وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ثقافة الجزائر

ثقافة الجزائر
نساء جزائريات أمازيغيات يحضرن الكسكس بمناسبة رأس السنة الجديدة في قرية آيت القصيم، جنوب تيزي وزو، شرقي العاصمة الجزائرية، في 11 يناير 2018(Photo by RYAD KRAMDI / AFP)

المقدمة

تأثرت ثقافة الجزائر بشدة بتاريخ البلاد قديماً وحديثاً، سواءً في الآداب أو الموسيقى، بل الفنون على مختلف اشكالها.

فقد تأثرت التيارات الأدبية بالتقاليد الفرنسية والعربية، كما ساهمت العديد من المجموعات العرقية بالبلاد في ثقافتها المتنوعة. وكما كانت الجزائر في السابق موطناً لأدباء رومانيين ، وفي وقت لاحق أدباء آخرين مثل اللاهوتي أغسطينوس في القرن الرابع. فقد أنتجت الجزائر خلال القرن العشرين عدداً من الروائيين المشهورين،أمثال محمد ديب وكاتب ياسين وآسيا جبار، والذين ترجمت أعمالهم على نطاق واسع.

وكذلك تعود جذور الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية إلى التقاليد العربية القديمة، ومن بينها الموسيقى الأندلسية. أما النوع الموسيقي الجزائري الأكثر شهرة اليوم فهو موسيقى الراي، وهي موسيقى بطعم موسيقى البوب، ولها نجوم مثل الشاب خالد والشاب مامي. في الوقت ذاته، لا تزال الأغنية الشعبية الجزائرية تلقي بظلالها على المشهد الموسيقي، وتحظى بشعبية كبيرة مع نجوم مثل الحاج محمد العنقة ودحمان الحراشي.

أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم ذوق كلاسيكي في الموسيقى، فإن الموسيقى الأندلسية، التي جلبها لاجئون موريسكو من الأندلس، لا زالت محفوظة في العديد من المدن الساحلية القديمة.

كما تزخر الجزائر بهندسة معمارية متنوعة، ويعد هذا التنوع جزءً مهماً من سحر البلاد وثرائها. ثراء يرجع إلى تعاقب الحضارات على هذه المنطقة الجغرافية عبر التاريخ. وعلى سبيل المثال لا الحصر، في أجزاء كثيرة من البلاد نجد الطراز العربي الإسلامي متجسداً في النماذج الشرقية للقباب والمآذن، وفي أجزاء أخرى من مركز المدينة وأماكن حضرية أخرى، نجد إرثاً فرنسياً يتمثل بالمباني السكنية والتجارية والإدارية وغيرها.

ظهر المسرح الجزائري في فترات الاستعمار، وكان في بعض الأحيان منبراً لانتقاد الحكم الفرنسي بطريقة غير مباشرة. وبعد الاستقلال دعمت الحكومات المتعاقبة إنشاء مجموعات مسرحية ومسرح وطني في مدينة الجزائر كجزء من السياسات الثقافية، وقد أتاحت مساحات من الحرية الضيقة الفرصة لتطوير أفكارهم وإعداد أسس الدراما المستقلة، ما انعكس أيضاً على تطور السينما الجزائرية.

من أشهر متاحف الجزائر متحف باردو الوطني لما قبل التاريخ والإتنوغرافيا في مدينة الجزائر. يقع المتحف في بيت بناه رجل أعمال تونسي فرنسي في القرن التاسع عشر، ويضم مجموعة هامة من التحف العائدة إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى ما يقال إنه آثار الملكة الأمازيغية تينهنان التي يعتبرها الطوارق أمهم الروحية.

للمزيد حول ثقافة الجزائر، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.

الأدب

 ثقافة الجزائر: ألبير كامو
ألبير كامو

تأثرت التيارات الأدبية في المناطق التي تعرف اليوم بالجزائر بالتقاليد الفرنسية والعربية. كانت البلاد في السابق موطناً لأدباء رومانيين، وفي وقت لاحق أدباء آخرين مثل اللاهوتي أغسطينوس في القرن الرابع.

كتب ألبير كامو، المولود في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، عدداً كبيراً من أعماله المشهورة، من بينها L’Etranger (الغريب)، وLa peste (الوباء) في الجزائر. وسافرت إيزابيل إيبرهارت في أواخر القرن التاسع عشر عبر الجزائر، وكان لذلك أثر كبير في رواياتها. كما كتبت قصصاً عن رحلاتها؛ وقد أصبحت أول مراسلة الحرب في البلاد بعد أن شهدت بعض المواجهات المسلحة بين قائد محلي وقوات فرنسية.

