وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ثقافة ليبيا

ثقافة ليبيا
رجال قبائل الطوارق يرقصون خلال حفل تقليدي في الصحراء الليبية بمنطقة أوال الغربية بالقرب من الحدود مع تونس والجزائر ، على بعد 600 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طرابلس، في 29 مارس 2019.(Photo by Imed LAMLOUM / AFP)

المقدمة

هوية الثقافية الليبية هي فسيفساء ملونة، ومزيج متناغم ومتداخل من الثقافات الأمازيغية، الأفريقية، المغاربية، والعربية الإسلامية. وقد شكل ظهور الإعلام في ليبيا أول ملامح التحرك الثقافي منذ عهد الحكم العثماني (1865-1911). حيث انتشرت الصحافة المحلية، ولعبت دوراً مهماً في نشر الوعي السياسي، وتعزيز الهوية الثقافية.

واتسمت فترة الاحتلال الإيطالي (1911-1943م) بما يمكن تسميته بالركود الثقافي والفكري في البلاد. ويؤكد باحثون أن إيطاليا لم تكن مهتمة بنشر الثقافة العربية الأصلية في ليبيا ولا بتثقيف الليبيين الثقافة الحقة.

وبعد أن أصبحت ليبيا تحت حكم الإدارة العسكرية البريطانية والفرنسية عام 1943م، سمحت الإدارة الجديدة للبلاد، بحرية الرأي والتعبير نسبياً، فانتشرت النوادي الثقافية والاتحادات المهنية والنوادي الرياضية. وفي فترة الحكم الملكي السنوسي (1951-1969)، انتشرت الجمعيات الفكرية والأدبية، والمراكز والنوادي الثقافية بشكل أوسع، بتوجيه ودعم من الحكومة.

لكن معمر القذافي الذي حكم البلاد لاثنين وأربعين عاماً (1969-2011م) عمل على إعادة تشكيل الثقافة الليبية، من خلال أفكاره ونظرياته الخاصة بل والمتفردة، وأخذ يستأثر بالأفكار؛ حيث وصفه بعض النقاد بأنه لم يسجن الأجساد وحدها، بل سجن عقول المبدعين والمثقفين في ليبيا أيضاً.

لكن مع معاناة الكثير من المبدعين من قمع ومضايقات لم تتوقف الأصوات الحرة عن الإبداع. وراحت تبحث عن ملاذات آمنة للتعبير عن إبداعاتها. وعلى هذا النحو شردت ليبيا، في زمن العقيد القذافي، عقولها ومثقفيها اللامعين. ومن بقي داخلها هم من أجادوا فنون الهتاف في جوقة العقيد والتهليل بعظمته وعظمة أفكاره.

وبعد ثورة 19 فبراير 2011م، أخذت الثقافة الليبية تخرج من القمم وتتفجر بها الينابيع الإبداعية الخفية. سواءً على مستوى الأفلام القصيرة والوثائقية، أو الموسيقى والرقص، أو الأدب والشعر، أو غيرهم من فنون.

فعلى الرغم من الصراعات السياسية والعسكرية التي أعقبت الثورة لنحو عقدين حتى الآن 2020م، أصبح المثقفون من الأدباء والفنانين، ينعمون بمناخ يسيل فيه حبر اقلامهم وألوان ريشهم بحرية ورشاقة دون انكسارات أو تعرج، كما كان يحدث على وقع الصوت القذافي. فقد حلت ثقافة الزمن البديل التي أضحت ترسي أدبيات المرحلة الجديدة، في مقاربات لافتة بين المطامح الوطنية والتطلعات الإنسانية، ومحاولاتٍ سريعة لتجاوز الماضي، ومطاولة المستقبل الجديد لليبيا المتحررة أدواتها التعبيرية حديثاً، والانفتاح الأشمل والأوسع على الثقافات المختلفة.

للمزيد حول ثقافة ليبيا، يرجى الاطلاع على ما تناولته فنك حول هذا الملف.

