وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ثقافة عُمان

ثقافة عُمان
فتاة عمانية تقف لالتقاط صورة وهي ترتدي الزي التقليدي على الواجهة البحرية في العاصمة مسقط في 16 نوفمبر 2018 ، قبل يومين من اليوم الوطني 48 للسلطنة. (Photo by GIUSEPPE CACACE / AFP)

المقدمة

تتفرد سلطنة عُمان بتراث وموروثات تميزها عن محيطها من فضاء خليجي وعربي. ويتجلى ذلك من خلال الأزياء العمانية الخاصة والفنون التقليدية والعادات والتقاليد التي يعتز بها العمانيون، إضافة إلى مشتركاتها مع محيطها الخليجي في الأنشطة والفعاليات التراثية مثل سباقات الهجن وسباقات الخيل ومناطحة الثيران وغيرها. كما تتميز عُمان بمواقعها الأثرية وقلاعها التي تقف شامخة في أرجاء السلطنة.

وتعد الثقافة العمانية غنية خصبة بما تتسم به من عادات وتقاليد وفنون شعبية تكلل احتفالاتها وأعيادها ومناسباتها، إذ يشتهر العمانييون بفنونهم الشعبية المنفردة مثل فن الرزحة والميدان والعازي التي تبرز في حفلات الزواج والأعياد الدينية والوطنية، كما يعتز العمانيون بموروثهم من الصناعات الحرفية وما زال العديد من العمانيون يعملون في هذا المجال تحت إشراف هيئة الصناعات الحرفية التي تهتم بتشجيع العمانيين على الاستمرار فيها وتعليمها للأجيال القادمة. وقد اختيرت مسقط عاصمة للتراث والثقافة الإسلامية عام 2006م، كما اختيرت نزوى عاصمة لها عام 2015م، مما يدل ويعكس العمق الحضاري والثقافي المتجذر في الشعب العماني.

وإذ يُعد التراث العماني حصيلة ثقافة تراكمت عبر قرون بألوان وصفات، تركت بصماتها في كل حدب وصوب في أرجاء السلطنة، وأكسبتها سماتها المميزة، فإن ثقافة عمان الحديثة هي نتاج لمسيرة امتدت لعقود منذ العام 1970م، حيث انفتحت أسوار السلطنة بعد عزلة دولية تحت حكم السلطان سعيد بن تيمور، لتبدا عناصر الثقافة الحديثة في التشكل.

تدافعت أقلام كثيرة تخط سطورها إبداعاً محضاً، وعلى مدى نصف قرن عرف الأدب العماني مجموعة من الطفرات المؤثرة، وخطوات واسعة نحو انفتاح المجتمع على أنماط من الحداثة الوافدة. كما نجحت الصحافة العمانية في دفع عجلات التغيير واستقطاب عدة أسماء أدبية للكتابة، خاصة من المبتعثين الذين طافوا عواصم عربية وعالمية عدة وتعددت المراكز الأدبية الثقافية في عمان، في ربوع السلطنة إلى جانب ازدهار مسقط وصلالة

وكان ظهور المجلات الثقافية الأدبية مثل “الغدير” و”السراج” حدثاً مؤثراً وبدأ القراء التواصل مع إنتاج أدبي كان في مقدمته أعمال الروائي عبدالله الطائي والذي كان وزيراً للإعلام في أوائل السبعينيات،. كما تطور المسرح في عمان منذ التوسع في نظام التعليم في أوائل السبعينيات. وظهرت الفرق المسرحية من مسرح الشباب، الذي تأسس عام 1980م. وشهدت سنوات التسعينيات من القرن الماضي الطفرة الأكبر في الإنتاج الثقافي العماني مع عودة المبعوثين التي تزامنت وصعود عربي لحركة المجلات الثقافية، حيث تنامت فرص تواصل الأدباء العمانيين مع المجلات والمؤسسات العربية.

الموسيقى الكلاسيكية الغربية جزء لا يتجزأ من ذاكرة العمانيين بفضل الأوركسترا العمانية الملكية ، والتي تأسست عام 1985م. وقد تطورت منذ ذلك الحين لتصبح واحدة من أفضل الأوركسترات في العالم العربي.

للمزيد حول ثقافة عُمان بمختلف جوانبها، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.

