في العصور القديمة، كانت حضرموت – سلسلة واحات في الصحراء بعيدة عن جبال اليمن، وهي نفسها أرض مرتفعة – مملكة مثل سبأ. ولكن على عكس سبأ، استمرت الثقافة الحضرمية على مر القرون، كون الواحات ساعدت في الحفاظ على الحياة. بقي شعب حضرموت مستقلاً عن بقية اليمن إلى حد كبير. فالمنطقة بشكل أو بآخر هي عبارة عن جزيرة ذات اكتفاء وحكم ذاتي في الصحراء الشرقية من اليمن. هاجر العديد من الحضرميين عبر التاريخ، لأن المنطقة كانت توفر مساحة قليلة للتوسع.
وصلت هجرة الحضرميين، التي ترافقت مع التجارة البحرية لقرون، إلى أوجها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما استقر العديد من الحضرميين في الهند وماليزيا وسنغافورة، وبشكل خاص في ما أصبح جزر الهند الهولندية وإندونيسيا في وقت لاحق. حافظ الشتات على علاقات قوية مع وطنهم. ولا يزال بعض الحضرميين يرسلون أبناءهم وبناتهم إلى حضرموت من أجل التعليم والزواج. ويستمرون بالمساهمة في مجموعة المعرفة المثيرة للإعجاب في المكتبات الحضرموتية والمراكز التعليمية.
واصل الحضرميون في الشتات دعمهم المالي للوطن، من مناطق بعيدة كالأرخبيل الإندونيسي. ساهم الحضرميون في انتشار الإسلام في وقت مبكر، تماماً كتجار الشركات التجارية الأوروبية في انتشار المسيحية. هاجر الحضرميون خلال نصف القرن الماضي إلى الخليج والمملكة العربية السعودية. جاء والد أسامة بن لادن من وادي دان في حضرموت.