الأدب

ليس في ليبيا التاريخ الفكري للبلدان العربية الأخرى؛ وكانت لفترة طويلة بلداً نائيةً وقليل السكان. في عهد السلالة القرمانلية، كتب مؤرخ البلاط محمد بن خليل بن غلبون (الذي توفي عام 1737) “التذكار في من ملك طرابلس وما كان بها من أخبار”، طبعة أيمن البحيري، بيروت، 1998.

برز الزعيم السياسي سليمان الباروني، إباضي من منطقة جبل نفوسة، ككاتب سياسي في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. كان والده فقيهاً ورجل قانون وشاعراً علّم في الزاوية (معقل الصوفية) قرب يفرن. وسليمان نفسه درس في تونس وجامعة الأزهر في القاهرة ومزاب في الجزائر. وكان خلال حياته ملتزماً بالقضية الإباضية، وبالتالي اضطهدته السلطات العثمانية مع أنه خدم في المجلس النيابي العثماني بعد ثورة تركيا الفتاة عام 1908 كنائب عن جبل نفوسة. كما عمل مع الحكومة العثمانية، قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها، لمقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا.

بعد الحرب، ساعد الباروني في تأسيس الجمهورية الطرابلسية وسعى بعدها إلى إنشاء إمارة بربرية مستقلة في الجبل الغربي تحت الحماية الإيطالية، ولكنه اختلف مع التيار السنّي للسكان العرب الذين اتهموا الإباضية بالهرطقة. فهرب في البداية إلى أوروبا ومن ثمّ إلى الحجاز، وبعدها إلى مسقط حيث نزل ضيفاً على سلطانها. وانتقل بعد ذلك إلى داخل عمان بصفة وزير دولة نزوة الإباضية الصغيرة قبل أن يعود إلى مسقط عام 1938 كمستشار للسلطان. كتب الباروني مجموعة مجلدات عن الحكام الإباضيين (“الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية”، الذي نشر الجزء الثاني منه في القاهرة عام 1906-1907). وقد خُصّص لذكراه متحف صغير في جادو في جبل نفوسة.

بدأ الازدهار الحقيقي للأدب الليبي في عهد القذافي. ومن الكتاب الذين عاشوا في عهد النظام، بعضهم كانوا مؤيدين له أكثر من غيرهم. أحمد إبراهيم فقيه (ولد في مزدة عام 1942) درس في ليبيا ومصر واسكتلندا؛ وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب في جامعة إدنبرة عام 1982. بعد عودته إلى ليبيا عمل كاتب عمود ودبلوماسياً وصحفياً ومدير معهد موسيقى ودراما في طرابلس. كما كان روائياً وكاتباً مسرحياً، وتُرجمت خمس من رواياته إلى اللغة الإنكليزية. فثلاثيته “سأهبك مدينة أخرى” (لندن، 1991) ترجمت إلى الإنكليزية بعنوان Gardens of the Night (لندن 1995) واحتل المرتبة 16 على لائحة اتحاد الكتّاب العرب لأفضل مئة رواية عربية في القرن العشرين.

ثقافة ليبيا
الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، أحد المتسابقين العشرة النهائيين لجائزة مان بوكر الدولية لعام 2015، يقف لالتقاط صورة له في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن في 19 مايو 2015. AFP PHOTO / ADRIAN DENNIS

كان ابراهيم الكوني أشهر كاتب ليبي في هذه الفترة. وُلد عام 1948 في غدامس، ودرس الأدب المقارن في معهد مكسيم غوركي الأدبي في موسكو، وعمل صحفياً في وارسو وموسكو. ويعيش الآن في سويسرا. كتب بحنين عن الماضي وثقافة قبائل الطوارق التي ينحدر منها. عام 2010، فاز بجائزة الرواية العربية في القاهرة وتبرع بقيمة الجائزة إلى أطفال قبائل الطوارق. كما فاز بجوائز عديدة أخرى، بما فيها جائزة الدولة السويسرية عن روايته “نزيف الحجر” عام 1995 وجائزة الدولة الليبية عن جميع أعماله عام 1996، إضافة إلى جائزة لجنة الترجمة اليونانية عن روايته Gold Dust عام 1997. وتشمل رواياته: “المجوس” (ليبيا والمغرب، 1992) التي احتلت المرتبة 11 على لائحة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مئة رواية عربية في القرن العشرين)، “أنوبيس” (بيروت 2002) ترجمها ويليام م.هاتشنز تحت عنوان Anubis: A Desert Novel، القاهرة ونيويورك، 2008، “نزيف الحجر” (لندن 1990) التي ترجمها كريستوفر تينغلي، Moreton-in-Marsh، عام 2003؛ “الدمية” (بيروت 1998) التي ترجمها ويليام م. هاتشنز بعنوان The Puppet، أوستن تكساس، عام 2010؛ “البحث عن المكان الضائع” (بيروت 2003) التي ترجمها ويليام م. هاتشنز بعنوان The Seven Veils of Seth، Reading، بريطانيا، 2008.