بدأ الأدب الجزائري الحديث مع حرب الاستقلال. كتب كاتب ياسين (1929 – 1989) روايته الشهيرة “نجمة” عام 1956. وكان من مؤسسي الأدب الجزائري الحديث، واستخدم عدة عناصر تاريخية كوسيلة لإعادة إحياء الهوية القومية الجزائرية. وخلافاً للكثير من الأدباء المعاصرين، كتب كاتب ياسين باللغتين العربية والفرنسية، كما أنتج روايات ومسرحيات باللهجة الجزائرية واللغة الأمازيغية (البربرية). وشهدت السنوات الأخيرة للحقبة الفرنسية بروز الكاتب محمد ديب الذي كتب الروايات والقصائد. كما اشتهر الأديب مولود فرعون من منطقة القبائل بروايتهLe fils du pauvre (ابن الفقير، 1950). تتحدث الرواية عن راعٍ من أصل ريفي تدفعه رغبة قوية لمستقبل أفضل. فتمكن من الالتحاق بالمدرسة ليصبح في النهاية مدرساً. تقدم الرواية وصفاً جيداً للحياة الاجتماعية والثقافية في الجزائر قبل الاستقلال بفترة قصيرة.

بعد عام 1962، أدت سياسات التعريب إلى إهمال العبارات الثقافية الأمازيغية، بل حتى رفض اعتبارها جزءً من ثقافة الجزائر الرسمية، كما كتب عدد كبير من أدباء اللغة الأمازيغية، الذين كانوا بمعظمهم من منطقة القبائل، باللغة الفرنسية. ومعظم هذه الأعمال الأمازيغية عبارة عن روايات وقصائد شفهية تم تدوينها مؤخراً بالحروف اللاتينية أو بحروف التيفيناغ الأمازيغية. وأدى التشابك بين الأدب والسياسة إلى نتائج ملحوظة: فعام 1980 مثلاً حاولت الحكومة المحلية في تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل، حظر عرض في ندوة للأدب الأمازيغي للمؤلف المعروف مولود معمري. وكان غضب السكان المحليين الشديد الناجم عن ذلك المحرك الرئيسي للربيع البربري من العام ذاته.

في العقود اللاحقة، تناول عدد كبير من الأدباء قضايا اجتماعية وسياسية. ودفع ظهور الإسلام السياسي برشيد ميموني إلى التعبير عن اشمئزازه من هذه الحركة. وتشمل رواياته من الثمانينيات والتسعينيات: La malediction (اللعنة)، التي يشبّه الجزائر فيها بمستشفى متداع سينهار أكثر مع تولي إسلاميي الجبهة الإسلامية للإنقاذ زمام السلطة. وكان طاهر جاووت من بين الذين اتخذوا موقفاً مماثلاً تجاه الإسلام السياسي، والذي دفع حياته ثمناً لآرائه؛ فقد تم اغتياله عام 1993 من قبل متطرفين إسلاميين على الأرجح. لكن روايته Les chercheurs d’os (جامع العظام) تدور حول الحياة اليومية عقب حرب الاستقلال. يشير العنوان إلى أشخاص جالوا في جميع أنحاء البلاد بحثاً عن بقايا أقارب لهم قتلوا خلال الحرب. فمن شأن الحصول على دليل “استشهادهم” حصول أهاليهم على مركز اجتماعي كما تعويض مالي من الدولة.

الموسيقى

ثقافة الجزائر
المغنية الجزائرية المعروفة باسم وردة الجزائرية، تحيي حفلة في وسط بيروت، في 2 سبتمبر 2011. AFP PHOTO/ANWAR AMRO (Photo by ANWAR AMRO / AFP)

تعود جذور الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية إلى التقاليد العربية القديمة، ومن بينها الموسيقى الأندلسية، عندما كانت الجزائر جزء من الإمبراطوريات الإسلامية المنتشرة في شمال إفريقيا وجنوب شبه جزيرة أيبيريا. وعلى مر السنين، وخاصة في منطقة الجزائر، تطورت هذه التقاليد إلى النمط الشعبي. وفي القرن العشرين، تم إحياء هذا التيار من قبل الفنان الواسع الشهرة محمد العنقى (1907-1978) والذي لا تزال موسيقاه تُعزف حتى اليوم. ومن بين الأنماط التقليدية الأخرى: “البدوي” الذي تعود أصوله إلى الصحراء، و “الشرقي” المستلهم من الموسيقى المصرية. وهناك تقاليد موسيقية محلية في منطقة القبائل وجبال هقار (قرب تمنراست) ومدينة تيميمون الصحراوية في المنطقة الجنوبية الغربية.

