مجلس الأمن تبنى قراراً يطالب باستقالته. وتحت الضغوطات المتزايدة، وقّع صالح اتفاق نقل السلطة بحضور الملك السعودي عبد الله، ليتم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض محمد باسيندوا.

بعد الانتخابات الرئاسية التي نظّمت في فبراير 2012، بدأ الرئيس الجديد هادي حملة للحد من نفوذ صالح. وتولّت الحكومة  الجديدة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومعالجة مسائل العدالة  الانتقالية، وإجراء حوار وطني شامل، وتمهيد الطريق لصياغة دستور جديد. إلا أن الحوثيين والأحزاب الجنوبية رفضوا المشاركة في الحوار الوطني.
لقراءة المزيد، انقر هنا وهنا.

من الملكية إلى الجمهورية (١٩١٨-١٩٩٠)

خضع اليمن بين عامي ١٩١٨ و١٩٦٢ لحكم المملكة المتوكلية. وعاش اليمن في عهد الإمامين الزيديين يحيى وأحمد في عزلة عن العالم لما يقارب من 50 عاماً. عام 1962 طردت ثورة جمهورية – بمساعدة الجيش المصري – الإمام البدر إلى السعودية.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

وبعد انسحاب القوات المصرية عام 1968، أنشئ اليمن الشمالي الذي خضع لسلطة الجيش واتحاد قبائل حاشد. في المقابل، استبدلت مستعمرة عدن التابعة للتاج البريطاني بجمهورية اليمن الجنوبي الشعبية، لتعاد تسمية هذه الدولة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1970.

عام ١٩٩٠، أعلن اليمن الجنوبي واليمن الشمالي قيام الوحدة بينهما، ليتولى ابن الشمال علي عبد الله صالح رئاسة الجمهورية، على أن يكون نائبه الجنوبي علي سالم البيض.

غير أن القتال نشب بين الجانبين عام ١٩٩٤ عقب إعلان البيض انفصال الجنوب عن الاتحاد الجديد. وانتهت الحرب بعد عزل وحدات الجيش الجنوبي عن قاعدة السلطة الخاصة بها. بعدها، هيمن صالح على الحياة السياسية بفضل التوازنات التي أقامها بين القبائل ووحدات الجيش وتوزيع المناصب الحكومية.
لقراءة المزيد، انقر هنا وهنا.

ولم تواجه سلطة صالح مقاومة كبيرة باستثناء النزاع الذي دار مع الحوثيين منذ عام ٢٠٠٤. وبحلول عام ٢٠١١، كان نظام صالح قد خاض سبعة حروب في مواجهة الحوثيين.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

الإسلام والعثمانيون والبريطانيون (٦١٠-١٩٦٧)

جرت العادة على يقوم الخلفاء (الأمويون والعباسيون والفاطميون) بتعيين حكام اليمن. ولم ينجح أي من الحكام في بسط حكمهم على كامل اليمن.

وحكم الأيوبيون اليمن الجنوبي ووحدوه، إلا أنهم لم يصلوا إلى صنعاء أبداً. وخلف الأيوبيين الدولة الرسولية المحلية التي حكمت اليمن الجنوبي لقرنين من الزمن، حتى أنهم سيطروا على صنعاء. وبعد الرسوليين جاء الطاهريون الذين أنهى حكمهم العثمانيون عام ١٥١٧. وحكم العثمانيون البلاد قرابة قرنٍ من الزمان، وحولوا العاصمة من زبيد إلى صنعاء، لعيدوها إلى زبيد بعد تعرضهم للهزيمة على يد القبائل الزيدية في الشمال.

وبقي العثمانيون في المناطق الساحلية، ليحاولوا في وقتٍ لاحق السيطرة على القوى البحرية العظمى كالبرتغال وهولندا وبريطانيا العظمى. وعاد العثمانيون إلى اليمن لفترة وجيزة في القرن التاسع عشر، لكنهم فشلوا في حكم كامل البلاد. وصمدت القبائل الزيدية بسهولة في وجه العثمانيين شمالاً. بينما وقع الجزء الجنوبي تحت حكم بريطانيا العظمى منذ عام 1839.

في المقابل، حكم الأئمة الزيديون اليمن الشمالي بين عامي 873 و1962. وشهدت فترة حكمهم اندلاع الكثير الثورات القبلية.
لقراءة المزيد، انقر هنا.

قبل الإسلام (٦١٠م-١٠٠٠ق.م)

حكمت اليمن السلالات المعنية والسبئية من القرن العاشر قبل الميلاد حتى القرن الثاني الميلادي. واستمدت هذه السلالات قوتها من السيطرة على الطرق التجارية الهامة بين جنوب شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط.

أدى الموقع الاستراتيجي لمأرب على طريق البخور إلى المتاجرة، ولاحقاً إلى تأسيس ممالك كمملكة سبأ.

غزا الحبشيون المسيحيون بقيادة أبرهة (٥٣٣م) اليمن وقضوا على مملكة حمير. وطلب الحميريون مساعدة الإمبراطور الفارسي كسرى الأول، وعندها أخرج الفرس الحبشيين واستولوا على البلاد. وفي القرن السابع، دخل اليمنيون في الإسلام.
لقراءة المزيد، انقر هنا.