وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ثقافة مصر

ثقافة مصر
رمضان كامل، مزارع مصري يبلغ من العمر 71 عامًا، يحضر الشاي بينما يستريح في كوخ بجوار مزرعته بقرية بهارميس بريف محافظة الجيزة، شمال غرب العاصمة القاهرة، في 1 ديسمبر 2019.(Photo by Khaled DESOUKI / AFP)

المقدمة

يمكن وصف الثقافة المصرية بأنها بوتقة انصهرت بها سلسلة من الثقافات المتعددة والتقاليد المختلفة، التي تضرب بجذورها في أعماق ستة آلاف عام من التاريخ المسجل. إذ هي نتاجٌ لواحدةٍ من بين أقدم الحضارات الإنسانية (حضارة مصر القديمة).

وقد وقعت مصر تحت رحى سلسلة من الاحتلالات المتعاقبة، منذ نهايات العصر الفرعوني، وتبادلت تلك الاحتلالات التأثير والتفاعل مع ثقافتها الضاربة في القِدم، لتزداد ثراءً وتنوعاً.

بيد أن ثقافة مصر قد تأثرت بالعديد من الثقافات، لتنتج مزيجاً مميزاً، اندمجت به تلك الجوانب الثقافية لمصر القديمة بكافة الثقافات اللاحقة، وتشكل في نهاية المطاف ملامح ثقافة مصر المعاصرة بشكلها الحالي. ثقافة تجلت باندماج مثالي لثقافات مختلفة.

فعلى الصعيد الأدبي يشكل الأدب المعاصر عنصراً ثقافياً هاماً في الحياة المصرية. كان الروائيون والشعراء المصريون من أوائل من جربوا الأساليب الحديثة في الأدب العربي، وتم تقليد الأشكال التي طوروها على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لذا تعتبر مصر مهد الأدب العربي الحديث، وتضم العديد من دور النشر، بعضها يعود إلى أكثر من 100 سنة.

كما تتمتع مصر بتقليد طويل في الرقص الشرقي. يعتقد أن أصله رقصة الخصوبة التي كانت تؤديها الكاهنات في العصور الفرعونية، وهو لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا في شكلين رئيسيين: الرقص البلدي، وتؤديه النساء في حفلات الأعراس؛ والرقص الشرقي، وتؤديه الراقصات المحترفات.

وترجع بدايات الموسيقى المصرية المعاصرة إلى الأعمال الإبداعية لأشخاص مثل عبد الحمولي وألماظ ومحمود عثمان، الذين أثروا في الأعمال اللاحقة لعمالقة الغناء المصري مثل سيد درويش وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

وغالباً ما يُطلَق على صناعة السينما المصرية اسم “هوليوود العالم العربي” أو “هوليود الشرق”. ويعتبر المؤرخون السينمائيون منتصف عام 1907م، هو بداية التاريخ للإنتاج السينمائي المصري ، حينما قام آنذاك محل عزيز ودوريس بالإسكندرية بتصوير زيارة الخديوي للمعهد العالي في مسجد سيدي أبو العباس وعرضها في معرض الصور المتحركة. لكن السينما المصرية ولدت بالفعل في عام 1923م ، عندما عاد محمد بيومي (1894-1963) من دراسة السينما في ألمانيا وصوًر الفيلم المصري الأول “في بلاد توت عنخ آمون”. وقد أنتجت المئات من الأفلام السينمائية التسجيلية والروائية، والتي تُـعد بحق تاريخاً لهذه الحِـقبة الزمنية المُـهمة من تاريخ مصر، والتي شهدت تحولها من الحُـكم الملكي إلى الحُـكم الجمهوري قبل أكثر من نصف قرن.

للمزيد حول ثقافة مصر، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.

الرقص

ثقافة مصر
السياح ينضمون إلى الراقصات الشرقيات خلال عرض في أحد الفنادق بالعاصمة المصرية القاهرة ر يوم 12 ديسمبر 2012.. AFP PHOTO/PATRICK BAZ (Photo by PATRICK BAZ / AFP)

إقليمياً، ينقسم الرقص الشعبي في مصر إلى رقص الدلتا (الفلاحي) ودلتا العليا (الصعيدي) والمناطق الساحلية (السواحلي) وسيناء (البدوي) ومنطقة النوبة. هذه الرقصات تحييها مجموعة رضا للرقص الشعبي، التي أسسها محمود رضا وفريدة فهمي في ستينات القرن العشرين، والفرقة القومية للفنون الشعبية التي تؤدي هذه الرقصات محلياً ودولياً.

