وقائع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الإعلام في إيران

الإعلام في إيران
مصورون فوتوغرافيون، مراسلون و مصورون سينمائيون أثناء تسجيل مرشحي الرئاسة، طهران، إيران، 13 ابريل 2017. Photo Polaris Images

المقدمة

بدأت طباعة الصحف الإيرانية في عام 1836، إلا أنّ أول المطبوعات البارزة، وقايع اتفاقية، ظهرت لأول مرة عام 1847. فقد كانت تستند إلى حدٍ كبير إلى ترجمة الصحافة الأوروبية والتركية، وبالتالي كانت أول صحيفة تخضع لرقابة السلطات الحاكمة. ومع ذلك، فإن غالبية الصحف الإيرانية، في وقتٍ مبكر، كانت تؤيد الحكومة بأغلبية ساحقة.

وبحلول الثورة الدستورية الفارسية في عام 1907، تطورت وسائل الإعلام المطبوعة في إيران بسرعة، مع وجود ما يقدر بـ84 منشور في البلاد. كما بدأت الصحف تعكس الآراء والانتماءات السياسية الإيرانية المتنوعة. بيد أن حرية الصحافة تعرضت للخطر بسبب تأثير وتدخل القوى الأجنبية، سيما بريطانيا وروسيا، في الشؤون الإيرانية، وكذلك مع إندلاع الحرب العالمية الأولى.

عززت حكومة بهلوي سلطتها طوال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وزادت في الوقت نفسه سيطرتها على الصحافة المحلية. وفي الفترة ما بين عامي 1925 و1941، انخفض عدد الصحف الإيرانية من 150 صحفية إلى نحو 50 صحفية، في حين تم إرساء أول جهودٍ لإنشاء نظام بث إعلامي جماهيري. في عام 1940، تم إطلاق راديو طهران، الذي بث لمدة ثماني ساعات يومياً. حاولت دولة بهلوي، لفترةٍ وجيزة، حظر استقبال البث الإذاعي الأجنبي، الأمر الذي ثبت في نهاية المطاف أنه غير مُجدٍ.

شهدت أوائل الخمسينيات بيئة إعلامية حرة نسبياً في إيران. وقد ساعدت وسائل الإعلام المطبوعة والإذاعة، بشكلٍ ملحوظ، في صعود نجم محمد مصدق، الذي انتخب رئيساً للوزراء في 28 أبريل 1951، من أجل تأجيج العواطف لدعم حركته لتأميم النفط. ومع ذلك، وبعد الإطاحة به في عام 1953، عادت البيئة الإعلامية لتخضع لرقابة صارمة من قبل الدولة. وتم حظر الأحزاب السياسية، وتجريم انتقاد النظام الملكي، وفرضت الدولة سيطرتها على الصحافة والإذاعة من خلال وزارة الإعلام والشرطة السرية، المعروفة باسم سافاك.

أدخل التلفزيون لأول مرة في عام 1958 كمؤسسة مملوكة للقطاع الخاص اسمها تلفزيون إيران، على الرغم من أن البث المبكر كان لبرامج أجنبية مدبلجة بالفارسية. وسرعان ما أصبحت هذه الوسيلة شائعة بين الطبقة المتوسطة من الأسر الإيرانية، وتم تأميم تلفزيون إيران في نهاية المطاف في عام 1969. سيشكل ذلك جزءاً من احتكار البث الحكومي بالإضافة إلى قناة شبكة التلفزيون الوطنية، التي أنشئت في عام 1966.

