الإعلام في السعودية
صحفية تلتقط صورة في قصر في الرياض، السعودية. Photo HASAN JAMALI

المقدمة

1932، بدأت الصحف في الظهور في المنطقة. فقد أسست أول صحيفة إقليمية، صحيفة الحجاز، عام 1908، وكانت إلى حدٍ كبير وسيلةً للتعبير عن مصالح الإمبراطورية العثمانية الحاكمة. وفي وقتٍ لاحق، عكست صحفٌ مثل الفلاح، التي أنشئت في عام 1920، وأم القرى، وهي مجلة أدبية أنشئت في عام 1923، تنامي المشاعر القومية السعودية في المنطقة وسط تراجع الحكم العثماني.

وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة، أصدرت الحكومة أول قانونٍ للصحافة عام 1959. شهد القرار نهاية المنابر الصحفية الإنتقادية في المملكة، مما حظر نشر المعلومات التي تعتبر مخالفةً للعادات والتقاليد السعودية، أو تعزز “الانحراف، أو الإلحاد، أو المبادىء الهدامة.” أعقب التشريع قانون الصحافة الوطني لعام 1964، والذي نص على أنّ بإمكان وزارة الإعلام إغلاق أي صحيفة أو طرد رئيس تحريرها إذا ما أعتبر ذلك في مصلحة البلاد أو العامة. أدت هذه الحملة إلى سجن ونفيّ الكتاب والصحفيين.

من ناحيةٍ أخرى، كانت تكنولوجيا البث الإذاعي واسع النطاق متاحةً في المملكة العربية السعودية في وقتٍ مبكرٍ من عام 1949، إلا أنّ تقدم البُنية التحتية الأولي كان بطيئاً في ضوء مقاومة المحافظين، سيما بسبب ارتباط الراديو بالموسيقى، التي يرفضها الزعماء المتدينون. وسرعان ما تبنى السعوديون المتحضرون أجهزة راديو الترانزستور، وبحلول منتصف خمسينيات القرن الماضي، قررت الحكومة السعودية تأسيس مجموعة من القنوات الإذاعية الوطنية في محاولةٍ لمواجهة شعبية البث الأجنبي.

وتماماً كحال الراديو، كان إدخال البث التلفزيوني الوطني إلى المملكة العربية السعودية بعيداً كل البعد عن العملية المباشرة. ففي البداية، واجهت الوسيلة الإعلامية مقاومةً شرسة من قِبل الزعماء الوهابيين شديدي التحفظ، الذين اعتبروا تمثيل جسم الإنسان بـ”غير الإسلامي.” ومع ذلك، قيل أن الأمير فيصل بنفسه مفتونٌ بالتلفزيون، وفي عام 1963، أصدر مرسوماً ملكياً يسمح ببناء محطاتٍ تلفزيونية. بدأ بث التلفزيون الوطني عام 1965، ومع نهاية العقد آنذاك، وفي ظل حكم فيصل الذي توّج ملكاً عام 1964، كان هناك سبع محطات سعودية تبث، بالرغم من أنّ البث بدايةً اقتصر على تلاواتٍ للقرآن الكريم، إلا أنها لم تقدم محتوىً ديني فحسب، بل أيضاً استوردت برامج غربية.

ومع نمو الإيرادات النفطية في المملكة في سبعينيات القرن الماضي، تلقت شبكات الإذاعة والتلفزيون تمويلاً وتنميةً ضخمة، وسرعان ما تحول التركيز نحو وسيلةٍ لتصدير الإعلام السعودي إلى الجماهير الإقليمية. فعلى سبيل المثال، في عام 1978، وافقت الأسرة المالكة السعودية على إطلاق صحيفة الشرق الأوسط، وهي صحيفة تمولها السعودية ومقرها لندن بهدف أن تصبح “أول” مصدرٍ لأخبار “الوحدة العربية،” والتي تتم طباعتها من مركزٍ إعلامي دولي.