كباقي العالم العربي، تتمتع الجزائر بتاريخ من الموسيقى الكلاسيكية الحديثة التي يؤديها عدد من المغنيين المشهورين إلى جانب فرق أوركسترا ضخمة. ومن أشهر هؤلاء المغنيين: وردة الجزائرية التي كانت من أشهر الفنانين في السبعينيات.

كما كان هناك تأثيرات من دول أخرى، خاصة منطقة البحر الأبيض المتوسط. ظهرت موسيقى الراي، التي اشتهرت بها الجزائر في أوائل الثمانينات، كمزيج من موسيقى النوادي الليلية في وهران والإيقاعات الحديثة. وترجع شعبيتها جزئياً إلى كلمات الأغاني التي تتمحور حول علاقات الحب السرية وشرب النبيذ وغيرها من المواضيع التي كانت (ولا تزال) غير اعتيادية ومحرمة بشكل تام. وفي الثمانينيات، تم توزيع هذه الموسيقى الجديدة من خلال أشرطة الكاسيت التي تم بيعها (وغالباً ما كان يتم نسخها بشكل غير شرعي) بمئات الآلاف. تلى تلك الأشرطة الأقراص المضغوطة المنسوخة عن الكمبيوتر وأقراص الـ DVD التي أتاحت للموسيقيين إضافة الفيديو كليب على أغانيهم.

اشتهرت أغاني الراي بكلماتها وبالإطار الذي اكتسبته على الساحة الموسيقية الدولية. وترافق هذا التطور مع ظهور “نجوم” الراي، مثل الشاب مامي والشاب خالد بشكل خاص، والذي لم يعد يشار إليه بالشاب. فقد اجتاح قاعات الحفلات الموسيقية الفرنسية ووصل إلى أبعد من ذلك بكثير.

لسوء الحظ، لم تتمكن الموسيقى الجزائرية من تجنب آثار “العقد الأسود” في التسعينيات. اغتيل مغني الراي الشاب حسني، الذي كان من بين من رفضوا الانتقال إلى فرنسا، في بلدته وهران عام 1994؛ فقد أغضبت أغانيه السلطات والمتطرفين الإسلاميين. كما تم اختطاف معتوب لوناس، أحد أشهر المغنيين في منطقة القبائل، الأمر الذي أثار احتجاجات عارمة في المنطقة. تم إطلاق سراحه، غير أنه اغتيل عام 1998. وعلى الرغم من ادعاء الجماعة الإسلامية المسلحة أنها المسؤولة عن عملية الاغتيال هذه، إلا أن معجبي معتوب اتهموا السلطات وقاموا بإحراق المباني الحكومية. وكان له أعداء في أماكن عديدة نظراً إلى أنه كان ملحداً بشكل علني وأنه انتقد قادة الحكومة.

فن العمارة

تعكس العمارة الجزائرية تاريخ البلاد. وإلى جانب الآثار الرومانية، ثمة مثال حي  للقصبة في مدينة الجزائر. يعود المركز القديم لمدينة الجزائر إلى القرن العاشر وقد أُلحق فيما بعد بمجموعة من المباني العثمانية على رأسها حصن يطل على خليج مدينة الجزائر. وفي أجزاء أخرى من مركز المدينة وأماكن حضرية أخرى، ترك الفرنسيون إرثاً تمثل بالمباني السكنية والتجارية والإدارية. ويعتبر مكتب البريد الرئيسي في مدينة الجزائر، الذي بني في الثلاثينيات ولا يزال قائماً، نموذجاً للمباني الشرقية الحديثة المتميزة بزخارفها الدقيقة.

دفع الدمار الناجم عن حرب الاستقلال والتنمية الاقتصادية اللاحقة بالحكومة إلى إطلاق مبادرات بناء طموحة. ويعد نصب الشهيد الذي يحيي ذكرى من قاتلوا لإقامة دولة مستقلة أحد أبرز معالم مدينة الجزائر الحديثة. يتألف هذا النصب من ثلاث أوراق نخيل تشكل برجاً، إلى جانب متحف حربي ومركز رياض الفتح للتسوق. ومن بين المشاريع الهامة الأخرى: المسجد الكبير في الجزائر العاصمة الذي يتوقع إنجازه عام 2015. وهذا المجمّع المطل على الواجهة البحرية للمدينة ينافس مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء في المغرب، إذ يستوعب 120 ألف شخص وطول مئذنته 265 م. وبعد سنوات عديدة من التخطيط، انطلقت عملية بنائه (من قبل شركة صينية) في ربيع عام 2012.

