وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تاريخ المملكة العربية السعودية

تمائيل و لقى اثرية وجدت في المنطقة تعود للقرن السابع قبل الميلاد
تمائيل و لقى اثرية وجدت في المنطقة تعود للقرن السابع قبل الميلاد

المقدمة

السعودية أول موقع معروف عاشت به سلالات الإنسان القديم (الهومو) خارج أفريقيا، قبل أكثر من 190 ألف عام، بحسب أحدث أبحاث علوم تاريخ البشر التي أجريت على المكتشفات الأثرية من الطراز الآشوليني Acheulean بمنطقة صفاقة (جنوب شرق محافظة الدوادمي).

تعود جذور المملكة العربية السعودية إلى الحضارات الأولى في شبه الجزيرة العربية والتي لعبت دوراً مهماً في التاريخ بوصفها مركزاً تجارياً قديماً ومهداً للإسلام.

العصور الوسطى

جاء العصر الذهبي للحضارة العربية مع ظهور الإسلام (نهايات العقد الأول من القرن السابع)، حيث بُعِث رسول الإسلام محمد في شبه الجزيرة العربية. واتخذت الدولة الإسلامية من المدينة المنورة عاصمة لها وتوسعت حدودها في عهد الرسول محمد وخلفائه الراشدين لتشمل كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية ثم اتجهت إلى خارجها. ولكن شبه الجزيرة لم تخلوا من أحداثٍ مثيرة وخاصة تلك التي حصلت بعد وفاة النبي محمد، أبرزها حروب الردة التي وقعت في عهد أبو بكر الصديق والتي عمل فيها على القضاء على المرتدين عن الإسلام. وانتقل مركز الخلافة في عهد علي بن أبي طالب إلى الكوفة ومن ثم إلى دمشق خلال فترة حكم الدولة الأموية.

كانت شبه الجزيرة في تلك الفترة تابعة للدولة الأموية التي اعتمدت على دعم القبائل العربية، وجاءت من بعدها الدولة العباسية والتي انتقل فيها مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد ليعزز من مكانة الخليج العربي/الفارسي كطريق بحري للتجارة مع الصين وبلدان أفريقيا الشرقية، وذلك على حساب طريق التجارة عبر البحر الأحمر. وقد شجع الخلفاء العباسيون الأوائل الحج إلى مكة من خلال تحسينهم لطرق المواصلات وتأمين السلامة.

مع تفكك الخلافة العباسية (749-1258) وعجزها عن السيطرة على أرجاء دولتها، سيطر الفاطميون على الحجاز. لكن صلاح الدين الأيوبي قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وفرض سيطرته على الحجاز. ثم امتد سلطان المماليك على هذه البلاد حتى عام 1517، ليتسلم العثمانيون الخلافة ويحكموا سيطرتهم على بلاد شبه الجزيرة العربية.

كان الجد الأكبر لأسرة آل سعود مانع بن ربيعة المريدي قد هاجر أواسط القرن الخامس عشر من جوار القطيف إلى نجد حيث استقر وقام بتأسيس مدينة الدرعية.

آل سعود وتأسيس المملكة

سيطر العثمانيون على منطقة الأحساء عام 1871، وتم نفي أسرة آل سعود إلى الكويت على أيدي أسرة آل رشيد في العام 1891. وفي العام 1902، بسط عبد العزيز عبد الرحمن بن فيصل آل سعود نفوذه على الرياض وأعاد عائلة آل سعود إلى المنطقة من منفاها في الكويت، واستردّ مدينة الرياض، وبدأ في عملية توسيع ملكه، وبعد أربعة أعوام توحدّت نجد تحت سيطرته.

واستمر في رحلته لتوحيد المملكة بضم مكة عام 1924، والمدينة عام 1925، وعسير عام 1926، ثم توحدت المملكة العربية السعودية عام 1932 وتولى عرشها الملك عبد العزيز آل سعود.

وقد اكتشف النفط عام 1936، وبدأ إنتاجه تجارياً عام 1938، مما سمح ببدء عملية التحديث. وبعد اكتشاف النفط، أصبحت المملكة واحدة من 51 عضواً قانونياً أصلياً في الأمم المتحدة عام 1945.

استحدثت المملكة نظام مجلس الوزراء عام 1958. وبعد ست سنوات، تولى الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود العرش حاملاً رؤية لتحديث الحكومة وإدارتها. وبحلول عام 1969/1970 أطلقت المملكة خطة التنمية الأولى، كما تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي “حالياً تحمل اسم منظمة التعاون الإسلامي” في جدة.

وفي عام 1973 قادت السعودية الحظر النفطي على الدول الغربية التي أيدت إسرائيل في حرب أكتوبر/ الغفران، لتتضاعف أسعار النفط أربع مرات.

وفي عام 1975، اغتيل الملك فيصل على يد ابن أخيه، وتولى الملك خالد بن عبد العزيز العرش. فأشرف على النمو والتصنيع في البلاد، وشارك في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية 1981.

من الملك خالد إلى الملك سلمان

بعد وفاة الملك خالد عام 1982، واصل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – الذي لقب نفسه فيما بعد بخادم الحرمين الشريفين – النمو والتحديث في البلاد، وخلال حكمه أنشئ مجلس الشورى عام 1992، واستحدث بعده قانون البلديات، كما أعلن عن “النظام الأساسي للحكم” الذي يبين مسؤوليات الحاكم وواجباته. وفي العام 1993 أصدر مرسوماً بتقسيم البلاد إلى 13 منطقة إدارية.

وقد شاركت السعودية خلال فترة حكمه في الهجمات الجوية والبرية ضد القوات العراقية في الكويت عام 1991. كما تم تجريد أسامة بن لادن من جنسيته السعودية عام 1994.

في أكتوبر 1999 انضمت عشرون سيدة سعودية لجلسة مجلس الشورى للمرة الأولى منذ تدشينه مع نهاية عام 1993.

وفي العام 2002 أطلق ولي العهد الأمير عبد الله مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت.

وفي عام 2003، منح مجلس الشورى سلطة اقتراح قوانين جديدة، وبعدها بعامين استحدثت الانتخابات البلدية في البلاد.

اعتلى الملك عبد الله العرش في أغسطس 2005، وفي العام 2006 اتخذ خطوات لتنظيم عملية ولاية العهد في محاولة لمنع نشوب نزاعات في صفوف الجيل الثاني من الأمراء.

وفي سبتمبر 2011 أعلن العاهل السعودي عن منح النساء المزيد من الحقوق بما فيها حق التصويت والترشح للانتخابات المحلية والتعيين في مجلس الشورى.

وفي عام 2015، خلف الملك سلمان بن عبد العزيز أخيه الملك عبد الله بعد وفاة هذا الأخير. ومنذ تولي الملك سلمان العرش، يلعب ابنه وولي عهده الأمير محمد دوراً كبيراً في إدارة البلاد.