تحرص المؤسسات الرياضية الدولية والقارية على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من استقلالية المؤسسات الرياضية بعيداً عن تدخل الحكومات. ومع ذلك، تبقى الأنشطة الرياضية إحدى أدوات اللعبة السياسية في بعض دول المعمورة.
وتعتمد العلاقة بين الرياضة والسياسة على طبيعة النظام السياسي القائم في هذه الدولة أو تلك. وغالباً ما تعمد الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية بشكل خاص، إلى ممارسة نوعٍ من السيطرة على الأنشطة الرياضية، بل واحتكارها لخدمة مصالحها السياسية المختلفة.
وفي الشرق الأوسط، الصاخب بالخلافات السياسية والفقير بالديمقراطية، لعبت الرياضة دوراً سياسياً مؤثراً إلى حدٍ بعيد، سواءً كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي. ولهذا السبب، يقدّم موقع فنك في هذا الملف الخاص لمحة موسعة عن العلاقة المعقدة التي تجمع بين السياسة والرياضة في هذه المنطقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، مارست معظم الدول العربية على المستوى الخارجي نوعاً من الضغط السياسي باستخدام سلاح الرياضة في مواجهة إسرائيل، باعتبارها كياناً محتلاً للأراضي الفلسطينية. ومنعت هذه الدول رياضييها من مواجهة رياضيي إسرائيل في المحافل الدولية، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية. وقد تأت المقاطعة بقرارٍ من قبل اتحاد اللعبة ذاتها، أو قراراً ذاتياً من اللاعب أو الفريق، انطلاقاً من خلفيات سياسية أيضاً.
وعلى الخلفية ذاتها، ما لبث أن رُفِع العلم الإسرائيلي في غير محفل رياضي على الأراضي العربية. وجاء ذلك على الرغم من حالة الاستياء الشعبي التي تحركها بعض القوى السياسة التي تقدم الأرض على السلام. واعتبرت هذه القوى الحضور الرياضي الإسرائيلي بداية للتطبيع السياسي المجاني؛ ذلك التطبيع الذي بدأ يؤتي أُكله مؤخراً في إطار ما اصطلح على تسميته بالشرق الأوسط الجديد.
أما على المستوى الداخلي، فقد أصبحت تجمعات “الألتراس” أو روابط مشجعي النوادي الرياضية جزءاً لا يتجزأ من الساحة السياسية المصرية منذ ثورة 25 يناير 2011. بل وأصبحت لهم صولات وجولات مع القوى الأمنية المصرية للضغط على الحكومات المتعاقبة بهدف تلبية مطالب تتعلق بالحريات والمشاركة السياسية.