المسرح والأفلام

صناعة السينما في الجزائر متطورة بشكل كبير، كما وصلت أحياناً إلى المشاهدين في الخارج. ويعود ذلك جزئياً إلى جهود الدولة الرامية إلى تعزيز صورة الجزائر المستقلة. وبعد حرب الاستقلال، أُرخي العنان لصانعي الأفلام لتصوير الصراع ضد الاستعمار الفرنسي. ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأفلام: “معركة الجزائر” (1966)، عبارة عن ملحمة للصراع بين مقاتلي جبهة التحرير الوطني والجيش الفرنسي. ويعرض الإنتاج الإيطالي – الجزائري المشترك صورة واقعية عن الحقائق القاسية للحرب وشخصيات أبطالها. يصوّر الفيلم صورة قاتمة للـ “الحملة الحضارية” الفرنسية المفروضة بعمليات الإعدام والتعذيب، كما أنها تصوّر الصراع داخل جبهة التحرير الوطني والتفجيرات التي استهدفت المدنيين. وفي النهاية، يبرز الشعب الجزائري على أنه البطل الحقيقي.

تعالج الأفلام الحديثة مواضيع مرتبطة بالمجتمع المعاصر. يحكي فيلم “عمر قتلتوا الرجلة” للمخرج مرزاق علواش الفراغ التي يعيشه الشباب في التسكع في المدن، دون عمل ومحبطين من استحالة إمكانية الزواج. كما عالج علواش ظهور الإسلام السياسي (باب الواد سيتي) والعلاقة بين الجزائريين وأقاربهم الذين هاجروا إلى فرنسا (Salut cousin!). ويتناول فيلمه الأخير Le repenti “التائب” (2012) الجزائر عقب الحرب الأهلية في التسعينيات وتاريخها غير المنتهي: يتم العفو عن عضو في جماعة إسلامية ودمجه مجدداً في المجتمع، ولكن يتبين في النهاية أن البطل والشخصيات الرئيسية الأخرى في الفيلم لم يتمكنوا من الهرب من تداعيات أفعالهم السابقة.

ملصق فلم معركة الجزائر 1966 ثقافة الجزائر
ملصق فلم معركة الجزائر 1966

يتسم فيلم “مسخرة” (2008) للمخرج إلياس سالم بلهجة أخف. تدور قصة الفيلم حول أحداث في قرية صغيرة مركّزاً على الصعوبات المتعلقة بالتقاليد والحياة العائلية والعلاقات بين الجنسين. ظهر المسرح في فترات الاستعمار، وخدم في بعض الأحيان كمنبر لانتقاد الحكم الفرنسي بطريقة غير مباشرة. بعد عام 1962، دعمت وزارة الثقافة إنشاء مجموعات مسرحية ومسرح وطني في مدينة الجزائر كجزء من السياسات الحكومية الثقافية “لإعادة اكتشاف” التقاليد الجزائرية الوطنية. وفضّل عدد كبير من الممثلين والكتاب المسرحيين إنتاج مسرحيات خاصة بهم لتجنب مراقبة الدولة والحصول على قدر أكبر من الحرية لانتقاد المجتمع الجزائري في الماضي والحاضر. وأتاح لهم التحرير عام 1989 الفرصة لتطوير أفكارهم وإعداد أسس الدراما المستقلة. إلا أن آمالهم كانت قصيرة الأجل، فقد تم قمع الأصوات الناقدة في عقد التسعينيات “الأسود”، وأحياناً بالقتل. وكان الكاتب المسرحي المشهور عبد القادر علولة من بين الضحايا الذين استهدفتهم مجموعات إسلامية مسلحة.

المتاحف

ثقافة الجزائر

من أشهر متاحف الجزائر متحف باردو الوطني لما قبل التاريخ والإتنوغرافيا في مدينة الجزائر. يقع المتحف في بيت بناه رجل أعمال تونسي فرنسي في القرن التاسع عشر، ويضم مجموعة هامة من التحف العائدة إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى ما يقال إنه آثار الملكة الأمازيغية تينهنان التي يعتبرها الطوارق أمهم الروحية. ويضم متحف المجاهدين المرتبط بنصب الشهيد في مدينة الجزائر تاريخ حرب الاستقلال. كما تضم العاصمة متحف الفن الحديث، بالإضافة إلى متاحف للآثار والفنون الجميلة والثقافة التقليدية.