الأدب

تراث عمان الأدبي طويل. ركزت معظم الأعمال المكتوبة على الموضوعات المتعلقة بالدين والتاريخ والثقافة. ومن المخطوطات التاريخية القديمة التي تعود إلى القرن التاسع: “السير العمانية” تأليف أبو المؤثر الصلت البهلوي. وتعتبر مخطوطة “أنساب العرب” تأليف سلمى العوتبي ذات قيمة عظيمة لأنها تعيد بناء تاريخ القبائل في عمان. وقد عاش العوتبي في صحار في القرن الحادي عشر. ومن الكتّاب الكبار للتاريخ الثقافي والأنساب سرحان بن سعيد، والذي كتب “كشف الغمة”، والذي نشر فيما بعد باسم حوليات عمان عام 1728، وسليل بن رازق الذي كتب (تاريخ أئمة وسادة عمان) في القرن 19.

منذ السبعينيات، بذلت جهود لتأسيس منظمة للكتاب. وكان النادي الثقافي القومي أول محاولة في عام 1975. وبذلت جهود مبكرة لنشر مجلات، وتشمل مجلة “الثقافة الجديدة” و “الغدير” التي أسسها أحمد الفلاحي. عام 2008، تم تأسيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، والتي تنشر مجلة “النون”. كما تعزز الأدب العماني على المستوى الدولي. ومجلة “نزوى” هي مجلة أدبية وثقافية أخرى تهدف إلى تشجيع الكتّاب العمانيين. كما تنشر أعمال كتّاب من دول عربية أخرى والتراجم العربية للنصوص الثقافية والأدبية من لغات عالمية مختلفة. ورئيس تحريرها هو الشاعر والكاتب سيف الرحبي. كما يعمل كصحفي في مجلة “بانيبال“، وهي مجلة للأدب العربي الحديث مترجمة بالإنجليزية وتصدر في بريطانيا. عام 2008، بدأت صحيفة التايمز العمانية بنشر مجلة أدبية أخرى، مجلة “Beacon”.

بدعم من مؤسسة الإمارات في أبو ظبي عام 2007، تم تأسيس الجائزة العالمية للرواية العربية المعتبرة، بالتعاون مع Booker’s. عام 2009، وصلت 131 رواية من 16 دولة مختلفة. وكان أحد المتقدمين كاتب عماني. والهدف من تلك الجائزة هو مكافأة البراعة في الكتابة العربية المبدعة المعاصرة وتشجيع قراءة الكتب العربية على المستوى العالمي. كما أنها مصممة لتعزيز نشر الأدب العربي باللغات الرئيسية الأخرى.

كان الشعر على الدوام الشكل الأدبي الرئيسي في الثقافة العربية، ويتمتع الشعراء العرب باحترام وتقدير عظيم. وما أكثر الشعراء المعاصرون المشهورون، منهم على سبيل المثال عبد الله بن عبد الله بن محمد الطائي (والذي كان وزيراً للإعلام في أوائل السبعينيات)، والشيخ عبد الله بن علي الخليلي، وأبو سرور حميد بن عبد الله الجامي، ومحمد القصيبي، وهلال بن بدر، ومحمد أمين عبد الله. تنظم وزارة التراث والثقافة مهرجاناً سنوياً للشعر بهدف تشجيع الشعراء والشاعرات في عمان وتعزيز الشعر العماني. وهذا المهرجان شعبي ويجذب الشعراء الرواد من دول عربية أخرى.

الموسيقى والرقص الشعبي

ثقافة عُمان
أطفال عمانيون يؤدون رقصة السيف التقليدية خلال النسخة الـ21 من مهرجان مسقط في العاصمة العمانية في 19 يناير 2019.(Photo by MOHAMMED MAHJOUB / AFP)

تراث عمان في الفنون الأدائية (التعبيرية)، وبخاصةً الموسيقى والأغاني والرقص، زاخر ومتنوع. وتسود الآلات الإيقاعية مثل الكاسر والرحماني في الموسيقى التقليدية. وتشمل الآلات الأخرى أنواع مختلفة من الدفوف والخلخال، سوار رسغ القدم. كما تتضمن الموسيقى التي كانت ترافق جميع نواحي الحياة العمانية: المناسبات الاحتفالية مثل الولادات والختان والزواج والاحتفالات الدينية والمهرجانات الوطنية وألعاب الأطفال. كما لعبت الموسيقى دوراً هاماً في جميع الأنشطة المرتبطة بالبحر، مثل رمي أو جذب الشباك ورفع أو خفض الأشرعة.

من خلال الاتصال بأفريقيا والجزء الغربي من آسيا، اندمج الفن والغناء والرقص (العديد من أنواع الطبول وأساليب الرقص أصلها من أفريقيا). وقد جاءت الطنبورة (الآلة الوترية الوحيدة المعروفة في عمان، باستثناء العود) من أفريقيا، حيث تعرف في بلدان مختلفة بأسماء مختلفة. ويعتبر السورناي، مزمار خشبي مفرد أو مزدوج، أحد الآلات اللحنية القليلة. وهو من أصل بلوشي. وقد انتشر من عمان إلى جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية. وقد يكون استخدام المحار قد جاء من التأثر بالهند.

الجمهور العماني مطلع على الموسيقى الكلاسيكية الغربية عن طريق الأوركسترا العمانية الملكية، والتي تأسست عام 1985. وقد تطورت منذ ذلك الحين لتصبح واحدة من أفضل الأوركسترات في العالم العربي

الحرف اليدوية

دائماً ما لعبت الحرف التقليدية، مثل بناء السفن وصناعة المعادن والنحاس والفضة والذهب والنسيج والتطريز وصناعة الفخار دوراً هاماً في الاقتصاد الحضري أو الريفي أو الرعوي في عمان. وقد توارث المهارات جيل بعد الآخر. وبعضها يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وتحافظ البلاد على الحرف اليدوية وتشجعها، إذ أنها تعتبر جزءً من تراث عمان الثقافي، مع أن المهاجرين هم الذين يقومون بالعمل الحرفي مثل صناعة الفضة.

ثقافة عُمان
رجل يقف في متجر للهدايا التذكارية في 26 نوفمبر 2018 في العاصمة العمانية مسقط.(Photo by GIUSEPPE CACACE / AFP)

يتم إنتاج المجوهرات الفضية بتطبيقات وأشكال وتصميمات عديدة. وتعتبر الأساور والخواتم والقلادات وزينات الشعر أو الجبهة الأكثر شعبية. ويتم نحتها أو نقشها أو تزيينها بنقوش نافرة مع زخارف هندسية وزهرية. إلى جانب كونها حلي جميلة وشخصية، تعتبر مجوهرات النساء استثماراً أيضاً، حيث يمكن بيعها عند الحاجة. وهذا هو السبب الرئيسي لاستبدالها بالمجوهرات الذهبية وغيرها من قطع الزينة تدريجياً.

منذ زمن سحيق زودت صناعة غزل ونسيج شعر الأغنام والماعز والجمال السكان بالحصائر والحقائب والملابس وبطانات الخيام وغيرها من المنتجات المفيدة والدافئة وطويلة العمر. ولا تزال النساء البدويات يغزلن، والرجال (الحضر) يحيكون على الأنوال الأرضية، وبخاصةً نول الحفرة. وتكون الزخارف هندسية على الأغلب، وتمثل نماذج الزخرفة البدوية في منطقة شبه الجزيرة العربية، مع لمسة عمانية مميزة. والألوان الرائجة هي الأسود والأحمر والأبيض.

قامت الحكومة، ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية، بتمويل مجموعة من المشروعات الإحيائية لتشجيع ودعم الحرفيين التقليديين، بما في ذلك متحف التراث العماني ومشروع إحياء الفضة ومشروع إحياء النحاس. تهدف الهيئة إلى تطوير الحرف اليدوية. وتعمل البرامج التدريبية للحرفيين على تعزيز المهارة والجودة لتطوير المنتجات والتي يطلبها المستهلكون. وتم إنشاء المراكز الحرفية في أجزاء عديدة من السلطنة لحماية أصول الحرف، على سبيل المثال للناسجين وصانعي الفخار في الداخلية ومسندم، ولصناعة نماذج السفن الخشبية في الشرقية، ولإنتاج السجاد اليدوي.

الفنون التقليدية

التعبير الفني هو بعمر سكان عمان الأوائل. يعود الفن الحجري، على التكوينات الحجرية على ضفاف الأنهار الجافة (الوديان) في الحجر الغربي (جبل الأخضر)، إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد على الأقل. هناك تصاوير لرجال ونساء وأطفال وحيوانات بمجموعة متنوعة من الأساليب. والتصميمات الزهرية والهندسية نموذجية في المجوهرات العمانية والأعمال الخشبية والمعادن والأعمال الجلدية والفخار والنسيج وغيرها.

فن العمارة هو شكل آخر من أشكال الفنون الساحرة في عمان. فهناك القلاع الأثرية التقليدية والقصور والمساجد والمساكن المبنية من الطوب أو الحجر الطبيعي مع مزيج من المناظر الطبيعية الخلابة. ويعتبر أسلوب عمارة معظم القلاع والمساكن الضخمة نموذجياً في العالم العربي والإسلامي. للمباني جدران عالية وسميكة ونوافذ قليلة، وعادةً بتصميم تربيعي مع أبراج دائرية في الزوايا. وهي صلبة وقوية من الخارج، مع مدخل أثري بأبواب خشبية ضخمة مزخرفة غالباً بقضبان نحاسية، مع باب صغير للاستخدام اليومي. ومن الداخل، هناك قناطر معقودة فوق المداخل والنوافذ العالية، وسقوف خشبية منقوشة، وعوارض سقف مزينة بتصميمات هندسية وزهرية ملونة. إطارات النوافذ (المشربية) من الخشب المنقوش بشكل جميل، تسمح بدخول الهواء بحرّية، ولكنها تحجب الشمس. وتطل على الفناء الداخلي الواسع والمشمس. وتجري المياه من خلال الفلج (نظام الري القديم والذي لا يزال يعمل) وتشكل آباراً داخل المبنى لتأمين المياه للسكان وترطيب الهواء الساخن والجاف باستمرار.

تقع قلعة جبرين، بالقرب من البهلة، على السهول المؤدية إلى منطقة جبل الأخضر، وتعتبر مثالاً (نموذجياً). وقد كانت قصر أسرة اليوربا الحاكمة (1624-1741)، أيام النهضة الثقافية والروحية. كان في القصر مدرسة قرآن ومسجد في الطابق العلوي، والذي يوفر منظراً ساحراً للواحة وبساتين النخيل. ومن القلاع التي بنيت في نفس الفترة قلعة الحزم على سهل الباطنة وبيت النعمان بالقرب من الرستاق.
هناك أساليب أخرى في مطرح ومسقط. بنى البرتغاليون، الذين احتلوا الموانئ العمانية في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، قلعتي ميراني وجلالي عند مدخل ميناء مسقط. وتشهد المنازل الجميلة التي تحد كورنيش مطرح مع العديد من النوافذ المزركشة بشكل جميل والشرفات الخشبية الرائعة على التأثير المعماري من الهند التي دائماً ما ارتبطت بعلاقات وثيقة مع عمان.

في العديد من المدن، هُجرت المنازل التقليدية وأماكن الحياة، والتي تقع غالباً في حدائق النخيل والأسواق أو بالقرب منها، وأصبحت متداعية. قام السكان ببناء منازلهم في أحياء جديدة بالقرب من الطرق السريعة. تم وضع ترميم الأحياء القديمة على جدول الأعمال. وتعتبر نزوى مثالاً ناجحاً لهذه العملية.

ثقافة عُمان
أحد المصلين يمشي في مسجد السلطان قابوس الأكبر في العاصمة العمانية مسقط ، 27 نوفمبر 2018.(Photo by GIUSEPPE CACACE / AFP)

كما يستوحي فن العمارة المعاصرة من التصاميم الإسلامية. وتظهر المباني الجديدة العديد من الملامح المميزة مثل المشربية والقناطر والأقواس المستديرة والمفصصة، والخطوط المنحنية، والقبب والزخارف الدائرية والمربعة وثمانية الأضلاع، وكذلك الأرابيسك. وقد تحتوي تصميمات المنازل على نقوش قرآنية بتصميمات خطوط جميلة على الجدران الخارجية والداخلية، أو فوق الأبواب، أو على حواف القبب. ويمثل الأسلوب الجديد أمثلة عن فن العمارة في العالم العربي اليوم.

من الأمثلة الرائعة مسجد السلطان قابوس في محافظة مسقط. يجمع هذا البناء بين البساطة التقليدية في الأشكال والاستخدام المعتدل للألوان مع فخامة فاتنة بتصاميم جميلة. ويتميز التصميم الداخلي بأناقة ساحرة وذوق رفيع مع مصابيح كريستالية وسجاد عجمي كبير الحجم ونوافذ زجاجية ملونة وزخارف رخامية تظهر أكثر أساليب الزينة شهرة في العالم الإسلامي.