كما تتمتع مصر بتقليد طويل في الرقص الشرقي. يعتقد أن أصله رقصة الخصوبة التي كانت تؤديها الكاهنات في العصور الفرعونية، وهو لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا في شكلين رئيسيين: الرقص البلدي، وتؤديه النساء في حفلات الأعراس؛ والرقص الشرقي، وتؤديه الراقصات المحترفات.

مع ظهور السينما في مطلع القرن العشرين، شهرت صناعة السينما بعض الراقصات الشرقيات: الراحلتين تحية كاريوكا وسامية جمال؛ والمتقاعدتين حالياً سهير زكي ونجوى فؤاد. وهناك راقصات أخريات اشتهرن مؤخراً: فيفي عبدو ولوسي، ولكنهما متقاعدتين حالياً. وملكة الرقص الشرقي المصري اليوم: دينا طلعت.

غالباً ما يتم استئجار الراقصات لحفلات الزفاف. ولكن نظراً للموجة الحالية من المحافظين المسلمين، فإن ذلك لم يعد رائجاً، فالكثيرون منهم يعتبرونه إثماً. واليوم هبط الرقص الشرقي إلى مستوى النوادي الليلية الرخيصة. وفي الواقع، ترتبط هذه المهنة بالدعارة، الأمر الصحيح في بعض الأحيان. بدلاً من ذلك، تعمل العديد من الراقصات في الرقص للسياح.

ثمة شكل آخر من أشكال الرقص التقليدي: رقص السماح. يتم أداء هذا الرقص في اللقاءات والعروض الصوفية وأصبح شكلاً من أشكال الترفيه في المواقع السياحية.

في مصر أيضاً فرقة باليه وطنية: “باليه أوبرا القاهرة”، التي تأسست عام 1966 وترتبط بالمعهد العالي للباليه (أكاديمية الفنون). بدأت فرقة الباليه المصرية أداءها في الخارج عام 1973 مع مدربين سوفييت. بالإضافة إلى الباليه الكلاسيكي، تؤدي الفرقة رقصات على ألحان ملحنين ومصممي رقصات مصريين.

كان لنقص التمويل وبرامج التعليم المستمر وصعوبة الحصول على أماكن للبروفة والأداء أن شلّ عمليّة تطوير الرقص المعاصر والتجريبي. وتكمن المشكلة الإضافية في تدخل الحكومة، والذي نتج عنه احتكار العديد من مجالات الفنون من قبل شخص واحد أو منظمة واحدة. على سبيل المثال، برز مخرج المسرح اللبناني وليد عوني، مؤسس ومدير فرقة الرقص المسرحي الحديث في دار الأوبرا في القاهرة، لفترة طويلة في عالم الرقص الحديث. وكان المدير الفني لأكاديمية الرقص الحديث لدار الأوبرا، وفرقة الرقص الحديث، ومهرجان مسرح الرقص الحديث، وشركته الخاصة “فرسان الشرق”.

منذ ثورة يناير، وبعيداُ عن تدخل الحكومة، قامت العديد من المسارح المستقلة في القاهرة، مثل “روابط” و “ساقية الصاوى” و “الفلكى” و “درب 1718“، بتوفير المكان والفرصة لأداءات لا مثيل لها من الرقص الحديث.

الأدب

تعتبر مصر مهد الأدب العربي الحديث، وتضم العديد من دور النشر، بعضها يعود إلى أكثر من 100 سنة، مثل دار الهلال ودار البستاني ودار المعارف. وهي موطن الأدباء الكبار من أمثال توفيق الحكيم (1898-1987) الذي طوّر الدراما العربية؛ وطه حسين (1889-1973) الملقب بعميد الأدب العربي؛ ويوسف إدريس (1927-1991) الذي يعتبر سيد القصة القصيرة؛ ونجيب محفوظ (1911-2006) الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للآداب.