وعندما أنشأت الجامعة العربية منظمة الاتصالات الفضائية العربية (عربسات) عام 1976، كانت المملكة العربية السعودية الممول الرئيسي، وكان يقع المقر الرئيسي للمشروع في العاصمة السعودية، الرياض. وبعد ما يقرب من العشر سنوات، أي في عام 1985، أطلقت عربسات، بنجاح، أول قمرٍ صناعي لها. وفي بداية تسعينيات القرن الماضي، أدركت الحكومة السعودية شعبية تغطية شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية لحرب الخليج الأولى بين المشاهدين العرب، وقررت إطلاق شبكتها الخاصة لتنافس على جذب إنتباه 300 مليون مشاهد عربي محتمل في الشرق الأوسط.

وفي عام 1991، تأسس مركز تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) المدعوم من السعودية، في لندن (نُقل بعد ذلك إلى دبي عام 2002)، مما سمح بأول بثٍ، على مدى 24 ساعة، للبرامج ذات التأثير السعودي من الخارج. وبعد عقدٍ من الزمان، أي في عام 2003، أسست الإم بي سي قناة العربية في دبي في الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت شبكة الأخبار الدولية الرائدة للمملكة العربية السعودية.

أنقر لتكبير. ©Fanack
أنقر لتكبير. ©Fanack
أنقر لتكبير. ©Fanack
أنقر لتكبير. ©Fanack

وخلال الربع الأخير من القرن العشرين، احتفظت المملكة العربية السعودية بقدسية المكانة الذليلة لوسائل إعلامها المحلية، بتنظيم مخرجاتها بشكلٍ أكبر وتقييد حرية التعبير. فقد جرّم المرسوم الملكي حول الصحافة والمطبوعات عام 1982، انتقاد الصحافة للأسرة المالكة أو السُلطات الدينية، في حين منع النظام الأساسي للحكم الصادر عام 1992، والذي نُشر في في جريدة أم القرى، التي أصبحت منشوراُ رسمياً، وسائل الإعلام من نشر معلومات يمكنها الإضرار بالأمن القومي أو تسبب الشقاق. كما منح النظام الأساسي للحكم السُلطات صلاحياتٍ واسعة لفرض الرقابة وفرض العقوبات على مثل هذه الأنشطة.

جاء إنتشار الإنترنت للجماهير في المملكة العربية السعودية عام 1999 في وقتٍ متأخر نسبياً، إذ لم يُسمح استخدام المواقع الإلكترونية في السابق سوى في الجامعات وبعض الخدمات العامة. ومع ذلك، تم استيعاب التكنولوجيا بسرعة كبيرة إلى الحد الذي ارتفع فيه استخدام الإنترنت من ميلون مستخدم عام 2001 إلى 16,5 مليون مستخدم عام 2013. فقد تقبّل السعوديون المحافظون والليبراليون على حد سواء الإتصال الرقمي، إذ ذكرت قناة البي بي سي في عام 2015 أن السعوديين يمثلون ما نسبته 10% من حسابات موقع فيسبوك و40% من مستخدمي تويتر النشطين في “العالم العربي.” ووفقاً للبي بي سي، تمتلك المملكة أيضاً أعلى استخدام لموقع يوتيوب، للفرد الواحد، في جميع أنحاء العالم.

حرية التعبير

تعتبر البيئة الإعلامية السعودية واحدة من الأكثر قمعاً في العالم، وتحتل المرتبة 165 من أصل 180 بلداً في الترتيب العالمي لمؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2016.

لا يضمن الإطار القانوني في المملكة العربية السعودية حرية التعبير، فلا يزال النظام الأساسي لعام 1992 سارياً ويُجرم نشر معلوماتٍ مضرة بالوحدة الوطنية، فضلاً عن التشهير. وتم مؤخراً مضاعفة مثل هذه التشريعات بسبب القمع المتجدد الذي تمارسه البلاد على الإرهاب، ونذكر على وجه الخصوص قانون عام 2014 لجرائم الإرهاب وتمويله، الذي دخل حيز التنفيذ في فبراير 2014. ينطوي هذا القانون على تعريفٍ غامضٍ للإرهاب والذي يتضمن أنشطةً مثل “الإخلال بالنظام العام للدولة،” أو “الإضرار بسمعة الدولة أو مكانتها.” وعلاوة على ذلك، ينص على منح وزير الداخلية سلطاتٍ واسعة لتعطيل مثل هذه الأنشطة، مع عدم وجود أي إشرافٍ قضائي تقريباً، والذي اعتبرته المنظمة الحقوقية الأمريكية، فريدوم هاوس، أن بالإمكان استخدامه لـ”تجريم النشاط الصحفي العادي.”

