وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مصر السادات (1970 – 1981)

الرئيس أنور السادات
الرئيس أنور السادات

المقدمة

غيّر أنور السادات (1918-1981) الاتجاه بشكل جذري. فقد تخلى عن سياسة النمط السوفييتي للتخطيط الاقتصادي المركزي وأدخل آليات السوق الحرة تحت شعار الانفتاح. ففتح الباب للاستثمار الأجنبي، وأُرسل آلاف المستشارين الاقتصاديين السوفييت إلى بلادهم.

كان طموح السادات إعادة تأمين مصر بعد الهزيمة النكراء في حرب 1967. وبعد سياسة الانفتاح غير المثمرة على الولايات المتحدة، الداعمة الرئيسية لإسرائيل، استعدّ السادات، بالتعاون مع سوريا، لهجوم مفاجئ على إسرائيل. فشنّت مصر هجوماً في 6 تشرين الأول/أكتوبر 1973، فعبرت قناة السويس وقهرت القوات الإسرائيلية. وبعد وقت قصير، خسرت مصر الكثير من الأراضي التي كانت سيطرت عليها في بداية الحرب في هجوم إسرائيلي مضاد. ثم ما لبثت أن أدركت كل من إسرائيل ومصر أن وقف إطلاق النار هو الخيار الأفضل.

وكان للسادات الفضل في محاربة إسرائيل في الوقت الذي كانت تعتقد فيه معظم القوى العالمية أنها مهمة مستحيلة، خاصة بعد الهزيمة الكارثية التي لحقت بالعرب عام 1967. صرّح السادات لاحقاً أنه لم يكن يعتزم شن حرب واسعة ضد إسرائيل أو استعادة جميع الأراضي التي فقدتها مصر في شبه جزيرة سيناء. وقال إنه أراد دفع الولايات المتحدة، المنشغلة بالحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، لفتح محادثات سلام بين الجانبين من أجل استعادة الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

اتفاقات كامب ديفيد

الرئيس أنور السادات والرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن يتصافحان أمام البيت الأبيض عام 1979 اضغط للتكبير
الرئيس أنور السادات والرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن يتصافحان أمام البيت الأبيض عام 1979 اضغط للتكبير

في السنوات التالية، أقام السادات علاقات ودية مع الولايات المتحدة، وبدأت المفاوضات مع إسرائيل. عام 1977، سافر إلى القدس، وكان أول زعيم عربي يزور إسرائيل، حيث ألقى كلمة في الكنيست الإسرائيلي. عام 1978، تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد من قبل السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن (1913-1992). واعترفت مصر بحق إسرائيل في الوجود، ووافقت إسرائيل على انسحاب كامل من سيناء. ورغم بعض الترتيبات المتعلقة بمستقبل الفلسطينيين، وصفت الدول العربية الصفقة التي عقدها السادات مع إسرائيل بالخيانة للقضية العربية كما وصفته بالرئيس الخائن. وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية التي تم نقل مقرها من القاهرة إلى تونس. في البداية، حاول السادات كسب المصريين من خلال السماح لهم بالمزيد من الحريات. فأصدر عفواً شاملاً عن السجناء السياسيين، بما في ذلك قادة الإخوان المسلمين الذين سُجنوا من قبل سلفه عبد الناصر. كما خفف الرقابة على الصحافة، وسمح بإنشاء الأحزاب السياسية عام 1977.

بدت سياسات السادات الاقتصادية أنها تأتي بثمارها. استثمرت حكومات دول الخليج العربية بكثافة، بعد تدفق الأموال من ارتفاع أسعار النفط؛ ولكن الثروة الجديدة لم يتم توزعها بالتساوي. ففي حين استفاد الأغنياء والطبقة الوسطى، بقي الفقراء فقراء، وتميزت السنوات الأخيرة للسادات بتهم الفساد ضد طبقة رجال الأعمال الجديدة التي استفادت من سياسة الانفتاح.

اغتيال الرئيس أنور السادات

مع نمو الشقاق الاجتماعي، واجه السادات المعارضة اليسارية بالسماح بالمزيد من الحريات للجماعات الإسلامية السياسية، ولكن عندما حوّل الإسلاميون انتقاداتهم للسادات وسياساته الاقتصادية والفساد واتفاقية السلام مع إسرائيل، حاول كبح جماحهم مرة أخرى عندما أمر بتضييق الخناق عليهم في أيلول/سبتمبر 1981. وأُلقِيَ القبض على الآلاف من الأصوليين المسلمين وغيرهم من المعارضين السياسيين. اغتيل السادات في القاهرة في 6 تشرين الأول/أكتوبر 1981 خلال استعراض عسكري من قبل عدد من الضباط والجنود المرتبطين بالجماعة الإسلامية.

Advertisement
Fanack Water Palestine