الكتب منتشرة في كل مكان في مصر بأساليبها المتنوعة، من الطبيعية والتاريخية والرومانسية والواقعية الاجتماعية إلى الروايات الواقعية الخيالية والسياسية والفردانية والتصويرية. تعج القاهرة بالمكتبات الشهيرة، مثل مدبولي والشروق، وأكشاك بيع الكتب في الشوارع. تستضيف البلاد سنوياً إحدى أكبر معارض الكتب في العالم العربي، معرض القاهرة للكتاب، وفيها إحدى أقدم أسواق الكتب المستعملة: سور الأزبكية.

تعيق الأدب عدة عوامل: ارتفاع نسبة الأمية ورقابة وزارة الثقافة والأزهر. كان هناك محاولات كثيرة لعكس انخفاض نسبة القراءة، من برامج مكافحة الأمية إلى إحدى المشاريع القليلة ذات السمعة الجيدة التي قامت بها سيدة مصر الأولى السابقة، سوزان مبارك: “حملة القراءة للجميع”. كما ساعد إنشاء دور نشر مستقلة مستعدة لتحمل المزيد من الأعباء، وانتشار الإنترنت التي وفّرت صوتاً لكثيرين، على الحفاظ على سمعة مصر كبلد رائد في تطور الأدب في العالم العربي.

نجيب محفوظ

نجيب محفوظ (1911-2006) هو أول كاتب عربي (والوحيد حتى الآن) يفوز بجائزة نوبل في الأدب، في عام 1988. خلال مسيرته التي امتدت لسبعين عاماً، قام محفوظ بنشر 34 رواية، وأكثر من 350 قصة قصيرة، فضلاً عن العشرات من سيناريوهات الأفلام، بالإضافة إلى خمس مسرحيات.

ترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة، وقد تم تحويل العديد منها إلى أفلام ناجحة في مصر، كما تم تحويل العديد منها إلى أفلام في المكسيك.

تأثر محفوظ بمجموعة متنوعة من الأساليب الأدبية، العربية والغربية. وللإلهام، قرأ قصص بوليسية غربية، وكلاسيكية روسية، وأعمال حداثية لبروست وكافكا وجويس. وقد جرب محفوظ قلمه بعدة أساليب، بدءاً من الروايات التاريخية مثل (كفاح طيبة) عام 1944، وفي الخمسينيات انتقل إلى الروايات الطبيعية، والتي كانت أهمها ثلاثية القاهرة (بين القصرين)، (قصر الشوق)، و(السكرية). وفي الروايات الثلاث التي تدور أحداثها في الحي الذي نشأ وترعرع فيه، صور محفوظ حياة عائلة على مدى ثلاثة أجيال، من أوائل القرن العشرين إلى الخمسينيات، عندما تمت الإطاحة بالملك فاروق. وفي الستينيات، دخل في الواقعية النقدية، مع روايات مثل (اللص والكلاب) عام 1961 و(السمان والخريف) عام 1962، وميرامار عام 1967. كما نشر عدة روايات بأسلوب رمزي أشهرها أولاد الجبلاوي الملقبون بأولاد حارتنا.

نشر محفوظ هذه الرواية في الأصل عام 1959، ولكن تم حظرها حتى عام 2006 لتصويرها الاستعاري لله والأديان السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام. استمر في النشر بأساليب مختلفة حتى وفاته.

لعدة سنوات، تم حظر كتبه في العديد من الدول العربية رداً على دعمه الصريح لجهود السادات للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وقد تعرض محفوظ للتهديد من قبل المتطرفين الإسلاميين بسبب روايته “أولاد حارتنا” التي اعتُبرت كفراً وحظرها الأزهر.

ساءت الأمور عندما أدان علنا ​​ فتوى الموت الإيرانية ضد الكاتب البريطاني سلمان رشدي، رغم أنه رأى في آيات شيطانية إهانة للإسلام. في عام 1994، عن عمر يناهز 82 عاماً، تعرض للهجوم والطعن في رقبته خارج منزله في القاهرة. أصيب محفوظ بضرر شديد في أعصاب يده اليمنى، مما جعل الكتابة صعبة للغاية. وقد حكم على الشاب المتطرف الذي حاول اغتيال محفوظ بالإعدام وتم إعدامه.