ففي عام 2015، احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثامنة كأسوأ سجان للصحفيين في العالم وفقاً للجنة حماية الصحفيين، وذلك بعد الصين ومصر وتركيا. فقد حظي العديد من الشخصيات الإعلامية من المسجونيين بالمملكة باهتمام واسع النطاق من قِبل وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، أبرزهم رائف بدوي. أسس بدوي، عام 2008، موقع “الليبراليون السعوديون،” وهو منتدىً على شبكة الإنترنت لمناقشة المسائل السياسية والدينية السعودية. ألقيّ القبض عليه بتهمة “الإساءة إلى الإسلام عبر قنواتٍ إلكترونية،” عام 2012 وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات عام 2014. ويتضمن الحكم عليه أيضاً منعه من السفر لـ10 سنواتٍ لاحقه، وألف جلدة. كما اجتذبت قضية محاميه، وليد أبو الخير، اهتماماً وغضباً دولياً، إذ حُكم على أبو الخير بالسجن 15 عاماً عام 2014 بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، بالرغم من أن منظمة العفو الدولية ترى في هذا عقاباً له على حملاته التي تنادي بحقوق الإنسان في المملكة.

وتعتبر هاتان الحالتان الأكثر بروزاً ضمن سلسلة طويلة من الحالات التي جرمت فيها السُلطات السعودية وأسكتت وسائل الإعلام المعارضة. ففي ديسمبر 2015، حكمت المملكة على زهير كتبي، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وكاتب يدعو للإصلاح السياسي والذي تلاحقه السُلطات لعمله منذ تسعينيات القرن الماضي، بالسجن 4 سنوات، ومنعه من السفر لخمس سنوات، ومنعه من الظهور إعلامياً لـ15 عاماً. فقد وجهت له تهمٌ مثل “زرع الفتنة،” و”تحريض الرأي العام،” و”الحد من هيبة الحكومة.” وفي وقتٍ سابقٍ من عام 2015، حكمت محكمة سعودية على أشرف فياض، وهو شاعرٌ فلسطيني، بالإعدام بتهمة الردة بسبب كتاباته. ألغي الحكم في وقتٍ لاحق من عام 2015، إلا أن فياض حُكم بالسجن لثماني سنوات و800 جلدة.

فالرقابة الحكومية المباشرة على وسائل الإعلام أمرٌ شائعٌ في المملكة العربية السعودية، في حين يمارس الصحفيون الرقابة الذاتية بشكلٍ متزايد في محاولةٍ لتجنب الأحكام التعسفية بفرض الرقابة الذاتية على أنفسهم والإمتناع عن إنتاج أي شكل من أشكال التغطية السلبية للعائلة المالكة، أو الإسلام، أو السُلطات الدينية، أو السياسة الخارجية السعودية. وفي ديسمبر 2016، تم منع الصحفي السعودي المخضرم جمال خاشقجي من الكتابة في الصحف السعودية، والظهور على التلفزيون السعودي، أو حتى حضور المؤتمرات بعد أن وصف موقف الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، من الشرق الأوسط بـ”المتناقض.”

وعلاوة على ذلك، فإن الإنترنت على وجه الخصوص بيئة مشددة الرقابة في المملكة. فغالباً تقريباً ما يتم إغلاق المواقع الإلكترونية التي تعبر عن آراء تنتقد الحكومة السعودية، ويلجأ اليوم معظم المعارضين داخل البلاد إلى عدم الكشف عن هويتهم في وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم. ومع ذلك، باتت اليوم مجتمعات وسائل التواصل الاجتماعي تحت المجهر الحكومي بشكلٍ متزايد. فقد مررت البلاد عام 2007، وبشكلٍ واضح، تشريعاً لمعالجة الجرائم الإلكترونية. وبالرغم من ذلك، يجرم القانون أيضاً نشر أي محتوى “يضر بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة،” على شبكة الإنترنت. وفي السنوات الأخيرة، واجه مستخدموا فيسبوك وتويتر على وجه الخصوص، مضايقاتٍ من السلطات الحكومية وحُكم على العديد منهم أيضاً بالسجن لفترات طويلة بتهمة التظاهر، أو المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، أو حتى التذمر من ظروف العمل عبر حساباتهم على المواقع الإلكترونية. أعادت المملكة النظر في قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2007، في عام 2016 لتمكين زيادة رقابة الدولة على أنشطة مواقع التواصل الاجتماعي.