وبعد الثورة الإسلامية في عام 1979، أصبحت البيئة الإعلامية الإيرانية أكثر سيطرةً وقمعية من قبل الدولة. وفي السنوات العشر الأولى بعد الثورة، كان هناك حملة واسعة النطاق لاعتقال وإعدام الصحفيين الذين دعموا نظام بهلوي. تمّكن القضاة من إصدار أحكام تتراوح بين السجن والجلد إلى أحكام الإعدام. وقد تم تجريم انتقاد الإسلام أو الثورة أو المسؤولين الحكوميين، بالإضافة إلى تجريم نشر “أخبار كاذبة.” وخلال عام 1979 وحده، تم حظر حوالي 30 صحيفة لعدم تأييد القيم الإسلامية أو “أهداف الثورة”. وأنشئت أيضاً هيئة إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران (IRIB)، لتحل محل الشبكة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الإيرانية، لفرض رقابة على جميع المحتويات الإذاعية التي تعتبر مضرّةً بالإسلام أو المؤسسة الحاكمة.

وكما حاولت دولة بهلوي سابقاً، حاولت الجمهورية الإسلامية أيضاً الحد من تأثير إنتاج الإعلام الأجنبي. فقد بث التلفزيون الحكومي خلال السبعينيات والثمانينيات برامج إسلامية تهدف أساساً إلى تعزيز الشرعية الدينية للقيادة الإيرانية، إلى الحد الذي وصفه المشاهدون المحليون الساخطون بـ”المُلا فيزيون” بسبب محتواه المتكرر. وعندما أدخلت تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية في عام 1993، حظيت البرامج الأجنبية في البداية بشعبيةٍ كبيرة بين الجمهور الإيراني الذي يقدر التنوع والاختيار. ورداً على ذلك، وللحماية من “الفساد الأخلاقي” المحتمل للبث الإذاعي الأجنبي، حظرت الحكومة الإيرانية أطباق الأقمار الصناعية في عام 1995 (وهو قانون لا يزال قائم رسمياً)، إلا أن الجماهير الإيرانية سرعان ما وضعت استراتيجيات للتحايل على الحظر.

اضغط للتكبير. @Fanack
اضغط للتكبير. @Fanack
اضغط للتكبير. @Fanack
اضغط للتكبير. @Fanack

تم إدخال الإنترنت في عام 1993، ولكن منذ ذلك الحين تم تنظيمه بإحكام من قبل الدولة. ومع ذلك، شهدت هذه التطورات التكنولوجية بحلول نهاية القرن العشرين تعرض الإيرانيين بشكلٍ متزايد لمصادر الأخبار البديلة. كما تم تخفيف القوانين الصحفية المحلية في عام 2000، مع إدخال تعديلاتٍ على قانون الصحافة في البلاد لعام 1986، مما سمح “بالنقد البناء” للدولة والمسؤولين، طالما أن هذا يخدم “المصلحة العليا للمجتمع.”

وعندما تولى الرئيس محمد خاتمي السُلطة في عام 1997، كانت هناك دلائل على إمكانية التسامح مع بيئة صحفية أكثر تعددية. أعيدت التراخيص على الفور إلى العديد من المنشورات المحظورة مثل صحيفة جهان إسلام، وهي صحيفة متطرفة نشرها شقيق المرشد الأعلى، التي حظرت في السابق لمدة عامين ونصف العام. كما أسس أيضاً اتحادٌ للصحفيين، وبحلول نهاية عام 1997، ظهرت صحافة أكثر صراحة وانتقاداً. ومع ذلك، لم تدم هذه الظاهرة طويلاً في نهاية المطاف، فبحلول صيف عام 1998، سعى المرشد الأعلى السيد علي حسيني خامنئي مرةً أخرى إلى مزيدٍ من السيطرة على وسائل الإعلام ووصف المنافذ الصريحة التي ظهرت حديثاً في البلاد بـ”الحركةالثقافية الزاحفة الخطيرة.” أمر خاتمي بإعادة إغلاق العديد من المنشورات، مهدداً بالتدخل شخصياً إن لم يتم ذلك.

تفاوتت بيئة وسائل الإعلام في وقتٍ مبكر من القرن الحادي والعشرين بين فتراتٍ من الانفتاح والتقييد النسبي. ومع ذلك، سحق في نهاية المطاف أي تفاؤلٍ أولي بعد أحداث احتجاجات الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، مما دفع الحكومة لشن حملةٍ لقمع الأصوات المعارضة. تم طرد الصحفيين الأجانب مؤقتاً، وتم القيام بحملة اعتقال جماعية لاستهداف الصحفيين المحليين. كما سعت حكومة محمود أحمدي نجاد إلى خفض الدعم بشكلٍ كبيرعن الصحف الأكثر ليبرالية في البلاد.

ومنذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في عام 2013، يشهد معظم المراقبين على أن البيئة الإعلامية المعاصرة أقل تقييداً، إلا أن الرقابة على المطبوعات والرقابة الإلكترونية لا تزال منتشرة، كما تغلق وسائل الإعلام بشكلٍ روتيني إذا اعتبرت أنها تخطت أياً من الخطوط الحمراء الصحفية العديدة.

حرية التعبير

البيئة الإعلامية في إيران قمعية ويتم التحكم فيها بإحكام، وتحتل المرتبة 169 على مؤشر حرية الصحافة لعام 2016 لمنظمة مراسلون بلا حدود. وينص الدستور الإيراني، المعدل في عام 1989، على أن “تتمتع المطبوعات والصحافة بحرية التعبير إلا إذا كانت تضر بالمبادىء الأساسية للإسلام أو حقوق الجمهور.” وترد الاستثناءات من هذه الحرية في قانون الصحافة وقانون العقوبات الإيراني. وينص قانون الصحافة، الذي صدر في عام 1986 والمعدل في عام 2000، على وجوب احترام المنشورات للتعاليم الإسلامية والعمل لصالح المجتمع المحلي، ولكنها تسمح بحرية التعبير. غير أن قانون العقوبات يجرم “الدعاية” ضد الدولة الإيرانية، ويسمح بإصدار أحكام الإعدام بحق من يسيئون إلى الإسلام وينص على عقوبة الجلد والسجن بالنسبة لأولئك الذين يروجون عمداً “لعدم الارتياح العام أو القلق” أو ينشرون شائعات كاذبة.

الرقابة على المطبوعات شائعة على نطاقٍ واسع، وفي عام 2015، كانت الدولة تحتل المرتبة السابعة بين أكثر البلدان رقابة في العالم من قبل لجنة حماية الصحفيين. وتخضع وسائط الإعلام المطبوعة لتدخل الدولة، ولا تزال المواد التي تبث على التلفزيون الأرضي تخضع للمراقبة والرقابة من قبل هيئة إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران، في حين يتم حظر ملايين المواقع الإلكترونية، بما في ذلك بوابات الأخبار والشبكات الاجتماعية، رسمياً. فقد أصبحت الشبكات الوكيلة أكثر شعبية بين السكان الإيرانيين، واعترف روحاني في عام 2014 بأن الرقابة على الإنترنت كانت غير فعالة، وشبهها بـ”السيف الخشبي.” ومع ذلك، وعلى الرغم من تصريحه أن الرقابة والقيود المفروضة على وسائل الإعلام ستخفف خلال فترة ولايته، إلا أنه لم يجري بعد أي إصلاحاتٍ هامة في هذا الصدد.

كما تمتلك إيران سمعةً سيئة في سجن صحفييها. ففي عام 2009، أصبحت إيران أسوأ دولة في العالم في سجن الصحفيين، وفقاً للجنة حماية الصحفيين، وتحتل مراتب متقدمة في قائمة العشرة الأوائل السنوية منذ ذلك الحين. وفي عام 2016، أشارت التقديرات إلى احتجاز البلاد ثمانية صحفيين في السجن، الذي يعدّ انخفاضاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. ومن بين السجناء محمد كابودفاند، رئيس تحرير مجلة بايام ماردوم الكردية الأسبوعية، التي تم حظرها منذ ذلك الحين. وقد اعتقل كابودفاند فى عام 2007 واتهم بالتصرف بما يضر الأمن القومي ونشر دعاية ضد الدولة. وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين دخل في عدة إضرابات عن الطعام احتجاجاً على حقوقه بالزيارة وفي محاولة لمقاومته تهماً جديدة موجهة إليه.

كما اعتقل عيسى سحر خيز، وهو صحفي ومدير سابق في قسم المطبوعات في وزارة الثقافة، في عام 2009 لـ”نشر الأكاذيب” وأفرج عنه في عام 2013. وسجن مرة أخرى لـ”إهانة المسؤولين الإيرانيين” في عام 2014 وأفرج عنه بعد 21 شهراً. وفي أبريل 2017، سجن للمرة الثالثة وحكم بالسجن سنة أخرى بسبب “إهانة الرئيس السابق.”

وفي عام 2015، حكم على الصحفي المستقل والمدوّن سعيد بورهيدار بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “إهانة المرشد الأعلى” ونشر معلومات كاذبة على الإنترنت. كان بورهيدار قد كتب سابقاً لعدة وسائل إعلامية إصلاحية داخل إيران وخارجها، ذلك أنه عاش في الولايات المتحدة من عام 2010 إلى عام 2014. كما تم اعتقاله مرتين في أعقاب انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009. وأيضاً في أوائل عام 2015، حكم على رسامة الكاريكاتير عطينا فرقداني بالسجن لأكثر من 12 عاماً لنشرها أعمالاً فنية على فيسبوك اعتبرت مهينة لأعضاء البرلمان والمرشد الأعلى. وفي أعقاب حملة دولية ضد الحكم الصادر بحقها، أطلق سراح فرقداني من السجن في أيار 2016. كما واجه الصحفيون الأجانب العاملون في إيران أيضاً القمع والاعتقال من قِبل الدولة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الصحفي الأمريكي جيسون رضايان الذي عمل مراسلاً لصحيفة واشنطن بوست في طهران، ولكنه سجن من عام 2014 إلى أوائل عام 2016 بتهمة التجسس.

وكثيراً ما تغلق السلطات القضائية الإيرانية، التي تقع تحت قيادة المرشد الأعلى، قسراً، المنافذ الإعلامية المستقلة نسبياً أو تلك التي تدافع عن وجهات النظر الإصلاحية المفرطة. ففي عام 2015، أغلقت صحيفة ماردوم إمروز بعد أن نشرت على صفحتها الأولى تضامنها مع ضحايا إطلاق نار في شارلي إيبدو في فرنسا، في حين تم تعليق رخصة صحيفة قانون ذات التوجه الإصلاحي في عام 2016، بعد شكوى من الحرس الثوري الإسلامي، بتهمة “نية تعطيل الرأي العام.”

التلفزيون

تحتكر هيئة إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران (IRIB)، التي يعيّن المرشد الأعلى رئيسها، البث الأرضي في إيران. تشغل الهيئة 12 قناة وطنية، و33 قناة إقليمية، وقناتين على الإنترنت و10 قنوات دولية. يعتبر التلفزيون الوسيلة الأكثر شعبية في البلاد، مع ما يقدر بنحو 80% من المواطنين يعتمدون على التلفزيون كمصدر أولي للأخبار.

وعلى الرغم من حظرها رسمياً، تحظى أطباق الأقمار الصناعية بشعبية بين الأسر الإيرانية للوصول إلى البث الأجنبي. وفي عام 2016، دمر المسؤولون 100 ألف طبق صناعي كجزء من حملة قمع الحكومة الأخيرة، إلا أن روحاني نفسه أقر بأن الحظر غير فعال على نحو متزايد، خاصة في ضوء البث التدفقي عبر الإنترنت والتطورات في تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

القنوات الأبرز التابعة لـهيئة إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران كالآتي:

  • القناة الأولى للتلفزيون الإيراني– تأسست في عام 1958 كمؤسسة خاصة وتم تأميمها بعد أكثر من عقدٍ من الزمان. القناة الأولى هي القناة الرئيسية للدولة وتبث مجموعة متنوعة من البرامج الترفيهية والبرامج الحوارية، بالإضافة إلى بث الأخبار الرائجة.

  • القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني- تأسست في عام 1993 باعتبارها القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني، والتي تستهدف بالتحديد المشاهدين الشباب مع تركيزها على الترفيه والبث الرياضي. وتستضيف القناة أيضاً برنامج “تسعون دقيقة،” وهو الإنتاج الأكثر شعبية في التلفزيون الإيراني، والذي يستخدم أساساً كبرنامج حواري حول كرة القدم، ولكنه يتضمن أيضاً جوانب سياسية وقضايا اجتماعية.

  • قناة العالم- قناة إخبارية باللغة العربية أطلقت في عام 2003، بقصد استهداف المشاهدين العرب بالخطاب السياسي والديني الإيراني. وقد أثارت القناة ردود فعل عدائية من المملكة العربية السعودية والدول العربية التابعة لها. وفي عام 2014، منع بث المحطة في مصر والمملكة العربية السعودية، في حين اتهم وزير إماراتي في عام 2015 القناة بنشر “أخبار كاذبة.”

  • شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية (IRINN): قناة إخبارة تبث على مدار 24 ساعة أسست عام 1999. تعرض القناة أيضاً برامج حوارية وتبث في جميع أنحاء العالم.

  • قناة القرآن الكريم– قناة دينية أطلقت عام 2005 وتبث في جميع أنحاء العالم.

iran media- IRIB 3 TV
القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني. Photo Flickr

قناة العالم. Photo Flickr

  • برس تي في– تأسست في عام 2007 كقناة ناطقة باللغة الانجليزية تبث على مدى 24 ساعة، وتعرض الأخبار والبرامج الحوارية والوثائقية إلى جميع أنحاء العالم. تبث القناة محتوىً يهدف إلى تعزيز إيديولوجية إيران السياسية وتستضيف مجموعة متنوعة من الشخصيات المشهورة على الساحة الدولية لجذب الجمهور الإقليمي. وفي عام 2012، تم إلغاء رخصة القناة للبث في المملكة المتحدة بعد التحقيق ببثٍ عام 2010 لاعترافات الصحفي المسجون مازيار بهاري، التي تم انتزاعها تحت الإكراه.

الإذاعة

كحال التلفزيون، تحتكر هيئة إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران (IRIB) البث الإذاعي في إيران. تتضمن المحطات الوطنية الإذاعية البارزة في إيران، إذاعة جمهورية إيران، والتي تخدم باعتبارها المحطة الإذاعية الحكومية الرئيسية، المعروفة أيضاً باسم راديو إيران، وتبث الأخبار والبرامج الحوارية. وراديو جوان، وهي محطة موجهة للشباب وتبث الموسيقى الإيرانية. فيما تبث محطة بايام خليطاً من البرامج الإخبارية والموسيقية مع التركيز على المواطنين في المناطق الحضرية، وخاصة في طهران. المعارف، محطة ثقافية مقرها مدينة قم، مع التركيز بشكلٍ خاص على المحتوى الديني. وأخيراً، راديو القرآن الكريم الذي يبث آياتٍ وتلاوات دينية.

الصحافة

تمتلك إيران بيئة صحفية تنافسية، مع أكثر من 50 صحيفة يومية. من الصعب الحصول على أرقام موثوقة للتداول، ولكن الصحف الأكثر تداولاً تتبع خط تحريري محافظ أو تديرها الدولة. وتشمل مجموعة مختارة من الصحف اليومية الرئيسية ما يلي:

  • كيهان– أنشئت في عام 1943، بلهجة تحريرية محافظة للغاية. ومنذ عام 1979، كانت الصحيفة بمثابة الناطق بلسان المرشد الأعلى، الذي يعين أيضاً إدارة تحرير الصحيفة. تتمتع كيهان بامتياز الوصول إلى مسؤولي القضاء والأمن الإيراني، وتعتبر واحدة من الصحف الأكثر نفوذاً في البلاد.