ثقافة مصر: تمثال نجيب محفوظ في القاهرة
تمثال نجيب محفوظ في القاهرة

علاء الأسواني

نجم جديد سطع على الساحة الأدبية المصرية، وهو طبيب الأسنان علاء الأسواني (مواليد 1957) الذي تحول إلى أديب. فبعد كتابة أعمدة في الصحف المصرية عن الأدب والسياسة والقضايا الاجتماعية، والمشاركة في تأسيس حركة كفاية للتغيير قبل ثورة يناير، دخل الأسواني تجربة الكتابة الروائية. حققت روايته الثانية، عمارة يعقوبيان، نجاحاً بارزاً على نطاق واسع، على صعيد مصر وبقية العالم العربي؛ حتى بات الأسواني المؤلف العربي الأول الذي حطم الأرقام القياسيّة في بيع أكثر من مليون نسخة من كتاب واحد. وازدادت شهرته بعد ترجمة الرواية إلى 31 لغة. عام 2006، تم تعديل الكتاب ليكون فيلماً ناجحاً (2006) ومسلسلاً تلفزيونياً (2007).

في كانون الثاني/يناير 2007، نشر الأسواني رواية “شيكاغو”، عن الجالية المصرية في مدينة أمريكية حيث تدرب هو نفسه كطبيب أسنان. ومنذ قيام الثورة، ركّز الأسواني أكثر على التحليل والنشاط السياسي.

ثقافة مصر: علاء الأسواني
علاء الأسواني

كما ظهر في مصر العديد من الكاتبات البارزات، مثل الناشطة النسائية نوال السعداوي (مواليد 1931)؛ وكاتبة القصة القصيرة أليفة رفعت (1930-1996)؛ وميرال الطحاوي (1968) التي حازت على وسام نجيب محفوظ للآداب. تبذل الجامعة الأمريكية في القاهرة جهوداً كبيرة لترجمة الأعمال الأدبية للكتاب المصريين إلى اللغة الإنجليزية.

السينما والأفلام

غالباً ما يُطلَق على صناعة السينما المصرية اسم “هوليوود العالم العربي”. ولدت السينما المصرية عام 1923، عندما عاد محمد بيومي (1894-1963) من دراسة السينما في ألمانيا وصوًر الفيلم المصري الأول “في بلاد توت عنخ آمون”. ومنذ ذلك الحين حتى ستينات القرن العشرين، هيمنت السينما المصرية على شاشات العالم العربي، ونشرت الثقافة المصرية والموسيقى واللهجة المصرية في جميع أنحاء المنطقة. أنتجت استوديوهات القاهرة أكثر من 100 فيلم سنوياً خلال الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، وتعتبر تلك الفترة العصر الذهبي للسينما المصرية.

من النجوم الذين لمعوا في الأفلام الكلاسيكية: رشدي أباظة (1926-1980)؛ وشكري سرحان (1925-1997)؛ وعمر الشريف (مواليد 1932) الذي ذاع صيته في جميع أنحاء العالم عندما لعب الدور الرئيسي في فيلم “دكتور زيفاجو” من إنتاج هوليوود. ومن النجمات: فاتن حمامة (مواليد 1931)؛ ونادية لطفي (مواليد 1938)؛ وسعاد حسني (1943-2001)، الأكثر شهرة بلا شك.

ثقافة مصر
(COMBO) مجموعة من الصور التي تم وضعها في 27 أغسطس 2020 تُظهر (من اليسار إلى اليمين) صورة في 1970 لنجم السينما المصري رشدي أباظة (1927-1980)؛ صورة من خمسينيات القرن الماضي للنجم المصري شكري سرحان (1924-1997)؛ صورة في أوائل السبعينيات للنجم السينمائي المصري أحمد رمزي (1930-2012)؛ وصورة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي للنجم السينمائي المصري العالمي عمر الشريف (1932-2015).(Photos by – / AFP)

تراجعت نوعية الأفلام المصرية بعد سبعينات القرن العشرين، حين بدأت السينما المصرية بإنتاج أفلام خاصة لمنطقة الخليج –مزيجاً من الجنس والمخدرات والعنف. في ثمانينات القرن العشرين، شهدت السينما المصرية صعود الأفلام التي تدور حول نجم واحد، بشكل رئيسي نبيلة عبيد (مواليد 1945) ونادية الجندي (مواليد 1950)؛ وعادل إمام (مواليد 1940)، الذي يعتبر اليوم الممثل المصري الأكثر شهرة. هذا بالإضافة إلى نجوم السينما أحمد زكي (1949-2005) ومحمود عبد العزيز (مواليد 1946) ويسرى (مواليد 1955).