الفن التشكيلي المعاصر

ثقافة عُمان
الأمير تشارلز يزور معرض الخط الإسلامي برفقة العماني طه الكشري (إلى اليمين) ، رئيس الجمعية العمانية للفنون الجميلة ، في مسقط 8 نوفمبر 2003 AFP PHOTO/Mohammed MAHJOUB

يعتبر الفن التشكيلي المعاصر في عمان حديثاً نسبياً. فمعظم الفنانين المحترفين درسوا في الخارج. عام 1993، قامت الحكومة بتأسيس الجمعية العمانية للفنون التشكيلية لدعم وتشجيع الفنانين في جميع ميادين الفن التشكيلي، بما في ذلك التصوير. ومن خلال ورش العمل والمعارض والمسابقات والتواصل العالمي، يجد أعضاء الجمعية أنفسهم في موقف التحدي لتطوير مهاراتهم الخاصة وتقدم الفن. ومن بين الفنانين المشهورين أنور سونيا، وهو أحد مؤسسي الحركة الفنية الحديثة في عمان والذي فاز بالعديد من الجوائز سواء على المستوى الوطني أو العالمي. وهو عضو في الدائرة، وهي مجموعة للفن التجريبي والمعاصر. وتتراوح أعماله بين المناظر الطبيعية التفصيلية وعناصر الثقافة العمانية في أسلوب من شبه التجريدي إلى المذهب التعبيري التجريدي. وتسبر أعماله ذات الوسائط المتعددة موضوعات الحياة والموت.

درس عبد الله الحنيني في بريطانيا، واستلهم بشكل كبير من “أخوية ما قبل رافائيل Pre-Raphaelites”. وفتحية البدوي عضو في أستوديو الشباب. وتتميز أعمالها بمسحة انطباعية، وهي مفعمة بالألوان، وترتبط بالثقافة والطبيعة. تصوّر لوحات حسن المير التجريدية رموزاً بسيطة بألوان أساسية تعكس ذكريات الطفولة، وتذكرنا بأعمال بول كلي Paul Klee. كما أنه يسبر الفن التصويري والتنصيبي. أما خطوط محمد الصايغ فتتكون من صور ملونة، وهي إيقاعية وتأملية. ومن الفنانين الذين يحظون بتقدير كبير أيضاً مريم الزدجالي ومحمد فاضل الحسني وصالح الشكيري ونادرة محمود وموسى عمر والكثيرون غيرهم. ومن المصورين الفوتوغرافيين الكبار إبراهيم سعيد البوسعيدي وسعيد الحارثي. ويعد سالم أحد النحاتين القلائل. وتعتمد أعماله الرخامية على الكتابات القديمة والثقافة والتراث والطبيعة. أما سارة وايت فهي فنانة بريطانية مميزة تعيش وتعمل في عمان منذ وقت طويل. وتعتمد أعمالها على فن العمارة العمانية. وهي عضو نشيط في الجمعية.

المسرح والسينما

تطور المسرح في عمان منذ التوسع في نظام التعليم في أوائل السبعينيات. وظهرت الفرق المسرحية من مسرح الشباب، الذي تأسس عام 1980، في مناطق مختلفة من السلطنة. تم التعاقد مع أساتذة مصريين، مثل مصطفى حشيش ومنصور مكاوي، لتدريب الممثلين العمانيين. وتم إرسال بعض هؤلاء الممثلين إلى مصر لإتباع دورات في التمثيل والإخراج. وبالتالي، أصبحت الفنون المصرية والخليجية المتزايدة أمثلة شعبية ونماذج للفنون المحلية. فأسلوب وشكل تلك الفنون مشهور من خلال المسلسلات التلفزيونية الشعبية والأفلام والمجموعات المسرحية الزائرة.

الممثلون الشباب هم فخرية خميس العجمي وسعود سليم الدرمكي وطالب محمد البلوشي وعبد الرزاق علي المحرمي وسعيد الهاشمي وحمد خلفان الحضرمي ومعصومة الذهب، ومن أمثلة المخرجين محمد سعيد الشنفري وعبد الكريم علي جواد وإبراهيم الزدجلي. وقد قام كل من صالح زعل الفارسي وزهى قادر بالتمثيل في الفيلم الروائي المشهور “البوم”. ومخرجه خالد عبد الرحيم الزدجلي هو المدير العام المساعد في تليفزيون عمان. كما أنه رئيس الجمعية العمانية للسينما وملتقى الفيلم العماني ومهرجان مسقط للأفلام.