  • مردم سالاری– المنشور الرسمي لحزب الديمقراطية في إيران (مردم سالارى). خلال الانتخابات الرئاسية عام 2009، دعمت الصحيفة علناً مرشح المعارضة مير حسين موسوي، وانتقدت بشدة الحملة الحكومية ضد الاحتجاجات التالية. وقد عمدت الصحيفة منذ ذلك الحين إلى تخفيف لهجتها بعد التحذيرات الحكومية.

الإعلام في إيران
صحيفة رسالت. Photo Flickr
  • إيران– صحيفة تديرها الحكومة وتنشرها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إيرنا) منذ عام 1995. وقد أغلقت الصحيفة مرتين، أول مرة في عام 2006، بعد نشر رسم اعتبر مسيئاً للمجتمع الأذربيجاني في البلاد، مما أدى إلى اعتقال رسام الكاريكاتير، ومرة أخرى في عام 2013، بعد مزاعم بنشر أخبار كاذبة.

  • شرق– تأسست في عام 2003 وتعتبر واحدة من الصحف الإصلاحية الأكثر شعبية في إيران. خلال العقد الأول من نشرها، أغلقت الصحيفة في أربع مناسبات منفصلة بعد انتهاك القوانين الصحفية، ومنذ ذلك الحين تبنت موقف تحريري أكثر حياداً. وتعتقل السلطات الإيرانية بانتظام موظفي الصحيفة، حيث ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود ثلاثة أمثلة لصحفيين معتقلين تابعين لصحيفة شرق في عام 2016، بمن فيهم المحرر السياسي السابق.

  • آفتاب يزد- أطلقت كجريدة وطنية في عام 2000، بعد أن كانت تقتصر في السابق على محافظتها المحلية. غالباً ما تنتقد صحيفة آفتاب يزد الفصائل المحافظة للحكومة الإيرانية وتتبنى مواقف تعكس وجهات نظر رجال الدين المعتدلين البارزين.

  • رسالت- نشرت لأول مرة في عام 1985 وهي مملوكة من قبل مؤسسة رسالت المحافظة. تنشر الصحيفة أخباراً سياسية وثقافية واجتماعية تعكس قيمها التقليدية والدينية.

  • طهران تايمز – تأسست في عام 1979 كأول صحيفة باللغة الإنجليزية في البلاد. تتبع خط تحريري محافظ وتدعو لمشاركة مساهمات الكتاب الدوليين في محاولةٍ لتعزيز جاذبيتها في الخارج.

وسائل التواصل الاجتماعي

أطلق العديد من المراقبين الغربيين على الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2009 “ثورة تويتر،” مع ورود تقارير عن استخدام النشطاء لوسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والمدونات والرسائل النصية القصيرة لتنسيق المظاهرات وحشد وتحديد الدعم. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه متزايد نحو التقليل من أهمية الاتصالات عبر الإنترنت والهواتف النقالة خلال أحداث عام 2009، مع وجود بحوث جديدة تدعي أن نقل الكلام شفهياً كان أداة التعبئة الأكثر تأثيراً، في حين أن الأنشطة عبر الإنترنت تترك أثراً رقمياً يمكن استغلاله من قبل أجهزة الأمن.

ومع ذلك، منذ عام 2009، تم حظر منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية مثل تويتر، ويوتيوب والفيسبوك في إيران. ولا يزال العديد من المواطنين الإيرانيين يتمكنون من الوصول إلى المواقع وتشغيل الصفحات الشخصية عن طريق الشبكات الوكيلة، على الرغم من أن من الصعب الحصول على إحصاءات دقيقة لاستخدام هذه النصات بسبب الحظر الرسمي. وفي ممارسة قد تبدو متناقضة، يمتلك المرشد الأعلى الخميني حساباً على تويتر، كما أن للرئيس حسابات على كلٍ من تويتر والفيسبوك، تماماً كما هو الحال بالنسبة لغيرهم من المسؤولين الايرانيين رفيعي المستوى، بمن فيهم وزير الخارجية جواد ظريف.