مع حلول أواخر تسعينات القرن العشرين، هيمنت موجة جديدة من الممثلين والممثلات الشباب على الشاشة، فأُنتجوا ما يعرف بالأفلام “الشبابية”، معظمها كوميدية ومعتدلة الجودة. كما لم تساعد ظاهرة “أفلام المقاولات”، والتي كانت تهدف فقط إلى ملء دور السينما بالأفلام الرخيصة وغير المعقدة، سوى بعض الشئ. في الحقيقة، أصبحت الكوميديا والتهريج شيئاً فشيئاً المواد الأساسيّة للسينما المصرية.
لكن مع تزايد عدد القنوات الفضائية وقنوات الترفيه المصرية العربية، كان هناك طلب أكبر على الأفلام المصرية، مما أحيا صناعتها وسمح بظهور بعض المخرجين والممثلين الواعدين. خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، تم إنتاج عدد من أفلام النقد السياسي الأكثر جرأة، مثل “عمارة يعقوبيان” عام 2007 و”هِيَّ فوضى؟” عام 2008 للمخرج المعروف يوسف شاهين (1926-2008) وخليفته خالد يوسف (مواليد 1965). أخرج محد دياب “678” ومحمد أمين “بنتين في مصر” عام 2010، واللذين انتقدا بشدة قضايا المرأة، حيث عالج الأول موضوع التحرش الجنسي والثاني حياة ومشاكل المرأة المصرية العادية.

انهارت السينما المصرية تماماً منذ قيام الثورة، نتيجة الوضع الاقتصادي من جهة – مع تزايد الفقر أصبح من الصعب شراء تذكرة سينما – والصيغة القديمة للكوميديا الطائشة من جهة أخرى، والتي أصبحت أقل جاذبية للأشخاص الذين يتوقعون أن تكون صناعة السينما المصرية أكثر اهتماماً بالقضايا الراهنة؛ في حين لا تزال معظم الأفلام من بطولة نفس المشاهير، وبعضها اكتسب سمعة سيئة لدعمها مبارك.

المسلسلات

كان لتصدير المسلسلات المصريّة عبر المنطقة الناطقة باللغة العربية أن ساهم في انتشار اللهجة و ثقافة مصر المعاصرة، ربما أكثر ممّا حققته السينما المصرية. وقد ثبت أن إنتاج المسلسلات التلفزيونية لشهر رمضان كان مربحاً لهذه الصناعة على وجه الخصوص. فخلال هذا الشهر، تقضي الأسر المسلمة في منطقة الشرق الأوسط أمسياتها ولياليها في الاستمتاع بالمأكولات والبرامج التلفزيونية، وأغلبها صناعة مصرية.

منذ قيام الثورة، ازداد إنتاج المسلسلات إلى حد كبير، إلى أن بلغت ذروتها عام 2012 مع عرض 70 مسلسلاً متنوعاً في جميع أنحاء العالم العربي. ومنذ 2011، اختلف إنتاج المسلسلات كثيراً عن السابق. ففي عام 2011، ظهر “المواطن X”، وهو مسلسل انتقادي لاذع يستند على حياة خالد سعيد – شاب تعرض للضرب حتى الموت على يد الشرطة في الإسكندرية عام 2010. شهد رمضان 2012 مسلسل “طرف ثالث”، الذي ينتقد العديد من الجوانب التآمرية الظاهريّة لآخر حكم في البلاد.

شهدت معظم المسلسلات العديد من الوجوه الشابة الجديدة، رغم إقحام عدة نجوم بارزين في مسلسلات 2012، بمن فيهم عادل إمام ويسرى. كما اختلفت هذه المسلسلات على صعيد اللغة، حيث تضمنت كلاماً سوقياً لم يسمع من قبل، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

المأكولات

ثقافة مصر: الكُشَري
الكُشَري

المأكولات المصرية بسيطة نسبياً، وإنما لذيذة. والعديد من الأطباق تشبه تلك التي في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.