خليفة حسين مصطفى (ولد عام 1944) ينتمي إلى جيل الكتّاب ما بعد الاستقلال. أضيفت روايته “عين الشمس” (طرابلس 1983) إلى لائحة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مئة رواية في القرن العشرين. ومن بين الشعراء نذكر جيلاني طريبشان وإدريس الطيّب، ومن الشاعرات مريم سلامة وخديجة بسيكرى. ولطفية القبائلي محررة وكاتبة قصص قصيرة.

كانت الحياة الثقافية محدودة جدّاً في عهد القذافي. وصف هشام مطر كيف دخل الجيش إلى كلّ محل تجاري لبيع الكتب وكل مكتبة في طرابلس وأخذوا آلاف الكتب ليحرقوها في الساحات العامة. وكل ما بقي على الرفوف كان كتباً “تربوية” أو “ثورية”. وانتقل أكبر متجر لبيع الكتب ودار نشر في طرابلس، دار الفرجاني التي تأسست عام 1952، إلى لندن عام 1980 وأعيدت تسميته إلى Darf Publishers وركّز على الكتب باللغة الإنكليزية حول ليبيا والشرق الأوسط والعالم العربي.

تكررت القصة في جوانب أخرى من الحياة الثقافية. تأسست العديد من المنظمات والجمعيات، مثل “معهد ابن مقلة للخط العربي” و “المعهد الوطني للموسيقى” و”الهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”. إلا أنها كانت أدوات تقييد بدلاً من تيسير للتجربة الثقافية. وفي الثمانينيات، كان هناك حظر على الآلات الموسيقية الغربية التي اعتُبِرَت أنها تفسد مشاعر المجتمع الجماهيري النقية. كما كانت لجنة المسرح تحدد المسرحيات التي يجوز عرضها. وبالنسبة للأفلام، كان هناك الهيئة العامة للسينما لإنتاج الأفلام الروائية.

موّل النظام عدة أفلام دعائية عديدة (منتجة في الخارج) حول المقاومة الليبية ضدّ الإيطاليين، مثل “عمر مختار: أسد الصحراء” (1981)، بطولة أنطوني كوين بدور عمر وأوليفر ريد بدور الجنرال الإيطالي رودولفو غراتسياني، من إخراج مصطفى العقاد الذي أخرج أيضاً “محمد رسول الله” (العنوان الأوروبي؛ و”الرسالة” العنوان الأمريكي، عام 1976)، يؤرّخ ولادة الإسلام، والذي مولته الحكومتان الليبية والسعودية. كما أنتج فيلم “هالوين” (1978)، من أفلام الرعب الأمريكية، وسبعة أجزاء له.

في بعض الأحيان، قامت هذه الهيئات التي ترعاها الدولة بأعمال جيدة من وراء تعليماتهم المباشرة. وكان أحدها “مركز دراسات جهاد الليبيين ضدّ الغزو الإيطالي” الذي تأسس عام 1977. وصف محمد الجراري مدير المركز نفسه بأنه “ذاك الشخص الذي تدرب على العدو عبر حقول الألغام. وكان علي لزاماً التعامل مع النظام السيادي لحكم القذافي من أجل إنجاح دعم البحث العلمي في مجال التاريخ” بنى مركزه أرشيفاً رائعاً حول التاريخ الليبي، بما في ذلك مشروع تاريخي شفوي جمع 10 آلاف مقابلة مع ليبيين شاركوا في النضال ضد الإيطاليين إضافة إلى عدة ملايين من الوثائق حول تاريخ ليبيا في القرن العشرين، بما فيها مجموعات من الصور والصحف والمراسلات الشخصية لشخصيات بارزة ليبية. نجت جميعها من الحرب، مع أنّ اسم المركز أصبح المركز الليبي للمخطوطات والدراسات التاريخية.