في العديد من المدن الإقليمية متاحف خاصة تختص بالتاريخ الطبيعي والثقافة المحلية وحرب الاستقلال. أُطلق على متحف حرب الاستقلال في وهران اسم بطل الحرب المحلي أحمد زبانة، أول مدافع عن الاستقلال أعدمه الفرنسيون عام 1956. تضم المدن النائية، مثل جانت في أقصى الشرق الجنوبي، متاحف جيولوجية أو أثرية تختص بأعمال التنقيب والمكتشفات المحلية. يشتهر المتحف الأثري في مدينة شرشال بمجموعاته الأغريقية والرومانية. وتضم هذه المنطقة، بالإضافة إلى الآثار الرومانية في تيبازة، كمية كبيرة من الآثار الأخرى من العصور القديمة وبعض الآثار من العصر البيزنطي أيضاً.

الرياضة

ثقافة الجزائر
صورة عائلية تظهر المنتخب الجزائري الذي تم اختياره لكأس العالم 1982 بإسبانيا.AFP PHOTO YOLANDE MIGNOT (Photo by YOLANDE MIGNOT / AFP)

تعتبر كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر. ونجد في كل مدينة نادٍ واحد لكرة القدم على الأقل، وتتنافس المنتخبات في بطولات عدة. وهناك أيضاً بطولة وطنية للنساء. يهيمن على البطولات منتخبات رائدة من المدن الكبرى، بما فيها منتخبات الضواحي الرئيسية لمدينة الجزائر، وتعود جذور البعض منها إلى فترة الاستعمار. اختلطت الرياضة بالسياسة خلال ظهور الحس الوطني الجزائري، وبشكل خاص خلال حرب الاستقلال. عشية بطولة العالم لعام 1958، هزّ اللاعبون الجزائريون السبعة في المنتخب الفرنسي الوطني عالم كرة القدم؛ فقبل شهرين من بدء البطولة، تركوا فريقهم وسافروا إلى مدينة تونس ليلتحقوا بمنتخب جبهة التحرير الوطني، وبالتالي خسر المنتخب الفرنسي أفضل لاعبيه. أغضب ذلك الفرنسيين كثيراً، واتخذوا خطوات لمنع الفريق القادم من المشاركة في البطولات الدولية. ومع ذلك، حصل منتخب جبهة التحرير الوطني على فرصة المشاركة في مباريات على المستوى الدولي، نظراً إلى أن عدداً كبيراً من الدول العربية الشيوعية وغير المنحازة وجهت له دعوة للمشاركة في بطولاتها. والمفاجئ أن بعض أهم اللاعبين لم يجدوا أية مشكلة في الرجوع إلى نواديهم الفرنسية الأصلية بعد انتهاء الحرب.

اليوم، يعتبر المنتخب الوطني أحد أهم المنافسين على كأس إفريقيا. لم يُحرز الفريق الكثير من الفوز في مباريات كأس العالم، إلا أن مشجعي كرة القدم الجزائريين لا يزالون يذكرون أن منتخبهم تمكن عام 1982 من الفوز على منتخب ألمانيا الغربية المرشح حينئذ لبطولة العالم. وشارك المنتخب الجزائري في كأس العالم لكرة القدم أربع مرات في أعوام 1982، 1986، 2010 و2014. كما شارك 18 مرة في كأس الأمم الإفريقية وفاز باللقب في نسختي 1990 و2019. في أكتوبر/تشرين أول 2020، حل المنتخب الوطني الجزائري في المرتبة 31 بحسب تصنيف الفيفا.

تستقطب البطولات الوطنية أعداداً هائلة من المشجعين في ملاعب نواديهم المفضلة. ويؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى اشتباكات بين مجموعات المشجعين، وبخاصة في المباريات الحاسمة في نهاية الموسم. تعكس أعمال الشغب بين الحين والآخر التوترات الاجتماعية في البلاد بشكل عام. وعندما كان حزب جبهة التحرير الوطني الحزب السياسي الوحيد في البلاد، كانت المباريات إحدى المناسبات النادرة التي تتيح للشعب التعبير عن استيائهم.

كما حققت الجزائر مكانة مقبولة على صعيد الرياضات الدولية الأخرى، خاصة السباقات والملاكمة والجمباز. وعلى سبيل المثال، فازت حسيبة بولمرقة في سباق المسافات المتوسطة بعدد من الميداليات الذهبية في التسعينيات، بما فيها سباق 1500 م في الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992. تعرضت حسيبة لتهديدات بالقتل خلال الحرب الأهلية وأرغمت على الهرب إلى الخارج.

أحدث المقالات

فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “الثقافة” و “الجزائر”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت: