وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

عُمان: القوى الأوروبية (القرن السادس عشر- القرن السابع عشر)

المقدمة

سلطنة عمان امبراطورية
الامبراطورية العمانية عام 1856

في مطلع القرن السادس عشر، ربطت شبكة بحرية مزدهرة البلاد الواقعة على حدود الخليج الفارسي، مثل العراق وإيران وباكستان، مع إفريقيا والهند والشرق الأقصى. وكانت عمان مُشاركة بنشاط. كتب الملاح العماني المعروف شهاب الدين أحمد بن ماجد كتابه الشهير “الفوائد في أصول علم البحر والقواعد” حوالي عام 1940، والذي استخدمه جميع الملاحين في المنطقة. وقد أفاد فاسكو دي غاما من هذا الدليل عند عبوره المحيط الهندي من مومباسا في إفريقيا إلى الهند.

تغير الوضع في المنطقة بشكل كبير مع وصول البرتغاليين. بسعيهم للسيطرة على طرق التجارة الشرقية، سلب البرتغاليون تحت قيادة الفونسو دي البوكيوركو (نائب ملك الهند فيما بعد) جميع الموانئ العمانية من رأس الحد إلى هرمز في الخليج العربي في طريقهم إلى الهند عام 1507. ولأكثر من قرن، أصبح البرتغاليون القوة المُهيمنة على شبكة التجارة الإقليمية، مع أن هدفهم لم يكن النفوذ السياسي بشكل خاص في البلاد المعنية. في عمان، شيد البرتغاليون العديد من الحصون، وغالباً على آثار حصون قديمة، مثل ميراني وجلالي في مسقط. وأصبح لهندسة عمارتهم تأثيراً على الهندسة المعمارية في عمان.

الإمبراطورية العمانية

البرتغال الهند سلطنة عمان فاسكو دي غاما رحلة
خط سير رحلة فاسكو دي غاما من البرتغال الى الهند في القرن الخامس عشر

بدأت السيطرة البرتغالية في الانحسار في القرن السابع عشر، جزئياً نتيجة مُنافسة القوى الفارسية والأوروبية، مثل الهولنديين والبريطانيين الذين وصلوا إلى المنطقة سعياً وراء أهدافهم التجارية. وقد تمكن الحكام المُتعاقبون في عمان من طرد البرتغاليين من موانيهم بل وشاركوا في طردهم نهائياً من الهند وشرق إفريقيا. وسقط أخر معقل للبرتغاليين في مومباسا في يد العمانيين عام 1698.