التلفزيون

منذ إدخاله إلى البلاد، أصبح التلفزيون الوسيلة الأكثر شعبية في المملكة العربية السعودية. فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة نورث ويسترن في قطر عام 2016 أنّ 49% من البالغين السعوديين يشاهدون التلفزيون يومياً، على الرغم من أن النسبة انخفضت من 65% عام 2014. وعلى الرغم من أن مكاتب القنوات التلفزيونية الخاصة مسموحة، إلا أنّ القنوات التلفزيونية الخاصة ممنوعة من البث من الأراضي السعودية. ومع ذلك، هناك العديد من القنوات العربية التي يمولها رجال أعمال سعوديون وتعمل في دولٍ مجاورة. القنوات التلفزيونية السعودية الأبرز هي كالآتي:

القنوات التلفزيونية المملوكة للدولة:

  • القناة الأولى: أطلقت عام 1965 باعتبارها القناة الرئيسية في البلاد للأخبار والترفيه. تبث القناة السعودية الأولى محتوىً حول مجموعة متنوعة من المواضيع بما في ذلك المواضيع الثقافية والدينية والشؤون الحالية.

  • الإخبارية: قناة مملوكة للدولة أطلقت عام 2004 باعتبارها قناة محلية إخبارية تبث على مدار 24 ساعة. تضمن البث الأولي للقناة ظهور أول مذيعة أخبار على الشاشة في المملكة. تبث قناة الإخبارية في الغالب نشرات الأخبار التي تركز على الأخبار المحلية والعالمية، إلا أنها تبث أيضاً برامج حوارية ونقاشات على الهواء مباشرةً.

كما تُشغّل الدولة السعودية أيضاً قناة إخبارية باللغة الانجليزية، القناة الثانية، والقنوات الرياضية المخصصة لبث دوري المحترفين السعودي لكرة القدم.

القنوات الخاصة الممولة سعودياً:

  • إم بي سي (MBC):أسست عام 1991 من قِبل رجل الأعمال السعودي، وليد آل إبراهيم. غالباً ما تبث شبكة القنوات برامج “الترفيه العائلي” مثل الأفلام وتلفزيون الواقع والمسلسلات، وعلى مدى السنوات تم إطلاق قنوات متخصصة مثل إم بي سي دراما، وإم بي سي بوليوود، وإم بي سي أكشن. وتعتبر الشبكة، سيما إم بي سي 1، بمثابة منصةٍ للنقاشات الاجتماعية والاقتصادية وتستضيف العديد من المعلقين الإعلاميين السعوديين البارزين مثل داوود الشريان، الذي يُبث برنامجه الحواري على مدى خمسة أيام في الأسبوع. كما بث رجل الدين السعودي البارز، سلمان العودة، برنامجاً حوارياً أسبوعياً على الشبكة، إلا أنه أوقف عام 2011 بعد أن أعرب عن تأييده للثورات العربية. كما بثت إم بي سي 1 أيضاً مسلسل “سيلفي،” عام 2015، الذي أصبح لاحقاً المسلسل الأكثر شعبية للقناة في المملكة العربية السعودية وحصل على الثناء بسبب نهجه المنفتح نسبياً لمختلف المواضيع المثيرة للجدل في المجتمع السعودي مثل قيادة النساء للسيارات والطائفية وأزمة اللاجئين الإقليمية.