دون شك، الخبز هو المادة الأكثر أهمية في غذاء المصريين؛ ويتم تناوله مع كافة الوجبات تقريباً. فليس من المستغرب استخدام اللفظة المصرية العامية “العيش” لـ “الخبز” و “الحياة” على حد سواء. فالملايين من الناس يحصلون على حصتهم اليومية من الخبز من المخابز المدعومة من الحكومة. يتم توزيع الخبز المستدير والمسطّح من خلال نوافذ بقضبان حديدية مقابل 25 – 50 قرش لكل رغيف، أي أقل من 0,01 دولار.

الأجبان

في الغالب، تستخدم الجبنة البلدية في تحضير السندويش، وهي على نوعين: الجبنة البيضاء، وهي جبنة بيضاء طرية مختلفة الملوحة؛ والجبنة الرومي، وهي صفراء قاسية وحادة الطعم.

الخضروات

مع ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج باطراد في السنوات الأخيرة، يتناول العديد من المصريين الخضروات بشكل رئيسي. لحسن الحظ، يزوّد دلتا النيل البلاد بالخضروات الطازجة كثيرة العصارة وطيبة المذاق على مدار السنة. غالباً ما يتم طهي الخضراوات، مثل الباميا والفاصولياء وأنواع مختلفة من الكوسا، في صلصة الطماطم المكثفة. تشمل الأطباق الشعبية المصرية: الفول المدمس (فول مدمس مهروس، غالباً ما يؤكل على الفطور) والملوخية (حساء أخضر مصنوع من الملوخية المفرومة والثوم والكزبرة) والكُشَري (عدس بني، معكرونة، أرز، حمص، وصلصة طماطم حارة). و “المَحشي” طبق آخر مشهور، عبارة عن خضروات مثل ورق العنب والملفوف والفلفل الأخضر والباذنجان والكوسا والطماطم (البندورة) التي يتم حشوها بالأرز الحار المخلوط مع الأعشاب الخضراء الطازجة، مثل الكزبرة والبقدونس والشبت، ونادراً ما تخلط مع اللحم المفروم. وتتوفر محلات الفلافل (الطعمية) في كل زاوية شارع.

اللحوم والدواجن والأسماك

يتم تحضير لحوم البقر والخروف والجاموس والماعز بطرق مختلفة. وتكون مشوية على الفحم على أسياخ بعد تقطيعها إلى قطع (كباب)، أو فرمها (كفتة)؛ وإما تقطّع طولياً (شاورما) وتُلف في الخبز البلدي (خبز كبير ومدور يشبه خبز الصاج) مع الطماطم والخضار المخلل والطحينة؛ أو تطهى ببطء مع يخنة الخضروات.

بما أن الدجاج هو أرخص اللحوم، فهو أكثرها استهلاكاً؛ ويتم تناوله إمّا مطبوخاً أو مشوياً أو مقلياً أو كالشاورما.

كما يستمتع معظم المصريين بتناول الأسماك والمحار، والتي تأتي من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ونهر النيل وبحيرة ناصر.

الحلويات

في الواقع، لا يمكن أن تكون الحلويات المصرية إلا حلوة جداً. فغالباً ما تكون المعجنات والحلويات مشبعة بشراب السكر (القَطْر). ومن الحلويات: البقلاوة (عجينة الفيلو مع العسل والمكسرات)، والقطايف (فطائر محشوة بالكريما أو المكسرات)، والكنافة (معجنات مصنوعة من خيوط رقيقة من العجين محشوة بالجبن الأبيض)، والفطير (فطائر محشوة بأي مادة من البيض إلى المشمش)، والأكثر شعبية البسبوسة (عجينة مصنوعة من السميد ومشبعة بشراب السكر ومزينة بالمكسرات). وتشمل حلوى البودينج: حلويات الأرز بالحليب/اللبن، والمهلبيّة (نشاء الذرة)، والبِليلة (بودنج الحليب الساخن مع القمح الكامل، وتؤكل في كثير من الأحيان كوجبة إفطار)، وعاشورا (بودينغ القمح مع المكسرات والزبيب وماء الورد، وتؤكل يوم عاشوراء)، وأم علي (حلوى مصنوعة من المعجنات الرقيقة والمكسرات وزبيب منقوع في الحليب).