الكاتب الليبي هشام مطر اشتهر في الغرب لمعارضته الصريحة للنظام. درس في لندن وكتب بالإنكليزية. وُلد عام 1970 في مدينة نيويورك، حيث عمل والده في بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة. وعاد إلى ليبيا في سن الثالثة حيث أمضى بداية طفولته. عام 1979، اتهم النظام والده بالرجعية، فهربت الأسرة إلى مصر حيث عمل والده في المجتمع المنفي ضدّ النظام. عام 1986، انتقل مطر إلى لندن ليدرس الهندسة والتصميم. عام 1990، تم اختطاف والده في القاهرة ونقله إلى ليبيا ولم يظهر له أثر. عام 2002، قيل أنه لا يزال حيّ في سجن أبو سليم. ترتكز روايتا مطر “In the Country of Men” و “Anatomy of Disappearance” على هذين الحدثين. أدرجت روايته الأولى على قائمة الروايات المرشحة لجائزة بوكر لعام 2006، وفازت بجائزة الكتاب الأول لرابطة الشعوب البريطانية لأوروبا وجنوب آسيا وجائزة جمعية أونداتجي الملكية للأدب لعام 2007 وجائزة Premio Vallombrosa Gregor von Rezzori الإيطالية وجائزة Premio Internazionale Flaiano الإيطالية (فرع الأدب)، إضافة إلى الجائزة الافتتاحية لمتحف الكتاب الوطني العربي الأمريكي. وقد تمّت ترجمتها إلى أكثر من لغة. وهو يعيش الآن في لندن.

ثقافة ما بعد الثورة

بعد الثورة، أصبحت الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة شعبية جدّاً، ربما بسبب الدور الذي لعبته الإنترنت والتكنولوجيا ووسائل الإعلام الشعبية في الثورة. غطّت الدورة الثالثة من مهرجان الشاشة العربية المستقلة للأفلام العربية في بنغازي عام 2013 حوالي 60 إنتاجاً من العالم العربي. وكان الفائز في أفضل فيلم وثائقي “طريق الألف ميل” (من إخراج مراد غرغوم، ليبيا) الذي تم تصويره وتنقيحه في شباط/فبراير 2011، قبل سقوط ثكنة الكتيبة في بنغازي. نقله إلى مصر سائق باص مكوكي مصري. وفاز فيلم “الطريق إلى باب العزيزية” بجائزة أفضل فيلم ليبي (من إخراج فرج الفرجاني وأليكس ديلاكس)، الذي كان حول المحاولات الفاشلة للإطاحة بنظام القذافي في بداية الثمانينيات.

من بين الأفلام الليبية الأخرى التي فازت بجوائز:

• “امرأة من بنغازي” (من إخراج طارق مهيوس)، حول امرأة أخذت على عاتقها تنظيف الطرقات حول ساحة الحرية.
• “عودة علم” (من إخراج محمد الذيب)، حول عودة العلم الملكي الثوري الثلاثي الألوان كعلم للثورة.

ثقافة ليبيا
فتيات ليبيات يرتدين الملابس الليبية التقليدية يجلسن تحت خيمة أثناء حضورهن مهرجان بنغازي للثقافة في 18 أبريل 2013 في بنغازي، ليبيا.AFP PHOTO / ABDULLAH DOMA

كان لمهرجان الشعر الدولي في طرابلس في نيسان/أبريل 2012 جلسات تتعلق بالثورة مباشرة وبجوانب أوسع من الربيع العربي: الشعر في عصر التحوّل الكبير؛ الشعر في عالم العولمة الرقمية؛

والمكان والمنفى والإبداع الشعري.
كدليل على مدى الانفجار الثقافي بعد سقوط القذافي، شملت نشاطات شهر واحد نيسان/أبريل 2013:

• معرض كتاب طرابلس، وهو معرض ضخم للكتب المستعملة الذي زعم منظّموه أنّه أكبر حدث ثقافي في ليبيا.
• إعلان بنغازي كعاصمة الثقافة الليبية مع كرنفال مهرجان زعلة الأول لإرث وثقافة تيبو في مرزق (“زعلة” هي تيبو “للفزان”).
• مسابقة الفيلم الليبي التي منحت جوائز لعشر أفضل أفلام قصيرة.