  • قناة العربية: تملكها مجموعة إم بي سي، حيث أنشِئت عام 2003 كقناة منافسة مدعومة سعودياً لقناة الجزيرة الإخبارية المملوكة لقطر، إلا أن مقرها دبي. اكتسبت القناة بدايةً شهرةً دولية، مع تغطيتها المثيرة للجدل للغزو الأمريكي للعراق عام 2003، مما أدى إلى حظر مجلس الحكم العراقي لعمليات القناة القائمة في العراق مؤقتاً، بعد بثها تسجيلاً صوتياً يُزعم أنه لصدام حسين. وللعربية والجزيرة تاريخٌ طويل بادعاء أنها القناة الإخبارية الأكثر مشاهدةً في العالم العربي، مما أشعل حرباً كلامية بين القناتين، إلا أن تقييماً مستقلاً أجرته صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2013 خلُص إلى أنّ كلاهما تجذبان حصة مماثلة من الجمهور. وتعكس القناتين صراحةً مصالح السياسة الخارجية السعودية والقطرية في تغطيتهما المتناقضتين للإطاحة بالرئيس محمد مرسي في مصر عام 2013، حيث اصطفت الجزيرة إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين، بينما دعمت العربية علناً حملة الرئيس السيسي.

  • الإعلام في السعودية قناة روتانا
    قناة روتانا التلفزيونية الشهيرة. Photo Flickr

    روتانا– شبكة من القنوات التلفزيونية العربية أسست عام 1987 والتي يملك الحصة الأكبر منها رجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال. قناة روتانا الأكثر شعبية بين المشاهدين السعوديين هي قناة روتانا خليجية، التي تبث برامج ترفيهية وأخبار الشؤون الجارية إلى جانب العديد من البرامج الحوارية ذات الشعبية. أبرزها برنامج يا هلا، الذي عرض عام 2014 مقابلةً مع أحد أعضاء مجلس الشورى الذي انتقد الحكومة السعودية لتقديمها مساعداتٍ عسكرية إلى لبنان. تم إيقاف مذيع البرنامج، مؤقتاً، بعد بث الحلقة، على الرغم من عودته على الشاشة منذ ذلك الحين.

  • وفي عام 2015، حاول الأمير الوليد إطلاق قناة العرب، وهي قناة فضائية جديدة تُعني بالشؤون الحالية وتبث من البحرين. ومع ذلك، تم إغلاق القناة من قِبل السلطات البحرينية في اليوم الأول من البث بعد عرضها مقابلةً مع أحد الشخصيات المعارضة البحرينية. وكان من المقرر إعادة إطلاق القناة من الدوحة في قطر في الربع الأخير من عام 2016، إلا أنها لم تبدأ البث حتى كتابة المقال.

  • قناة وصال: قناة تلفزيونية فضائية خاصة تبث محتوىً ديني سُنيّ من مصر إلا أنه يُعتقد أنها تتلقى تمويلاً من مؤيدين سعوديين وكويتيين. تتمتع القناة بسمعة تبني خطاب معادٍ للشيعة، وفي عام 2014 أغلقت السلطات السعودية مكاتب قناة الوصال في الرياض رداً على هجومٍ إرهابي تعرض له الشيعة في المملكة. وفي ذلك الوقت، كتب وزير الإعلام السعودي على تويتر أن قناة وصال “لم تكن قناة سعودية.”

  • قناة إقرأ: تأسست عام 1998 من قِبل رجل الأعمال السعودي صالح عبد الله كامل، حيث تركز برمجة إقرأ على القضايا الدينية والاجتماعية. وفي عام 2014، أشار استطلاعٌ لإيبسوس أن قناة إقرأ هي القناة التلفزيونية الإسلامية الأكثر مشاهدةً في المملكة العربية السعودية. وغالباً ما تُقدم القناة على شاشتها، محمد العريفي، وهو رجل دين سعودي يحظى بشعبية واسعة.

الإذاعة

تبقى الإذاعة وسيلة شعبية للحصول على المعلومات والترفيه في المملكة العربية السعودية. ووفقاً لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية عام 2016، فإن ما نسبته 34% من البالغين السعوديين يستمعون للإذاعة لأكثر من 30 دقيقة في اليوم، على الرغم من أن الدراسة وجدت أيضاً أن نصف الشباب لا يستمعون لها مطلقاً. فنسب المستمعين مرتفعة بشكلٍ خاص في المناطق النائية من المملكة، حيث غالباً ما يصعب الوصول إلى الصحف والقنوات الفضائية. كما يصل البث الإذاعي أيضاً عبر الصحاري في المملكة.

