وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

إيران ، من العصور القديمة إلى القاجاريين (1795-1925)

Ancient Persepolis, ceremonial capital of the Achaemenid Empire (ca. 550–330 BCE)
العاصمة الرسمية للإمبراطورية الأخمينية (حوالي 550-330 قبل الميلاد

الغزو العربي وتعاقب السلالات الحاكمة

الإمبراطورية الأخمينية ايران
الإمبراطورية الأخمينية

غزا العرب إيران عام 636 م وأنهوا حكم الساسانيين. وأحضروا الإسلام، الدين الجديد الذي أصبح الغالب في إيران. وبعد الغزو العربي، تعاقبت على حكم إيران سلالات عديدة، منها العربية والإيرانية والتركية. وبعد أن غزت قوات جنكيز خان إيران في القرن الثالث عشر، حكمت السلالات المغولية إيران حوالي القرنين.

عام 1501، أقام الصفويون إمبراطورية قوية ومركزية حكمها الشاه إسماعيل الأول، وأسسوا الإسلام الشيعي كديانة رسمية. وفي القرن الثامن عشر، أنهك الغزو الأفغاني والحروب الأهلية إيران، وتولت سلالات أخرى زمام السلطة. وعام 1736، أصبح نادر شاه الملك الجديد للدولة الأفشارية وأنهى الدولة الصفوية الضعيفة رسمياً.

بعد اغتيال نادر شاه عام 1747، سادت في إيران فترة من الفوضى عمّها صراع من أجل السلطة بين زعماء قبائل الأفشار والقاجار والأفغان والزند، انتهى بانتصار كريم خان زند (1750 – 1779) الذي قام بتوحيد البلاد. ولكن بعد موته، ظهر صراع جديد على السلطة بين المجموعات القبلية، مما أغرق الدولة في نزاع إقليمي. وهذه المرة، انتصر آغا محمد خان قاجار.

إيران هي من أقدم الحضارات المستمرة في العالم، إذ يعود تاريخ المستوطنات الحضرية فيها إلى عام 4000 قبل الميلاد.

في القرن السابع قبل الميلاد، ظهرت في إيران دولة ميديانية متحدة. أسس كورش الكبير الإمبراطورية الأخمينية – التي تعرف أحياناً بالإمبراطورية الفارسية الأولى – عام 550 قبل الميلاد. واحتل الإسكندر الكبير الإمبراطورية الفارسية عام 330 قبل الميلاد. وكانت الإمبراطورية البارثية (238 ق.م – 226 ميلادية) ثالث مملكة إيرانية تحكم إيران. أما الامبراطورية الساسانية فأسست دولة موحدة وحكمت إيران منذ عام 226 وحتى عام 637 بعد الميلاد.

القاجاريون (1795 – 1925)

تُوّج آغا محمد خان شاهاً عام 1796. كانت بلاد فارس موحدة تحت قيادته، وحكمت السلالة القجارية إيران حتى عام 1925. ازدهرت الفنون والعلوم، وتم إدخال أساليب التعليم والتكنولوجيا الغربية تدريجياً، وقد كان ذلك إشارة إلى بدء عصر الحداثة في إيران.

لكن في تلك الفترة، خسرت إيران الكثير من أراضيها ونفوذها في المنطقة. وأصبحت روسيا وبريطانيا السلطتين الكبيرتين في المنطقة، وكلاهما تدخلتا في السياسة الإيرانية. أُجبر القاجاريون على منح امتيازات لشركات أوروبية. وبعد ثورة التنباك عام 1891، اضطر ناصر الدين شاه إلى إلغاء الامتيازات التي منحت إلى بريطانيا، ولكن خلفه مظفر الدين شاه منح البريطانيين حقاً في النفط الإيراني عام 1901.

أدى الاستياء من تدخل الدول الأجنبية والرغبة في قيام حكومة مسؤولة إلى اندلاع الثورة الدستورية 1906-1911 وتشكيل برلمان. وعقد مجلس الشورى الأول (البرلمان) اجتماعه الأول في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1906. ومع نهاية عام 1906، تم إدخال دستور جديد حدد السلطات المطلقة التي كان يتمتع بها الحكّام سابقاً. بقي الشاه في السلطة وأصبحت الدولة مملكة دستورية. ومع أن إيران أعلنت عدم انحيازها لأي طرف خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها كانت ساحة لمفاوضات عنيفة بين القوى العظمى والمحافظات الداخلية.

Advertisement
Fanack Water Palestine