تقام المهرجانات المحلية سنوياً: آذار/مارس في جرمة وهون ونالوت؛ نيسان/أبريل في كاباو؛ آب/أغسطس في زوارة (مهرجان أوسو)؛ تشرين الأول/أكتوبر في غدامس (البلدة القديمة)؛ كانون الأول/ديسمبر في غات (مهرجان أكاكوس).

الموسيقى والرقص

صناعة الموسيقى الليبية تتضاءل مقارنة بالجارة مصر. ولا يزال مطربون مصريون كالراحلة أم كلثوم، المطربة الكلاسيكية العظيمة، التي توفيت عام 1975، يحظون بشعبية كبيرة. هناك رواية تقول أنه تمّ تأجيل انقلاب عام 1969 ليوم واحد كي لا يتم مقاطعة حفلتها في بنغازي. ومن بين المطربين الليبيين الجدد: محمد حسن ومحمد سنيني وسلمين زارو.

تشكّل الموسيقى المرزقاوية التقليدية، من مرزق، أساس العديد من الأغاني الليبيّة. ففي هذه الأيام، تُعزف هذه الموسيقى على آلة الأكورديون قبل حفلات الزفاف. والنوع الشعبي الآخر هو “المعلوف”، من الأندلس، حيث تغنّي مجموعة من الأشخاص أو يقرضون الشعر ذي الطابع الدينيّ أو الغرامي.
تابع الليبيون برامج تلفزيونية عن كثب ولسنوات، كالبرنامج اللبناني “ستار أكاديمي” وبرنامج “سوبر ستار”، والتي ساهمت في ظهور مواهب جديدة. عام 2004، فاز الشاب الليبي “أيمن الأعثر” بجائزة سوبر ستار اللبنانية. وعندما جرت جولات جديدة “لستار أكاديمي” في فندق كورينثيا في طرابلس، تقدّم 400 شخص.

المتاحف

مدينة قورينا الأثرية
تُظهر هذه الصورة التي التقطت في 18 يناير 2020، منظرًا لأطلال مدينة قورينا الأثرية، التي تأسست عام 630 قبل الميلاد كمستعمرة ثيرا (سانتوريني الحديثة)، على مشارف مدينة شحات الليبية، شرق المدينة الساحلية، بنغازي. Photo by Abdullah DOMA / AFP

نظراً للآثار الكلاسيكية الرومانية والإغريقية الهامة، لم يكن مستغرباً وجود متاحف عديدة في ليبيا في معظم المواقع الأثرية الكلاسيكية الكبرى، مثل متحف أبولونيا (في سوزا) وشحات ولبدة الكبرى ومتحف مدينة صبراتة الأثرية وطلميثة. وتشمل الفترة الإسلامية متحف طرابلس الإسلامي و منزل القرمانلي.

لمعظم المدن والبلدات الرئيسية متاحفها المحلية: البيضا وبنغازي ودرنة وزليتن وغدامس وجنزور.

لطرابلس متاحف عديدة، بما فيها متاحف متخصصة في علم الكتابات المنقوشة ووصف السلالات البشرية والتاريخ الطبيعي وعصور ما قبل التاريخ، إضافة إلى متحف السرايا الحمراء. وهناك متحف عسكري في طبرق.

يُعرض الفن الحديث في ليبيا في دار الفنون، مجمع أسّسه علي مصطفى رمضان عام 1993. ويضمّ أعمال لرسامين مشهورين، مثل علي الآبان من ترهونة الذي رسم مناظر عصرية، إضافة إلى علي زويك ورمضان أبو راس المعروفين بلوحاتهم التجريدية وعفاف الصومالي المعروفة بألوانها المائية.