  • إذاعات المملكة العربية السعودية- تبث هذه الشبكة المملوكة للدولة محطة الإذاعة الوطنية، وخدماتٍ إقليمية للرياض وجدة، وإذاعة تستهدف العمالة الوافدة، ومحطتين إذاعيتين مخصصتين للإسلام وتلاوات القرآن الكريم.

وفي السنوات الأخيرة، سمحت الحكومة السعودية بعددٍ محدود من تراخيص المحطات الإذاعية الخاصة. حصلت على هذه التراخيص شركات إعلامية سعودية كبيرة ممن تتمتع بعلاقاتٍ مع الحكومة مثل روتانا وإم بي سي. فقد كانت إذاعة إم بي سي إف إم أول محطة إذاعية خاصة يتم إطلاقها في المملكة العربية السعودية عام 1994، وتعتبر اليوم المحطة الرائدة في السوق، بينما أطلقت روتانا مجموعة من المحطات الإقليمية عام 2010. تبث المحطات الإذاعية الخاصة في المملكة، غالباً، محتوى موسيقي وترفيهي فحسب.

الصحف

معظم الصحف في المملكة العربية السعودية مملوكة للقطاع الخاص، إلا أنّ الدولة تمارس نفوذها، سواء كان ذلك بشكلٍ مباشر عن طريق تعيين رؤساء التحرير، أو بشكلٍ غير مباشر من خلال إدارة الإعلانات والإعانات. قراءة الصحف في المملكة منخفضة نسبياً، سيما في الصحافة المحلية، وربما يرجع ذلك إلى ظروف الرقابة الصارمة التي تجعل معظم التقارير الصحفية ذات لهجة هادئة ومتكررة. تطبع أكثر الصحف العربية اليومية قراءةً (الحياة، والرياض، وعكاظ)، حوالي 70 ألف إلى 100 ألف نسخة، في حين أنّ تداول أكثر الصحف الانجليزية شعبيةً يصل إلى حوالي 35 ألف نسخة. الصحف الأكثر شعبية في البلاد كالآتي:

  • الشرق الأوسط– أسست عام 1978 كصحيفة عربية تتم طباعاتها في 14 مدينة حول العالم في وقتٍ واحد. تنشر الصحيفة، ومقرها لندن، مقالات نقدية للعديد من الشخصيات البارزة في وسائل الاعلام السعودية وتعكس بقوة مصالح السياسة الخارجية السعودية وخاصة في تغطيتها لأخبار الشرق الأوسط. وفي عام 2014، حظرت الحكومة العراقية طباعة وتوزيع الصحيفة في العراق. وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أنّ الحكومة العراقية ادعت أن نموذج التوزيع ينتهك القانون العراقي. كما تطبع دار نشر الصحيفة أيضاً صحيفة يومية شعبية باللغة الإنجليزية، هي Arab News.

  • صحيفة الحياة اللندنية- تطبع صحيفة الحياة التي تأسست عام 1946 ومقرها الرئيسي لندن، نسخاً يومية في العديد من المدن العالمية بما في ذلك نيويورك ودبي والرياض والقاهرة، بطريقة مماثلة لصحيفة الشرق الأوسط. صحيفة الحياة هي صحيفة عربية يملكها نائب وزير الدفاع السعودي السابق، خالد بن سلطان، إذ تم حظر الصحيفة مرتين من قِبل السلطات السعودية في العقد الألفين، وكان آخرها عام 2007، بعد أن نشرت تقريراً يزعم تورط مواطن سعودي في خلية لتنظيم القاعدة في العراق.

  • صحيفة الرياض– صحيفة يومية تأسست عام 1965؛ تركز على الأخبار الإقليمية والوطنية السعودية. منح هذا التركيز الصحيفة شريحة كبيرة من القراء وباتت تحظى بالاحترام بين الجماهير السعودية المحلية.

