وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ الكويت

تاريخ الكويت
سكان مدينة الكويت يحيون الجنود الأمريكيين بعد هزيمة الجيش العراقي.

المقدمة

تعج الكويت والجزر التابعة لها بآثارٍ تعود لأزمنة غابرة قبل الميلاد. وتجسد تلك الآثار حضارات لعصورٍ متعددة، بدأت مع العصور الحجرية مرورا بالعصور البرونزية. وقد وجدت بعض الآثار في جزيرة فيلكا، وجزيرة أم النمل، تعود إلى الحضارة الهلينستية؛ حيث تأثر سكان الكويت في تلك الفترة بالحضارة الدلمونية التي استقرت في البحرين.

وعلى الرغم أن الهيلينستيين عاشوا في جزيرة فيلكا منذ القرن السادس قبل الميلاد، غير أن أول ظهور للكويت في التاريخ، كان في عهد اليونانيين (القرن الثالث ق.م)، بعد أن استولت قوات الإسكندر الأكبر على جزيرة فيلكا، وأسماها اليونانيون باسم إيكاروس. وقد كانت الجزيرة سكناً لبعض اليونانيين وبعض التجار الأجانب والسكان المحليين.

ربما تكون فيلكا والساحل القريب منها قد سقطت تحت هيمنة السلوقيين والفرثيين (البارثيين) والسلالات الساسانية، خلال الألفية التي امتدت بين عصر الإسكندر والعصور الإسلامية.

كانت الكويت في العصور البعيدة جزءًا من منطقة البحرين القديمة التي تمتد من البصرة حتى عمان على ساحل الخليج العربي/الفارسي، والإحساء والبحرين وقطر. وكانت أرض الكويت موطنًا للقبائل العربية أهمها قبيلة تميم. ولما ظهرت دولة آل عريعر وأمراء قبيلة بني خالد بالإحساء وأمنت نفوذها إلى نجد وقطر والعراق، بنوا لهم حصنًا على أرض مدينة الكويت، وقبل تأسيسها سموها الكوت، ويقع على مرتفع البهنية أمام قصر السيف.

وصول آل الصباح والحماية البريطانية (١٦٠١-١٩٦١)

في القرن السابع عشر(1601–1700م)، تأسست المدينة وكان معظم سكانها –منذ تأسيسها– يمتهنون الغوص لجمع اللؤلؤ والتجارة البحرية بين الهند وشبة الجزيرة العربية، الأمر الذي ساعد في تحويل الكويت إلى مركزٍ تجاري في شمال الخليج العربي/الفارسي، وميناءٍ رئيسي لكل من شبه الجزيرة وبلاد الرافدين. وازدهرت المدينة بعدما استوطنها آل صباح وأقربائهم العتوب عام 1128هـ/1716م، بعد أن كانت تتبع حكم بني خالد.

حاولت الكويت المحافظة على استقلالها عن القوى الاستعمارية خلال هذه الحقبة الممتدة بين القرنين السابع عشر والثامن عشر. إلا أن ذلك الوضع قد تغير عام 1870م عندما بدأت الإمبراطورية العثمانية في التوسُّع باتجاه الجنوب، كرد فعل للسلطة المتنامية للإمبراطورية البريطانية في الخليج، وقد ضمت الكويت إلى أراضيها بجعلها تابعة إداريًا لولاية البصرة العثمانية.

وفي 1896، انقطعت العلاقات العثمانية الكويتية عندما اغتال الشيخ مبارك آل صباح أخويه محمد وجراح وأعلن نفسه حاكمًا للكويت محل محمد. بعد هذا الحادث طالب مبارك بالحماية البريطانية، وفي 1899م وقَّع على معاهدة سرية مع الإمبراطورية البريطانية وافق بموجبها على عدم تأجير أو التخلي عن أي منطقة كويتية لقوى أجنبية في مقابل حماية بريطانيا له ضد التهديدات الخارجية.

تلا معاهدة 1899م، التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الأخرى بين الكويت والحكومة البريطانية في بدايات القرن العشرين، والتي منحت طابعًا رسميًا للعلاقة بين البلدين. وكثير من هذه الاتفاقيات قيَّدت سلطات أسرة الصباح في الحُكم المستقل فلم يكن يتسنى لهم استغلال موارد النفط وتجارة اللؤلؤ دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية. وفي 1904م، عُيِّن أول وكيل سياسي بريطاني في الكويت، وقد اكتسب المنصب قدرًا كبيرًا من النفوذ واستمر حتى 1961م.

وعلى الرغم من أن الكويت حكمها 15 شيخا منذ عام 1716م، فقد اتفق سكان الكويت آنذاك على أن يتولى صباح الأول الرئاسة وشؤون الحكم وحتى اليوم، إلا أن الشيخ مبارك الصباح يُعتبر المؤسس الحقيقي والفعلي للدولة، وقد نص الدستور الكويتي في مادته الرابعة على أن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبناءه.

قامت أول تجربة انتخابية في هذا المجتمع الصغير عن طريق إنشاء المجلس البلدي عام 1930م. اختار الكويتيون مجلساً يتكون من 11 عضوا ورئيس دائم من آل الصباح.

وتلت انتخابات البلدية انتخابات لدوائر المعارف والصحة والأوقاف عام 1936م وكان لتلك الانتخابات أثرها الكبير في زيادة الوعي بمبدأ الشورى والمشاركة في تنظيم شؤون الدولة من خلال مؤسساتهم.

ظهرت أول مطالبة عراقية للكويت عام 1938م، وهو العام الذي اكتشف فيه النفط في الإمارة. على الرغم من أن العراق والإمبراطورية العثمانية لم يحكما الكويت بالفعل. وواصل العراق مطالبته ولو بجزء منها على الأقل، لا سيما جزر بيبان والوربة الاستراتيجية.

غادرت أولى شحنات التصدير النفطي عام 1946م. ومع تطور الصناعة النفطية، بدأت الدولة تحصد عوائد مرتفعة وانخفض اعتماد آل الصباح على الرسوم التجارية التي كان يسددها كبار التجار في الكويت.

من الاستقلال إلى الكويت اليوم (١٩٦١-٢٠٢٠)

في 19 يونيو 1961م، اعترفت بريطانيا باستقلال الكويت. بعد ستة أيام، جدد العراق ادعائه، والذي تم رفضها من قبل القوات البريطانية ثم من قبل جامعة الدول العربية.

لم يكن حتى أكتوبر 1963م أن اعترف النظام العراقي الجديد رسميًا باستقلال الكويت، وبعد ذلك، حدودها، مع الاستمرار في الضغط من أجل الوصول إلى الجزر.

إثر الغزو العراقي أغسطس 1990م استمرت حكومة الشيخ سعد العبد الله السالم تدبير شؤون البلاد من مدينة الطائف السعودية حتى ما بعد التحرير بحملة عسكرية قادتها الولايات المتحدة في فبراير 1991م.

في سياق الإصلاح السياسي، أصدر أمير البلاد جابر الأحمد الصباح مرسومًا تاريخيًا عام 2003م يفصل منصب رئيس الوزراء عن ولي العهد. بعد عامين انتزعت المرأة الكويتية حق التصويت والترشح في الانتخابات البرلمانية.

وفي يناير عام 2006م، تم مبايعة الشيخ صباح الأحمد الجابر، أميرًا للدولة خلفًا للشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي لم تدم فترة حكمة سوى أيام قليلة.

قراءة متعمقة

فيما يلي منشورات الصحفيين والأكاديميين المشهود لهم بشأن قسم تاريخ الكويت في ملف هذا البلد:

Advertisement
Fanack Water Palestine