كان محمد الزواوي (1936-2011) رساماً كاريكاتورياً معروفاً من بنغازي. رسم رسوماً كاريكاتورية للصحافة قبل حقبة القذافي وخلالها؛ وهو متخصص في الرسوم الكاريكاتورية السياسية والاجتماعية اللاذعة. توفّي في حزيران/يونيو 2011، وحضر جنازته عدد كبير من الناس في طرابلس.

الرياضة

مهرجان الفروسية الشعبي
رجال ليبيون يرتدون أزياء تقليدية يركبون الخيول خلال مهرجان الفروسية الشعبي بالقرب من العاصمة طرابلس في 21 أغسطس 2020.(Photo by Mahmud TURKIA / AFP)

كرة القدم هي إحدى أشهر الرياضات في ليبيا. ويضم الدوري الوطني الأول عددا من الفرق، وطرابلس وبنغازي موطن العديد من الأندية. فاز الأهلي بطرابلس بعدة ألقاب في الدوري منذ الستينيات. ومُنع المنتخب الوطني من المشاركة في المسابقات الدولية خلال فترة الحظر التي فرضتها الأمم المتحدة على ليبيا بين عامي ١٩٩٢ و١٩٩٨. لكن المنتخب عاد في ربيع عام ١٩٩٩ للمشاركة في نشاطات كرة القدم العالمية بمباراة ودّية ضد السنغال. وفي أكتوبر/تشرين أول 2020، حل المنتخب الوطني الليبي في المرتبة 102 بحسب تصنيف الفيفا.

ويعد سباق الخيل جزءاً تقليدياً من احتفالات الأعياد في ليبيا، كما تحظى سباقات السيارات بمتابعة قوية. ومن الرياضات التي يستمتع بها الليبيون التنس والرياضات المائية. وشاركت ليبيا للمرة الأولى في دورات الألعاب الأولمبية في النسخة التي تم تنظيمها عام ١٩٦٨ في مكسيكو.

المأكولات

لا تتمتع المطاعم الليبية بسمعة طيبة؛ المأكولات الجيدة موجودة في المنازل أكثر من المطاعم العامة. المطبخ الليبي عبارة عن فسيفساء من التأثيرات التاريخية: المتوسطية والتركية والإسبانية والأفريقية الشمالية، يكملها المطبخ الأوروبي في فترة الاستعمار. يتمّ تقديم القهوة التركية إلى جانب الشاي بالنعناع الأفريقي الشمالي والكابوتشينو وقهوة الاسبريسو الإيطالية.

من بين الأطباق المحلية: الكسكس والطاجن بأنواعها؛ والعصبان (معدة الخروف محشوة بالأرز والأعشاب والكبد والكلى)؛ مرق لحم الغنم؛ اللحوم المشوية؛ الشوربة الليبية (حارة مع النعناع)؛ البوريك (فطائر معجنات فيلو محشوة)؛ اليبرق (ورق العنب المحشي)؛ الباذنجان؛ وغيرها من الخضار.

من بين أطباق الفطور النموذجية: الزوميتا (دقيق القمح المحمص مع الكمون) والبسيسة (عدة حبوب محمصة، مثل الحمص وحبوب الحلبة مخلوطة مع الزيت المتماسك يشبه زبدة الفول السوداني).

أضيفت المعكرونة على قائمة المأكولات الليبية خلال الاحتلال الإيطالي. وألذّها المعكرونة المصنعة يدوياً من الماء والطحين. وعلى عكس الإيطاليين، يأكل الليبيون العدس والحمص والأعشاب الحارة والخضار. كما لليبيين تقليد واسع بصنع اللوسة والهريسة، بهارات ليبية حارة تستخدم في الأطباق الموسمية.

أحدث المقالات

فيما يلي أحدث المقالات التي كتبها صحفيون وأكاديميون مرموقون بشأن موضوع “الثقافة” و “ليبيا”. تم نشر هذه المقالات في ملف البلد هذا أو في أي مكان آخر على موقعنا على الإنترنت:

Advertisement
Fanack Water Palestine