  • صحيفة الجزيرة – تأسست عام 1960 وتعتبر واحدة من أهم المطبوعات اليومية المحافظة في المملكة. وفي عام 2010، حُكم على صحفي من صحيفة الجزيرة بالسجن لشهرين بالإضافة إلى 50 جلدة لتغطيته احتجاجاً ضد فشل إمدادات الطاقة الكهربائية في البلاد.

  • صحيفة عكاظ– تأسست عام 1960 ومقرها جدة، ومنذ ذلك الحين أصبحت عكاظ واحدة من أكثر الصحف اليومية المحلية شعبيةً في المملكة العربية السعودية. وفي أواخر عام 2011، طردت الحكومة رئيس تحرير الصحيفة آنذاك، محمد التونسي، لنشره تقريراً استقصائياً عن استهلاك مخدر القات في جنوب المملكة. كما تنشر صحيفة عكاظ نسخة باللغة الإنجليزية هي Saudi Gazette.

  • صحيفة الوطن– تأسست عام 2000 من قِبل الأمير خالد الفيصل، وهو عضو بارز في العائلة المالكة السعودية تقلّد عدة مناصب حكومية. بدى أن الصحيفة تتبنى بدايةً لهجة أكثر انتقاداً من منافسيها، حيث أشارت مقالات مبكرة، على سبيل المثال، إلى علاقة أفراد من رجال الدين السعوديين الفاسدين بالتطرف. ومع ذلك، أصبحت اللهجة التحريرية للصحيفة أكثر رصانة في السنوات الأخيرة. فقد شغل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، الذي بات ممنوعاً اليوم من نشر مقالاته في البلاد، منصب رئيس التحرير للصحيفة لفترةٍ وجيزة، شهرين، في عام 2003، ومرة أخرى من عام 2007 إلى عام 2010.

وسائل التواصل الاجتماعي

أدى مزيج البيئة الإعلامية التقليدية القمعية وحقيقة أنّ نحو ثلثيّ السكان تُقدر أعمارهم بأقل من 30 عاماً، إلى اكتساب وسائل التواصل الاجتماعي شعبيةً واسعة في المملكة العربية السعودية.

على الرغم من شعبيتها، تخضغ تطبيفات المراسلات الفورية مثل واتساب وفيسبوك ماسنجر لحظرٍ مؤقت وقيود على الخدمة في المملكة، وكان آخرها في أوائل عام 2016، عندما تم حظر وظائف التطبيقات للمكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو من قِبل السلطات لأسباب غير واضحة. وعلى الرغم من أن الحكومة تضغط على الشركات الدولية، مثل فيسبوك، لتبادل معلومات المستخدمين، إلا أنّ من المرجح أن الدافع وراء هذا الحظر يعود لدوافع اقتصادية أكثر من كونها أيديولوجية، إذ أن تطبيقات الرسائل الفورية مثل واتساب وفايبر تشكل تحدياً كبيراً لشركات الإتصالات السعودية، التي تتمتع بنفوذٍ كبير داخل العائلة المالكة السعودية.

المنصةالمنصة نسبة المستطلعين الذين يستخدمون
واتسآب93%
فيسبوك86%
توتير76%
يوتيوب54%
انستغرام40%
فيسبوك ماسنجر28%

منصات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في السعودية عام 2015 حسب استخدام المستجيبين. المصدر: دراسة جامعة نورث ويسترن في قطر لعام 2015- 4559 مستطلع. © Fanack

فقد أصبح الفيسبوك الميدان المُختار من قِبل العديد من جماعات المعارضة، وبخاصة النشطاء الشيعة، لنشر قضيتهم وأنشطتهم. كما يتم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تنظيم الاحتجاجات على نطاقِ ضيق، ليتم فيما بعد تحميل الصور واللقطات. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، راقبت الحكومة السعودية، بشكلٍ متزايد، مثل هذه الصفحات وبدأت بتحديد وملاحقة المساهمين فيها. وفي عام 2013، حُكم على 7 من مستخدمي الفيسبوك السعوديين ممن نشروا محتوىً على صفحةٍ تؤيد رجل الدين الشيعي المسجون، توفيق العامر، بالسجن لفترات تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات بتهمة “التحريض على الاحتجاجات والإضرار بالنظام العام.”