القهوة والشاي

تلعب المقاهي دوراً هاماً في المجتمع المصري، فهي ليست مجرد مكان لتناول المشروبات. غالباً ما يرتاد المقاهي الرجال على نحو متكرر للالتقاء بأصدقائهم والاسترخاء، وترك المنزل للنساء. كما يقوم البعض بالأعمال التجارية من المقاهي: فالعديد من السباكين والنجارين المستقلين، وغيرهم من المهنيين، يتواجدون في المقهى، حيث يسهل على عملائهم الوصول إليهم. فهناك تبرم الاتفاقات وتعقد الصفقات التجارية وتسوى الخلافات.

كما تخدم سلاسل المقاهي الأجنبية، مثل Starbucks الأمريكية وكوستا البريطانية، نفس الأغراض، وتوفر للنساء فرصة إدارة أعمالهم. ومع توفير خدمة الواي فاي المجانية، تجذب هذه المقاهي الأجنبية زبائن أكثر تنوعاً.

رغم قدوم هذه المقاهي الجديدة، تتوفر المقاهي التقليدية بكثرة وتكون مكتظة بالزبائن. فالقهوة التركية والشاي الثقيل هي المشروبات الأكثر رواجاً فيها. يتم تحضير القهوة التركية بغلي مسحوق حبوب القهوة العربية في الماء مع السكر، مع حبوب الهيل أحياناً. وعند طلب فنجان قهوة، يحدد الزيون كمية السكر التي يريدها: زيادة (حلوة جداً)، مزبوط (معتدل)، عالريحة (حلو قليل)، سادة (سوداء).

في حين يختلف مذاق القهوة من شخص لآخر، يفضل معظم المصريين تناول الشاي شديد الحلاوة. غالباً ما يقدم كوب الشاي في جميع المناسبات، ولا يجوز رفضه. وقد يكون عبارة عن كوب من الماء الساخن مع ظرف من شاي ليبتون، ولكن الشاي الحقيقي هو مشروب ثقيل مصنوع من الماء المغلي مع أوراق الشاي المحلّي.

الرياضة

ثقافة مصر
وقف اللاعبون دقيقة صمت حدادًا على لاعب كرة القدم الأرجنتيني الراحل دييجو مارادونا قبل مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بين الزمالك والأهلي المصريين في ملعب القاهرة الدولي في العاصمة المصرية يوم 27 نوفمبر 2020.(Photo by Khaled DESOUKI / AFP)

كرة القدم هي الرياضة الرائدة في مصر إلى حد بعيد. فالأهلي (المعروف أيضاً باسم الشياطين الحمر) والزمالك (الشياطين البيض) كلاهما من القاهرة، ويتنافسان تقليدياً على البطولة في الدوري الوطني، مع فوز السابق في المركز الأول في السنوات السبع الأخيرة على التوالي (منذ عام 2005).

حقق منتخب مصر الوطني بعض النجاح الدولي، خاصة في كأس الأمم الأفريقية، والذي فاز به ست مرات، آخرها في 2006 و 2008. تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم ثلاث مرات، كان آخرها في روسيا 2018. في أكتوبر/تشرين أول 2020، حل المنتخب الوطني المصري في المرتبة 52 بحسب تصنيف الفيفا.

كرة اليد هي الرياضة الثانية الأكثر شعبية. عام 2008، فاز المنتخب الوطني لكرة اليد ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الخامسة.

على المستوى العالمي، كان نجاح مصر محدوداً. خلال جميع الألعاب الأولمبية الصيفية منذ عام 1912، فازت مصر فقط بسبع ميداليات ذهبية وسبع فضية وتسع برونزية، معظمها لرفع الاثقال والمصارعة.

عمرو شبانة هو أفضل لاعب اسكواش في العالم. حيث فاز ببطولة العالم World Open ثلاث مرات (2003 و 2005 و 2007) واحتلّ المرتبة الأولى في العالم في 2006 و 2008.

في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012، فاز مصريان بميداليتين فضيتين: علاء الدين أبو القاسم في المبارزة؛ وجابر كرم في المصارعة.

أحدث المقالات

فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “الثقافة ” و “مصر”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت:

Advertisement
Fanack Water Palestine