استفادت الموانئ العمانية من موقعها الاستراتيجي بشكل أساسي حيث كانت تقع على امتداد طريقين رئيسيين يربطان الشرق والغرب: عبر الخليج العربي وعبر البحر الأحمر. وبناء على ذلك، عندما كان التركيز يتحول من طريق بحري إلى آخر، على سبيل المثال نتيجة تحول القوى في إطار أوسع، كان يتم استخدام الموانئ في الخليج الفارسي أو في بحر العرب.
ثانيًا، كانت الموانئ ترتبط بنوعين من الشبكات التجارية: التجارة الساحلية بين البلاد التي تحد البحر الأحمر والخليج العربي والجزء الغربي من المحيط الهندي، والتجارة العابرة للقارات بين أوروبا وإفريقيا ودول الخليج والهند وماليزيا وإندونيسيا والصين.
ختاماً، كان موقع الموانئ العمانية مناسباً فيما يتعلق بالرياح الموسمية. حيث كانت هذه الرياح المتغيرة تحدد الاتجاه والإيقاع لهاتين الشبكتين التجاريتين. كانت الرياح الموسمية الجنوبية الغربية – التي تهب من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول – تسمح بالإبحار شرقًا، بينما الرياح الموسمية الشمالية الشرقية – التي تهب بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار – بالإبحار غرباً.
جعل الموقع الاستراتيجي لهذه الموانئ الهدف الأكثر تفضيلاً للقوى الأجنبية التي كانت تسعى للسيطرة على التجارة. وبذلك، تمت السيطرة على هذه الموانئ وغزوها أو سلبها في عصور مختلفة من قبل الفرس، والسلاجقة، وإمارة هرمز التي ينحدر حكامها من أصل عماني، وكذلك من قبل البرتغاليين.