وفي عام 2014، حجبت السلطات الإيرانية أيضاً العديد من منصات تبادل الرسائل على الهواتف النقالة، بما في ذلك واتساب وفايبر، بعد اعتقال عدة أشخاص بسبب تبادلهم رسائل مُهينة عن المسؤولين الإيرانيين والمرشد الأعلى. وقد أصبحت خدمة الرسائل الفورية الجديدة نسبياً، تيلغرام، المنصة الأكثر شعبية المسموح بها في إيران، مع ما يقدر بنحو 20 مليون مستخدم في عام 2015. يتمتع الإنستاغرام أيضاً بشعبية كبيرة، إذ لم يخضع حتى الآن للعقوبات الرسمية.

كما تتم مراقبة المحتوى المنشور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات بشكلٍ كبير، وتفرض السلطات عقوبات صارمة على أولئك الذين ينتقدون أو يعارضون الدولة إلى حدٍ كبير على الإنترنت. فقد اعتقل الفنان الإيراني هادي حيدري في نوفمبر 2015، بعد أن نشر رسماً كاريكاتوراً على فيسبوك تضامناً مع ضحايا الهجمات الإرهابية في باريس. وأفرج عنه في أبريل 2016. وفي أبريل 2016 أيضاً، حكم على الصحفي محمد فتحي بالجلد 444 جلدة لنشره مقالاً على مدونته انتقد فيه الحكومة البلدية. كما أطلق سراح حسين مالكي، وهو مدون ساعد مواطنين آخرين في التحايل على لوائح الرقابة على الإنترنت، في مايو 2016، بعد اعتقاله منذ عام 2009.

المنشورات على الإنترنت

إن من أبرز جوانب البيئة الإعلامية الإيرانية العدد الكبير من وكالات الأنباء التي ظهرت منذ إدخال الإنترنت إلى البلاد. وكالات الأنباء الرئيسية هي كما يلي:

  • وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) – تعمل وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية بشكلٍ من الأشكال منذ عام 1934، وكانت واحدة من أولى منصات الأخبار التي انتقلت إلى الإنترنت في عام 1997. وغالباً ما تخدم بصفتها الناطق الرسمي للتصريحات الحكومية الرسمية وتنشر في ثمانية لغات مختلفة.

  • وكالة مهر للأنباء– أنشئت في عام 2003 كوكالة أنباء خاصة مملوكة من قبل منظمة نشر الأفكار الإسلامية (إيدو). مديرها العام هو علي أصغري، الذي يرأس أيضاً صحيفة طهران تايمز.

الإعلام في إيران
وكالة انباء فارس. Photo Fars News Agency
  • وكالة انباء فارس – تأسست عام 2003 كوكالة أنباء شبه رسمية للدولة تابعة للحرس الثوري الايراني. تقدم المحتوى باللغة الفارسية والعربية والإنجليزية والتركية. وتتمتع الوكالة بسمعة طيبة لموقفها التحفظي المتشدد، ولكن أيضاً في بعض الأحيان لتغطيتها للأحداث الغريبة ونظريات المؤامرة. ففي عام 2014، أوردت تقارير بأن “أجندة استخباراتية فضائية/ من خارج الأرض” تقود السياسة المحلية والدولية للحكومة الأمريكية.

  • وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)– تأسست في عام 1999 باعتبارها بوابة إخبارية يُديرها الطلاب الإيرانيين. فقد كانت تختص في الأصل بالأخبار الأكاديمية والجامعية، ومنذ ذلك الحين توسعت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية لتغطية الموضوعات الوطنية والدولية. تعتبر منصة أكثر استقلالية واعتدالاً من وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

  • وكالة الانباء العمالية الايرانية (إيلنا)– تأسست في عام 2003 كوكالة أنباء مخصصة للقوى العاملة في البلاد، وتعمل تحت رعاية دار العمال، وهي نقابة العمال التي أنشأتها الحكومة. وتعتبر وكالة الأنباء قريبة نسبياً من الحركة الإصلاحية الإيرانية.

Advertisement
Fanack Water Palestine