تقام العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والبرامج الغنائية والأفلام في المراكز الثقافية والمدارس وعلى المسارح العامة. وتقدّم العديد منها لمختلف جاليات المغتربين. إلى جانب مدرج فندق قصر البستان وقلعة الفليجي التي تم تجديدها مؤخراً، سيتوفر بيت الأوبرا الذي أنشئ حديثاً في القرم لهذا النوع من الأنشطة الترفيهية. كما توفر الفنادق الضخمة تجهيزات مناسبة للعروض المسرحية، وغالباً ما تقوم بدعوة الفرق الكبيرة من مختلف الدول والثقافات. وقد أصبحت السينما شعبية وتجتذب العمانيين والهنود وغيرهم من المغتربين. كما أن إنتاجات بوليوود شعبية جداً.

المتاحف

مركز العلوم البحرية والسمكية: متحف تربية الأحياء المائية، تم تجديده مؤخراً. ويقع بين فندق قصر البستان ونادي اليخوت.

بيت البرندة: ويحتوي على تاريخ مسقط في ثلاثين صالة مختلفة مجهزة بأجهزة تفاعلية حديثة. يقع في وسط المنطقة السياحية على الواجهة اليحرية في مطرح، مسقط.

بيت النعمان: قلعة صغيرة جميلة تم تجديدها وفرشها بالأسلوب العماني الأصيل من قبل وزارة التراث والثقافة. تقع القلعة في الباطنة.

بيت الزبير: يضم مجموعة ضخمة من الأدوات المنزلية والملابس والأسلحة القديمة. يقع المتحف بجانب وزارة الإعلام في مسقط.

متحف الأطفال: متحف علمي يمكن للأطفال من كل الأعمار الاستمتاع بالتجارب العلمية من خلال الخبرة العملية. يقع بالقرب من حديقة القرم الطبيعية في بناء له قبة بيضاء في مسقط.

أرض اللبان: يحتوي المتحف على عدد كبير من القطع الأثرية القديمة، من أعمدة أبنية تعود إلى ما قبل ألفي عام وحتى قطع أدوات حجرية كان يستخدمها صيادو الأسماك قبل ألفي عام. ويقع هذا المتحف الوطني العماني للتاريخ القديم والحديث في صلالة.

ثقافة عُمان
امرأة تلتقط صورة لـ “محراب مسجد العوينا” في المتحف الوطني بالعاصمة العمانية مسقط، في 26 نوفمبر 2018.(Photo by GIUSEPPE CACACE / AFP)

متحف بوابة مسقط: أيضاً للتاريخ العماني منذ العصور الحجرية الحديثة وحتى يومنا هذا. ويتضمن معرضاً خاصاً لينابيع المياه والآبار القديمة والقنوات تحت الأرض والأسواق والمنازل والمساجد والموانئ والقلاع. يقع المتحف على كورنيش مطرح.

متحف قلعة نخل: بإدارة وزارة السياحة على ساحل الباطنة، ويتضمن معرضاً للبنادق التاريخية.

المتحف الوطني: يحتوي على حلي فضية ومشغولات نحاسية ونماذج للسفن العمانية، والرسالة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثامن الهجري والتي أرسلها النبي محمد إلى حكام عمان. وهو بإدارة وزارة التراث والثقافة، ويقع فوق المكتبة الإسلامية في مسقط.

متحف التاريخ الطبيعي: يقدم جولة في الحياة النباتية والحيوانية في سلطنة عمان. يعرض المتحف ثدييات البلاد وطيور وحدائق نباتية. يقع المتحف في مجمع وزارة التراث والثقافة في مسقط.

معرض البترول والغاز والقبة الفلكية: تقدمة من شركة البترول والغاز (شركة تنمية نفط عمان) للشعب العماني عام 1995. القبة الفلكية مفيدة ومثيرة لاهتمام الصغار والكبار، وتعطيهم فكرة عن علم الفلك والعلوم الحديثة بطريقة ساحرة. يقع المتحف في نهاية شارع سيح المالح في مسقط.

