يقدم الصحفيون والأكاديميون المشهورون في فناك تغطية متعمقة لقضية حقوق الأقليات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من منظور عربي
الأقليات هي مجموعة من الناس ينتمون إلى حضارة تختلف عن ما هو سائد داخل الدولة. والأقليات متنوعة؛ بعضها ديني، وبعضها عرقي، وبعضها لغوي، مثل قبائل البهائيين والبجا في مصر، السابيان الماندايون والتركمان في العراق والأرمن واليهود في تركيا، الدروز في سوريا ولبنان، البربر في المغرب والجزائر…إلخ
في ظل عدم توفر معلومات وإحصائيات دقيقة، حول التركيبة العرقية، الدينية، الطائفية، واللغوية للبنية الاجتماعية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد يعدَم الباحثون الحيلة في المضي قدماً نحو دراسة شؤون وحقوق الأقليات في بلدان المواطنة؛ لكن ذلك لا يعدِم الحقائق الثابتة على أرض الواقع.
تلك الحقائق المتعلقة بالتاريخ الطويل لوجود مثل هذه الأقليات هنا أو هناك، والتي من العبث التفكير في طمس هويتها، أو استئصال جذورها الممتدة لمئات، إن لم يكن آلاف السنين. ومهما جرى لهذه الأقليات من محاولات دؤوبة عبر التاريخ لإذابتها أو إدماجها بشكل قسري ضمن الأكثريات المسيطرة، الحاكمة، الممسكة بزمام الأعراف العامة وسن القوانين والتشريعات؛ وما تم غرسه، وترسب فعلياً، في ذهنيات الأجيال المتعاقبة للأكثرية المسيطرة، فإن معظم الأقليات –خاصة في المجتمعات غير الديمقراطية- مستمرة في النضال من أجل الحفاظ على هويتها الثقافية والدينية واللغوية.
والأقليات عبارة عن مجموعة من البشر ينتمون إلى تكوين حضاريّ يختلف عما يسود داخل الدولة، والأقليّات البشريّة متنوعة منها ما هو ديني، ومنها ما هو عرقيّ، ومنها ما هو لغوي، ولكنها تسمى جميعاً وفق نموذج اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة بالأقليّات الثقافية، كالبهائيين وقبائل البجا في مصر، و الصابئة المندائيون، والتركمان في العراق، والأرمن واليهود في تركيا، والدروز في سوريا ولبنان، والأمازيع في المغرب والجزائر…إلخ.