يتمتع تويتر، إلى حدٍ ما، بشعبيةً أكبر في المملكة العربية السعودية مقارنةً بباقي دول الشرق الأوسط، كما يعتمد العديد من الشخصيات الحكومية البارزة ورجال الدين والشخصيات الإعلامية هذه المنصة الاجتماعية. فقد اكتسب حساب تويتر الرسمي للملك سلمان مليونيّ متابع في غضون ستة أشهر من تتويجه على العرش في عام 2015. كما يضم حساب الشيخ محمد العريفي الرسمي حالياً 16,5 مليون متابع. وعلاوة على ذلك، يتم توظيف توتير أيضاً من قبل الناشطين داخل المملكة كوسيلة لتبادل المعلومات المثيرة للجدل. ومنذ عام 2011، جذب حساب “مجتهد” @mujtahidd مجهول الهوية على تويتر، أكثر من 1,6 مليون متابع، وغالباً ما ينشرُ محتوىً ينتقد فيه العائلة المالكة ويزعم “تسرب معلوماتٍ” تُسلط الضوء على الفساد الحكومي.

تبنى السعوديون أيضاً موقع يوتيوب كوسيلةٍ لإنتاج مصدرٍ بديل للبرامج على التلفزيون السعودي. وعادةً ما تنطوي العروض السعودية على موقع يوتيوب على المشاهد المسرحية الهزلية والعروض الفردية، وغالباً ما يتخذ مستخدموا يوتيوب السعوديين “يوتيوبرز،” موقفاً أكثر انتقاداً تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية السعودية من تلفزيون الدولة أو القنوات الخاصة. وبالرغم من التسامح الكبير الذي أظهرته السلطات السعودية تجاه هذه الظاهرة الناشئة، مع اجتذاب العديد من مجموعات يوتيوب اليوم للرعاية من الشركات، لا تزال الخطوط الحمراء قائمةً، إذ تمت محاكمة مستخدمي يوتيوب لتجاوزها. المثال الأبرز على ذلك ما حصل مؤخراً في سبتمبر 2016، عندما اعتقلت السلطات السعودية مستخدم يوتيوب “أبو سن،” بتهمة “السلوك غير الأخلاقي،” بعد ظهوره في محادثات فيديو مع مدونة فيديو أمريكية. يواجه أبو سن عقوبةً قد تصل إلى السجن لثلاث سنوات.

المنشورات على الإنترنت

أثبتت المنصات الإخبارية على الإنترنت أنها تحظى بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، حيث تجتذب مواقع الكترونية مثل صحيفة سبق الإلكترونية (Sabq.org)، وموقع إيلاف (Elaph.com) نسباً مرتفعة من المشاهدات اليومية. وتُفيد التقارير أن موقع صحيفة سبق رابع أكثر المواقع زيارةً في البلاد، وذلك وفقاً لموقع Alexa لترتيب المواقع العالمية. ويُقال أيضاً أن المواقع الإخبارية الشعبية، مثل موقعي سبق وإيلاف، يحصلان على حوافز مالية من الحكومة السعودية مقابل تغطية ما بصالحها.

وعلى الرغم من نجاح بعض المنصات على الإنترنت، أغلقت الغالبية العظمى من المواقع الإلكترونية ومقرها السعودية، والتي تعبر عن آراء بديلة أو انتقادية. وتشتمل هذه على الشبكة الإخبارية الشيعية، راصد، وجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (ACPRA). وعلاوة على ذلك، يتم حجب المواقع الالكترونية العاملة خارج البلاد، والتي تعتبرها السُلطات مضرةً، بشكلٍ روتيني. وتتضمن هذه المواقع، المواقع الإلكترونية المتعلقة بالأنشطة غير القانونية مثل المقامرة والأنشطة الإباحية، ولكن ينطوي هذا أيضاً على المواقع الإخبارية مثل صحيفة العربي الجديد، ذات التمويل القطري ومقرها لندن، والتي حظر موقعها في المملكة أوائل 2016.

الإعلام في السعودية - Chronicle Fanack.com
وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الإعلام في السعودية

أحدث المقالات

فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “الإعلام” و “المملكة العربية السعودية”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت:

Advertisement
Fanack Water Palestine