المتحف العماني – الفرنسي: كان هذا المتحف مقراً لإقامة القنصل الفرنسي، ويعرف باسم بيت فرنسا. ويختص بالعلاقة بين فرنسا وعمان عبر الزمن، ويحتوي على وثائق تاريخية ونماذج من السفن العمانية الفرنسية بالإضافة إلى والأزياء والمجوهرات العمانية والفرنسية. يقع المتحف الذي تديره وزارة التراث والثقافة في شارع قصر العلم في مسقط القديمة.

متحف التراث العماني: يحتوي على معلومات أثرية وبدائية تفصيلية. يقع المتحف في شارع العلم على الهضبة خلف وزارة الإعلام في مسقط.

متحف صلالة: يعرض مجموعة غنية من النقوش على ألواح حجرية وصخور. وقد اكتشف معظم هذه النقوش في خور روري حيث كشفت الحفريات عن مدينة وميناء سمهرم. يقع المتحف في صلالة، جنوب عمان.

متحف السيد فيصل بن علي: يعرض نماذج فن العمارة المحصنة والأسلحة التقليدية في عمان. يقع المتحف في مجمع وزارة التراث والثقافة في الخوير، مسقط.

قلعة صحار: تظهر أهمية مدينة صحار القديمة وتاريخ الملاحة فيها والتجارة عبر البحار مع مدينة كانتون في الصين. تقع القلعة في صحار على بعد ساعة ونصف بالسيارة من مسقط.

متحف قوات السلطان المسلحة: لتاريخ عمان العسكري، ويقع في قلعة بيت الفلج التي يبلغ عمرها 150 عاماً، المقر الرئيسي للحامية الأصلية لقوات السلطان سعيد بن سلطان المسلحة.

الرياضة

ثقافة عُمان
الجمال المتسابقة في طريقها إلى حصة تدريبية بعد يوم ممطر في العين بالقرب من الحدود الإماراتية العمانية في 24 مارس 2017.(Photo by KARIM SAHIB / AFP)

لا تزال الرياضة التقليدية الأكثر شعبية، سباق الهجن، تجتذب الكثير من الناس. يقوم البدو بتربية الجمال وتدريبها للسباق، والذي يقام على مضامير سباق ومسارات بديلة في الصحراء المفتوحة. كما يعتبر سباق الخيل وحتى المراكب الشراعية (الداو) مع النوع التقليدي من السفن من الرياضات التقليدية التي تتميز بمنافسات قوية. أما الصيد بالصقور فهي رياضة النخبة.

منذ السبعينيات، عملت عمان جاهدة على تطوير المهارات والطموحات في مجال العديد من الرياضات. وأصبحت كرة القدم وكرة السلة والركبي والكريكت وألعاب القوى والتايكوندو والسباحة والغطس والتزلج على الماء والتسلق وسباق السيارات وحتى التزلج على الرمال رياضات شعبية. وفي فترة بعد الظهر في جميع المدن والقرى وعلى الشواطئ، يتجمع الرجال والصبيان للعب كرة القدم.

عام 2004، تم تأسيس وزارة الشؤون الرياضية بدل المؤسسة العامة للشباب والرياضة والشؤون الثقافية.

فازت عمان بأول ميدالية ذهبية لها في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في بكين عام 1990، حيث فاز العداء العماني محمد بن عامر المالكي في سباق 400 متر. وأرسلت عمان بأول سيدة في فريقها الصغير إلى الألعاب الأولمبية لعام 2008. حيث شاركت بثينة يعقوبي، 16 عاماً، في سباق العدو السريع 100 متر للسيدات، وكذلك القفز الطويل والقفز الثلاثي. ومن الرياضيين أيضاً القناص داد الله البلوشي وعبد الله الصولي والسباح محمد بن نسيب الحبسي.

حبيبة الهنائي هي المرأة العضو في اللجنة الأولمبية العمانية والنادي الرياضي العماني ونائبة رئيس الاتحاد العماني للكرة الطائرة، وهو أعلى مركز شغلته المرأة العمانية في مجال الرياضة. وقد كانت الهنائي حاملة شعلة أولمبياد بكين في مسقط.

عام 2009، استضافت عمان بطولة الخليج رقم 19، والذي انتهى بفوز فريق كرة القدم العماني باللقب وفوز فريقي كرة الطائرة وكرة اليد بالمركز الثاني.
وفي أكتوبر/تشرين أول 2020، حل المنتخب الوطني العماني في المرتبة 82 بحسب تصنيف الفيفا.